الرئيسية / كتابات وآراء / بغلان في منصة واحدة!

بغلان في منصة واحدة!

سام الغباري
السبت , 24 ديسمبر 2016 الساعة 07:23 صباحا
يعدو \"محمد عايش حفظ الله\" نحو الانتصار على جثث زملائه ، يتأنق بجوار \"بائع قات\" ، وفي العصر يشرب النبيذ ، ويلتهم القات .. ثم يتحدث بلغة متقدمة يفسر فيها ظواهر الكون اليمنية ، يغسل بثيابه دماء الصحفيين الذين اقتحم عالمهم بشهادة ثانوية فقط .. ذلك البائس الأسمر القادم من مسجد البهمة ، هبط إلى الصحافة بركلة من \"عبدالكريم الخيواني\" ، وفجأة منحه \"نبيل الصوفي\" رئاسة تحرير مجلة \"أبواب\" ، وكالعادة سوقت له ماكينة الدعاية الحوثية وجعلته \"مفكراً\" ، وفي تحالف غامض فسّرته مواقف ما بعد ٢٠١٤م ، افتتح \"عايش\" صحيفة الأولى مع صديقه \"نائف حسان\" في إطار شراكة معلنة مع البرلماني الموالي \"ياسر العواضي\" .
- اُغلقت صحيفة \"الأولى\" بعد مسرحية تهديد من المدلوز \"محمد المقالح\" ، وكانت نصيحة \"محمد علي الحوثي\" لـ \"عايش\" بإغلاقها ، كي لا يضطر الحوثيين إلى إحراق صحيفته شعبياً ، أرادوا الإبقاء عليه كرقم وقلم في المستقبل .. مثلما فعلوا مع \"نبيل الصوفي\" ، و\"ياسر العواضي\" الذي يعتكف في قريته لإبقاء هامش من القناعات المشتركة بإختياره في تسوية الحلول مستقبلاً .
- كان الزحف متواصلاً .. تكشّف التيار العميق للحوثيين من الصحفيين والبرلمانيين ، صُدم الجميع بمواقفهم الرخوة ، وبياناتهم وكتاباتهم التي تغسل عار الجريمة الحوثية .. حتى وصلت اولى طائرات \"عاصفة الحزم\" التي اضطرت الحوثيين الى الإبقاء على عملائهم في محطة الانتظار ، وإخراج البعض الى العلن لممارسة الدور البغيض .
- عودة \"محمد عايش\" لن تكون مرغوبة لممارسة دور الصحافي ، عليه الاكتفاء بإعتباره مدون في \"فيس بوك\" ، تلك أقصى مهنة يمكن ان يمارسها أمثاله .. وعلى نقابة الصحافيين اليمنيين ممارسة دور صارم في اختيارات رؤساء تحرير الصحف الأهلية او الرسمية او حتى الحزبية ، والعاملين فيها .. المدونون البارعون لا يمكن ان يقتحموا عالم الصحافة ، فالصحفي المحترم هو الرجل الحقيقي الذي يجب أن يؤدي فروض الحرية خمس مرات في اليوم بكل أمانة في محراب الوطنية والدستور والقانون ، وعلى كل \"بغل\" هبط إلى الصحافة من بوابة الجامع أو الفيس بوك الخروج من بلاطنا المقدس .. بكل هدوء .. وأما الصحفيين الذين تورطوا مع الطحانين الحوثيين ، فعلى النقابة أن تذيع أسمائهم في القائمة السوداء .. كأوغاد قتلوا زملائهم ، وتمالئوا مع الإرهابيين وتحولوا الى غسالة لتنظيف جرائم البغل الماثل أمامكم في هذه الصورة