الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٩ مساءً

مسؤولية الهاشميين الوخيمة

سام الغباري
الاثنين ، ١٣ مارس ٢٠١٧ الساعة ١٠:٥٧ مساءً
الملاحظة التي يجب على الهاشميين ان ينتبهوا لها هو ان الهاشمية جرى تحويلها الى حركة سياسية دينية عنصرية مخيفة تقوم على فكرة تتناقض تماما مع مسلمات العصر الحديث ونظرة المجتمعات لامور الحكم ووسائله .

- ثم إنها ايضا حركة اجتماعية وثقافية موازية تعمل على تنظيم نفسها وفق حركة منظمة تشعرك بالخطر عند دراستها ، فهي حركة عنصرية تشبه كل الحركات العنصرية والعرقية في العالم وتختلف فقط من حيث قدرتها على تنظيم نفسها بطريقة تشبه الحركة الصهيونية مثلا التي حولت الدين اليهودي الى دين عرقي لا يمكن الانتماء اليه الا بفحص ال DNA للأم .

- بذات الطريقة كان العرق الآري الذي تمحور حول نفسه واعتبر نفسه سيدا على الآخرين ثم فكرة الدماء الزرقاء التي كانت معظم اوروبا تؤمن بها في فترات مختلفة من التاريخ .

- هذه الحركات هي حركات مخيفة وتستفز الناس بصورة كبيرة لأنك لن ترى نفسك حتى ولو كنت حاكما إلا مجرد موظف في خدمة الشجرة المقدسة .

- مالفت انتباه الناس وخوفهم معا هو هذا التلاحم المريب والغريب لأفراد هذه السلالة وبصورة تشعرك بعملية منظمة تمتد لآلاف السنين وليست مجرد حركة ضرب الحظ معها فتحالفت مع علي عبدالله صالح .

- منذ اليوم الثاني لموت الرسول وربما قبل موته ولدت هذه الحركة ، وعبر التاريخ اشتعلت البلاد الاسلامية حروبا وصراعات على خلفية هذه النظرية المخيفة .. فالدولة الاسلامية الأولى سقطت بفعل هذه الفكرة وسقطت الدولة الأموية على اعتاب هذه الفكرة ثم دخلت البلاد بعد العباسيين وهم واحدة من السلالات التي ارتبطت بالفكرة ورأت أن العم اقرب من ابن العم ، ثم دخلت الأمة في سلسلة من الفوضى والثورات التي لم تتوقف بفعل الفكرة التي لا تموت حتى تقوم من جديد .

- في التاريخ الاسلامي اكثر من 350 ثورة قامت على هذه الخلفية وهذه النظرية وبسببها قُتل مئات الألوف من المسلمين في صراعات البحث عن السلالة النظيفة وتغيرت احكام الفقه والدين وفقا لتأثيرات هذه الفكرة .

- ومن هنا فإن النظرة الى القصة الهاشمية بهذه الخلفية تبعث الكثير من الفزع لأنها ليست فكرة "الحوثي" وليست مجرد قصة غبية استفادت من تناقضات اللحظة وقفزت الى السطح وستنتهي .. لا لا إطلاقًا ، فهذا التخوف الذي نبديه ولا نكتمه مشروع ويجب على الهاشميين أنفسهم مقاومته ابتداءً ، لأن تأثيراته ستكون وخيمة على الجميع في لحظة ربما لن يكون بمقدور احد ان يدفع عنهم اي شيء امام غضب هائج يستحضر كل جرائم التاريخ وكل صور الرعب القديم والحديث ليختزلها في لقب لأسرة او عائلة .

- حالة الترابط السلالي الغريب الذي نراه واضحًا، وحالة الحنان التي يُظهِرونها لبعضهم !، وحالة الجنون التي كشفوها في وجه خصومهم منحت المجتمع حقًا كاملًا في الانتقام ورد الرعب إذا ماتمكن من الانتصار .. هذه الصورة المخيفة تلوح في الأفق ولا يمكن نكرانها فهي حقيقة واقعية مُفزِعة لي شخصيًا .

- مثلًا .. الخوف من النازية جعل 25 الف طن من مادة TNT تنفجر في مدينة واحدة اسمها "ايسن" ظلت تشتعل قرابة ثلاثون يوما ، ولم يتذكر احد حتى اللحظة كل هذا الدمار بعدما فعله هتلر في أوروبا والعالم ، وامام عرقية هتلر وجنونه دفعت كل ألمانيا الثمن .
- ليس هذا التعاطف في وقتها فقط بل حتى اليوم لاتجد احدا يبكي المدن المحترقة والجثث المتفحمة التي احرقها طيران الغرب في الحرب العالمية الثانية وحتى هذه اللحظة لا أحد يذكر منها شيئًا ، وبالرغم من كل تلك المآساة الانسانية التي تفوق الإحتمال ، لا يتذكر العالم سوى بشاعة النازية والحركة العنصرية التي آمنت بتفوق العرق على سائر البشرية !.

- هذا ما يحدث للبشر عموما ولابد ان نشير الى هذه الحقيقة الواقعية لأن مسئوليتنا مشتركة في الحفاظ على السلم الاجتماعي ولا بد ان تظهر البطولات من الهاشميين انفسهم لرفض الفكرة والحرب الضروس عليها حتى يشعر المجتمع بأن المسألة غاية في الجدية وليست مجرد أصوات تفتقد للفدائية ، يجب أن يتخلى الصوت الهاشمي عن المكر في هذه القضية بالذات .

- هذا امر كنت اود ان أناقش فيه الهاشميين وحدهم وان يصلهم وحدهم لأن المجتمعات ليست اجهزة حاسوب يمكن تزويدها بالبرنامج المناسب بل هي حركات فوضوية عنيفة لن يكون بمقدور أحد ان يوقفها .

- لقد ضرب الهاشميون الاستقرار الاجتماعي ، اخلاق الدين ، اعراف المجتمع ، توافقات السياسة ، ودمروا في طريقهم الى الحكم كل الأخلاقيات باعتبارهم مجموعات نظيفة ترى الآخرين مخلوقات ناقصة غير مفضلة ، واستحقوا اللعنة الأبدية .

- هكذا سيقول اولئك الذين فُجّرت بيوتهم ولن يملك احد ترف الفصل بين العوائل والأنساب في لحظة انتقام قد تأتي ذات يوم ، مالم يرى الهاشميون فدائية كبيرة تشعر المجتمع بالطمأنينة .

- من هنا تنبع تخوفات المجتمع والناس ، من خلفيات الحركة وتنظيمها المخفي وكيف استطاعت ان تلملم كل شتاتها في أيام معدودة لتنتظم بهذه الطريقة المخيفة .. فهي جماعة عزلت ابناءها ودرستهم كتبها الخاصة ولقنتهم قدسية العرق واحتقار الآخرين ثم اطلقتهم لايلوون على شيء .

- هذه هي الصورة التي رُسِمت حتى الآن ، ولست أنا وغيري من رسمها ، بل هو الفعل منهم قبل القول مِنّـا ، ولابد لتغييرها من تضحيات كبيرة من الوسط الهاشمي نفسه ، تليق بانكسارات اللحظة وقهر السنين.