الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٩ صباحاً

الحوثيون لا يبحثون عن مبرر لغزو مأرب

علي العقيلي
الثلاثاء ، ١٧ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٥٧ مساءً
يعتقد البعض أن جماعة الحوثي تحترم الحقوق والقوانين الدولية، فلا تقدم على حرب إلا بمبررات تبرر قيامها بتلك الحرب على منطقة ما .

ولكنها بعيدة كل العبد عن ذلك، فلا يردعها من ارتكاب جرائمها الانسانية وانتهاكاتها وعدوانها غير العجز عن القيام بها، دون أن تبحث عما يبرر جرائمها، بل وبالعكس تذهب تبرر فشلها وهزيمتها وعجزها في تنفيذ جرائمها .

في شهري يناير وفبراير 2014 كانت مليشيا الحوثي تشن أعنف هجوم على قرى أرحب، ولكنها كانت تتكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد .. فأمر زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي مليشياته بالانسحاب من أرحب، مبرر ذلك بأنها أوامر من علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه !! حيث قال عبدالملك الحوثي بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتاه في المنام وقال له : " انسحب من أرحب فأرحب ليست لي" ..!!! هكذا برّر زعيم جماعة الحوثي هزيمة مليشياته في أرحب !! وقال أنها ليست هزيمة، وإنما هي أوامر من الإمام علي بن أبي طالب ..!!! .

هكذا هي جماعة الحوثي وزعمائها عندما يفشلون وتفشل مليشياتهم، دائماً يبحثون عما يبرر فشلهم في تنفيذ جرائمهم لا فيما يبرر اصرارهم على ارتكابها .
ولكن عندما حانت لهم الفرصة بعد السيطرة الكاملة على صنعاء قدمت جماعة الحوثي بترسانة عسكرية هائلة بمساعدة من ألوية الحرس سابقاً، وزحفت على عزل أرحب من ثلاث جهات بقوة عسكرية هائلة ولم تأتمر بأوامر علي بن أبي طالب الذي زعم زعيم العصابة أنه أتاه وأمره بالانسحاب من أرحب، لأنها ليست لعلي بن أبي طالب كما زعم زعيم الجماعة .

لم يسبق وأن استأذنت مليشيا الحوثي في غزوها للمحافظات أو في اقتحامها للبيوت .. فهي لم تراعي العهود والمواثيق .. فعندما ترى أنها في موقف عجز تسارع الى طلب الصلح والتوقيع عليه .. وما أن تعيد ترتيب صفوفها حتى تغدر بمن عقدت معه الصلح .. فكيف نريد منها أن تنتظر حتى تجد ما يبرر عدوانها وهي تنكث بالعهود والمواثيق ؟؟؟ .

جماعة الحوثي لها ستة أشهر وهي ترسل بمليشياتها وتحشد قواتها على حدود مأرب الغربية كي تغزوها، ولكن صفوفها تنهار قبل أن تدخل في معركة مع قبائل مأرب، ولم يمنعها كل هذا الوقت غير الضعف والعجز، ولكن متى ما كانت لديها الامكانيات العسكرية الكاملة فقد تقدم على خوض الحرب مع قبائل مأرب .

جماعة الحوثي في هذه المرحلة تعد وتهيئ قوة عسكرية ضاربة تفوق أضعاف قوة قبائل مأرب بعد أن سيطرة على كافة مؤسسات الدولة ومن أبرزها المؤسستين العسكرية والأمنية، وقد تسخّر كافة سلاح الجيش اليمني في ضرب قبائل مأرب بعد أن وجدت نفسها عاجزة كل العجز في مواجهتهم بمليشياتها أو حتى بالجيش على الأرض، فرأت بأنها بأمس الحاجة الى سلاح الجو الذي تعتقد أنه قد يساعدها في حساب المعركة ونتائجها على الأرض لكسبها .