السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٢ صباحاً

معارك صالح الرمزية

مروان الغفوري
الأحد ، ٠٦ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠١:٢٨ مساءً
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2011 ، ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﺇﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻗﺪ ﺗﻀﻄﺮ
ﻻﻗﺘﺤﺎﻡ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻡ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻣﻨﻬﺎ. ﻛﺎﻥ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎً. ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺧﺼﻤﻪ ﻣﺤﻤﺪ
ﻗﺤﻄﺎﻥ ﺑﺄﻧﻪ « ﻣﺮﺏ ﻓﺎﺿﻞ » ﻻ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﺧﻠﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻐﺔ.
ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺍﻗﺘﺤﻢ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ، ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ،
ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺳﻴﻄﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻗﺘﺤﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺻﺎﻟﺢ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺤﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﻮﺍ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻮﻡ. ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ
ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ. ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ
ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻜِﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻤﻠﻬﻢ « ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ » ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺘﺎﻑ . ﻓﻲ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻧﻈﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﺮَ ﺳﻮﻯ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻡ ﺧﺼﻤﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺤﻄﺎﻥ.
ﺗﺴﻴﻄﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﺗﺼﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺪ ﻣﺘﺤﻜﻤﺔ، ﺗﺤﺪﺩ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻭﺳﻠﻮﻛﻪ
ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺩﻓﻌﺖ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ - ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻌﺒﺴﻲ
ﺇﻟﻰ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺻﻒ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺻﺎﻟﺢ: ﺍﻟﺤﺎﻗﺪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ. ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﺍﻟﻌﺒﺴﻲ
ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺃﺣﺪ ﺃﻧﺸﻄﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺼﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
« ﺍﻟﺤﺎﻗﺪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ » ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻧﻌﺘﺎً ﻓﻠﺴﻔﻴﺎً، ﺑﻞ ﺗﺸﺨﻴﺼﺎً ﻋﻠﻤﻴﺎً ﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ. ﺑﺤﺴﺐ
ﺍﻟﻌﺒﺴﻲ ﻓﺈﻥ ﺻﺎﻟﺢ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ، ﺑﻞ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ. ﻻ ﺗﻘﻒ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺧﻠﻒ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ، ﺑﻞ ﺃﺣﻘﺎﺩ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻴﺘﻪ.
ﻋﺎﺵ ﺻﺎﻟﺢ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﺑﺎﺋﺴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻛﺎﻑٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. ﻣﺎ ﺇﻥ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﻣﻪ
« ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ». ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺎﺭﻳﺎً ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﻴﻦ. ﺗﺤﺴﺲ ﻣﺴﺪﺳﻪ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ
ﻣﻨﻬﻢ، ﻟﻜﻦ ﻧﺼﺮﻩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﻫﺰﻳﻤﺘﻪ . ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻳﺤﻤﻞ ﺣﻘﺪﺍً ﻋﺎﻟﻴﺎً
ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ، ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﻭﺿﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺔ: ﺣﺎﻗﺪ
ﺻﻐﻴﺮ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻋﺮﻳﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ. ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ
ﺍﻟﺠﺮﺑﺎﻧﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﻓﻴﻘﺎً ﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﺺ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﺛﻢ ﻟﺺ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺷﺨﺺ
ﺗﺘﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺷﻴﺌﺎً. ﻛﺎﻥ ﺷﻘﻴﺎً، ﻭﻏﻴﺮ ﺃﺧﻼﻗﻲ، ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺠﺮﺑﺎﻧﻲ.
ﺗﺘﺒﻌﺖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺍﻷﺭﻣﻨﻴﺔ ﻣﻮﺭﻳﺎﻝ ﻓﺎﻳﺴﺒﺎﺥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ « ﻣﻬﻮﻭﺳﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ »
ﻭﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ: ﻋﺎﺵ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻣﻤﺰﻗﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺎﺭ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ
ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ. ﺍﺳﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﻠﻜﻬﺎ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ﻛﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺷﺘﺎﺕ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ. ﻟﻘﺪ ﺻﺎﺭﺕ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ. ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ
ﺃﻫﻠﻪ.
ﻃﻔﻮﻟﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﺧﺘﺰﻧﺖ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺑﺆﺳﻪ ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺑﺎﻟﻐﺎً. ﺍﺳﺘﺠﻤﻊ ﺑﺆﺳﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺻﺎﺭ ﺭﺟﻼً
ﺳﺎﻣﺎً، ﺛﻢ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﺳﺎﻣﺎً، ﺛﻢ ﺳﻤﻢ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺃﺳﺪﻝ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ
ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ ﻏﻄﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺑﻊ ﻣﺮﺑﻊ: ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺣﻮﺍﻟﻲ 500
ﻣﺮﺓ ﺣﺠﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺭﻭﻣﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺮﻗﻬﺎ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭ ﻣﺮﻳﺾ ﻟﻴﺪﺍﻭﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻤﻌﺬﺑﺔ.
ﻗﺒﻞ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺰ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺍﻗﺘﺤﻤﺖ ﻗﺼﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ. ﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﻮﺡ. ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻳﺪﻓﻊ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺣﺘﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺼﺮ.
ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺻﻐﺮﺕ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺗﻌﺰ، ﻭﺭﺍﺡ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﻴﻦ ﻷﺟﻞ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ « ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ». ﻧﻔﺴﻪ
ﺍﻟﻤﺸﻄﻮﺭﺓ ﺗﺰﻳﻒ ﻟﻪ ﻭﺟﻪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ . ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ
ﻳﻨﺴﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﻕ ﺑﻪ ﻭﻋﺸﻴﺮﺗﻪ ﻭﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻭﻳﺘﺨﻴﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﺁﺧﺮ: ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﺧﺼﻮﻣﻲ
ﻳﻘﻬﻘﻬﻮﻥ ﺍﻵﻥ، ﺳﺄﻣﻨﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻭﺃﺳﺘﺮﺩ ﻗﺼﺮﻱ. ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ. ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺻﻨﻌﺎﺀ،
ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، ﻗﺎﻝ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﻗﻨﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ: ﺳﻨﺸﻤﺖ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻛﻠﻪ
ﻗﺪ ﺍﻧﻬﺎﺭ، ﻟﻜﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺫﻫﺐ ﻳﺸﻤﺖ، ﻳﺘﺪﺍﻭﻯ ﺑﺎﻟﺸﻤﺎﺗﺔ، ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺃﺣﻘﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻪ
ﺍﻟﻤﺸﻄﻮﺭﻩ . ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﺘﺄ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻭﺻﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻪ
ﻣﻦ ﻋﻤﺮ.
ﺗﺎﻩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 73 ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﺑﺎﺋﺴﺔ، ﻭﺗﻤﻠﻜﺘﻪ ﻋﻘﺪﺓ ﺃﻭﺩﻳﺒﻴﺔ ﻣﺰﻣﻨﺔ. ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ
ﺣﻤﻴﺮﻱ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﻴﻦ، ﺛﻢ ﺻﺮﺥ « ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ » ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻳﻴﻦ. ﻭﻗﺎﻝ
ﺑﻮﺣﺸﻴﺔ: ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺫﻱ ﻳﺰﻥ، ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2011 ﻭﻳﺘﺮﺍﺳﻞ ﺳﺮﺍً ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﺱ.
ﺗﺎﻩ ﻓﻲ ﻋﻘﺪﻩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺃﺣﻘﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ. ﻓﺒﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻼﺝ
ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، ﺣﻀﺮ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﻳﺒﺪﻝ ﺯﻳﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ: ﺯﻱ
ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ، ﺯﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺯﻱ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ، ﺇﻟﺦ.
ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻨﻬﺎ ﺧﻠﺴﺔ ﻓﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻣﺪﺍﻩ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﻘﺼﻔﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ.
ﻟﻘﺪ ﻋﺮﺗﻪ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ، ﻭﻭﺿﻌﺘﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ: ﺑﺎﺋﺲ، ﻭﻓﻘﻴﺮ، ﻭﻣﻨﺤﺮﻑ. ﺃﻣﺎ ﻫﻮ
ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﻫﻮ: ﻫﻞ ﻫﻮ ﺃﻣﻮﻱ ﺃﻡ ﻋﺒﺎﺳﻲ، ﻗﺤﻄﺎﻧﻲ ﺃﻡ ﻣﻬﺮﺏ ﻟﻠﺨﻤﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺤﺮ؟
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺠﺮﻳﻤﺔ « ﺟﻤﻌﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ » ﺛﻤﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻫﻲ
ﺗﻔﺮﻳﻎ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻳﻨﻜﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﺻﺤﺘﻬﺎ. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﺼﺎﻟﺢ: ﻳﺎ ﻓﻨﺪﻡ،
ﺍﻣﺴﻜﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﻭﺃﻟﻘﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ. ﻓﻴﻨﻔﺠﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﺿﺤﻜﺎً. ﻳﻜﺮﺭ
ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻘﻮﻟﺘﻪ ﻣﺤﺎﻭﻻً ﺗﻨﺒﻴﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻘﻮﺍ ﺣﺘﻔﻬﻢ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻫُﻢ ﺭﺟﺎﻟﻪ
ﻟﻜﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺤﻚ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﻓﺄﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﻘﻬﻘﻬﺔ، ﻭﻳﺮﻳﺢ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ، ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻟﻪ

*الوطن القطرية