الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٦ صباحاً

الثـورة ومثلث المؤامـرة

علي السورقي
السبت ، ٢٦ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٤٠ صباحاً
لم تكن ثورة التغييـر الشبابية السلمية في الوطن اليمني الحبيب محض صدفة أو كما يحلو
للنظام وصفها بالتقليد لثورات الربيع العربي بل جاءت كضرورة حتمية للتغيير واقع الحال
المتردي في كل مجـالات الحياة وإستحقاق وطني لنيل الحرية وبنــاء الدولة المدنية الحديثة
بكل تفاصيلها ومقوماتها المادية والبشرية وعلى هذا الأساس إنطلقت الثورة وحددت الأهداف
وفي مسار التغيير إلتحمت جماهير الشعب بكل أطيافها تنشد الحرية والتغييـر ..؟

إنطلق المسار الثوري بقوة فولاذية وكاد أن يحقق الأمل المنشود بفتـرة قياسية ليُضيئ فجر
الحرية ويشعل منار على طريق التغييـر كطموح ظل يراود أنباء الوطن طوال فترة الـ 33 العجاف
من حكم الفرد والعائلة وظل القبيلة . وحكومات المحاصصة , المنـاصفة , المناكفة , والتوافق
مفاهيم أثقلت كاهل الوطن ودمـرت حُلم المواطن نطام ومعارضة يفتقدان الحس الوطني
ويفتقـران لأدنـى مقومات الأرادة في تقديم المشروع النهضوي الحضاري المواكب للمتغيـرات
الفكرية والعلمية والتعامل مع أدوات التنمية والديمقـراطية والتحديث ..!!

وهنا أطلت المعارضة برأسها النعـامي حين إدركت إن المسار الثوري الشبابي يـزحف بقـوة
في إتجاه إسقاط النظام كحليف تلقيدي للشراكة في كـرتونية السلطة فعملت على تغثــر
الإنطلاقة وإعاقة المسار من خلال حشـر انفها المثقوب في منطلقات الثورة لتحول بدلك الحدث
الثوري إلى صراع سياسي إستغله النظام في تسول الحل الأقليمي والخارجي فكانت المؤامرة
الخليجية سيئت الصيت عبارة عن طوق نجــاة لهما معاً من إجتياح التيـار الثوري الشبابي القـادم
ومن هذا المنطلق تشكل مثلث المؤامـرة ليطغ حضورة التأمري وفعله السياسي على المسار
الثوري مثلث المؤامرة على الثورة تشكل من السلطة كنظام سياسي متهاوي ومعارضة تلهث
خلف وجود يدعمه منصب وزاري وسياسة إقليميـة متعفنـة لدول الطوائف بقيادة جارتنا العميـاء
والتي تسعى دومــاً منذُ ولادتها الخدجاء لإعاقة كل ماهو حضاري وإغتيال كل مشروع وحدوي
نهضوي بل وتعمل على توجيه القـرار السياسي السيادي لوطننا من خــلال عبيدها ومـرتادي
قصـورها أرباب التسول السياسي والقبلي .. مثلث تأمري غير متساوي الأضلاع قائم الخيانـة
في المعارضة المتردية منفـرج على نظام تقليــدي فاسد حاد على الثورة , متساوي على مصالح
الجارة وأخواتها الأقليمية واسيادها .. الأوروامريكية .. وهنا يحق لنا أن نتســأل ..؟

ألم تكن هذه المعارضة هى ذاتها التي تقاسمت وتحاصصة الفترات الإنتقالية منذُ 1990 م ؟ فإلى متى
سنظل نُحكم إنتقالياً ؟؟ أليس من حق وطننا أن تحكمة الكفاءات والقدرات العلمية ؟
ألم تأتي المؤامـرة الخليجية لتضـع حد للثورة وتفشل ريحها التغييـري ؟ وتسلم زمام الأمور في
اليمن للموالات كبديل للفعل الثوري خوفاً من المد أن يطال كنتوناتهـا الزجاجيـة ؟؟

إذاً يحق لنا هنا أن نقول بأن الثورة على محك مثلث المؤامـرة سلطة ,معارضة تقاسم ومقايضة
وضلع إقليمي خارجي أرسى مصالحه وعمق نفــوذه على حساب الثورة والسيادة الوطنية فهل
يقبل الثوار والشعب ببصم مثلث المؤامـرة ؟

التغييـر مطلب أساسي وهدف سامي توافق عليه كل إبناء الوطن وفي سبيله ومن أجله قدم
الشباب التضحيات الجسام وتحمل المواطن العقاب الجماعي في مناحي عدة تحمل كل المعانات
أملاً في التغيير وشغفاً في بــروز مرحلة جديدة يتشكل على إثرها اليمن الجديد . يمن
الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والعيش بسلام وإستقـرار في وطن لا فوقية فيه لسين
ولا عنتـرية لصـاد .؟ وطن يحكمة ويوجه قراره السياسي أبناؤه بإرادة وطنية صلبة لا وصاية عليـه
تدار من القصور الملكية والأميرية عن طريق وكلاء السياسية الحاكمون بالنيابة كفانا فترات إنتقامية
وتبعيـة للصغـار وتسول من قـرارات ونوادي الحقد والدمار .. كفى مراوغة أيها القادمون
من عفن السياسة ولعبتها القذرة .. رفقـاً بالوطن فكم هو كبير بأحـراره وها قد دفع الثمن ..؟؟

ومع كل هذا المـراوغات وتلك المفارقـات دعونا نتفـائل خيـر فالغـد قريب وناظـره بالأحداث لبيب
لنقل الوطن للجميع ولكنه يضيق على المتـأمرين ولا يتسع لمتسولي السلطة والفـاسدين
ولنعلم جمعاً أبناء الوطن اليماني الحبيب أن البصم على المؤامرة الخليجية يضعنا على المحك
فإمـا أن نكون أو لا نكون ..!! وحقـاً سنكون نحن اليمانيون فوق مستوى التحديات فالوطن حتى
اللحظة جريح إن لم يكن مذبوح فلنكن جميعاً صوت القلم وصدى البندقية من النخب والعـامة بلسم
لجراحات الوطن وأكف بيضاء لم تلطخ بالدماء والفساد ونهب الثروات بُنـاة مجد ومستقبل
اليمن فنحن في الداخل والخارج أهله وهو محـربنا في صلاة الحرية وعسق الكرامة . فلنكن عند
مستوى التحدي ولنـرتق فوق كل آلام الماضي ولنقل جميعـاً بصوت واحد تباً للمستحيل ..!!
نعم للدولة المدنية وسيادة النظام والقانون والمواطنة المتساوية لا للوصاية الأقليمية المتقزمة
لا للتدخل الخارجي .. ذهب الضمـاء ..؟ وحان وقت العمل والبناء .. دمت يـا وطن