الرئيسية / تقارير وحوارات / نشر النتائج السرية للجنة التحقيق في حادث النهدين، وصور الضحايا وقدم أبو راس بين الأشلاء
نشر النتائج السرية للجنة التحقيق في حادث النهدين، وصور الضحايا وقدم أبو راس بين الأشلاء

نشر النتائج السرية للجنة التحقيق في حادث النهدين، وصور الضحايا وقدم أبو راس بين الأشلاء

06 يونيو 2012 07:01 صباحا (يمن برس)
في الـ11 من شهر مايو الماضي 2012م، انفرد «مأرب برس» بنشر الجزء الأول من التقرير المصور الذي أعدته لجنة التحقيق الخاصة بحادث النهدين، في دار الرئاسة، وبالتزامن مع حلول الذكرى الأولى للحادث، ينفرد «مأرب برس» بنشر بقية التقرير المصور، الذي يكشف عن تفاصيل مصورة لم تنشر من قبل حول الحادث.

والتقرير الذي ينشره «مأرب برس» أعدته لجنة خاصة من المحققين اليمنيين، بمشاركة فريق من المحققين والخبراء الأجانب، ويبلغ مجموع الصور التي تضمنها 178 صورة، التقطها محققون مختصون من لجنة التحقيق التي عاينت مسرح الحادث.

ويكشف التقرير عن تفاصيل تزيح بعض الغموض الذي لا زال يحيط بحقيقة ما جرى في دار الرئاسة، في الثالث من يونيو/ حزيران 2011م، ورغم وضوح التقرير إلى حد كبير إلا أنه لا زال بحاجة إلى آراء مختصين لشرح وتوضيح الكم الهائل من الأدلة المادية التي تم توثيقها في سياقه.

أربعة مسارح لحادث النهدين
أبرز ما ورد في التقرير المصور، هو أن مسجد دار الرئاسة لم يكن هو المسرح الوحيد لحادث النهدين، حيث يؤكد التقرير المصور بأن هناك 4 مواقع مختلفة داخل دار الرئاسة، تعاملت معها لجنة التحقيق كمسرح لحادث دار الرئاسة.

أي أن هناك 4 عمليات نفذت بدار الرئاسة في ذلك اليوم، العملية الأولى كان مسرحها في مسجد النهدين، والعملية الثانية كان مسرحها بجوار مخزن للغاز بالقرب من جامع النهدين، والعملية الثالثة كان مسرحها محطة للوقود بداخل محيط دار الرئاسة، فيما العملية الرابعة كان مسرحها مخزن للذخيرة في اللواء الثالث حرس جمهوري، الذي يتمركز في دار الرئاسة.

وفيما يتعلق بطبيعة كل عملية من تلك العمليات الأربع، يشير التقرير إلى أن العملية الأولى كانت عبارة عن انفجارات لعبوات ناسفة زرعت في مسجد النهدين، فيما العملية الثانية عبارة عن انفجار عبوة ناسفة بجوار خزانين للغاز بالقرب من المسجد، والعملية الثالثة عبارة عن هجوم بعدد من القذائف استهدفت محطة للوقود في دار الرئاسة، أما العملية الرابعة فكانت وفقا للتقرير هجوما بعدد من القذائف استهدفت مخزنا للذخيرة في اللواء الثالث حرس جمهوري.

جامع النهدين
وفقا لما أورده التقرير، فقد كان الانفجار الأول في حادث النهدين، لعبوة ناسفة تم تفجيرها عن بعد، زرعت في الجهة الأمامية من مسجد النهدين.

ويكشف التقرير بأن بؤرة الانفجار الأول كانت في الجهة الشمالية من مسجد دار الرئاسة، وبالنظر إلى الصورة رقم 11 من التقرير يلاحظ بأن جميع الأجحار المتناثرة في بؤرة الانفجار متكومة خارج المسجد، الأمر الذي يؤكد بأن ضغط الانفجار كان متجها من داخل المسجد، وليس من الخارج، إذ لو كان هناك قذيفة استهدفت المسجد من الخارج لتناثرت الأحجار داخل المسجد، وهو ما لم تعثر عليه لجنة التحقيق.

وفي مسرح الانفجار داخل المسجد وفي بعض أروقته عثرت لجنة التحقيق على عدد من قوالب تي إن تي، الأمر الذي يشير إلى أن هناك عددا من العبوات الناسفة مصنوعة من مادة تي إن تي، تمت زراعتها في وقت سابق داخل المسجد، البعض منها لم ينفجر.

ووفقا للأدلة المادية التي وثقتها لجنة التحقيق في مسرح الحادث، فقد كانت العبوات الناسفة مصنوعة محليا، وتم تفجيرها عن بعد، باستخدام هاتف محمول، من نوع نوكيا، موديل 1280، وفقا لما تشير إليه الصورة رقم (47) من التقرير.

كما تشير الصور (71، 72، 73، 74) إلى الهاتف الذي استخدم في تنفيذ العملية عن بعد، حيث يخرج من أعلى التلفون سلك توصيل كهربائي، تم العثور عليه على بعد سبعة أمتار تقريبا، من الهاتف، والغريب في هذا الهاتف أن لجنة التحقيق عثرت على بقعة دم صغيرة على شاشته الأمامية من الداخل، الأمر الذي يثير تساؤلا حول كيفية وصول تلك البقعة من الدم إلى الشاشة من الداخل.

أما الصورة (68) وصور أخرى مشابهة في التقرير فتشير إلى وجود قطع قماشية تم العثور عليها في مسرح الحادث، وعليها آثار احتراق، ولم يشر التقرير إلى طبيعة قطع القماش تلك، وفيما إذا كانت لها وظيفة معينه في العبوات الناسفة، أم أنها استخدمت للتغطية عليها، إثناء إدخالها إلى المسجد.

وفي الصورة (75) وصور أخرى مشابهة يشير التقرير إلى العثور على عدد من أجهزة التحكم عن بعد (ريموت كونترول) خاصة بمكيف كهربائي، وأكد التقرير إلى أن بعض تلك الأجهزة وجدت ملصقة مع بعضها، الأمر الذي ينفي احتمال أن تكون تلك الأجهزة متعلقة بالمكيفات الخاصة بالمسجد.

ومن ضمن الآثار المادية التي وثقها التقرير، صور لغطاء خلفي لساعة يد عليها وشم خارجي، لشعار دولة الإمارات العربية المتحدة، كما في الصورة (79) من التقرير.

تدقيق في بؤرة الانفجار
توضح الصورة رقم (84) من التقرير بؤرة الانفجار من داخل المسجد، كما توضح الصورة (85) موقع البؤرة في المسجد، وهي المنبر الأيسر للمسجد، على يسار المحراب، حيث لم تسبب الانفجار في تدمير كامل المنبر الأيسر، فيما المنبر الأيمن لا زال قائما.

وبالتدقيق في الصورة رقم (86) والصورتين السابقتين لبؤرة الانفجار، يلاحظ بأن الانفجار قد تسبب في دمار للجدار الأمامي للمسجد، وفتح ثغرة فيه، فيما يلاحظ بأن العمود القريب من بؤرة الانفجار لا توجد فيه أي خدوش جراء الانفجار، ويمكن ملاحظة عدم تضرر العمود بالاطلاع على الصورة رقم (90) التي تظهر العمود من الأمام وعليه آثار الدماء دون وجود ما يشير إلى تضرر العمود من الانفجار.

وبالرجوع إلى الرواية التي سردها الشيخ ياسر العواضي، وبعض الناجين من الحادث، فقد كان الرئيس السابق علي بعد الله صالح أثناء الحادث أمام المحراب مباشرة، أي على بعد أقل من مترين من بؤرة الانفجار، فيما كان على يساره عبد العزيز عبد الغني، ثم يحيى الراعي، ثم رشاد العليمي، ثم ياسر العواضي، ثم عبده بورجي، ثم أحمد عبد الرحمن الأكوع، فيما كان على يمين صالح، علي مجور، ثم صادق أبو راس، ثم نعمان دويد.

وبمطابقة هذه الرواية مع الصورة رقم (85) من التقرير، فقد كان صالح على بعد أقل من مترين من بؤرة الانفجار، وكان عبد العزيز عبد الغني أقرب منه إلى بؤرة الانفجار بحوالي نصف متر تقريبا، فيما كان كل من الراعي، والعليمي، والعواضي، وبورجي في مواجهة بؤرة الانفجار تقريبا، أما مجور، وأبو راس فقد كانوا الأبعد من بؤرة الانفجار.

وباستثناء عبد العزيز عبد الغني، لم يدخل جميع من كانوا في الخط الأمامي لبؤرة الانفجار في قائمة القتلى، فيما قتل العشرات بسبب الحادث، رغم أنهم لم يكونوا الأقرب لبؤرة الانفجار!!

وتشير الصورتين رقم (92، 93) إلى بقايا ساعة يد متناثرة أمام المحراب الذي كان يقف أمامه صالح، وتؤكد بقايا الساعة إلى أن جسد من كان يرتديها قد تحول إلى أشلاء، إذ من غير المعقول أن تكون ساعته على تلك الحالة، وجسده لا زال سليما، والسؤال هنا «هل كان صالح بالفعل أمام المحراب ساعة الحادث؟».

توقف أجهزة التشويش
تشير الصورتين رقم (94، 95) إلى ساعة حائطية توقفت عقاربها في ساعة الانفجار، وتشير عقاربها المتوقفة جراء انفصال بطارياتها بسبب الحادث إلى الساعة (12:39:37) ظهرا، وهو التوقيت الفعلي لزمن الانفجار تقريبا.

هذه الساعة التي توقفت أثناء الانفجار، على عكس الأجهزة الخاصة بالتشويش على أجهزة الاتصالات اللاسلكية، التي كانت في المسجد وعثرت عليها لجنة التحقيق وهي في حالة الإغلاق، ما يعني بأن هناك من عمد إلى إغلاقها قبيل الحادث.

خلال الفترة الماضية عمد الناطقون باسم صالح إلى محاولة إلصاق التهمة بجهة معينة، بحجة أنه تم العثور على شرائح سبأفون، استخدمت في تفجير العبوات الناسفة عن بعد، والتقرير المصور يؤكد أيضا بأن الشرائح المستخدمة في تفجير بعض العبوات الناسفة، وخاصة الانفجار الأول الذي وقع في مقدمة المسجد، تم عبر شريحة سبأفون تحمل الرقم (..........719)، غير أن التقرير يؤكد أيضا بأن تلك الشرائح ما كان لها أن تعمل في ظل وجود عدد من الأجهزة الخاصة بالتشويش على الاتصالات داخل المسجد.

وتكشف الصور من (100 إلى 105) في التقرير بأن الأجهزة الخاصة بالتشويش التي تعرف باسم «الجمر» وجدت في حالة إغلاق، أي أنها كانت مغلقة أثناء الانفجار، ما يعني بأن هناك من عمل على إغلاقها قبيل الانفجار، كي يتم تنفيذ العملية، وهذه الأجهزة لا يمكن أن يتم إغلاقها إلا من قبل أشخاص يعملون في دار الرئاسة، ويعلمون جيدا عدد تلك الأجهزة وأماكنها والمشرفين عليها.

ونظرا لأن بعض تلك الأجهزة قد تضررت بسبب الانفجار، عمد الفريق الأميركي الذي شارك في التحقيق في الحادث، إلى إجراء فحوصات على تلك الأجهزة، كي يتم التأكد من سلامتها، وتظهر الصورتين (107، 108) عملية فحص أجهزة التشويش من قبل الفريق الأميركي، الذي أثبت سلامة تلك الأجهزة، حتى بعد تعرضها لبعض الأضرار جراء الحادث، وهو ما ينفي شبة أن تكون تلك الأجهزة معطلة، ويؤكد بأنها أغلقت من قبل جهة ما في دار الرئاسة أثناء الترتيب للعملية.

انفجارات أخرى في المسجد
عثرت لجنة التحقيق على آثار مادية لعدد من قوالب تي إن تي، وعلى عبوات ناسفة أخرى زرعت في أماكن أخرى من المسجد، بعضها انفجر والبعض الآخر لم ينفجر.

وتظهر الصورة رقم (112) بقايا عبوة ناسفة بجوار الممر المؤدي إلى الباب الغربي للمسجد، وهذه العبوة كانت مغلفة بغطاء ورقي على شكل هدية، كما تظهر الصورة رقم (114) عبوة ناسفة أخرى وضعت في أسفل كرسي خارج البوابة الجنوبية للمسجد، فيما تظهر الصور (116، 117، 118) بقايا عبوة ناسفة لم تنفجر، وتشير الصور إلى أن سبب عدم انفجارها هو وجود خلل في التوصيل الكهربائي.

ربما تظهر عملية توزيع العبوات الناسفة على بوابات المسجد وبعض ممراته، بأن من خطط للعملية كان يتوقع مغادرة صالح من أحد تلك البوابات عقب الانفجار الأول، الذي تم في مقدمة المسجد، وهو ما حدث بالفعل حيث كان صالح من أوائل من أخرجوا من المسجد عقب الانفجار الأول، وتم إخراجه من البوابة الجنوبية، التي شهدت انفجارا ثانيا بعد وقت قصير من الانفجار الأول.

المسرح الثاني للحادث
ويشير التقرير المصور في الجزء الثاني منه، ابتداء من الصورة رقم (121) إلى العملية الثانية التي استهدفت خزانين كبيرين للغاز بجوار المسجد.

ويؤكد التقرير بأن عبوة ناسفة زرعت بجوار خزانين للغاز بالقرب من المسجد، ويشير موقع الخزانين بالقرب من المسجد إلى أن من خطط للعملية على معرفة دقيقة بكل ما يوجد في المكان، حيث يقع الخزانين في زقاق خلفي، من الصعب أن يصل إليه شخص من خارج دار الرئاسة.

وربما يكون الهدف من محاولة تفجير الخزانين قتل كل من كانوا في المسجد، حيث أن انفجار عبوة ناسفة بجوار خزانين ضخمين للغاز، كما هو موضح في الصورة رقم (133) سيؤدي إلى انفجار الخزانين واحتراق المنطقة والمسجد بكل من فيه.

غير أن السؤال المحير الذي لم يجب عليه التقرير هو: لماذا لم ينفجر الخزانين بالرغم من أن بؤرة انفجار العبوة الناسفة كان بجوارهما تماما؟

الهجوم بقذائف الهاون
يشير التقرير إلى أن هجومين بقذائف الهاون استهدفا دار الرئاسة عقب الحادث، ورغم أن التقرير خصص قسمين مستقلين لسرد الصور الخاصة بالهجومين، إلا أن لم يشر إلى أي تفاصيل حول ملابسات هذين الهجومين.

الهجوم الأول استهدف محطة للوقود والمنطقة المحيطة بها في دار الرئاسة، وهذه المحطة تحيط بها مزارع ولا تحيط بها أي منشآت، ووفقا للتقرير فقد استهدفت بقذائف هاون 120 ملم.

وبدءا من الصورة رقم (147) إلى الصورة رقم (167) وثق التقرير صورا للقذائف التي استهدفت المحطة، دون أن يشير إلى الهدف الذي استهدفت من أجله تلك المحطة، خصوصا وأن معظم القذائف سقطت في مناطق خالية تماما.

وبدءا من الصورة رقم (168) وحتى نهاية التقرير، وثق التقرير لصور خاصة بالقذائف التي استهدفت مخزنا للذخيرة في اللواء الثالث حرس جمهوري، وهو ما يؤكد بأن محطة الوقود واللواء الثالث حرس جمهوري كانا مسرحا للمعارك التي نشبت في عدد من معسكرات الحرس الجمهوري عقب الحادث.

وتظل تلك المعارك التي استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل ذلك اليوم، وتوسعت لتشمل عددا من معسكرات الحرس في السواد وفي عصر، وفج عطان، لغزا قد يكون حله هو مفتاح الحل للغز حادث النهدين.

كما تؤكد تلك المعارك صحة المعلومات التي أكدت تصفية عدد من ضباط الحرس الجمهوري والحرس الخاص لصالح، وقد يكون على رأسهم الحارس الخاص لصالح محمد الخطيب.

وللتأكيد فإن الدماء التي أريقت في حادث النهدين ليست أغلى ولا أرخص من دماء اليمنيين الذين سقطوا في الساحات، وإن كان هناك من يحاول أن يجعل من الحادث قميص عثمان.



















































































































شارك الخبر