الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٦ صباحاً

الشرعية تخذل تعز من جديد

باسم العبسي
الثلاثاء ، ٢٢ مارس ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٤٣ مساءً
منذ ما يقارب العام، وتعز تقاوم ميليشا الحوثي وصالح بإمكانياتها البسيطة، نعم تحارب بالبندقية وبعض الأسلحة الثقيلة التي تم شراؤها بجهد ذاتي من قيادة المقاومة وسط تخاذل وصمت عار من قبل شرعية هادي وبحاح.

تعز تقاوم جيشاً نظاميًّا انقلب على أبنائه وتحالف مع مليشيا إجرامية، مجهزين بكافة التجهيزات العسكرية. جميعهم خذلوا تعز.. رئيس، وحكومة، ودول تحالف فقط وحدهم من في أرض المعركة يقاتلون بدون دعم، يضحون وهم يعلمون بأنهم في معركة غير متكافئة تماماً، يواجهون دبابات ومدفعية ببنادقهم.

كل يوم نشاهد مجزرة جماعية وقصفاً للأحياء السكنية، وقتل المدنيين من نساء وأطفال، وسفكاً لدماء أبناء تعز والشرعية إذن صماء لا تسمع أنين ومعاناة المدينة.

الرئيس هادي وحكومة بحاح يتقمصون أدواراً ساذجة بالتصريحات المتكررة بخصوص خطة قرار تحرير تعز وفك الحصار ودخول القرار حيز التنفيذ واللعب بحياة الناس، وهذه التصريحات الكاذبة هي في الحقيقة دعوة للحوثيين لكي يزيدوا من حصار وقصف المدينة، وجعلها تحت دائرة مغلقة من الحصار.

بالرغم من إعلان تعز مدينة منكوبة، والتي خذلتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية، وأغاثتها الحمير والجمال.. تدهور الوضع الإنساني مع غياب المشتقات النفطية ونقص في المواد الغذائية والطبية وعدم وصول المساعدات الإنسانية بسبب الحصار واستمرار المواجهات. في تعز، الدمار سيد الموقف، مدينة فقدت كل معالم الحياة، مدينة منكوبة يواصل سكانها عدّ قتلاهم نتيجة النزاع الدائر، حيث اصبح سكانها مذعورين وذاهبين باتجاه المجهول هرباً من الصواريخ والرصاص العشوائي، وتحولت أحياء تعز بين ليلة وضحاها لأماكن مهجورة، الأشلاء متطايرة وجثث أبنائها وصغارها في الشوارع.

تعز وأبناؤها هي خطة عسكرية لاستنزاف قوى صالح والحوثي، الجميع ترك تعز وحدها من تدفع فاتورة الحرب العبثية التي تمارسها الميليشيات الإجرامية القادمة من شمال الشمال. الجميع يتبايعون بدماء أطفال تعز ونسائها، فليس هناك فرق بين شرعية تركت الأبرياء لتنهشهم ميليشا الموت، وبين المجرمين أنفسهم من ميليشيا الحوثي والمخلوع كلهم حاول إذلال تعز.

جرحى تعز مهملين في مستشفيات تعز وعدن وفي الرياض وأبناء تعز يهانون بكل عنصرية في صنعاء عاصمة الانقلاب وفي عدن عاصمة الشرعية! الحكومة لم تستطع حتى القيام بدور النساء قديماً في الغزوات بمداواة الجرحى. إلى شرعية هادي وبحاح جرحى تعز، بذلوا الروح لأجلي وأجلك، لأجل الوطن، فماذا قدمتم لهم؟ أصبح جرحى تعز بلا ماء ولا أكسيجين ولا دواء يتمنون الموت على هكذا حياة بعد أن أهملتهم الحكومة، وكثيراً منهم لم يتم نقلهم إلى الخارج للعلاج، برغم أنها حالات مرضية وإنسانية يرثى لها.

والآن بعد أن حقق أبناء تعز انتصارات وتقدما ميدانيًّا في بعض الجبهات وفك الحصار المطبق على المدينة، وسقوط عدد من أبناء المقاومة الذين يقدمون أرواحهم رخيصة من أجل الوطن وشرعية مسؤولين كاذبين وما زالوا حتى هذه اللحظة يقدمون الشهداء، إلا أن الشرعية تخذلهم من جديد وبأسلوب مختلف بعدم دعم جبهاتهم لتحرير المدينة من ميليشيا الحوثي وصالح.

"هافينغتون بوست عربي"