الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٤ صباحاً

ماذا بعد التوقيع؟

خالد محمد الكحلاني
الجمعة ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
سبق ان ذكرت في مشاركه الكترونيه سابقه بان حل الأزمه اليمنيه الراهنه لن يتعدى احد ثلاثة سيناريوهات: التصعيد والحرب الأهليه او الأتفاق السياسي بغطاء خارجي او نجاح الثوره واسقاط النظام اسوة بما حدث في تونس ومصرولم يكن هذا رائي فقط بل رأي الكثير من المحللين والمتابعين للشان اليمني وذكرت حينها ان الخيار الأول هو الأسواء لليمن وستكون عواقبه وخيمه وكارثيه وان الخيار الثالث هو الأمثل والأفضل للشعب اليمني وان كان يبدو صعب التحقيق في ضوء تعقيدات المشهد اليمني وعدم اندفاع الشعب بقوه( خاصة الفئه الصامته) لنصرة الثوره والثوار الحقيقيين وتركهم رهينه للقوى السياسيه والأطراف المتصارعه على السلطه.

والأن وبعد التوقيع على المبادره الخليجيه واليتها التنفيذيه من الواضح اننا دخلنا في اطار الحل الثاني والذي اشرت حينها انه لن يكون الأفضل والأمثل للشعب اليمني وتطلعاته ولكنه على الأقل يجنبنا الأسواء وهو الحرب.

ومن المؤكد ان التوصل الى هذا الحل يؤيد مقولة القائلين بان ما يحدث في اليمن عباره عن ازمه سياسيه وليس ثوره حقيقيه لأن الثورات لاتقبل بانصاف الحلول وهذا ما اعتقد ان النظام نجح في الترويج له واقناع اللاعب الأقليمي والدولي به وفي الغالب ان هذا الحل هو عباره عن صفقه سياسيه برعاية اقليميه ودوليه تراعي بالدرجه الأولى المصالح الدوليه والأقليميه في اليمن وتراعي مصالح الأطراف السياسيه والمتصارعه على السلطه ثم في المرتبه الثالثه تعطي بعض الفتات للشعب اليمني ومن اهم ملامح هذا الحل هو الأبقاء على جوهر النظام بكل مساوئه وعيوبه لأنه يخدم مصالح القوى الأقليميه والدوليه وتغيير الوجوه والرموز فقط لذر الرماد في عيون الشعب بحدوث التغيير.

من الواضح انه بعد عشرة اشهر عاشها الشعب اليمني في ظل ازمه طاحنه اثرت على حياته ومعيشته وامنه ان الغالبيه من ابناء الشعب اصبحت تتقبل أي حل للخروج من الأزمه على امل ان تعود الحياه الى طبيعتها ويعود الأمن والأستقرار الى الشارع وتعود الخدمات وتتوفر السلع واخشى ما اخشاه في هذا الجانب ان يتكرر سيناريو عام 94 وان يكون التوقيع على المبادره بداية للتصعيد من قبل الأطراف المتصارعه على السلطه والجميع يتذكر حينها انه بعد التوقيع على وثيقة العهد والأتفاق في الأردن تفجرت الأوضاع بشكل شامل ادت الى حرب 94 وما تبعها من تطورات في القضيه الجنوبيه والوحده فدائما هناك اطراف متضرره من هذه الأتفاقات تخسر معها امتيازاتها ونفوذها وهذه الأطراف عادة ماتلجاء الى التصعيد وتفجير الأوضاع بغية خلط الأوراق واستمرار مصالحها ومكاسبها
ومن هنا نتطرق الى موقف شباب الثوره الذين خرجوا في مظاهرات رافضه للمبادره الخليجيه ومطالبه باستمرار التصعيد الثوري حتى اسقاط النظام كاملا ومحاكمة رموزه بل ويطالبون برحيل الجميع بما فيهم المعارضه التي يتهموها بخيانة الثوره والى هولاء اتوجه بالحديث واقول اذا انتم فعلا الثوار الحقيقيين الذين خرجوا في البدايه لأسقاط النظام فانا والشعب اليمني وخاصة الفئه الصامته مدينيين لكم بالأعتذار لأننا تخاذلنا عن نصرتكم والوقوف معكم من البدايه وتركناكم وحيدين حتى ركب موجة ثورتكم من ركب من السياسيين والعسكريين والمشائخ وحولوها الى اداه في يدهم للصراع على السلطه ولكن يجب ان ننظر الأن الى الواقع بعقلانيه فلو كنتم امسكتم بزمام الأمور بايديكم منذ البدايه وافرزتم القيادات القادره على قيادة الثوره وعدم ترك القياده لأحزاب المعارضه وقيادة الفرقه الأولى لكان لموقفكم الأن قوه وثقل ولما امكن التوصل الى هذا الأتفاق السياسي وانتم خارج المشهد والذي اراه الآن انه بدلا من السباحه ضد التيار والتشدد في المواقف التي لن تفيد البلد بشيء انصح بان تباركوا هذا الأتفاق حقنا للدماء ورحمة بالشعب وان تعملوا على الأستفاده منه وتوجيهه نحو الهدف الرئيسي للثوره وهو الأطاحه بالعقليه التي تحكم النظام وبناء الدوله المدنيه الحديثه وارى لتحقيق ذلك ان تتوحد صفوفكم وتكتلاتكم وائتلافاتكم في جبهه واحده حتى يكون صوتكم مسموعا بشكل قوي في اوساط المجتمع المحلي والأقليمي والدولي.

واما ان كان هولاء الشباب من الشباب الحزبي المسيس وان مايقومون به من معارضه ورفض لتوقيع المبادره والمطالبه بالمحاكمات وغيرها من باب توزيع الأدوار مع قياداتهم السياسيه للأحزاب كورقة ضغط اضافيه على السلطه فا قول لهم ولقياداتهم الحزبيه اتقوا الله في هذا الشعب ويكفي الشعب ماذاقه من ويلات المماحكات والمكايدات السياسيه وكفاكم متاجرة بدماء البسطاء وتلاعبا بمشاعرهم وعواطفهم واخلصوا نواياكم ووحدوا جهودكم للخروج بالبلد من هذه الأزمه الطاحنه والله من وراء القصد