الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٥ مساءً

حرب حجور مأساة بلا حدود

عامر السعيدي
السبت ، ١٠ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٠١ صباحاً
ماذا يعني أن تستلهم كلماتك من الجراح والألم والمعاناة ؟؟!! أن تخضب أوراقك بدماء أهلك وأصدقائك ؟! أن تهرب من هدأة الصمت إلى ضجة البندقيه وصراخ المدافع؟؟!!
ماذا يعني أن تستيقظ من النوم فتجد كابوس الموت ينتظرك على باب غرفتك ؟؟!!
ماذا يعني أيضا أن تغسل دموع الأبناء بدماء الآباء ؟؟!!
وأن أبحث عن الأجوبة...قد أضيع في زحمة الأحزان والقلق والخوف من المجهول..لكنني أتمنى أن أجد الطريق التي قد أصل عبرها بمأساة الناس إلى مسامع وقلوب العالم..
لن أذهب بعيدا..سأعود إلى كشر حيث القتل والدمار والحرب وإرهاب المواطن منذ أن حاول الحوثيون السيطره على المديريه بقوة النار والحديد.
وليس بعيدا عن الدماء والجراح ولغة البندقيه ومنطق الحرب ثمة وضع إنساني مؤلم يعيشه أبناء كشر في ظل غياب مخزي للجهات الرسميه والحقوقيه ومنظمات المجتمع المدني المحليه والدوليه.
إن الوضع الإنساني لأبناء حجور بمديرية كشر حقيقةً وضع يندى له جبين الانسانيه ويهتز له ضمير ووجدان العالم..لكن المؤسف هو ذلك الصمت الغير مبرر إطلاقا وبكل الأحوال.
إن نزوح مئات الأسر من بيوتهم وقراهم إلى المجهول جدير أن يؤخذ بعين الإعتبار وقليل من الاهتمام من المنظمات والنخب المهتمه بالحقوق والحريات على الأقل من باب المناصره كواجب أخلاقي وإنساني خالص.
لقد نزحت الكثير من الأسر تحت وطأة الحرب التي فرضها الحوثي على المنطقه منذ ما يقارب شهرين من الزمن..لكن السؤال..إلى أين ينزح الناس؟؟!!!
الحقيقة أن بعض النازحين خرجوا على باب الله لا يعلمون إلى أين يأخذهم قدرهم...في حين أن بعضهم - وهم الأغلبيه - ولوا وجههم قِبَل الأصدقاء والأصحاب والمعارف في كلٍ من حرض وعبس ومستبا ومديرية خيران المحرق..
لكن ما يجمع بين هؤلاء وأولئك هو الوضع الإنساني المتدهور الذي يعيشه الجميع في ظل تغيرات مناخيه مختلفه تماما بين الطبيعه الجبليه البارده التي كانوا يعيشونها إلى الطبيعه الساحليه التي انتقلوا إليها في المديريات التهاميه..
و الأهم من كل ذلك هو الواقع الأليم و الصعب الذي يعانيه الناس من كل النواحي فعلى الجانب الإسكاني مثلا ..لم يتوفر لهم حتى الحد الأدنى من السكن والمأوى والخدمات المتعلقه بذلك ..أما من الجانب المعيشي والصحي فلا غذاء ولا ماء ولا دواء ...لا من قريب ولا من بعيد الأمر الذي يزيد واقع وحياة أهالي المنطقه تعقيدا وخطرا..
هذا وقد تسببت الحرب أيضا في تعطيل الناس عن أعمالهم وحرمان الأطفال من مدارسهم وإغلاق المحلات التجاريه في منطقة عاهم والتي تعتبر سوقا حيويا في المنطقه..
قد لا أستطيع أن أضع القراء والمهتمين في صورة ما يجري على أرض الواقع...لكني أتمنى وأنا أكتب هذه الكلمات البسيطه والمتواضعه أن ألفت انتباه الجميع إلى حجم المعاناة والمآسي التي تعيشها قبائل حجور في الوقت الذي انشغلت فيه وسائل الإعلام والمنظمات والنخب السياسيه والثقافيه والحقوقيه..انشغلوا جميعا بقضية السلفيين والحوثيين في دماج ربما لبعدها الطائفي والمذهبي مع أنها أقل أهمية مما يجري في حجور من حرب أهلكت الأخضر واليابس في ظل تعتيم إعلامي مشين ومخزي ... بل ربما يكون مقصود و ممنهج..
على الصعيد الميداني لا زالت الحرب قائمه في منطقة عاهم التي تخضع حتى الآن لسيطرة ميليشيات الحوثي منذ أن ألحقت بهم القبائل هزيمه ساحقه عندما أخرجوهم من منطقة مزرعه ومنطقة بني سعيد القريبه من مركز المديريه..وذلك بعد معركه ضاريه يوم الخميس11/24 تكبد فيها أتباع الحوثي خسائر باهضه في الأرواح والمعدات بعد أن خرجوا هربا من المنطقه مخلفين وراء ظهورهم عشرات القتلى والجرحى وبعض الأسرى وكثيرا من الأسلحه المختلفه التي كانت بحوزتهم..
بالمقابل سقط أيضا بعض شباب قبائل حجور بين قتيل وجريح وقد كانت خسائر القبائل بسيطه مقارنة بما حدث للحوثيين وربما ساعدهم في ذلك خبرتهم بالحرب التي تعتبر جزءا من ثقافة المجتمع وكذلك معرفتهم بتضاريس مناطقهم الأمر الذي ساعدهم على ترتيب صفوفهم والخروج بأقل الخسائر الممكنه..
أخيرا أدعو كل من يمتلك ذرة من إنسانيه وأخلاق في هذا الوطن وخارجه أن يقوموا بواجبهم الانساني تجاه هؤلاء الناس الذين يعيشون معاناة انسانيه بلا حدود..
كما أدعو وسائل الاعلام عموما.. وكل صحفي حر ومخلص لهذا الوطن أن يهتموا ولو قليلا بما يحدث في حجور..ويحاولوا تغطية ما يقوم به الحوثي من إجرام وحرب ضد المواطن في عقر داره دون ذنب أو سبب
.... العزة والمجد لليمن........
..... النصر للثورة .........
.......... الخلود للشهداء ..........