الرئيسية / كتابات وآراء / أغطية الجريمة ... مواطنة نموذجا!

أغطية الجريمة ... مواطنة نموذجا!

حسين الصوفي
السبت , 25 مارس 2017 الساعة 01:29 مساء
بعد ازهاق 72 روحا تحت التعذيب أصبح الصمت عن ما يصلنا من معلومات تفيد التواطؤ والتستر لما تسمى بمنظمات حقوق \"الإنسان\" جريمة في حق القتلى تساوي جريمة قتلهم أول مرة، والصمت أخطر من القتل الأول لأن القاتل يقتل ضحية واحدة بينما الصامت يقتل عشرات الضحايا، فهو يجرهم الى نفس المصير.
والبداية من منظمة مواطنة؛ فلدي الكثير من الشهادات لكني سأبدأ بشهادتي شخصيا على تواطؤ مخجل وفاضح يكاد يصل حد الشراكة مع المجرم الحقيقي، في مايو من العام 2015 اتصل بي عبد الرشيد الفقيه ليسمع شهادتي عن #مذبحة_هران ، أدليت له بكل ما أعرف حينها، ثم طلب مني تسهيل نزول فريق ميداني لتصوير شهادات الأهالي، رحبت بالفكرة وشكرته على تفاعله، ثم غاب ايام.
كنت حينها موجوع للغاية -ولا يزال جرح قتل عبد الله قابل ويوسف العيزري لا يفارقني لحظة- فاتصلت بهم على ارقام المكتب ورقم آخر ام تي إن، ردت علي موظفة احتفظ باسمها، طلبت مني اعادة شهادتي، سردتها عبر التلفون وكنت لا أتمالك نفسي، كنت اشرح تفاصيل القصة وعيوني تسكب دمعها كالغمام، كانت جريمة هران ولا تزال أبشع جريمة تم ارتكابها حتى اللحظة.
وحينها بدأت المماطلة، عندما اتضحت الصورة كاملة لدى رضية ورشيد بأن المتورط في الجريمة بكل تفاصيلها هو الحوثي .
حينها كنت ألح في المتابعة والتواصل، تحججوا بأن الطريق غير آمنة، خاطرت بنفسي وجمعت ملفا كاملا، ثم قمت بالتوثيق والتصوير مع أغلب الضحايا، تعهدت لهم والتزمت بتوفير نقل وتأمين فريقهم، وعدوني بالترتيب للسفر، ثم استمروا في المماطلة شهرا أو أكثر، عندها أخبرتهم أن لدي توثيق كامل لأغلب ضحايا المذبحة ورجوتهم بالتواصل مع جهات تحقيق حتى لا تقتل الجريمة مرة أخرى، غير أن عبد الرشيد قام بعمل حظر لرقمي على واتس أب!
ها نحن نقترب من الذكرى الثانية لجريمة هران، ومواطنة تلتزم الصمت المطبق عن كل الشهادات التي جمعتها لهم!، ربما اتضحت حقيقة تعريفهم ل\"الإنسان\" الذي يدافعون عنه!!
***
قبل عدة أشهر تواصلنا بمنظمات ومن بينها مواطنة، طلبنا منهم أمر بسيط للغاية ، \"زيارة عبد الخالق عمران في سجن الأمن السياسي\" زيارة فقط، زيارة لا غير زيارة اكتبوها ألف مرة واقرأوها ألف مرة وفكروا فيها ألف مرة ، زياااااااارة، تعهدنا لرضية بإيجار باص أو بتوفير سيارة تنقلها إلى مبنى سجن الأمن السياسي، لكنهم رفضوا، سيخرجون لتبرير هذا الخذلان، لكن الوجع الذي يهدد عمود عبد الخالق أكبر من الصمت، عبد الخالق قد يفقد الحركة في أي لحظة، وصلاح القاعدي فقد السمع في إذنه اليمنى، وربما يفقد البصر حيث بدأت الرؤية لديه تخف يوما بعد آخر، وأكرم الوليدي منذ عام يحتاج إلى عملية جراحية وقد نقلوه إلى المستشفى مرتين ثم أعادوه في نفس اللحظة دون إجراء العملية، يعذبونهم بأمراضهم، بدلا عن معالجتهم؛ و72 شهيد قتل تحت التعذيب ولم تصدر مواطنة بياااان واحد على الاطلاق!
****
المعلومات التي تصل من اسر المختطفين تفيد بأن هناك منظمات تقوم بجمع معلومات استخبارية، معلومات يعجز عن انتزاعها المحققون تحت التعذيب، فيوكلون الأمر للمنظمات الناعمة لتجمع بقية المعلومات!
ومما يزيد في الوجع أن التهم التي يجمعون الأدلة عليها كلها في صلب القانون وكلها أعمال شرعية، فجريمة أحد المختطفين أنه أوقف نزيف جريح! ومثلها تقوم منظماتهم بتوفير الادلة الناقصة على ارتكاب \"جريمة\" انقاذ روح!
الاستمارات والاستبيانات التي تم جمعها من قبل هذه المنظمات اتضح بأن بعض من تحدثوا لها تعرضوا للاختطاف او التهديد، وفي أغلب الأحيان لطمس آثار الجرائم.
هناك الكثير والكثير مما يقال وهناك ما ينتظر اكتمال خيوطه ليقال.