الخميس ، ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٦ مساءً

حارسُ حُلمنا: اللواء اليافعي شهيداً..!

محمد المياحي
الخميس ، ٢٣ فبراير ٢٠١٧ الساعة ١٢:٢٣ صباحاً
سقطَ جنرالُ الثورةِ على الساحلِ ، سقطَ اليافعي شهيداً بكامل جلالته العسكرية الممتدة لعقودِ، سقطَ البطلُ وصعدتُ الجمهوريةُ على أكتافه أميالاً نحو السماء، تدفقَ دمُ الشهيدِ على أصدافِ البحر، هذا حدثُُ كبير يوجعنا كثيرا، ونتشامخُ به تحت ظلالِ الجمهورية، يوخِزُنا في الأعماقِ استرخاءُ جسده الأبدي، وبحجمِ الوجع يكونُ تجاسر السائرون على خط الحلم ذاته..!

لا يضمرُ حلماً شربَ دماءَ الكبار، لا يذوي كفاحاً أهديناه أقداحاً من الشرابِ المقدس، دمُ اليافعي ومن قبله الشدادي والصبيحي وغيرهم الكثير، يجعلٰني أكثرَ اطمئنانا على مُستقبلِ البلد، ويزداد يقيني بصلابة جذورنا ونضوج هدفنا الكبير وبقربِ موعد حصادنا المأمول، هذا دمُ يسارع من انضاج ثمارنا، ويمنحُ فاكهةَ الشعب بريقا ونضارة..

حينما يسقطُ الجندي القادم من روابي تهامة جنباً إلى جنبِ مع جنرالٍ من الصفوفِ الأولى للجيش، يسقطون وقد كانت أقدامهم مرتصة على صخرةٍ واحدة ، وأكتافهم تلاصقُ بعضها، هُنا نؤمنُ كثيراً بنظافة المعركة وطهارة الغد البازغ من دم تلك اللحظة القاسية التي سقط فيها أمثال هؤلاء..!

هذا ليس حديثُ في الأماني أو الاحلام، ثمة مؤشرُ تأريخي يقول لنا: إذا ما أردت اختبار مدى اخضرار أحلام الأمم فانظر إلى سخائهم بالشهداء_يلتقط الشنقيطي فكرة كهذه ويجزم بها_ هل هناكَ من هو أكثر شهامة منّا ونحن نقفُ في نهار صاخب الألم ونُقدمُ للتراب مائدة من لحم المناضلون الكبار..؟

وبصرفِ النظر عن حادثة مقتل اللواء اليافعي، والثغرة التي تسللت منها العصابات وتصيدته، هذا كله لا يخصمُ من شرف البطولة ونبالة التضحية التي قدمها الرجل، قدم أثمن ما يملك لتتمتعَ الأجيال من بعده بمُدنٍ خالية من القذارات وشوارع تعتليها قداسة الدولة وسطوع القانون..!

وداعاً يا سور ثورتنا العنيد، وداعاً يا قلادة مجدنا الزاهي، ويا أخر القادة المغدورين.. بمشئية الثورة ومشيئة دمك الذي سيظل يحرسنا حتى نصل، لن نموت قبل أن ننستوثق جيدا بأن حُلمك قد صار شجرة وارفة الظل ، وبأننا أحياء تحت ظلّك الأبدي ، أحياء، حتى نلتقيكَ في رحاب الجمهورية الكبير..!
نم يا عزيزي، نم بسلام أيها الملاك المجيد.!