تُرى كيف يعيش خرتيت السلطة المذبوح(صالح) في هذه اللحطات؟
تلك الفحمة الممسوخة بمّ تشعر الآن؟
حين يرى الجماهير المتشعشة بالفرح تُردد الأناشيد في شارع جمال، ثمّ تُشعل أهازيج الثورة وتحتفل، تزحف نحو أفق الأحلام بجسارة وشغف لا ينتهي، تفعل هذا وفي الوقت ذاته تَمسك الأرّض والبندقية معاً وتواصل الكفاح بشكيمة مذهلة.. "
تُرى من ذا يمكنه أن يستكشف عمق الصواعق النفسية التي تشرخ دواخل ذلك الكائن المهزوم في هذا الزمنُ الحاد الذي يمرّ به؟
وفي مأرب تصلُ مشاهدُ الاحتفالِ بالثورةِ تباعاً، تتخطّفني الصور، هذه دهشةُ خضراء، يا الله ، انظُر إليها، هذه حياةُ ضاجة، هذا صخبُ نادر وغريب ، هؤلاء الواقفون عند جدارِ التأريخ يبعثونَ الأحلام من جديد، يزرعون نورَ البلدةِ، يبتكرون الضوء من قلبِ الليل، هذه أعمدةُ سبأ تفصح عن تعابيرها الملحمية وتحتضن الثورة بحميمية وقوة نادرتين، هي ذا الثورةُ في مأرب تُعيد توزيع قيم الخُلود بسخاءٍ على أحفادِ الجمهورية أولئك الساهرون عند عتبات الدولة ، القابضون شعلة الحُلم المقدس على امتدادِ الثورة..!
وعلى النقيض هناك في صنعاء الضبع المُنهك صالحُ وقد أضحى من أراذل القوم يندبُ حظّه ويبكي ملكاً ضاعَ من يديه..!
يحدث كلّ هذا في تعز ومأرب وغيرها من المدن، فيما يتشقق قلب المخلوغ مرات ومرات، تائه في محنته الكبيرة، دائخ يلذعه سياط الثورة، وفي أعماقه كلب الجحيم يهزأ من هذا المآل الذي انحدر إليه سلطانه المهزوم ويسخر..!