الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٣ صباحاً

على إيقاع العم سام

عبدالله دوبلة
الاثنين ، ٢٢ فبراير ٢٠١٦ الساعة ١١:٣٠ صباحاً
أمريكا لم تنسحب أمام الدب الروسي، هي فقط تستخدمه وفي أقل تقدير تتواطأ معه لتحجيم حلفائها في اروبا وفي الشرق الاوسط من ترى أنهم المنافسون الحقيقيون لها.



فإن كانت أوروبا - وفي القلب منها المانيا وفرنسا- قد اكتسبت قوتها من وجودها في الحلف الأمريكي، فإن أمريكا ستكون أكبر الخاسرين من صعود الاتحاد الاروبي، من بات يمتلك مقدرات اقتصادية وعسكرية تتجه إلى أن تكون قوة عظمى مع أمريكا وندا لها في نفس الوقت.


إذ مهما بلغت قوة الروس فهي لا تقارن مع ما يمكن أن تكونه اروبا الموحدة، والتي يبدو أن توسعها شرقا لم يكن يستفز الروس وحدهم، لتلاقي تحركاتهم في القرم واوكرانيا لتحجيم اروبا برودا أمريكا بدا أقرب ما يكون إلى الاستحسان والرضا.



ذات الأمر ما يحدث في سوريا، فامريكا التي لم تكن متحمسة لتغيير نظام الأسد والذي كان خصما لها وفي نفس الوقت وازنا لايقاع المنطقة من وجهة النظر الأمريكية التي لا تفضل كما هي عادتها انصهار القوى الصغيرة لصالح قوة أكبر صاعدة، وان كانت من حلفائها كالاروبيين أو السعوديين والأتراك، هي من يبدو أنها سمحت بالتدخل الروسي للإبقاء على التعقيد هناك.



فأمريكا التي يمكن القول إنها لم تكن تجد مصلحة في تغيير نظام الأسد، كما هم حلفائها، يمكن القول أيضا إنها لا ترى الآن مصلحة في حسم تلكم الحرب، أو في أن تؤول لصالح أي من أطرافها، وقد وجدت فيها بؤرة لانهاك كل الأطراف، خصومها وحلفائها على حد سواء، لتضمن هي البقاء زمنا إضافيا على كرسي سيادة العالم.



فالجميع يخسر هناك، بدءا من السوريين أنفسهم، و الحلفين الروسي الايراني، والسعودي التركي، وإنتهاء باروبا المرعوبة من مسألة اللاجئين، و الذين لا يشكلون لها حرجا إقتصاديا فقط وإنما أخلاقيا أيضا، فيما تحرص أمريكا البعيدة عن آثار الحرب على الظهور في صورة الانساني والمتسامح أمام أروبا التي تصور كمتعصبة، أو الدب الروسي الذي يجد نفسه في دور المتهور والمتوحش، أو المسلمين من يصوروا كمتخلفين لا يشبعون من دماء بعض، فيما الحقيقة هي أن الجميع لا يزالون يرقصون على الايقاع الامريكي.