السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٠ مساءً

عن لصوص مأرب

عامر السعيدي
الاربعاء ، ٢٢ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٩:٤٥ مساءً
أشتي أكتب في وقت لاحق عن اللصوص في مأرب، عن التماسيح ومصاصي الدماء، وعن أخي الذي فقد ثقته بي واحترامه لي بسبب مواعيدي له أنني سأتابع معاملته كجريح تجاهله الجميع. يعني أتابع باعتباري كما هو يعتقد، شخص مهم أستيطع أن أتصل اتصال وتسبر أموره، أنا رسخت في وعيه هذا الاعتقاد عندما قلت له ولا يهمك اعرف امور .
المعاملة ليس فيها ما يشعرني بالخجل لأنها لجريح نصبت الإمارات علمها حيث سقط هو ورفاقه أعلى سد مأرب لتحصد نصرا أبطاله لا تراهم الكاميرات.
في الفترة الأخيرة، استعنت بصحفي محترم له علاقاته بالمعنيين، تفاعل معي فقلت للولد خلاص أمورك سبرت أخيرا، لكن على ما يبدو حتى صديقي هذا لم يجد طريقة لانقاذ الصورة المثالية التي رسمها الجندي المجهول لأخ فاقد الحيلة تماما، وحتى لم يعد يرد على اتصالي ورسائلي.
وفي الليل كان الجرح بانتظاري في القلب، وقبل أن يسألني أيش فعلتوا، قلت له إذا لم يردوا لنا خبر من عند المقدشي سوف أرفع مذكرة إلى مكتب النائب، كنت أكذب مجددا من باب المواساة .
المسألة ليست لأنه أخي، هو جريح خسر الأمعاء وظل لعام يتغوط عبر قسطرة، قبل ذلك كان قائدا لإحدى مجموعات الأبطال الذين صنعوا أعظم نصر لمأرب، وجندي منذ 7 سنوات في الجيش اليمني.
يعني باختصار هذا حقه كبطل، سواء كان أخي أو ابن ستين كلب، ثم أني لدي مئات القصص والحكايات عن ظلم الجرحى وإهانتهم، وعن قطيع المنتفعين والعبيد في البلاط الذين يحصدون ثمار تضحيات المساكين، وعن قيمة قات أصغر شاقي يخزن بعشرة ألف بينما تخجل روحك من رقبة قميص ملطلط وسخ على ظهر جريح جائع، يتصل بك يا خبير والله لا أملك حق العشاء، ترد ناهي اصبر قد تشوف البلاد كلها حالتها حاله، أنا أشوف حل وأتواصل بك ثم تدعمم وخلاص.
ليس للأمر علاقة بالعلاج، فهو قد استعان على جراحه بالقات والسيجارة، هو موضوع حقوق أخرى حصل عليها أبناء الحلقات ومرافقي المشائخ وخسرها الجنود الذين لا يجدون ظهرا يتكئون عليه.
أما بالنسبة للعلاج فقد جلسنا سنة نلاحق بعدهم يفعلوا له عملية توصيل أمعاء ولم يساعدني في الإخير الا الصحفي محمد الشيبري بوساطة وجن وعفاريت أدخله مستشفى مارب.
قبل أسبوع ترك لي رسالة قصيرة جدا في آخر محادثة وهو يتأبط خذلانه وسلاحه، ويرد من حيث تكون العودة مستحيلة أو معجزة.
تقول الرسالة..
" علا زبئئ أنت والمقدشي" .
أنا بدوري رديت عليه بشكل هاديء جدا وقلت له : " على " هكذا يكتبوها وليست علا، تاركا لخياله تشطيب الكلمة التالية على طريقته وبما يتناسب وحجم الغبن والخذلان.