أقفوا كل المشاريع حالاً وادفعوا ثمن الرغيف للموظفين، اوقفوا الزحف العسكري وامنحوا تكاليف الذخيرة للأطفال ثمناً لحليبهم، توقفوا عن المتاجرةِ اللغوية بالأوهام وبيع الكلمات في الفضاءات العاهرة، بيعوا بدلاتكم الأنيقة وسيارات الوزراء وامنحوا المساكين تكاليف معيشتهم، كلّ وجوه المسؤولين اليوم صارت فحماً قبيحاً بالنسبة للموظف المطعون..!
أيّها الساسي ذو الوجه الملسوع بالعار أرجوك توقف عن كتابة التصريحات في موقعك ، بحق الجحيم توقف عن إطلالتك الوقحة من على شاشات التلفزة، احتفظ بوجهك الملطخ بالبشاعة وحاول تغليفه بوسادتك المتسخة، يا هؤلاء استعيدوا جراماً واحداً من الخجل وتذكروا كم أنتم مكللين بالفضيحة ومشيعين باللعنات، تتجولون بربطة العنق في الشاشات والشعب يحتضر ..!
نتعثر في مشروعنا الوطني المقاوم بقدر تعثر المواطن بمصروفه اليومي، تهزمنا أوجاع البائسين، لن ننتصر والأطفال مهزومين بثمن لعبة، لا أمل في النجاة ما دامت الملايين عارية بلا أبسط حقوقهم الزهيدة، هذا التحدي لجامنا الكبير ما لم نجتازه بمسؤولية فكل افعالنا عرجاء ولن يستقيم لها حال..!
ما من فعل بشري نبيل يمكن القيام به قبل اطعام الجوعى ووقف هذا الذل الذي يخنق قلوب الموظفين وملايين الأطفال والنساء معهم، ما لم يكُن الانسان وحياته هو الهدف الأول لأي حركة حكومية فكل شيء عندها باهت وعديم الجدوى.. "
لا تنتظر من جائع ترتجف يديه أن يقبض البندقية بصلابة واقتدار وينتصر، لا تنتظر من مجتمع يتحلل جوعاً ومهانة أن يُشكل ترسانة بشرية تحمي ظهور المقاومين، من تهزمه مصاريف يومه سيدهس على كل شيء ويذهب للبحث عن ما يحفظ له كرامته، ولو من مخازن الشيطان..!
وأنت أيّها الموظف المذبوح : لا تقف عاجزاً تندبُ حظك العاثر، استعيد صورة الكائن البدائي المتوحش داخلك، تحمم باللهب واخرج لتقضم جمجمة كلّ مسؤولٍ تصادفه، انزع الصاعق الروحي النائم فيك وتشظى في وجه كل شيء، اخلع ثيابك واجمع اطفالك واخرج لتعوي ضد اللصوص، لا تنتظر فرجاً يهبط من السماء، تعلم كيف تمارس الجنون الوحشي مرة واحدة في حياتك، وانتصر لعيشك المهدور، انتصر لذاتك المكسورة، متى تفعل ذلك، هيّا افعلها الآن..!