الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢١ مساءً

علي محسن .. بطل الانتصار الوحيد !

سام الغباري
الاثنين ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ١٠:٠٦ صباحاً
مرحبا بالجيش .. والله وياهلا .. اللباس العسكري هيبة وحلا ..
على وقع هذه الاغنية الحماسية ، رفعت قناة "اليمن الفضائية" تقريراً مصوراً عن زيارة الفريق علي محسن الاحمر - نائب رئيس الجمهورية ، ونائب القائد الاعلى للقوات المسلحة اليمنية الى جبال "نهم" القريبة من العاصمة "صنعاء" ، في إشارة ارتعدت لها فرائص المعتدين الحوثيين ومن والاهم .
- لا خيار حقيقي في اليمن سوى الحسم على الجماعات الإرهابية ، وعلى رأسها تنظيم الحوثيين السلالي ، لقد أدرك اليمنيون هذا الهدف جيداً ، فنظرية الإعتداء على الدولة ، ومحاولة صبغ اليمن بهوية خضراء أصابت الوئام الداخلي في مقتل ، فبقايا المنتفعين المتعربشين بهذا التنظيم الإجرامي يتنقلون بين المصالح ، و لا يشكلون وزناً يشعرك بالقلق من تكتلاهم المادية الجشعة .. في ظل هذا التشكيل للقناعات والأعداف السامية ، يعود التاريخ الى الواجهة مع ظهور الفريق "محسن" المتكرر في أهم نقاط المواجهات وأكثرها سخونة على طريق الوصول إلى العاصمة "صنعاء" ، وذلك يعني أن الرجل الذي حقق الإنتصار القاطع على ميليشيا الحوثيين قبل ١٢ عاماً ، يستعيد قواته وخططه وإدارته لتحقيق وعد فخامة الاخ عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية برفع العلم اليمني فوق جبال مران ، وذلك يعني أن "رجل الدولة الحقيقي" هو ذلك الذي لا تجزعه خسارة معركة ، على سبيل الانتصار الحاسم في الحرب .

- في ربيع ٢٠١١م ، كنتُ ممن رفضوا خيار الفريق "محسن" بتأييد ما أسماها "ثورة الشباب" ، إلا أن المهم في موقف الجنرال القوي يرتبط بتصرفاته بعد ذلك الإعلان الشهير الذي أذاعه عبر قناة "الجزيرة" ، منها حفاظه على صورة الرئيس الشرعي - في حينها - معلقة على واجهة مكتبه في قيادة المنطقة الشمالية الغربية ، وتلك رسالة بأنه لم يكن "متمرداً" ، إنما ملبياً لطموحات وخيارات الشباب الذين وجدوا أنفسهم في الشارع رفضاً لسياسات النظام ، وكان ذلك الموقف الجرئ من "محسن" إشارة إلى أن تصرفات "صالح" لم تعد مقبولة حتى من أقرب الناس إليه ، كما أنها إضافة لرفض إدارة الرئيس السابق لملف الحرب مع الحوثيين بعد الإنتصار الكبير الذي حققته قوات "محسن" في القضاء على رأس الإرهاب الحوثي ، وتعيينه لعدد من الشخصيات الموالية للحوثيين في قيادة السلطة المحلية بمحافظة صعدة مثل "يحيى الشامي" ، وفي لجان الوساطة ومنهم "علي القيسي وفارس مناع وياسر العواضي" ، هؤلاء الذين صاروا اليوم وزراءً في حكومة الإنقلاب الحوثي المعلنة قبل شهر تقريباً .

- يعرف الحوثيون جيداً ماذا يخبئ "علي محسن" في وعيه الحقيقي من إدراك يقيني لخطر السلاليين الفيروسي على المجتمع قبل الدولة ، ذلك الوعي الذي تلاعب به "صالح" ، وأداره وفق "مقامرة" مخيفة أودت باليمن إلى هذه الحروب التي ما كانت لتقع ، لو أن ذلك الذي حكم اليمن لثلاثة عقود تصرف بمبدأ رجل الدولة الحامل لقيمة النظام والدستور ، ومفهوم الحرية كهوية أزلية للجمهورية اليمنية .

- علي محسن لا يستطيع القبول بإمكانية التعامل مع "ميليشيا" بأي وجه أو صفة ، ولو في حدودها الدنيا ، صرامته وتوجهاته في ذلك جعلته وحيداً في "صنعاء" ، حتى عاد اليوم بعد تشكيل مئات الألوية العسكرية الجديدة التي أسسها اللواء "محمد بن علي المقدشي" رئيس هيئة الأركان العامة ، بدعم مباشر من قيادة دول التحالف العربي ، وأثبتت خلال أشهر قليلة قدرتها على تطهير المناطق المحتلة ، ودحر الميليشيا وكتائب الجيش الموالية لها وهزيمتها .

- نحن نولي "الفريق محسن" اليوم ثقتنا الكاملة ، بعد أن خبرنا مبادئه الجمهورية وثباتها في وعيه وضميره ، أملاً في تحقيقه نصراً جديدًا على الميليشيا السلالية الحاقدة ، ولا نحسبه إلا رمحاً جمهورياً يؤذي المعتدين الحوثيين ويقهرهم ، فما يصل إلينا من الصور والبشائر العظيمة عن أخبار "الحرب الأخيرة" على الكهنوت الديني المارق ، يجعلنا أكثر إصرارًا على أن الثورة الحقيقية التي لم تكتمل قبل ٥٤ عاماً ، أشرفت على قهر أنصار الرجعية المتخلفة ، كي يطيب "علي عبدالمغني" في ثراه ، كما كان طيباً في حياته ومبادئه وتضحيته الخالدة .
..
.. وإلى لقاء يتجدد
* كاتب وصحافي يمني