قضية اليمن يجب أن تتجاوز الصراع الطائفي الذي يغرق المنطقة اليوم وفقاً لخطة تستهدف ضرب مشروع الدولة الوطنية في كل الأقطار العربية وإغراقها في الفوضى ... عندما أخذت البلدان العربية منذ الخمسينات تخطو خطوات كبيرة نحو بناء الدولة كان هناك من يستحضر من داخل البنى الاجتماعية والثقافية والتاريخية - السياسة داخل كل بلد على حدة عناصر تفكيك هذه الدولة حتى استطاع أن يخرب كثيراً من الجهد المبذول لتحقيق هذا الهدف.
اليمن اليوم ، وبعد أن اتفقت القوى السياسية والاجتماعية على مشروع بناء الدولة متجاوزة بالحوار والتفاهم كل الإشكالات النظرية التي كانت تكرس كعوائق لتحقيق هذا المشروع ، يجري سحبها إلى هذا المشروع الطائفي بواسطة الانقلاب على مشروع بناء الدولة.
إن من يحمل مشروع الدولة عليه أن يتحمل مسئوليته في حماية البلاد من المشروع الطائفي . إن المقاومة المستندة على شرعية التوافق السياسي السلمي لبناء الدولة هي من يجب أن يتبنى بقوة حماية البلاد من هذا المشروع الخطير بالاستناد إلى مخرجات الحوار الوطني وان يتجنب الانزلاق نحو هذا المشروع بخطاب سياسي وطني واضح المعالم غير ملتبس بمظاهر الخلافات التي كان لها منطقها في زمنها والذي يصعب إسقاطها اليوم على حاجات الناس التي تغيرت بتغير الزمان ، أو بمحطات الصراع التي أسست لهذا الانقسام وعلى أيدي قوى طالما كانت المنطقة كلها هدفا لأطماعها.
إن الكتلة التاريخية الواسعة والقوية التي تؤسس مستقبل اليمن هي كتلة فرض السلام وبناء الدولة الوطنية .