الرئيسية / كتابات وآراء / السوق السوداء واقتصاد الحرب والغنيمه

السوق السوداء واقتصاد الحرب والغنيمه

حسين الوادعي
الخميس , 25 يونيو 2015 الساعة 08:02 مساء
الجار الحوثي الفقير تحول الى مليونير..

عند اقتحام صنعاء في سبتمبر 2014 سطا على احدى الوزارات ونهب سيارتين واستولى على البوفية الموجودة في المبنى وحولها لحسابه.

وحين بدات الحرب تنوعت نشاطاته "الاقتصادية" لتضم بيع السلاح وتجارة المشتقات النفطية في السوق السوداء.

جارنا المسكين ليس الا واحدا من الالاف الذين انخرطوا في نشاط اقتصادي قائم على "الفتح" و"الغزو" منذ اجتياح صنعاء.

اما السوق السوداء الحوثية المتضخمة التي صارت بديلا للاقتصاد الرسمي المنهار بسبب الحرب فليست بداية القصة ولا نهايتها ولا اهم وجوهها.

القصة الاكبرهي تاسيس "نمط الانتاج الحربي" الذي يعتمد على "الجبايه" و"الغنيمة".

............................
منذ بداية ظهورهم في صعده انشغل الحوثيون بـ"الجباية" وجمع "الزكاة" بالقوة من المواطنين بدلا عن الدولة. بعد ذلك تم تطوير صناديق اخرى مثل صندوق المجاهدين والتبرعات الاجبارية الاخرى. ورغم وجود موارد اقتصادية ممتازة في صعده مثل الزراعة والحرف وتجارة المواشي الا ان التفكير كان يتم في "الخراج" وليس في "الانتاج".

لم يفكر الحوثيون ابدا في الانخراط في اي نشاط اقتصادي منتج لتمويل نشاطاتهم. الاخوان المسلمين مثلا اسسوا شركات قطاع خاص ناجح كان كفيلا بتوفير احتياجات الحركة المالية. بينما ركز الحوثيون على "اقتصاد الحرب"؟

مع دخول صنعاء اضاف الحوثيون انتقل الحوثيون من "الجباية" الى "الغنيمة". وباعتبار الغنيمة هو "كل ما يغنم في ساحة المعركة بقوة السلاح" فقد تحولت صنعاء و"المدن المفتوحه" الى ساحة غنائم مفتوحه من ميزانية الدولة الى السلاح والمنازل والمؤسسات والوظائف والجبايات النقدية مقابل "الحمايه".

وعندما نفذت خزينة الدولة تم الانتقال الى جيب المواطن عبر الجباية الاجبارية غير المباشرة (الاستقطاعات، ضرائب المجهودعلى الخدمات) وغيرها من نشاطات " تبرعوا لنا لكي نقتلكم".

...............................
السوق السوداء الحوثية شبه الرسميه هي السلسلة الاحدث في "اقتصاد الحرب الحوثي". وهي ليست غريبة على الميليشيا بل هي جزء اساسي من اقتصاد الحرب الدائم عندها.
الميليشيا المنتصره لا تعرف شيئا اسم "الانتاج" وتفكيرها لا زال منحصرا في الانتزاع الاجباري للمال من الدولة والمواطن معا. واذا نفذت مواد اليمن فان الحل الوحيد الذي يطرحونه هو "غزو" السعودية و"اغتنام" موارد النفط هناك!

اما اذا كنت تسعى لحياة مرفهه فوسيلتك لذلك ليس"العمل" او "التعليم" او "الاستثمار" وانما "وسائل الانتاج" الاكثر فعالية "الشاص والكلاشينكوف".

يتم تدمير الاقتصاد الرسمي بعنايه لتاسيس اقتصاد سوق سوداء ضخم شعاره "دعه ينهب دعه يمر" ورمزه الكلاشينكوف الذي يحمل لاصق "الصرخه".