الجمهورية الإيرانية الإسكندنافية
سلمان الدوسري
الخميس , 14 يناير 2016
الساعة 08:29
صباحا
ربما كان هذا جزءا من التناقضات التي ساقها الوزير ظريف، لكننا حتى الآن لم نتحدث عن أكاذيب ساقها في مقاله، ولم أجد غير هذه الكلمة تصف تزوير الوزير الإيراني، الذي أراد أن يخدع الغرب باتهامه إمام الحرم المكي بأنه قال: «لن يزول خلافنا مع الرافضة، ولا انتحارنا في سبيل قتالهم، ما داموا على وجه الأرض»، وهذه كذبة كبرى لا تليق بمسؤول صغير، فما بالك بوزير خارجية، وجميع خطب الحرم المكي موثقة في «يوتيوب»، وبإمكان أي كان العودة لها، وسيكتشف كذب السيد ظريف. أما الكذبة الأخرى فهي زعمه أن السعودية استهدفت (وبشكل مباشر) المنشآت الدبلوماسية الإيرانية في اليمن ولبنان وباكستان، وهذه معلومة جديدة ساقها ظريف، وكأن أحدًا لن يسأل متى وكيف تم هذا الاستهداف، الذي قد يكون في عالم الخيال الإيراني فقط.
أما والوزير الإيراني يحاول جاهدا إظهار بلاده، للغربيين على أنها مثال الدولة الحاضنة للسلام والمحبة للاستقرار، فأذكره بالأفعال الإيرانية، وليس الاتهامات التي يكيلها هو للسعودية، فبلاده، منذ توقيعها للاتفاق النووي في يوليو (تموز) العام الماضي - وكما أشار السيناتور الأميركي بوب كروكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي - حكمت على مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رزيان، المعتقل منذ أكثر من عام بالسجن، وقامت بسجن شخص «إيراني - أميركي» آخر. وقد تحدّت عقوبات الأمم المتحدة من خلال تصديرها الأسلحة إلى اليمن وسوريا، وإرسالها الجنرال قاسم سليماني - قائد «فيلق القدس»
العسكري في إيران - ومسؤولين آخرين فُرضت عليهم عقوبات، إلى سوريا والعراق وأماكن أخرى، وكذلك من خلال إجراء عمليَّتي إطلاق صواريخ باليستية. كما رفضت إيران التعاون بشكل كامل مع تحقيقات «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بشأن بحوث الأسلحة النووية التي تجريها، بالإضافة إلى ضبط البحرين خليتين إرهابيتين مرتبطتين بإيران والحرس الثوري، وكذلك فعلت الكويت بضبطها خلية مشابهة، لها علاقات بميليشيات إيران، كل هذا حدث في ستة أشهر. فهل لا يزال السيد ظريف يريد أن يقنع الغرب بأن بلاده «ليس لديها رغبة في تصعيد التوتر في المنطقة»؟!
اللعبة الإيرانية، وبعيدا عن محاولات ظريف تلميع صورة نظام بلاده، انكشفت ولم تعدْ تنطلي على أحد، باستثناء أولئك القابعين في البيت الأبيض، ويغمضون أعينهم حتى لا يروا «دعم إيران للإرهاب»، وهذا بالمناسبة موقفهم الرسمي، لذلك ليس أمام السعودية وباقي الدول المتضررة من عربدة إيران، سوى القيام بما ينبغي عليها لإيقاف المشروع الإيراني، أما العالم فليس أمامه إلا الانتظار حتى تأتي إدارة أميركية جديدة العام المقبل، وتكون غير مكبلة باتفاق نووي، ولا تستميت على الحفاظ عليه، حتى لو كان ذلك على حساب السلم والاستقرار وإشعال التطرف.
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |