الخميس ، ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٦ مساءً

لو كان الإصلاحُ حزبا ميتاً لما عاشَ كلّ هؤلاءِ الممّسوسين..!

محمد المياحي
الاثنين ، ٢٠ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٠٧ مساءً
هل سألتُم أنفسكم يوماً ماذا لو قررَ الاصلاح التخلي عن زهدهِ وحلمه الممتد ثم حشد جمهوره وتنزّل بكل مخالبة العنيدة وبدأ منافستكم في اللعب الطائش بمصير البلد؟! ماذا لو أزال هذا الخاشع لجام المسؤولية وآمن بالتصابي وفتح فمه وقرر مواجهة القرود المتسلقة على أكتاف الجمهورية؟
أغمضوا أعينكم العمياء ثم تخيلوا لدقيقةِ ما الذي يمكن أن يحدث لكم..!
تُفزعني حجم التجنيات اليومية التي يصبّها المتبطلون على هذه الكتلة الشعبية _المذرورة في كل سهل وبحر _ هكذا اعتباطا وبلا ذرة منطق واحدة.
أصابُ بالحيرة والذهول من هذا النزوع البدائي الممسوخ لتفريغ كل المساوئ على رأس التنظيم، هكذا يقول الممسوسين بخفة وبلاهة أن كلّ الشرور تنبع من تحت جناح هذا الحزب، ثم لا يشعرون بالخجل..!
أتخيلني بومة قادمة من أطرافِ صحراء المريخ وجئتُ هنا واطْلعت ليوم واحد على كلّ تلك الأباطيل التي يدونها أحفاد الكراهية ضدّ هذا الحزب الذي فقد كل شيء من أجل دولةٍ تحرس حقوق كل الناس.
ماذا يمكنني حينها أن أستنتجَ من هول الجنايات التي يُلصقونهاُ زورا بهذه الجهةُ القانعة والصامتة ، المدمية والمتقبلة لكل اساءة وتُهمة بصمت ومرارة، وكلّ ذلك حفاظا على وحدة الصف ، هذه الجملة التي بتُ اكرهها بسبب هولاء الاوغاد...!
هذا الحزبُ الذي حولتموه شيطاناً لعيناً كان وما يزال يمثلُ عمودا فقريا لكل مراحل الكفاح طيلة 80عام كامل من تأريخ البلد الحديث، هذا ليس حديثاً في الانشاء ، تلك حقائقُ التأريخ التي ولدت قبلنا، ثوابت النضالُ التي دفع التنظيم أودية من دم ومال لحمايتها، كان هذا الشيطانُ منذ ميلاده في قلب حركة التحرير وفي عمق ميلاد الجمهورية وظلّ تلميذا لها، شارك في الدولة وكان جزءُ لصيق بالسياسة وحين تعفنت الدولة والسياسة معا تركهما، وعاد إلى القرى والارياف كبِر بعدها وانقذف في قلب الثورة، وصار الآن في هرم الحراك المسلح لاستعادة الدولة والحلم ، صنعَ كلّ هذه المعجزات ولم يرى المرجفون شئيا منها..!
إن كلّ هذه المظاهر الزاهية للتنظيم تبدو لامرئية بالنسبة للمُصابين برمادِ في العيون، هؤلاء المحنّطين بذنوبهم لا يرون إلا من قرينة الضغينة ولا ينظرون سوى من زقاق الخطيئة ، ولا أمل لشفائهم من وباء الكساح العقلي المزمن الذي ظلّ يرافقهم منذ زمن بعيد..!
أتذكر جمال انعم يقولُ فيما معناه: يا هؤلاء لو كان الاصلاحُ حزباً ميتا لما بقي كلّ هؤلاء أحياء.
تعتاشون على حضوره الفخيم، وتحاولون ابتزازه في نقاط قوته لا ضعفه.
انظر اليهم ناقمونَ يعترشهم الخواء فيُحاولون البحث عن طعام لهم من موائد هذا السخي الذي لا يكفُ عن العطايا والهِبات..