ماحدث في اليمن ليس إنقلاباً !
سام الغباري
الخميس , 22 ديسمبر 2016
الساعة 07:52
صباحا
- في حدث مشابه زمنياً .. إبتلعت \"داعش\" أجزاءً واسعة من \"العراق\" ، حيث سيطر التنظيم الإرهابي حتى يونيو الماضي، على مساحة تقدر بحوالي 68300 كيلومتر مربع ، وكان في طريقه إلى العاصمة بغداد لإسقاط الحكومة ، وإعلان سيطرته على الدولة وإكمال إنقلابه ، إلا أن النظام العراقي استعان بالتحالف الدولي الذي ضمّ قرابة ستين دولة عربية وغربية في مقدمتها اميركا والمملكة العربية السعودية ، وبرغم الدمار الهائل الذي ألحقه التحالف الدولي بالبنية التحتية والمساكن وأعداد اللاجئين في كثير من المناطق العراقية ، واستغلال ميليشيا الحشد الشعبي لذريعة التواجد الداعشي المخيف لتقوية موارده الحربية الطائفية ، إلا أننا لم نسمع عراقياً واحداً يتحدث عن \"العدوان السعودي - الاميركي\" على بلاده ! ، كما يحلو لبعض اليمنيين ترديد ذلك .
- الحوثيون جماعة ارهابية لا تختلف مطلقاً عن داعش ، في ممارساتها ، وطرائق حكمها ، ومفهومها المتطرف للتمكين الإلهي ، ومبدأ الولاية ، والخلافة .. إلا أنهم تفوقوا على داعش بنقطتين :
- الأولى : أنهم استطاعوا السيطرة على العاصمة صنعاء ، واعلان سلطة كهنوتية سلالية ، وبناء جهاز اداري جشع للإستيلاء على موارد الدولة والبنك المركزي .. بعكس تنظيم داعش الذي كان قريباً من بغداد .
- الثانية : تحالفهم مع قوى سياسية داخلية مثل المؤتمر الشعبي العام - جناح صالح - وعدد من الأحزاب الصغيرة ، وإبرامهم لصفقة علاقات عامة تروج مكافحتهم للإرهاب الداعشي ، أملاً في أن تنطلي هذه الخدعة على العالم الغربي والأمم المتحدة .
..
ماذا لو حكم تنظيم \"داعش\" العراق ، ماالذي ستتضرر منه اميركا التي تبعد عن بغداد مسافة ١٣ ألف كيلو متر تقريباً ؟ ، لا شيء .. بينما تتضرر السعودية ودول الخليج مباشرة ، وبذلك برزت ضرورة مساعدة العراقيين قبل أي شيء ، كما هي حاجة العالم أيضاً الى دول مستقرة ووطنية ، وليس ميليشيا دينية طائفية تسعى لتغيير القناعات الدينية الأخرى في مناطق سيطرتها بالعنف والإرهاب .
- ماتزال ضربات وغارات التحالف الدولي مستمرة بأريحية على تنظيم داعش منذ سبتمبر ٢٠١٤م ، في العراق وليبيا وسوريا ، ولا وجود لمبعوث أممي أو خارطة طريق لحل وتسوية الصراع بين حيدر العبادي وأبو بكر البغدادي ، فمن المعيب مقارنة الإرهابي الطائفي برجل الدولة ، ذلك أمر تفهمه وتدركه كل دول العالم .
نحن في اليمن نواجه مثل تلك الكارثة العراقية .. ولأجلها تدخل التحالف العربي لإنقاذنا من سيطرة الميليشيا الإرهابية \"الحوثيين\" على العاصمة صنعاء ، ورغم تسامحنا بالتعاطي مع المبعوث الدولي الذي كانت مهمته في الأساس الإشراف على الانتقال السلمي للسلطة ، فتعداها إلى دعوة الميليشيا الدينية المتطرفة وتسويقها داخلياً ودولياً للمشاركة في السلطة ، فتجاوزته وسيطرت في وجوده على عدد من المحافظات ، ووصلت الى \"صنعاء\" ، وشاء أن يغلف عنفها بشرعنة دستورية عبر التهيئة لإتفاق ملزم في فندق \"موڤنبيك\" بالعاصمة اليمنية جمع الأطراف السياسية لتجاوز الرئيس \"هادي\" ، الذي غادر إلى عدن ، وطلب تدخل التحالف العربي في اللحظة الحاسمة ، قبل ان يتمكن الارهابيون الحوثيون من اطلاق رصاصتهم الاخيرة على كل اليمنيين .
..
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |