الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥١ صباحاً

تشخيص الأداء لليمن الجديد

محمد حمود الفقيه
الأحد ، ١١ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٣:٥٠ صباحاً
لا يختلف تشخيص الأداء الحكومي لليمن عن تشخيص الحالة المرضية للمريض ، فالمعنى لهما واحدا ، ويعتمد ذلك على فهم وخبرة الطبيب المعالج كنظيره الخبير السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد ، على هذا الأساس أنا كمواطن يمني إعلامي وغيري من الكثير الكثير الشرفاء الذين ينظرون الى بلدهم نظرة الأب لابنه، لا بد ان تراقب أداء الحكومة الجديدة عن كثب في كل المجالات .. وسوف أقوم بنشر هذا التشخيص أسبوعيا على المجموعات المختلفة بالفيس بوك كي يتناولها الأخوة المشتركون والأصدقاء أين ما حلو ووجدوا في انحاء المعمورة ، وهذا العمل الذي - إنشاء الله تعالى - سيكون جهدا كبيرا نبذله في سبيل بناء يمننا الجديد . لذلك نحن نسعى الى الحصول على مصادر تستند الى الواقع عن عما يحدث وسوف يحدث في اليمن من الأداء الحكومي سواء الحكومة الجديدة الانتقالية ، أو ما بعدها ، وهذه الملاحظة والاستنتاجات ستكون بإذن الله بعيدة ًعن الشماتة لأحد سواءً كان حاكماً أو محكوماً وإنما الهدف من هذا النشر كي يعرف المواطن اليمني في أي مكان بالعالم _ الى أين تسير البلاد في رحلتها بمختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والتنموية والفكرية .
لذلك أَحب ان أنوه للأخوة الكرام المشاركون والمتابعون والأصدقاء ان يستاقوا الاخبار المنشورة من مصادر موثوقة بكل أمانة وحب وإخلاص للوطن ، بعيدين عن العنصرية الحزبية و الخلافات الفكريه والمدهبية وكذلك اختلاف البرامج السياسية المتنوعة لاتؤدي الى الشقاق فيما بيننا ، فالشرخ الذي أصابنا كبير وكبير والعمل على ترميمه والتحامه أكبر ، وعلى هذا النحو سوف أتناول هذا العمود الذي سيكون أسبوعيا ً، من دون أي مقابل أو أجر يذكر ، لأن لدي نظرة اشفاق للوطن وما وصل اليه من حالة من الجمود والركود التنموي والاقتصادي .
نعرف جميعاً ان اليمن في وضعه الحالي مثل _ الطفل اليتيم _ يجب ان نسعى جميعا الى مد يد العمل والمساندة اليه بكل إخلاص وجدية ، يجب ان نتجاوز كل الخلافات الفرعية والمصالح الضيقة التي لا شك ان البعض قد يضعها نصب عينيه لتحقيق أغراض دنيوية دنيئة ، فالوطن غالي بأبنائه فلا نجعله لقمة سائغة لأصحاب النفوس الضعيفة ، يجب ان نترفع عن طلب المصلحة الفردية قبل المصلحة الجماعية ، ويجب ان نرتقي بمسؤولياتنا تجاه هذا البلد السعيد ، يجب ان يعود اليمن كما كان سعيداً بعد ان تعرض للشقاوة ، يجب ان نحمل هماً واحداً كيمنيين هو _ اليمن _ يحتاج اليمن اليوم الى نبذ كافة الخلافات الحزبية و المذهبية و السياسية وغيرها من الرؤى الفردية كانت أو الجماعية ، فالأختلاف أياً كان كما يقولون _ رحمة _ فبدلا من ان ننشر الثقافة المضادة ، ننشر المواضيع المفيدة للجميع ، وبدلا من التربص على أخطاء الآخرين ، نعمل على تقديم النصيحة الحقة لهم ، لايمكن ان يعود اليمن فريسة للأهواء والمزاجيات ، ولايمكن ان يضل بمثابة صيدِ ثمين لأصحاب المطامع الكبيرة ، المرحلة حرجة وحرجة جداً ، و ثقوبِ كثيرة في الثوب اليمني تحتاج ترقيعها .

لذا أيها الأخوة أيتها الأخوات : اننا بحاجةِ الى اعادة مكارم الأخلاق الى مجتمعنا اليمني ..! فالقلوب لابد ان تخضع الى هيكلة شاملة لنعيد اليها بريق الحب المفقود ، ونبني من خلالها الألفة في ما بيننا ، وعقولنا كذلك هي الآخرى تحتاج الى مراجعةِ فكرية منطقيةِ سليمة ، لا بد من إخضاعها لعملية فلترة دقيقة كي تنقى من الشوائب الفكرية “ الغير مفيدة للمجتمع ” وإعادة صياغتها بما يتناسب واليمن الجديد .
الأخلاق المهنية _هي أيضاً بحاجةِ ملحة الى ان تستقيم وتعود الى سابق عهدها ، يجب ان تعود أخلاق الطبيب وأخلاق المهندس وأخلاق المعلم التربوي وأخلاق الصيدلاني وأخلاق الجندي وأخلاق رجال الأمن وغيرهم من الموظفين والإداريين والعاملون ، جميعهم على حدِ سواء ، فالأخلاق المهنية في الفترة الماضية نعلم كلنا أنها تعرضت الى تمييع ِ وظيفي ، وتخلى الكثير من إخواننا العاملين بالصرح اليمني عن المسؤولية الانسانية والمجتمعية والمهنية في هذا الشأن ، فدأب البعض بل والكثير منهم على السعي وراء التكسب الخبيث من مهنته ، دون مراعات الأهداف السامية لهذه المهنة ، فضيعت الأمانة المهنية والوظيفية وتركت خلف المطامع الدنيوية ، وأكتوى المواطن اليمني خلال العقود الماضية بنار الفوضى المهنية و عدم الشعور بمكانة هذه المهنة ، و نتج عن ذلك ضياع الأخلاق المهنية وفقدانها ، خاصة في ضل عدم وجود مبدأ الثواب والعقاب من الجهات المختصة ووصل الحال الى أسواء مرحلة تأريخية تمر بها البلاد.

نأمل من جميع الأخوة والأصدقاء ان تكون مشاركاتهم جميعها من مصادر موثوقة وصحيحة ، خاصة الذين هم قريبون من الحدث ، نريد بهذا رضاء الله سبحانه وتعالى أولا ً، ثم الوقوف بعين الحرص والاهتمام الى جانب الذين ستقع على عاتقهم المسؤولية الكبيرة تجاه الوطن ، وأننا على ثقة كبيرة في إيصال آرائنا وملاحظاتنا الى هؤلاء المسؤولين ، وسنغمل أيضا ًعلى توضيح مطالبنا من خلال هذه السبورة العالمية المشتركة ، فكما كان لها دورِ كبير في المسار التغييري ، كذلك سيكون لها أثر ودور كبيرين في إنجاح الثورة التغييرية بإذن الله تعالى .