السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٤ مساءً

بغلان في منصة واحدة!

سام الغباري
السبت ، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ١٠:٢٣ صباحاً
يعدو "محمد عايش حفظ الله" نحو الانتصار على جثث زملائه ، يتأنق بجوار "بائع قات" ، وفي العصر يشرب النبيذ ، ويلتهم القات .. ثم يتحدث بلغة متقدمة يفسر فيها ظواهر الكون اليمنية ، يغسل بثيابه دماء الصحفيين الذين اقتحم عالمهم بشهادة ثانوية فقط .. ذلك البائس الأسمر القادم من مسجد البهمة ، هبط إلى الصحافة بركلة من "عبدالكريم الخيواني" ، وفجأة منحه "نبيل الصوفي" رئاسة تحرير مجلة "أبواب" ، وكالعادة سوقت له ماكينة الدعاية الحوثية وجعلته "مفكراً" ، وفي تحالف غامض فسّرته مواقف ما بعد ٢٠١٤م ، افتتح "عايش" صحيفة الأولى مع صديقه "نائف حسان" في إطار شراكة معلنة مع البرلماني الموالي "ياسر العواضي" .
- اُغلقت صحيفة "الأولى" بعد مسرحية تهديد من المدلوز "محمد المقالح" ، وكانت نصيحة "محمد علي الحوثي" لـ "عايش" بإغلاقها ، كي لا يضطر الحوثيين إلى إحراق صحيفته شعبياً ، أرادوا الإبقاء عليه كرقم وقلم في المستقبل .. مثلما فعلوا مع "نبيل الصوفي" ، و"ياسر العواضي" الذي يعتكف في قريته لإبقاء هامش من القناعات المشتركة بإختياره في تسوية الحلول مستقبلاً .
- كان الزحف متواصلاً .. تكشّف التيار العميق للحوثيين من الصحفيين والبرلمانيين ، صُدم الجميع بمواقفهم الرخوة ، وبياناتهم وكتاباتهم التي تغسل عار الجريمة الحوثية .. حتى وصلت اولى طائرات "عاصفة الحزم" التي اضطرت الحوثيين الى الإبقاء على عملائهم في محطة الانتظار ، وإخراج البعض الى العلن لممارسة الدور البغيض .
- عودة "محمد عايش" لن تكون مرغوبة لممارسة دور الصحافي ، عليه الاكتفاء بإعتباره مدون في "فيس بوك" ، تلك أقصى مهنة يمكن ان يمارسها أمثاله .. وعلى نقابة الصحافيين اليمنيين ممارسة دور صارم في اختيارات رؤساء تحرير الصحف الأهلية او الرسمية او حتى الحزبية ، والعاملين فيها .. المدونون البارعون لا يمكن ان يقتحموا عالم الصحافة ، فالصحفي المحترم هو الرجل الحقيقي الذي يجب أن يؤدي فروض الحرية خمس مرات في اليوم بكل أمانة في محراب الوطنية والدستور والقانون ، وعلى كل "بغل" هبط إلى الصحافة من بوابة الجامع أو الفيس بوك الخروج من بلاطنا المقدس .. بكل هدوء .. وأما الصحفيين الذين تورطوا مع الطحانين الحوثيين ، فعلى النقابة أن تذيع أسمائهم في القائمة السوداء .. كأوغاد قتلوا زملائهم ، وتمالئوا مع الإرهابيين وتحولوا الى غسالة لتنظيف جرائم البغل الماثل أمامكم في هذه الصورة