الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٨ صباحاً

أبو الأحرار ..هل كان داعشيا؟

عبد الخالق عطشان
الأحد ، ٠٣ ابريل ٢٠١٦ الساعة ٠٤:١٨ مساءً
الزبيري هو ملهم الثورة اليمنية الأول ضد طغيان الإمامة وهو أول من صحح مسار النظام الجمهوري في طوره الأول وأول رائد للدولة المدنية وأول داع لها وأول من عَبرت كلماته حدود المستحيل فأيقظت مضاجع المستبدين وزلزلت عروش الظالمين وقد كانت كلماته (حُمما) عليهم فيما كانت للشعب المظلوم بردا وسلاما تُهوِن عليه ظلمه وتَجبُر مصابه من جهة ووقودا وطاقة جبارة تدفعه للتحرر من ظُلامه من جهة أخرى.
لم يكن قلبه ينبض إلا لأجل الوطن ولم تكن طيب أنفاسه بشهيقها وزفيرها وآهاتها إلا لأجل اليمن والأمتين العربية والإسلامية لذلك لم يكن غريبا أن يكون قلبه الدامي هو أغلى ما يحبو به وطنه والذي احتضنه ثراه ليكون بذرة يرعاها ويتعهدها بالرعاية لتثمر بعد عقودٍ عن أبناءٍ أحرار ينهجون نهج أبيهم (أبي الأحرار) ويسيرون على دربه وينبشون الآه من تحت الثرى حُمما ويجمعون الدمع طوفانا يزيلون بهما كيد الطغاة وينفونه إلى حيث لا رجعة.
أبو الأحرار لم يولد ليموت وإنما ليظل حيا بدعوته للحرية ومقارعة الظلمة ولتظل فكرته وجهاده وآرائه وشعره وشاعريته منهاجا ينهل منه دعاة الحرية وليستخلصوا منه (وِرداً) يوميا تتزود منه أرواحهم وعقولهم وضمائرهم المبادئ السامية والقيم العليا لحب الأوطان والآلية الحقيقية لبنائه والدفاع عنه وكيفية التعايش فيما بين أبنائه.
ستظل كلمات (أبي الأحرار) رايات خفاقة يستلهم منها الأبطال معاني البطولة والتضحية والإباء والفداء ، وستظل كلماته معينا وماءً رقراقا ينهل منه عطاش الحرية والداعين والساعين إليها ، وستظل كلماته ظلا وارفا ونسيما عليلا يتمتع بهما عشاق الأوطان والمتيمون بحبه .
ها هي الذكرى الواحدة والخمسين لرحيل(أبي الأحرار الشاعر الشهيد / محمد محمود الزبيري ) تحل علينا ولسنا بصدد لطم الخدود ولا شق الجيوب ولا إلى شد الرحال إلى قبره وإنما علينا أن ندرك أنه في الخمسة الأعوام الماضية وما سبقهما من أعوام رحل طغاة وظلمة قذفت بهما (حُمم وطوفان) الشعوب فألقتهم تحت نعلي التاريخ ولا يُذكرون إلا بمساوئهم ومهما حاولوا الإستماتة من أجل البقاء إنما هو بقاء الأشباح لا الأرواح ،ورحيل أبي الأحرار لا يُذكر إلا وذُكرت الحرية مقترنة باسمه ويَعبق الزمان بطيب ذكره فكان لزاما علينا أن نقف على أعتاب ذكراه مستشعرين ما قدم وأخر في سبيل هذا الوطن وهذه الأمة ملتزمين السير على خطاه وتعلم منهجه الداعي للحرية وحب الأوطان ومناهضة الطغيان أيا كان طالعه وشكله ولونه ومؤمنين أنه حيٌ يرزق عند ربه وأننا أحياء لكن حياتنا لا تستغني عن الرزق الذي وَرّثه لنا أبي الأحرار والذي كان زادا له لمقارعة ظلم أئمة العنصرية ودعاة المذهبية والسلالية وسلاطين الجهل والتخلف وما اشبه الليلة بالبارحة فهاهم احفاد وتلاميذ أبي الاحرار في ميادين الشرف والبطولة والفداء يطلقون صيحة البعث في وجه الصارخين بشعار الموت والفناء من بقايا دعاة السلاليةوالعنصرية والمذهبية ويستنهضون الاجيال والامم على وقع خطاهم الثابته المتسلقة جبال النصر ليدكوا معاقل ومعتقلات الطغيان الإمامي المعاصر والذي انقلب على كل مبادئ الانسانية و قيم الحضارة غير مبالين بحملات الموت والتشويه والتشكيك التي تقودها مليشيا البغي والتمرد والضلال ضدهم وضد الابرياء المناهضين لظلم هذه المليشيا .
واخيرا لو كان احفاد ابي الاحرار لسيرهم على منهاجه وثوريته دواعش ومرتزقه كما تقذفهم المليشيا فهل هذايعني أن أبي الأحرار الزبيري هو أمير داعش في اليمن يا أبا( ملزمة ) .
ملاحظة :
لاهمية ذكرى ابي الاحرار حياة واستشهادا كنت قد نشرت هذا المقال قبل عامين وها انا اعيد نشره لكن بما يتلاءم مع الاحداث والوقائع التي يمر بها يمننا الحبيب.

"التغيير نت"