كان الدكتور مروان غفوري قد أشار في صفحته منذ يومين الى ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية بشأن الانتهاكات المدنية التي تصاحب الحرب في اليمن وذلك بالاستناد الى the Yemen Data Project وتساءل عن طبيعة هذا المصدر ..والحقيقة ان هذا الاسم لا يعود الى مؤسسة بحثية او منظمة عاملة في حقوق الانسان ...ولكنه مجموعة مكونة أكاديميين ومنظمات حقوقية ( لم تفصح عن اسمها) ونشطاء . تتكون مثل هذه المجموعات لأغراض معينة مؤقتة وهي لا تعتمد في تكوينها على أسس ومعايير معترف بها اللهم الا ما تضعه لنفسها من أهداف لا تخلو من الطابع الايديولوجي والسياسي الذي ينتمي اليه المنضمون اليها ..وهذه المجموعة لم تعلن عن نفسها من سابق الا بعد اعدادها هذا التقرير الذي لا احد يعرف كيف اعدته هل زارت اليمن وأعدته ميدانيا وبإشراف ودعم وتمويل من جهة ما !! ام انها اعدته من خلاصة تقارير جاهزة اعدته بعض المنظمات .. وهي غالباً من قوى الضغط التي تتفاعل مع نتايج الاحداث دون خوض في اسبابها بمعايير سياسية في كثير من الأحيان .
يبرز هذا من خلال عزل الجانب الإنساني عن بقية المشهد وكأنها تريد ان تقول ان الحروب والانقلابات مبررة في هذ البلدان شرط ان لا تمس الجانب الإنساني ..
وتأكيدا لذلك فان تقرير الجارديان الذي نشر اليوم يقول بالحرف الواحد بان هذه المجموعة the YDP اختارت ان تركز حصريا على الضربات الجوية دون غيرها من الانتهاكات التي يرتكبها الطرف الاخر على الارض . الجارديان اقرب الى (العمال) والمستهدف من التقرير حكومة المحافظين وبيع السلاح ، صحيح ان الصحيفة موضع احترام وثقة القارئ البريطاني عندما يتعلق الامر بالشئون الداخلية ، اما عند تناولها القضايا الدولية فلا تخلو من عيوب يختلط فيه المهني بالسياسي .