قال الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح أنه توصل مع علي سالم البيض إلى قناعة مشتركة وهم راكبون لسيارة واحدة في عام 90 أوصلتهم إلى قرار الوحدة الاندماجية.
وأجب صالح في حوار اجربته معه قناة "اليمن اليوم" التابعة لنجله الأكبر أحمد، في سؤال طرحه المقدم عن كيفية وصول صالح والبيض إلى قرار الوحدة الاندماجية، قائلاً "توصلنا ونحن راكبون في سيارة واحدة وأتذكر كنا نضحك يجب أن تحقق الوحدة لا تدخل الوحدة النفق المظلم فدخلنا النفق فيجب أن نعكس أن دخولنا إلى النفق هو الانفراج وتحقيق الانتصار للوحدة وتوحيد العملة والنشيد الوطني وتشكيل الحكومة والبرلمان، البرلمان تشكل من مجلس الشعب الأعلى ومن البرلمان الذي كان موجوداً في الشمال ويسمى مجلس الشورى وتشكل الحكومة وتعطى رئاسة الحكومة لحيدر العطاس ويعطى مجلس النواب إلى الأخ ياسين سعيد نعمان في إطار تسوية من أجل الحزب ويقربوا الناس إلى الوحدة لأنه كل ما كان يحكي معنا البيض يقول فلان متألم لا يريدون الوحدة لأنه أين سيكونون.".
وعن الضغوط التي كان يتلقاها البيض من حزبه قال صالح "هناك ضغط عليه من اللجنة المركزية من عدد من الناس عسكريين ومدنيين ومنها الضغط أنه تم توزيع المناصب فطبعا حين تأتي على توزيع المناصب وتعود إلى الاتفاقيات الوحدوية سواءً كانت في طرابلس أو في الكويت أو في القاهرة هو طبعاً حسب التعداد السكاني سيكون توزيع الحقائب وتوزيع المقاعد والمناصب العليا حسب التعداد السكاني فمن أجل أن تتحقق الوحدة قال أريد رئاسة الوزراء قلنا خذها".
ويضيف صالح والحوار لازال بين الاثنين في السيارة "قال أريد مجلس الشعب، مجلس النواب قلنا خذ كل ما طلبته نحن لدينا هدف استراتيجي هي الوحدة ولسنا حول أطماع المناصب المهم ان تتحقق الوحدة وينتهي التشطير ونقدم ما نقدم، هنا زعلوا في الشمال لماذا أنت تقدم هذه التنازلات . - كثير من الناس قالوا لماذا تقدم هذه التنازلات.. تسلم رئاسة مجلس النواب وتسلم رئاسة الحكومة في الوقت الذي تنص اتفاقيات طرابلس والقاهرة والكويت أنه حسب التعداد، قلنا من أجل الوحدة سنضحي فكان عندنا صوت قوي مع الوحدة".
وفي سؤال عن وجود خوف في تلك الفترة بأن تعود موجة الاغتيالات بسبب موضوع الوحدة؟
- لا لم يكن فلتتحقق الوحدة ونقدم أي تنازلات فمشت الوحدة وصنعنا في مايو 90م عرساً جميلاً سواءً في الشمال أو في الجنوب.. انتهت المخاوف وانتهت الضائقة فكان لدى الشماليين ولدى الجنوبيين عرس كبير.
وفيما يلي نص المقابلة الكاملة لصالح مع قناة "اليمن اليوم"، في برنامج تحدث فيه صالح عن الـ 33 عاماً التي قضاها في حكم اليمن
سأتحدث عن المحطة الأولى منذ عام1987م وقد ربما أتطرق إلى ما قبل.. كانت الدولة في شمال الوطن تشتمل ما يسمى بمثلث صنعاء، تعز، الحديدة بقية المناطق الشرقية والشمالية يكاد الأمن يكون مُنعدماً وتواجد الدولة كان ضعيفاً وكان آخر حدود العاصمة هو خشم البكرة، نقيل ابن غيلان، الأزرقين خلال فترة 75 - 76 - 77 إلى 78م وكانت الدولة متمركزة في المثلث نتيجة خلافات سياسية بين القيادة السياسية وعدد من القيادات السياسية القبلية وحتى بعض المثقفين والعسكريين وكان الوضع غير مستقر، تلتها مقتل الرئيس الحمدي وبعدها خلال تسعة أشهر مقتل الرئيس الغشمي، هذه عملت هزة أكثر من الهزات السابقة الذي كان وجود الدولة في المثلث فيكاد أن يكون الأمن مُنعدماً، زائد الصراع بين شمال الوطن وجنوبه كانت الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى مدعومة من جنوب الوطن وكانوا رافعين شعار تحقيق الوحدة في الجبهة الوطنية وكذلك الحزب الاشتراكي اليمني في جنوب الوطن لكن على إيديولوجية وأجندة تخصهم وليس على وفاق واتفاق بين الشطرين كما جاء في اتفاقية طرابلس التي وقع عليها القاضي عبدالرحمن الإرياني وسالم ربيع علي وكان هذا الاتفاق يؤكد أن تُعاد وحدة الوطن تحت تنظيم سياسي موحد فكان الإخوان في الجنوب يريدون أن يفرضوا ثقافة وإيديولوجية الحزب الاشتراكي من خلال رأس حربة اسمها الجبهة الوطنية بحكم تواجدها واستيلائها على معظم المرتفعات ومديريات المناطق الوسطى وكذلك المنطقة الغربية مثل ريمه ووصابين فكان الوضع هكذا، مقتل الحمدي، والغشمي عمل هزة.. يوم قتل الغشمي أنا كنت في تعز فأبلغوني أن هناك حادث اغتيال كان في طائرة على متنها رئيس الأركان علي الشيبة وعدد من الضباط القادمين لتوزيع الأوسمة على المقاتلين كانوا في الطيارة حيث تلقوا اتصالاً من برج صنعاء يقضي بالعودة لأن هناك حادثاً وأبلغوني به، فاتصلت بالطيار من عندي بجهاز «يو إتش إف» قلت له لازم تهبط .
من كان الطيار في هذه الطيارة ؟
- الطيار الكابتن النعامي الله يرحمه.. قال عندي تعليمات أعود إلى صنعاء، قلت تعال ونطلع صنعاء معاً، هبط وطلعت على الطائرة إلى صنعاء، كنت أعتقد أنه انقلاب في صنعاء، وطلعت من المطار على سيارة أجرة إلى مقر الفرقة الأولى وكان اسمها اللواء الأول ولم يكن هناك شيء اسمه فرقة، الفرقة تشكلت فيما بعد وعندما وصلت فإذا بالدبابات متجهة نحو العاصمة.. فقلت إلى أين يا شباب؟ قالوا: الرئيس أصيب وهو في المستشفى مش عارفين هل مات أو بخير، طيب متجهين أنتم نحو العاصمة إلى وين؟ هل هناك هدف؟ قالوا: لا.. قلت لهم ارجعوا وأعدتهم كان منهم القائد محسن سريع وكان علي محسن قائد كتيبة في الحديدة كان موجوداً عندهم وأعدناهم، وحضرت اجتماع القيادة، وصل إلى اجتماع القيادة كل الضباط العسكريين ومن المدنيين كان القاضي عبدالكريم العرشي، عبدالعزيزعبدالغني وعبدالله حمران .
الشيخ عبدالله الأحمر هل كان موجوداً ؟
- لا كان في خَمِر، كان محظوراً عليه الدخول من أيام الغشمي والحمدي فاجتمعنا اجتماعاً مطولاً تمخض عنه انتخاب مجلس رئاسي تكون من أربعة: القاضي العرشي بحكم أنه رئيس مجلس الشعب التأسيسي وعبدالعزيز عبدالغني رئيس الوزراء ورئيس الأركان علي الشيبه عضو وأنا عضو وصرنا أربعة أعضاء ويتم انتخاب رئيس من بينهم فانتخبنا العرشي بحكم أقدميته .
أكبر سناً يعني ؟
- أكبر سناً وبحكم منصبه كرئيس مجلس الشعب التأسيسي حاولنا أن نقنعه أن يكون رئيس الجمهورية لفترة انتقالية فرفض وحاولنا مع الأستاذ عبدالعزيزعبدالغني فرفض، كل واحد رافض كان الوضع خطيراً وكل واحد رأسه على كفه، تكوّن مجلس الرئاسة من أربعة وانتخبنا القاضي العرشي رئيساً لهيئة مجلس الرئاسة فانتخبنا رئيس مجلس الرئاسة وأنا عُينت رئيس أركان ونائب القائد الأعلى نائب القائد العام والشيبه طلع قائد عام وعبدالعزيز رئيس وزراء، مشينا في هذه الفترة كانت تسمى القيادة الجماعية لكن الرأس يعني لازم يكون في مصدر قرار فكنا الأربعة كل واحد عنده رأي وإذا الدولة مشلولة خلال سبعة عشر يوماً ثم اتفقنا على انتخاب رئيس للجمهورية فتم ترشيحي شخصياً من قبل أعضاء مجلس الشعب التأسيسي ومسيرات توالت من كل من تعز وإب وعدد من المحافظات تطالب بترشيحي رئيساً للجمهورية فتم الانتخاب في ذلك الظرف.
هل كان هناك معارضة من أعضاء مجلس القيادة في تلك الفترة؟
- لالا .
ألم يعارض أحد ؟
- كان هناك معارضة من بعض الناس في ذلك الوقت اجتمعت أنا بهم وعلى رأسهم عبدالله بن حسين الأحمر الذي قال ممكن أن تكون أنت رئيس الوزراء أو قائداً عاماً وكل شيء لكن رئاسة الجمهورية نخاف عليك، قلت له يا شيخ أنا حفرت القبر وفصلت الكفن لما أرى من مخاطر على البلد، البلد ستتمزق والمناطق تسقط والمديريات تسقط في يد الجبهة والحركة قائمة من جنوب الوطن فتم الانتخاب من قبل مجلس الشعب التأسيسي ومشينا بمرحلة صعبة، كان عبدالله الاصنج وزير خارجية وباسندوه وزير إعلام فشدوا الحملة الإعلامية على الجنوب.. تستطيع أن تقول قرعت طبول الحرب في الوقت الذي ليس هناك استعداد لا في الجيش ولا في القبائل كان الإعلام يقرع طبول الحرب والجنوب شد حيله وقام بالتحرك العسكري ضد الشمال واتجه نحو البيضاء وأسقطها وحريب والوازعية وقعطبة، الجيش في الشمال كان ضعيفاً مقسماً وإمكانياته ضعيفة جداً حاولنا بشتى الوسائل أن يدافع مع عدد من القبائل يعني كان الجيش لم يكن بتلك القوة فتحرك الجيش في الشمال والجيش في الجنوب ثم تدخلت الجامعة العربية وأرسلت لجنة من كل من الأردن والجزائر وفلسطين وسوريا والعراق لوقف إطلاق النار والإشراف على وقف إطلاق النار وسحب القوات التي دخلت المناطق الشمالية وتم هذا على أساس استئناف أعمال لجان الوحدة وتحقيق الوحدة الفورية.. كان الإخوة في المحافظات الجنوبية يطرحون الوحدة الفورية في الوقت هنا كل القوى السياسية قالت لن نقبل الوحدة الفورية لأن هناك مهزوم وهناك منتصر، الحزب الاشتراكي كان يعتبر نفسه منتصراً والشمال كان يعتبر نفسه مهزوماً لأنها سقطت عليه مديريات ومحافظات، تم الاتفاق على الالتقاء في الكويت بين قيادة الشطرين وذلك لاستئناف أعمال لجان الوحدة من أجل تحقيق الوحدة الفورية، فذهبنا إلى الكويت برعاية من سمو الشيخ جابر ووفد من الشمال ووفد من الجنوب والإخوة في الجنوب يطرحون الوحدة الفورية.. هنا كان الإجماع أن أطلب تأجيلاً لسنة أو لستة أشهر حتى يستعيد الشمال ترتيب وضعه السياسي والعسكري، اتفقنا أن تستأنف لجان الوحدة أعمالها وتؤجل الوحدة الفورية وأن تستكمل أعمالها خلال السنة، واستأنفت لجان الوحدة عملها على أساس أن يلتقي رئيسا الشطرين كل أربعة أشهر للاطلاع على ما أنجزته لجان الوحدة، فاستمرت لجان الوحدة وجاء موعد انعقاد القمة الشمالية الجنوبية فاتفقنا على انعقاد القمة وبقي السؤال هنا: أين تنعقد القمة؟ في عدن أو في صنعاء؟ في صنعاء أنت مستهدف ولن تسمح لك مراكز القوى بتحقيق الوحدة.. الأفضل أن تنعقد في عدن كان هناك تخوف من الحزب في عدن، سار أخذ ورد.. أين تنعقد هذه القمة في صنعاء هم متخوفون ونحن متخوفون من عدن كل واحد متخوف، فاتفقنا أن يتم لقاء في الحدود المصطنعة بين الشطرين قالوا لا، سيتم اغتيالكم الاثنين هذا الكلام آتٍ من القيادة بين الإخوان في الجنوب أنتم مستهدفون.. لكن لا بد أن تنعقد القمة فما الحل؟ جاءت أفكار لماذا لا يكون اللقاء في سفينة قالوا سيتم ضرب السفينة.. يعني القوى التي لا تريد تحقيق الوحدة، إذن تركبوا طيارة وتنعقد القمة في الجو، طبعاً هذه من أفكار زميلنا وصديقنا وزير الدفاع صالح مصلح وهو كان شجاعاً ووحدوياً من الطراز الأول ولكن هناك صراعاً داخل الجنوب بين جناح عبدالفتاح إسماعيل وجناح علي ناصر وجماعته وهم يريدون أن يتخلصوا من عبدالفتاح ويطرحوا له هذه المخاوف أنك مستهدف ويطرحوا المخاوف هنا في الشمال أنك مستهدف إذن تبطل القمة لأن كل هذا مماطلة من أجل عدم استئناف القمة اليمنية لأن تطلّع على نتائج لجان الوحدة، في نهاية المشوار اتفقوا على علي ناصر أن يطلع إلى صنعاء وأسميناه اتفاق 13 يوليو وتجد هذا في كتيب أصدره الأستاذ يحيى العرشي وثائق الوحدة يطلع علي ناصر، طلع علي ناصر مع وفد وتم الاتفاق على استئناف لجان الوحدة وأطلعنا على ما تحقق وتجميد أعمال الجبهة الوطنية والوفد الزائر وأشياء كبيرة طبعاً الأحداث جاءت بعد نزولي إلى عدن 81-82 أتذكر وشكلنا المجلس اليمني الأعلى على طريق تحقيق الوحدة المجلس اليمني الأعلى الذي يقول علي ناصر الآن إنه هو الحل وتنتهي الوحدة الاندماجية وهي تكون المجلس الأعلى، هذا عارضه علي ناصر في أزمة 93-94 قبل أن استعرض هذا الموضوع كانت البدائل والأوضاع في الشمال قد تحسنت اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً فأدينا رسائل للجنوب وذهبوا بها يحيى العرشي وجماعة معه وطرح لهم المشروع التالي: الوحدة الفيدرالية، الكونفدرالية، الاندماجية شيء لا بد منه وعلى الإخوان أن يختاروا إما الفيدرالية وإما الكونفدرالية، وإما الاندماجية، أخذوا بخيار الاندماجية ورحبنا بذلك، كان عندهم معلومات أن المعارضة في الشمال بما فيها الجبهة الوطنية ستنسق معهم ويتحالفون معاً وفي نفس الوقت يطلع حكم اليمن بقيادة الحزب الاشتراكي اليمني بحكم تحالفهم مع المعارضة سواء كانوا من مخلفات الإمامة أو من الجبهة الوطنية.
هل كانوا مخترقين الجيش حينها أو أنه لم يكن هناك اختراق؟
- جاءت الوحدة تحت هذا الشعار: الوحدة الاندماجية، اقتربنا من الفترة الانتقالية.. قالوا جددوا فترة انتقالية أخرى فعلنا فترة أخرى ثم أصررنا على الانتخابات، جاءت الانتخابات فكانوا يعتقدون أن تحالفاتهم ستمنحهم الأغلبية، تحالفوا ولم يجدوا الأغلبية، المؤتمر أخذ الأغلبية ليش.. رغم أنه ما أخذ مائة واثنين وعشرين مقعداً من ثلاثمائة وواحد، نتيجة المؤتمر نافس نفسه بنفسه وإلا كان سيأخذ أغلبية ساحقة، لكن تنافس مع بعضه فبقيت المحافظات الجنوبية كلها مع الحزب الاشتراكي كيف ؟ لن ندخل في التفاصيل، التفاصيل مؤلمة شوية وطلعت نتائج الانتخابات في 93م طلعت كما هي، الحزب الاشتراكي أخذ الثمانية والأربعين أو الخمسين المقعد حق الجنوب والبقية تنافس فيها الإخوان المسلمون والمؤتمر الشعبي العام والبعثيون والناصريون المستقلون وطلعت النتائج، أتذكر كلمة لعلي البيض ونحن في غرفة العمليات كان يقول أتمنى لو أخذ العدد من المقاعد للمؤتمر الشعبي العام والإصلاح في المحافظات الجنوبية الآن ما دام أخذت المقاعد في أغلبية في الجنوب يستطيعون أن يجتمعوا ويعلنوا انفصالاً آخر، قلنا لا.. يعني هذه أول مرة وأول تجربة لكن ستأتي التجربة الثانية وينتهي هذا الوضع التشطيري بعدها بدأت الأزمة وبدأت أصوات ترتفع على الوحدة واتهامات بالاغتيالات واتهامات بالكذب كل واحد كان يتهم الطرف الآخر وإذا هو قرار بالعودة إلى ما قبل 22 مايو ليس كل الحزب، جزء من قيادة الحزب اتفقت مع بعض القوى السياسية الخارجية على العودة باليمن إلى ما قبل سنة 1990م تصاعدت الأزمة أفضت إلى حرب 1994م وكانت الاتهامات عبر وسائل الإعلام كل واحد يقول هو الذي فجر الموقف.. هم فجروا الموقف في عمران فاعتراف الضابط قائد كتيبة الدروع موجود وهوحي يرزق هو الذي بدأ بتفجير الموقف بناءً على تعليمات من الحزب فتفجر الموقف في عمران وفي ذمار في صنعاء في عدن في أبين، تفجر الموقف وانتهت بحرب 94م التف أبناء الشمال والجنوب كشعب ضد الانفصال قلة قليلة كانوا مع الانفصال وانتصرت الشرعية وليس صحيح الأطروحات والمقالات التي تطرح أن الشمال انفصل على الجنوب هذا ليس صحيحاً لم تكن حرباً شمالية - جنوبية، حرب بين شرعية دستورية شرعية دولة الوحدة وعناصر انفصالية، انتهت الحرب بانتصار الشرعية وخسائر في العتاد وفي الأموال وفي الاقتصاد، كانت الشرعية في اليمن لوحدها تقف على أقدامها لا أحد معاها لكن بالنسبة للإخوان الانفصاليين كان وراءهم دعم خارجي ومال خارجي كثير ومع ذلك انتصرت الوحدة وانتصرت الشرعية لأننا منذ البداية طرحنا الكونفودرالية، الفيدرالية، الاندماجية الآن نسمع أصواتاً من بعد حرب صيف 94 على الكونفودرالية وعلى الفيدرالية وعلى فك الارتباط، ألستم قيادة الحزب الاشتراكي الذي دعا إلى الوحدة الاندماجية.
الانفراج بعد النفق
دعونا نستذكر معكم فخامة الرئيس أنه في عام 90 حين كنتم في سيارة واحدة مع علي سالم البيض كيف وصلتم إلى قناعات مشتركة.. لا نعرف ماذا دار في الحوار لكن توصلتم إلى قرار الوحدة الاندماجية؟
- توصلنا ونحن راكبون في سيارة واحدة وأتذكر كنا نضحك يجب أن تحقق الوحدة لا تدخل الوحدة النفق المظلم فدخلنا النفق فيجب أن نعكس أن دخولنا إلى النفق هو الانفراج وتحقيق الانتصار للوحدة وتوحيد العملة والنشيد الوطني وتشكيل الحكومة والبرلمان، البرلمان تشكل من مجلس الشعب الأعلى ومن البرلمان الذي كان موجوداً في الشمال ويسمى مجلس الشورى وتشكل الحكومة وتعطى رئاسة الحكومة لحيدر العطاس ويعطى مجلس النواب إلى الأخ ياسين سعيد نعمان في إطار تسوية من أجل الحزب ويقربوا الناس إلى الوحدة لأنه كل ما كان يحكي معنا البيض يقول فلان متألم لا يريدون الوحدة لأنه أين سيكونون.
شكا لكم أنه كان هناك ضغط عليه من الحزب؟
- هناك ضغط عليه من اللجنة المركزية من عدد من الناس عسكريين ومدنيين ومنها الضغط أنه تم توزيع المناصب فطبعا حين تأتي على توزيع المناصب وتعود إلى الاتفاقيات الوحدوية سواءً كانت في طرابلس أو في الكويت أو في القاهرة هو طبعاً حسب التعداد السكاني سيكون توزيع الحقائب وتوزيع المقاعد والمناصب العليا حسب التعداد السكاني فمن أجل أن تتحقق الوحدة قال أريد رئاسة الوزراء قلنا خذها.
هذا وأنتم في السيارة؟
- نعم قال أريد مجلس الشعب، مجلس النواب قلنا خذ كل ما طلبته نحن لدينا هدف استراتيجي هي الوحدة ولسنا حول أطماع المناصب المهم ان تتحقق الوحدة وينتهي التشطير ونقدم ما نقدم، هنا زعلوا في الشمال لماذا أنت تقدم هذه التنازلات .
من هم الأشخاص الذين كانوا يطرحون هذا الموضوع ؟
- كثير من الناس قالوا لماذا تقدم هذه التنازلات.. تسلم رئاسة مجلس النواب وتسلم رئاسة الحكومة في الوقت الذي تنص اتفاقيات طرابلس والقاهرة والكويت أنه حسب التعداد، قلنا من أجل الوحدة سنضحي فكان عندنا صوت قوي مع الوحدة.
لم يكن هناك خوف في هذه الفترة بأن تعود موجة الاغتيالات بسبب موضوع الوحدة؟
- لا لم يكن فلتتحقق الوحدة ونقدم أي تنازلات فمشت الوحدة وصنعنا في مايو 90م عرساً جميلاً سواءً في الشمال أو في الجنوب.. انتهت المخاوف وانتهت الضائقة فكان لدى الشماليين ولدى الجنوبيين عرس كبير.
لكن كان هناك تخوف من القوى الإسلامية في الشمال لموضوع الوحدة ؟
- هذا كان لدى الحزب الاشتراكي، كان يقول من القوى الإسلامية.. قلنا له أبداً هذه قوى موجودة والتعددية أعلنت رغم أنكم الذين فرضتم التعددية هم أو نحن كلنا ملتزمون باتفاقية طرابلس التنظيم السياسي الموحد لفترة انتقالية ثم تعلن التعددية.. قالوا لا.. تعددية حزبية .. طيب فليكن فكانت مخاوفهم من القوى الإسلامية منها حتى المعدات العسكرية والأسلحة والمخزون اخذوها ووزعوها على القبائل سألتهم لماذا توزعونها ؟ قالوا نحن ليس معنا إلا القبائل والحزب نوزعها على الحزب أنتم معكم جيش ومعكم الإخوان المسلمون.. فيا إخوان هذه ممتلكات دولة ندمجها مع بعضها.. فأجاب عليّ البيض بنفسه شخصياً.. قال: نحن ليس معنا إلا الحزب نسلح الحزب لأنهم خائفون على أنفسهم، بدأت الأزمة تشتد في ذلك الحين أفضت إلى ما أفضت إليه.. المؤتمر هنا في الشمال مع الإصلاح تحالفوا من أجل الوحدة واجتمعوا وقاتلوا من أجل الوحدة لأني أسمع الآن أن الإخوان في الإصلاح يريدون أن يعتذروا وهم شركاء أساسيون في الوحدة لكن شركاء أساسيون تحت هدف أن يكونوا شركاء أساسيين ويحلوا محل الحزب الاشتراكي في مفاصل السلطة وهذا ما تم وتحالف الإصلاح مع المؤتمر ودخل في حكومة ائتلافية ودخل في مفاصل السلطة ثم جاءت انتخابات 1997م عرضنا على الاشتراكي رفض فدخل الإصلاح والمؤتمر وبقية الأحزاب في الانتخابات وطلعت النتائج، نحن كنا مع وجود الحزب وكان الحزب يعتقد أننا نتآمر على نهايته.. قلنا لا الحزب يجب أن يظل وحافظنا على بقاء الحزب وبقينا على اتصال بقيادة الحزب، لا نريد أن يغيب الحزب الاشتراكي لأنه شريك أساسي في تحقيق الوحدة ولا ينبغي أن يهمش فبقينا على اتصال بهم وأعناه على إعادة ترتيب وضعه رغم أنه لم يدخل الانتخابات وهذا ما حدث.. ثم بدأت التحالفات بينهم فيما يسمى باللقاء المشترك وكله يهدف إلى إسقاط النظام وظهرت ملامحها في الانتخابات والتحالفات على إسقاط نظام صالح.. الهدف الرئيس علي عبدالله صالح لكن ما بعد صالح، بعده مؤسسات، بعده كوادر الدولة.. بعده الدولة كلها من أكبر مسئول إلى أصغر مسئول إلى الآن .
وهم كانوا شركاء أيضاً في هذه الفترة ؟
- كانوا شركاء الآن حين يتحدث يقول النظام السابق وهؤلاء الذين يحكمون الآن من النظام السابق هو كلام غير مقبول عند المحللين السياسيين.. كيف تقول هذا من النظام السابق ألم تكونوا من النظام السابق وربما كان منكم كثير عبئاً على النظام السابق.. يعني كثير من الذين دخلوا في الحكومة الآن وزراء وأخذوا حقائب كانوا من النظام السابق وكانوا من الناس المغضوب عليهم من قبلنا لأنه لم يكن هناك نظافة في الحقائب التي كانوا يشتغلون فيها فطلعوا وساروا الساحة فوجدوا لهم حقائب ويتحدثون عن النظام السابق وعن الفساد، ألم تكونوا رموزاً من رموزه أنتم خرجتم وأنتم ماسكين حقائب لماذا لأنكم كنتم أيضاً رموزاً من رموز الفساد..
هذه المحطات التي حصلت من 78 إلى اليوم، وحين نتحدث عن حرب الخليج هم الذين طبلوا لها وزمروا وخرجوا بالمسيرات وعلقوا صور الملوك والأمراء في دول الجوار والرئيس الأمريكي وشتموهم وحملوني أنا المسؤولية، حتى دول الجوار نقول لهم لا دخل لنا، هذه التعددية الحزبية.. أبداً أنت المسئول وهم كانوا يتعمدون الإساءة إلى دول الجوار من أجل أن يسيئوا إلى علاقتي وعلاقة النظام بدول الجوار والدول الصديقة.. هذا الذي حصل في حرب الخليج مع ذلك تحملنا كثيراً من الدول الخليجية بعد ما كنا نحاول أن نقنعهم وقلنا لهم ستأتي الأيام وتبرهن لكم أنه ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل، ولسنا بصدد الإساءة إلى جيراننا بعدها تفهموا الأمر هذا.. على كل حال هذه المحطات تحتاج إلى تفاصيل والتفاصيل نحن مدونون لها في مذكرات ومحاضر ولا يستطيع المرء أن يلم بالموقف كاملاً لكن هذه عناوين لهذه المحطات من 78 إلى الآن .
العلاقة مع الاخوان
نحن نطرح موضوع علاقة الدولة مع القوى الإسلامية التي بدأت مع الخلافات التي كانت حينها بين الشمال والجنوب قبل الوحدة ؟
- نعم كانت هناك علاقة جيدة بيننا وبين الإسلاميين هم الذين أتوا لنا في الوقت الذي كانت التعددية الحزبية أو الحزبية محظورة ومرفوضة لكن نحن كنا نعرف أن هناك أحزاباً تعمل تحت الطاولة ولهذا حاولنا أن نفصح عن التعددية الحزبية قبل الوحدة ورفضت كثير من القيادات السياسية مدنية وعسكرية وقبلية أن يكون هناك تعددية سياسية لأن ثقافتنا من أيام المرحوم القاضي عبدالرحمن الإرياني أن الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة.. كانت ثقافتنا هكذا وجاءت التعددية الحزبية وجاء لنا الإخوان أثناء حرب المناطق الوسطى وتحالفوا مع الحكومة وقاتلوا جنباً إلى جنب وقدموا شهداء لا أحد ينكر.. ووقفوا معنا ضد الانفصال ثم تحالفوا معاً ضد الحكومة ضد الشرعية وقلنا فليكن التحالف وأحسنا التعامل مع تحالف واحد بدل من عشرين إلى ثلاثين حزباً فتحالفوا لكن كان هدفهم واحداً هو إسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، اليوم الرئيس علي عبدالله صالح بناء على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية والتي نحن شركاء فيها أساسيون كمؤتمر شعبي عام في صياغتها وتبنيها وأنا تبنيتها وأنا في الرياض سلمناها للإخوان وجاءت المبادرة الخليجية مع الآلية التنفيذية قلنا مخرج بدل من إراقة الدم وكل واحد يخرج بماء وجهه فجاءت المبادرة الخليجية ووقعنا عليها، كان الخلاف أن المشترك لم يأتوا ليوقعوا عليها في دار الرئاسة ولا في القصر الجمهوري ولم أوقع عليها فبقي الإعلام عليها أنهم رافضون المبادرة الخليجية و و و وشغلانه.. ثم قلنا للمصلحة العامة ذهبت إلى الرياض ووقعت عليها.. اليوم ماذا تحقق، تستطيع تقول ما تحقق من المبادرة الخليجية خلال الثلاثة الأشهر الماضية هو الانتخابات الرئاسية المبكرة ودعوت أنا إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة ولجماهير الشعب وأنا في أمريكا فلتتجهوا إلى صناديق الاقتراع وذلك لخروج البلد من هذا المأزق وهب الشعب وانتخبوا، هذا طبقاً للمبادرة الخليجية مشت الحال وتم تشكيل حكومة الوفاق لتبدأ الحوار مع الشباب وتنهي الاعتصامات وفتح الطرقات وعودة الكهرباء وعودة المياه، هذا الكلام لم يتحقق، تحققت الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة وكذلك تشكيل اللجنة العسكرية التي لم تستطع أن تخرج المسلحين من الحصبة يخرجون من الشارع الرئيسي ويلتفون إلى الشارع الخلفي وإلى العمارات شارع الستين لا زال ملغوماً بالانتشار لأفراد من عناصر الفرقة، حتى الآن الحكومة لم تنفذ المهام الموكلة إليها طبقاً للمبادرة الخليجية، لازم تنتهي الاعتصامات لازم تعود الكهرباء كاملة لازم حماية أنبوب النفط.. حاسبوا وحققوا من الذي يفجر أنبوب النفط.. من الذي يضرب أبراج الكهرباء من هم..؟ هذه مسؤولية من مسؤولية الحكومة لتحقيق الأمن والاستقرار، ندعو الدول الشقيقة والصديقة ويدعوهم كل الناس لتقديم الدعم لليمن كثير منهم قدموا دعماً منها المملكة العربية السعودية الشقيقة قدمت مشتقات نفطية إلى اليمن بما قيمته حوالي مليارين وسبعمائة مليون هذا المبلغ لم يقدم منذ قامت الثورة السبتمبرية خمسين سنة لم يقدم هذا الدعم قدمت هذا الدعم لحكومة الوفاق وبقية الدول لم يكن لديها استعداد لتقديم الدعم فتقل أو شيء حقق الأمن والاستقرار ما حد يرمي فلوس إلى الشارع إذا تشتي تشق طريق أو تبني جامعة أو تعمل توليد طاقة كهربائية لازم تحقق الأمن، كيف تحقق أمن ولا طاقة كهربائية في مأرب ولا في الحديدة ولا في عدن والأمن غير مستتب لازم يتعاون الناس حول هذا نحن قلنا لهم المؤتمر الشعبي العام حاضر وهو حزب فعال وأثبت خلال هذه الأزمات منذ 96 إلى الآن أنه حزب فاعل وأنه حزب رائد وأنه حزب كبير، رغم أنه ليس مؤدلجاً هو حزب ضم شخصيات سياسية واجتماعية وقبلية وعسكرية ومدنية من خيرة الناس ويقف على مبادئ ومنهج المؤتمر الشعبي العام والميثاق الوطني، أنت كنت سألتني عن كيف جاء المؤتمر الشعبي .
المؤتمر الشعبي نعم ؟
- كانت كل القوى السياسية تحكي أن الجنوب منظم من خلال الجبهة القومية وبعدها الحزب الاشتراكي وأن الشمال مفكك وليس عنده تنظيم، بدأت الفكرة من أيام الحمدي أن ننشئ تنظيماً وجاءت فكرة إنشاء المؤتمر فلما جاءت فكرة المؤتمر تحاورنا أن ينعقد في الحديدة فيكون مؤتمراً دائماً ويكون له قيادة ويكون تنظيماً سياسياً رفض الإخوان الناصريون وضللوا على المرحوم الحمدي وقالوا له لا نحن حزبك عادك تشتي تتحمل لك حزب فوق ظهرك قد إحنا حزبك خلاص، فتوغلوا في المؤسسات في التربية والتعليم في كل الأماكن واعتبروا أنفسهم حزب الدولة في ذلك الوقت، فجاءت حرب 79 بين الشطرين مستفيدين من حرب 72 أنه لا بد أن يصبح تنظيماً سياسياً فجاءت فكرة إنشاء تنظيم سياسي وهو المؤتمر الشعبي العام فبدأنا نحضر له وشكلنا لجنة من كل القوى السياسية لجنة للحوار من البعثيين والناصريين والإسلاميين وغيرهم انبثقت على صياغة الميثاق وعملنا استبياناً وسار الاستفتاء على الاستبيان وأنشئ المؤتمر الشعبي العام في 1982م وكان هناك معارضة لاستمراريته أصررنا أنه لازم تكون له لجنة دائمة ولجنة عامة وأن يستمر كتنظيم فاستمروا في حماس عند الناس.. معظم القوى السياسية في المؤتمر كانت مستقلة وهم يخافون على أنفسهم خلال الأزمة ليس هذه السنة والشهرين لكن من عام 2006م والمؤتمر متماسك رغم النخر في عرضه ورغم الاختراقات ورغم الحملة الإعلامية والسياسية لتفكيكه قيادات المؤتمر ورغم المندسين الذي يندسون داخل المؤتمر ويشتغلون من داخل المؤتمر مع ذلك المؤتمر صامد وشجاع .
تعتقدون إلى الآن أنه ما زال بعض المندسين في المؤتمر موجودين ؟
- قلة قليلة، الحقيقة آخر شيء سقطوا في الأزمة الأخيرة التي صنعتهم وكشفوا عن وجوههم وطلع من طلع ويبقى نسبة بسيطة جداً مكشوفين أمامنا من تحركاتهم لكنهم لا يشكلون خطراً لأن المؤتمر تصفى منذُ أعلنت التعددية السياسية بعد قيام الوحدة هذا أخذ نصيباً كبيراً لأن كل الأحزاب كانت داخله فجاءت التعددية فجعلت كل واحد يذهب إلى حزبه.. جاءت هذه الأزمة الأخيرة فرزت وسقطت قوى لم يكن يتصور منها أنها تهرب إلى الأمام سواء كانت مدنية أو عسكرية وأفرز المؤتمر قوى سياسية جديدة لم يكن متوقعاً أنها تكون بهذا الحماس وبهذا الصمود وبهذه الشجاع فجاءت لنا قوة سياسية هائلة للمؤتمر طوعاً وليس مالاً رغم عنهم .
ولا يبحثون عن مصالح ؟
- ولا يبحثون عن مصالح رغم أن الحملة الإعلامية التي تزعم أنه من يريد يملأ جيبه ومن يريد يملأ خزينته يذهب إلى المؤتمر وفشل هذا المشروع، المؤتمر خرج من السلطة والخزينة ليست عنده رغم أنهم صرحوا عن أن ميزانية الرئاسة ثلاثة مليارات نعم ثلاثة عشر ملياراً مشتروات سيارات مباني عمارات الاعتمادات الثابتة للشخصيات السياسية والمثقفة وغيرهم مائتي مليون من الثلاثة عشر هو البند الرئاسي.. اسمه بند غير منظور لأن هذا مريض هذا تعبان.. معظمهم الآن من الذين خرجوا ليسوا داخل المؤتمر هم من معهم الاعتمادات الرئيسية فيتحدثون عن ثلاثة عشر ملياراً انشروا الأسماء كاملة بعلاتها وانشروا الأبواب الخاصة بالثلاثة عشر ملياراً أين هي..؟ الذي أصر على ثلاثة عشر ملياراً هو واحد من المستفيدين .
المؤتمر الشعبي العام الآن يخوض معتركاً ومخاضاً سياسياً مختلفاً تماماً، الناس يريدون أن يعرفوا ما هي الخطوات القادمة للمؤتمر أولاً في إطار تصحيح وضعه وهيكلة المؤتمر ؟
- بعد أن طهر المؤتمر خلال هذه الفترة والأزمة من كثير من العناصر التي كانت فاسدة والعناصر التي كانت متسلقة والعناصر التي كانت مستفيدة من المؤتمر الشعبي العام فالآن نحن بصدد معالجة الاختلالات وليس إعادة هيكلة معالجة أي اختلالات قد حدثت خلال الأعوام الماضية ومنها آخر العام المنصرم، الآن الأمانة العامة تشتغل واللجنة العامة تمارس مهامها ونحن الآن بصدد الإعداد والتحضير لعقد المؤتمر الثامن، المؤتمر الثامن سينعقد في أقرب وقت.. ربما قد يسبقه التحضير من قبل اللجنة العامة كلجنة تحضيرية مع رؤساء فروع المؤتمر في المحافظات والتي ستعقد اجتماعها وتشكل منها لجان تحضيرية في المحافظات وكل محافظة تقوم بإصلاح الاختلال الموجود لديها لأننا نشتغل بنظام اللامركزية لأن المركزية هي التي تعمل الإحباطات وكل الناس يقول لك على اللجنة العامة على اللجنة الدائمة.. هناك لجان دائمة في المحافظات هناك قيادات في المحافظات ونحن سنعقد اجتماعاً في أقرب وقت لرؤساء فروع المؤتمر بالمحافظات زائد الأمانة العامة زائد اللجنة العامة وذلك لتشكيل اللجان التحضيرية لعقد المؤتمر الثامن، قبل أن ندخل المؤتمر الثامن كل محافظة ستعقد مؤتمرها وتعالج أي اختلالات أو إعادة هيكلة إذا لزم الأمر، لذلك ومن خلال المحافظة، التي هي المسئولة أما اللجنة العامة فعليها رسم السياسة العامة للمؤتمر وعلى أن كل عضو في المؤتمر هو قائد ولن نتحول إلى تلاميذ ونتحول إلى النظريات الفلسفية أن الحزب القائد الأمين العام هو القائد، انتهى هذا الموضوع.
هل سيتم الدفع بعناصر جديدة إلى واجهة العمل السياسي؟
- هذا سيخص المحافظات.
على مستوى الأمانة العامة ؟
- الجمهور.. المحافظة.. منها تأتي الأمانة العامة أو اللجنة العامة كمخاض أو نتائج لما أفرزته المحافظات من قيادة يعني تتغير قيادات اللجنة العامة من خلال نتائج ما أفرزته الإصلاحات في المحافظة قد تغير قيادات ونحن نفضل أن يجدد المؤتمر وضعه في كل مكان مع الحفاظ على أعضائه وإضافة دماء جديدة والحفاظ على خبرات قديمة هذا هو الذي سيكون والمؤتمر الثامن سيكون مهماً جداً جداً جداً في حياتنا وفي الحياة السياسية للمؤتمر الشعبي العام .
هناك في المؤتمر من المؤسسين لم نسمع لهم صوتاً لا مع الطرف الآخر ولا مع المؤتمر، لا زالوا في الظل هل لكم تعليق أو تواصلتم معهم مثلاً ؟
- أنا حسب علمي أن الأزمة أفرزت الذين كانوا متسلقين ومستفيدين ومنافقين خرجوا وأستطيع أن أقول منافقين خرجوا ولم يبق إلا القيادات الطاهرة والنظيفة والمسئولة والشجاعة.. وكما قلت لك أن المؤتمر أفرز قيادات جديدة وظهرت وجوه شجاعة داخل المؤتمر وذهبت القيادات الضعيفة، ذهب جزء منهم خوف خوف راحوا يصلحوا وضعهم ويدبرون حالهم.. منهم من حصل على وزارة وكانوا أعضاء مؤتمر، لماذا خرجتم هاربين.. هم فاشلين وفاسدين فهربوا إلى الأمام عينوهم وزراء.. كويس هو ممن يطالب بإقالتهم لأنهم فاسدون الآن في أعمالهم .
هل هناك قرار من القرارات التي اتخذتموها وشعرتم بالندم عليها؟
- لا شك أن هناك قرارات صائبة وقرارات تكون خاطئة أكيد أن الإنسان يصيب ويخطئ لكن لا داعي أن نشهرها.. فهناك قرارات غير صائبة وشعرنا بالندم عليها وهناك قرارات صائبة .
بالنسبة للمؤتمر الشعبي الآن بعد أن أفرزت الأزمة طروحات سياسية جديدة وهو شريك بالتأكيد في المبادرة الخليجية في لقائكم مع جمال بن عمر كان هناك كثير من التسريبات أن هناك ضغوطاً على الرئيس كي يغادر اليمن وضغوطاً على المؤتمر؟
- أنا لست وافداً ممكن أن يضغطوا على الوافدين والمتجنسين والذين يدعون أنهم يمنيون أما أنا أصل وفصل وليس هناك أي قوى تستطيع أن تقول لي غادر اليمن.
هل قيل مثلاً؟
- لالا لم يقل، لكن أنا أسمع همسات منها الأمريكان لما جاءت الانتخابات الرئاسية قالوا لي تأخر في أمريكا لما تتم الانتخابات قلت أنا أريد أن أشارك وثم وجهت خطاباً من أمريكا قالوا كان خطابك صائباً قلت كنت أريد أن أكون مشاركاً من هنا اتفقنا مع الأمريكان أن أعود لتنصيب الرئيس الجديد فكان هناك همسات أنه يستحسن أن تبقى هناك وهم مشكلتهم الآن إن سبرت وإن حصلت أي اختلالات فهو علي عبدالله صالح يعني من ضمن العجائب جاءت الأمطار وجاءت السيول واتجهت السيول نحو ساحة الاعتصامات قالوا حولها علي عبدالله صالح فأي شيء يحصل وأي اختلال يقولون هو.
قبل حادث الرئاسة كان هناك تساؤلات لماذا لم يحدث تغيير سريع مثلاً يقلل من الخسائر التي حدثت فيما بعد هل كنتم تنوون فعلاً إجراء بعض التغييرات وكان عندكم إحساس أن الأمور ستتصاعد إلى أن يصل انشقاق بعض القيادات ربما تخرج تنفصل عن الدولة أو كذا؟
- لم يحصل انشقاق إلى حد ما يروجه الإعلام هو واحد من الضابط علي محسن انشق لنفسه وهو غير مقبول، علي محسن يضجون منه في الجنوب، الحراك يضج منه لأنهم يعتبرون أنه هو الذي قاتلهم والحوثيون يعتبرونه هو الذي قاتلهم والإخوان المسلمون يقولون هو الذي خدعهم وهو الآن في مشكلة لا هو منا ولا هو منهم هذا هو الوحيد ثم إنه انشق بوحدة بسيطة لكن هي موزعة في المناطق.
أشكركم على سعة صدركم وأتمنى لكم أولاً دوام الصحة والعافية
وأجب صالح في حوار اجربته معه قناة "اليمن اليوم" التابعة لنجله الأكبر أحمد، في سؤال طرحه المقدم عن كيفية وصول صالح والبيض إلى قرار الوحدة الاندماجية، قائلاً "توصلنا ونحن راكبون في سيارة واحدة وأتذكر كنا نضحك يجب أن تحقق الوحدة لا تدخل الوحدة النفق المظلم فدخلنا النفق فيجب أن نعكس أن دخولنا إلى النفق هو الانفراج وتحقيق الانتصار للوحدة وتوحيد العملة والنشيد الوطني وتشكيل الحكومة والبرلمان، البرلمان تشكل من مجلس الشعب الأعلى ومن البرلمان الذي كان موجوداً في الشمال ويسمى مجلس الشورى وتشكل الحكومة وتعطى رئاسة الحكومة لحيدر العطاس ويعطى مجلس النواب إلى الأخ ياسين سعيد نعمان في إطار تسوية من أجل الحزب ويقربوا الناس إلى الوحدة لأنه كل ما كان يحكي معنا البيض يقول فلان متألم لا يريدون الوحدة لأنه أين سيكونون.".
وعن الضغوط التي كان يتلقاها البيض من حزبه قال صالح "هناك ضغط عليه من اللجنة المركزية من عدد من الناس عسكريين ومدنيين ومنها الضغط أنه تم توزيع المناصب فطبعا حين تأتي على توزيع المناصب وتعود إلى الاتفاقيات الوحدوية سواءً كانت في طرابلس أو في الكويت أو في القاهرة هو طبعاً حسب التعداد السكاني سيكون توزيع الحقائب وتوزيع المقاعد والمناصب العليا حسب التعداد السكاني فمن أجل أن تتحقق الوحدة قال أريد رئاسة الوزراء قلنا خذها".
ويضيف صالح والحوار لازال بين الاثنين في السيارة "قال أريد مجلس الشعب، مجلس النواب قلنا خذ كل ما طلبته نحن لدينا هدف استراتيجي هي الوحدة ولسنا حول أطماع المناصب المهم ان تتحقق الوحدة وينتهي التشطير ونقدم ما نقدم، هنا زعلوا في الشمال لماذا أنت تقدم هذه التنازلات . - كثير من الناس قالوا لماذا تقدم هذه التنازلات.. تسلم رئاسة مجلس النواب وتسلم رئاسة الحكومة في الوقت الذي تنص اتفاقيات طرابلس والقاهرة والكويت أنه حسب التعداد، قلنا من أجل الوحدة سنضحي فكان عندنا صوت قوي مع الوحدة".
وفي سؤال عن وجود خوف في تلك الفترة بأن تعود موجة الاغتيالات بسبب موضوع الوحدة؟
- لا لم يكن فلتتحقق الوحدة ونقدم أي تنازلات فمشت الوحدة وصنعنا في مايو 90م عرساً جميلاً سواءً في الشمال أو في الجنوب.. انتهت المخاوف وانتهت الضائقة فكان لدى الشماليين ولدى الجنوبيين عرس كبير.
وفيما يلي نص المقابلة الكاملة لصالح مع قناة "اليمن اليوم"، في برنامج تحدث فيه صالح عن الـ 33 عاماً التي قضاها في حكم اليمن
سأتحدث عن المحطة الأولى منذ عام1987م وقد ربما أتطرق إلى ما قبل.. كانت الدولة في شمال الوطن تشتمل ما يسمى بمثلث صنعاء، تعز، الحديدة بقية المناطق الشرقية والشمالية يكاد الأمن يكون مُنعدماً وتواجد الدولة كان ضعيفاً وكان آخر حدود العاصمة هو خشم البكرة، نقيل ابن غيلان، الأزرقين خلال فترة 75 - 76 - 77 إلى 78م وكانت الدولة متمركزة في المثلث نتيجة خلافات سياسية بين القيادة السياسية وعدد من القيادات السياسية القبلية وحتى بعض المثقفين والعسكريين وكان الوضع غير مستقر، تلتها مقتل الرئيس الحمدي وبعدها خلال تسعة أشهر مقتل الرئيس الغشمي، هذه عملت هزة أكثر من الهزات السابقة الذي كان وجود الدولة في المثلث فيكاد أن يكون الأمن مُنعدماً، زائد الصراع بين شمال الوطن وجنوبه كانت الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى مدعومة من جنوب الوطن وكانوا رافعين شعار تحقيق الوحدة في الجبهة الوطنية وكذلك الحزب الاشتراكي اليمني في جنوب الوطن لكن على إيديولوجية وأجندة تخصهم وليس على وفاق واتفاق بين الشطرين كما جاء في اتفاقية طرابلس التي وقع عليها القاضي عبدالرحمن الإرياني وسالم ربيع علي وكان هذا الاتفاق يؤكد أن تُعاد وحدة الوطن تحت تنظيم سياسي موحد فكان الإخوان في الجنوب يريدون أن يفرضوا ثقافة وإيديولوجية الحزب الاشتراكي من خلال رأس حربة اسمها الجبهة الوطنية بحكم تواجدها واستيلائها على معظم المرتفعات ومديريات المناطق الوسطى وكذلك المنطقة الغربية مثل ريمه ووصابين فكان الوضع هكذا، مقتل الحمدي، والغشمي عمل هزة.. يوم قتل الغشمي أنا كنت في تعز فأبلغوني أن هناك حادث اغتيال كان في طائرة على متنها رئيس الأركان علي الشيبة وعدد من الضباط القادمين لتوزيع الأوسمة على المقاتلين كانوا في الطيارة حيث تلقوا اتصالاً من برج صنعاء يقضي بالعودة لأن هناك حادثاً وأبلغوني به، فاتصلت بالطيار من عندي بجهاز «يو إتش إف» قلت له لازم تهبط .
من كان الطيار في هذه الطيارة ؟
- الطيار الكابتن النعامي الله يرحمه.. قال عندي تعليمات أعود إلى صنعاء، قلت تعال ونطلع صنعاء معاً، هبط وطلعت على الطائرة إلى صنعاء، كنت أعتقد أنه انقلاب في صنعاء، وطلعت من المطار على سيارة أجرة إلى مقر الفرقة الأولى وكان اسمها اللواء الأول ولم يكن هناك شيء اسمه فرقة، الفرقة تشكلت فيما بعد وعندما وصلت فإذا بالدبابات متجهة نحو العاصمة.. فقلت إلى أين يا شباب؟ قالوا: الرئيس أصيب وهو في المستشفى مش عارفين هل مات أو بخير، طيب متجهين أنتم نحو العاصمة إلى وين؟ هل هناك هدف؟ قالوا: لا.. قلت لهم ارجعوا وأعدتهم كان منهم القائد محسن سريع وكان علي محسن قائد كتيبة في الحديدة كان موجوداً عندهم وأعدناهم، وحضرت اجتماع القيادة، وصل إلى اجتماع القيادة كل الضباط العسكريين ومن المدنيين كان القاضي عبدالكريم العرشي، عبدالعزيزعبدالغني وعبدالله حمران .
الشيخ عبدالله الأحمر هل كان موجوداً ؟
- لا كان في خَمِر، كان محظوراً عليه الدخول من أيام الغشمي والحمدي فاجتمعنا اجتماعاً مطولاً تمخض عنه انتخاب مجلس رئاسي تكون من أربعة: القاضي العرشي بحكم أنه رئيس مجلس الشعب التأسيسي وعبدالعزيز عبدالغني رئيس الوزراء ورئيس الأركان علي الشيبه عضو وأنا عضو وصرنا أربعة أعضاء ويتم انتخاب رئيس من بينهم فانتخبنا العرشي بحكم أقدميته .
أكبر سناً يعني ؟
- أكبر سناً وبحكم منصبه كرئيس مجلس الشعب التأسيسي حاولنا أن نقنعه أن يكون رئيس الجمهورية لفترة انتقالية فرفض وحاولنا مع الأستاذ عبدالعزيزعبدالغني فرفض، كل واحد رافض كان الوضع خطيراً وكل واحد رأسه على كفه، تكوّن مجلس الرئاسة من أربعة وانتخبنا القاضي العرشي رئيساً لهيئة مجلس الرئاسة فانتخبنا رئيس مجلس الرئاسة وأنا عُينت رئيس أركان ونائب القائد الأعلى نائب القائد العام والشيبه طلع قائد عام وعبدالعزيز رئيس وزراء، مشينا في هذه الفترة كانت تسمى القيادة الجماعية لكن الرأس يعني لازم يكون في مصدر قرار فكنا الأربعة كل واحد عنده رأي وإذا الدولة مشلولة خلال سبعة عشر يوماً ثم اتفقنا على انتخاب رئيس للجمهورية فتم ترشيحي شخصياً من قبل أعضاء مجلس الشعب التأسيسي ومسيرات توالت من كل من تعز وإب وعدد من المحافظات تطالب بترشيحي رئيساً للجمهورية فتم الانتخاب في ذلك الظرف.
هل كان هناك معارضة من أعضاء مجلس القيادة في تلك الفترة؟
- لالا .
ألم يعارض أحد ؟
- كان هناك معارضة من بعض الناس في ذلك الوقت اجتمعت أنا بهم وعلى رأسهم عبدالله بن حسين الأحمر الذي قال ممكن أن تكون أنت رئيس الوزراء أو قائداً عاماً وكل شيء لكن رئاسة الجمهورية نخاف عليك، قلت له يا شيخ أنا حفرت القبر وفصلت الكفن لما أرى من مخاطر على البلد، البلد ستتمزق والمناطق تسقط والمديريات تسقط في يد الجبهة والحركة قائمة من جنوب الوطن فتم الانتخاب من قبل مجلس الشعب التأسيسي ومشينا بمرحلة صعبة، كان عبدالله الاصنج وزير خارجية وباسندوه وزير إعلام فشدوا الحملة الإعلامية على الجنوب.. تستطيع أن تقول قرعت طبول الحرب في الوقت الذي ليس هناك استعداد لا في الجيش ولا في القبائل كان الإعلام يقرع طبول الحرب والجنوب شد حيله وقام بالتحرك العسكري ضد الشمال واتجه نحو البيضاء وأسقطها وحريب والوازعية وقعطبة، الجيش في الشمال كان ضعيفاً مقسماً وإمكانياته ضعيفة جداً حاولنا بشتى الوسائل أن يدافع مع عدد من القبائل يعني كان الجيش لم يكن بتلك القوة فتحرك الجيش في الشمال والجيش في الجنوب ثم تدخلت الجامعة العربية وأرسلت لجنة من كل من الأردن والجزائر وفلسطين وسوريا والعراق لوقف إطلاق النار والإشراف على وقف إطلاق النار وسحب القوات التي دخلت المناطق الشمالية وتم هذا على أساس استئناف أعمال لجان الوحدة وتحقيق الوحدة الفورية.. كان الإخوة في المحافظات الجنوبية يطرحون الوحدة الفورية في الوقت هنا كل القوى السياسية قالت لن نقبل الوحدة الفورية لأن هناك مهزوم وهناك منتصر، الحزب الاشتراكي كان يعتبر نفسه منتصراً والشمال كان يعتبر نفسه مهزوماً لأنها سقطت عليه مديريات ومحافظات، تم الاتفاق على الالتقاء في الكويت بين قيادة الشطرين وذلك لاستئناف أعمال لجان الوحدة من أجل تحقيق الوحدة الفورية، فذهبنا إلى الكويت برعاية من سمو الشيخ جابر ووفد من الشمال ووفد من الجنوب والإخوة في الجنوب يطرحون الوحدة الفورية.. هنا كان الإجماع أن أطلب تأجيلاً لسنة أو لستة أشهر حتى يستعيد الشمال ترتيب وضعه السياسي والعسكري، اتفقنا أن تستأنف لجان الوحدة أعمالها وتؤجل الوحدة الفورية وأن تستكمل أعمالها خلال السنة، واستأنفت لجان الوحدة عملها على أساس أن يلتقي رئيسا الشطرين كل أربعة أشهر للاطلاع على ما أنجزته لجان الوحدة، فاستمرت لجان الوحدة وجاء موعد انعقاد القمة الشمالية الجنوبية فاتفقنا على انعقاد القمة وبقي السؤال هنا: أين تنعقد القمة؟ في عدن أو في صنعاء؟ في صنعاء أنت مستهدف ولن تسمح لك مراكز القوى بتحقيق الوحدة.. الأفضل أن تنعقد في عدن كان هناك تخوف من الحزب في عدن، سار أخذ ورد.. أين تنعقد هذه القمة في صنعاء هم متخوفون ونحن متخوفون من عدن كل واحد متخوف، فاتفقنا أن يتم لقاء في الحدود المصطنعة بين الشطرين قالوا لا، سيتم اغتيالكم الاثنين هذا الكلام آتٍ من القيادة بين الإخوان في الجنوب أنتم مستهدفون.. لكن لا بد أن تنعقد القمة فما الحل؟ جاءت أفكار لماذا لا يكون اللقاء في سفينة قالوا سيتم ضرب السفينة.. يعني القوى التي لا تريد تحقيق الوحدة، إذن تركبوا طيارة وتنعقد القمة في الجو، طبعاً هذه من أفكار زميلنا وصديقنا وزير الدفاع صالح مصلح وهو كان شجاعاً ووحدوياً من الطراز الأول ولكن هناك صراعاً داخل الجنوب بين جناح عبدالفتاح إسماعيل وجناح علي ناصر وجماعته وهم يريدون أن يتخلصوا من عبدالفتاح ويطرحوا له هذه المخاوف أنك مستهدف ويطرحوا المخاوف هنا في الشمال أنك مستهدف إذن تبطل القمة لأن كل هذا مماطلة من أجل عدم استئناف القمة اليمنية لأن تطلّع على نتائج لجان الوحدة، في نهاية المشوار اتفقوا على علي ناصر أن يطلع إلى صنعاء وأسميناه اتفاق 13 يوليو وتجد هذا في كتيب أصدره الأستاذ يحيى العرشي وثائق الوحدة يطلع علي ناصر، طلع علي ناصر مع وفد وتم الاتفاق على استئناف لجان الوحدة وأطلعنا على ما تحقق وتجميد أعمال الجبهة الوطنية والوفد الزائر وأشياء كبيرة طبعاً الأحداث جاءت بعد نزولي إلى عدن 81-82 أتذكر وشكلنا المجلس اليمني الأعلى على طريق تحقيق الوحدة المجلس اليمني الأعلى الذي يقول علي ناصر الآن إنه هو الحل وتنتهي الوحدة الاندماجية وهي تكون المجلس الأعلى، هذا عارضه علي ناصر في أزمة 93-94 قبل أن استعرض هذا الموضوع كانت البدائل والأوضاع في الشمال قد تحسنت اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً فأدينا رسائل للجنوب وذهبوا بها يحيى العرشي وجماعة معه وطرح لهم المشروع التالي: الوحدة الفيدرالية، الكونفدرالية، الاندماجية شيء لا بد منه وعلى الإخوان أن يختاروا إما الفيدرالية وإما الكونفدرالية، وإما الاندماجية، أخذوا بخيار الاندماجية ورحبنا بذلك، كان عندهم معلومات أن المعارضة في الشمال بما فيها الجبهة الوطنية ستنسق معهم ويتحالفون معاً وفي نفس الوقت يطلع حكم اليمن بقيادة الحزب الاشتراكي اليمني بحكم تحالفهم مع المعارضة سواء كانوا من مخلفات الإمامة أو من الجبهة الوطنية.
هل كانوا مخترقين الجيش حينها أو أنه لم يكن هناك اختراق؟
- جاءت الوحدة تحت هذا الشعار: الوحدة الاندماجية، اقتربنا من الفترة الانتقالية.. قالوا جددوا فترة انتقالية أخرى فعلنا فترة أخرى ثم أصررنا على الانتخابات، جاءت الانتخابات فكانوا يعتقدون أن تحالفاتهم ستمنحهم الأغلبية، تحالفوا ولم يجدوا الأغلبية، المؤتمر أخذ الأغلبية ليش.. رغم أنه ما أخذ مائة واثنين وعشرين مقعداً من ثلاثمائة وواحد، نتيجة المؤتمر نافس نفسه بنفسه وإلا كان سيأخذ أغلبية ساحقة، لكن تنافس مع بعضه فبقيت المحافظات الجنوبية كلها مع الحزب الاشتراكي كيف ؟ لن ندخل في التفاصيل، التفاصيل مؤلمة شوية وطلعت نتائج الانتخابات في 93م طلعت كما هي، الحزب الاشتراكي أخذ الثمانية والأربعين أو الخمسين المقعد حق الجنوب والبقية تنافس فيها الإخوان المسلمون والمؤتمر الشعبي العام والبعثيون والناصريون المستقلون وطلعت النتائج، أتذكر كلمة لعلي البيض ونحن في غرفة العمليات كان يقول أتمنى لو أخذ العدد من المقاعد للمؤتمر الشعبي العام والإصلاح في المحافظات الجنوبية الآن ما دام أخذت المقاعد في أغلبية في الجنوب يستطيعون أن يجتمعوا ويعلنوا انفصالاً آخر، قلنا لا.. يعني هذه أول مرة وأول تجربة لكن ستأتي التجربة الثانية وينتهي هذا الوضع التشطيري بعدها بدأت الأزمة وبدأت أصوات ترتفع على الوحدة واتهامات بالاغتيالات واتهامات بالكذب كل واحد كان يتهم الطرف الآخر وإذا هو قرار بالعودة إلى ما قبل 22 مايو ليس كل الحزب، جزء من قيادة الحزب اتفقت مع بعض القوى السياسية الخارجية على العودة باليمن إلى ما قبل سنة 1990م تصاعدت الأزمة أفضت إلى حرب 1994م وكانت الاتهامات عبر وسائل الإعلام كل واحد يقول هو الذي فجر الموقف.. هم فجروا الموقف في عمران فاعتراف الضابط قائد كتيبة الدروع موجود وهوحي يرزق هو الذي بدأ بتفجير الموقف بناءً على تعليمات من الحزب فتفجر الموقف في عمران وفي ذمار في صنعاء في عدن في أبين، تفجر الموقف وانتهت بحرب 94م التف أبناء الشمال والجنوب كشعب ضد الانفصال قلة قليلة كانوا مع الانفصال وانتصرت الشرعية وليس صحيح الأطروحات والمقالات التي تطرح أن الشمال انفصل على الجنوب هذا ليس صحيحاً لم تكن حرباً شمالية - جنوبية، حرب بين شرعية دستورية شرعية دولة الوحدة وعناصر انفصالية، انتهت الحرب بانتصار الشرعية وخسائر في العتاد وفي الأموال وفي الاقتصاد، كانت الشرعية في اليمن لوحدها تقف على أقدامها لا أحد معاها لكن بالنسبة للإخوان الانفصاليين كان وراءهم دعم خارجي ومال خارجي كثير ومع ذلك انتصرت الوحدة وانتصرت الشرعية لأننا منذ البداية طرحنا الكونفودرالية، الفيدرالية، الاندماجية الآن نسمع أصواتاً من بعد حرب صيف 94 على الكونفودرالية وعلى الفيدرالية وعلى فك الارتباط، ألستم قيادة الحزب الاشتراكي الذي دعا إلى الوحدة الاندماجية.
الانفراج بعد النفق
دعونا نستذكر معكم فخامة الرئيس أنه في عام 90 حين كنتم في سيارة واحدة مع علي سالم البيض كيف وصلتم إلى قناعات مشتركة.. لا نعرف ماذا دار في الحوار لكن توصلتم إلى قرار الوحدة الاندماجية؟
- توصلنا ونحن راكبون في سيارة واحدة وأتذكر كنا نضحك يجب أن تحقق الوحدة لا تدخل الوحدة النفق المظلم فدخلنا النفق فيجب أن نعكس أن دخولنا إلى النفق هو الانفراج وتحقيق الانتصار للوحدة وتوحيد العملة والنشيد الوطني وتشكيل الحكومة والبرلمان، البرلمان تشكل من مجلس الشعب الأعلى ومن البرلمان الذي كان موجوداً في الشمال ويسمى مجلس الشورى وتشكل الحكومة وتعطى رئاسة الحكومة لحيدر العطاس ويعطى مجلس النواب إلى الأخ ياسين سعيد نعمان في إطار تسوية من أجل الحزب ويقربوا الناس إلى الوحدة لأنه كل ما كان يحكي معنا البيض يقول فلان متألم لا يريدون الوحدة لأنه أين سيكونون.
شكا لكم أنه كان هناك ضغط عليه من الحزب؟
- هناك ضغط عليه من اللجنة المركزية من عدد من الناس عسكريين ومدنيين ومنها الضغط أنه تم توزيع المناصب فطبعا حين تأتي على توزيع المناصب وتعود إلى الاتفاقيات الوحدوية سواءً كانت في طرابلس أو في الكويت أو في القاهرة هو طبعاً حسب التعداد السكاني سيكون توزيع الحقائب وتوزيع المقاعد والمناصب العليا حسب التعداد السكاني فمن أجل أن تتحقق الوحدة قال أريد رئاسة الوزراء قلنا خذها.
هذا وأنتم في السيارة؟
- نعم قال أريد مجلس الشعب، مجلس النواب قلنا خذ كل ما طلبته نحن لدينا هدف استراتيجي هي الوحدة ولسنا حول أطماع المناصب المهم ان تتحقق الوحدة وينتهي التشطير ونقدم ما نقدم، هنا زعلوا في الشمال لماذا أنت تقدم هذه التنازلات .
من هم الأشخاص الذين كانوا يطرحون هذا الموضوع ؟
- كثير من الناس قالوا لماذا تقدم هذه التنازلات.. تسلم رئاسة مجلس النواب وتسلم رئاسة الحكومة في الوقت الذي تنص اتفاقيات طرابلس والقاهرة والكويت أنه حسب التعداد، قلنا من أجل الوحدة سنضحي فكان عندنا صوت قوي مع الوحدة.
لم يكن هناك خوف في هذه الفترة بأن تعود موجة الاغتيالات بسبب موضوع الوحدة؟
- لا لم يكن فلتتحقق الوحدة ونقدم أي تنازلات فمشت الوحدة وصنعنا في مايو 90م عرساً جميلاً سواءً في الشمال أو في الجنوب.. انتهت المخاوف وانتهت الضائقة فكان لدى الشماليين ولدى الجنوبيين عرس كبير.
لكن كان هناك تخوف من القوى الإسلامية في الشمال لموضوع الوحدة ؟
- هذا كان لدى الحزب الاشتراكي، كان يقول من القوى الإسلامية.. قلنا له أبداً هذه قوى موجودة والتعددية أعلنت رغم أنكم الذين فرضتم التعددية هم أو نحن كلنا ملتزمون باتفاقية طرابلس التنظيم السياسي الموحد لفترة انتقالية ثم تعلن التعددية.. قالوا لا.. تعددية حزبية .. طيب فليكن فكانت مخاوفهم من القوى الإسلامية منها حتى المعدات العسكرية والأسلحة والمخزون اخذوها ووزعوها على القبائل سألتهم لماذا توزعونها ؟ قالوا نحن ليس معنا إلا القبائل والحزب نوزعها على الحزب أنتم معكم جيش ومعكم الإخوان المسلمون.. فيا إخوان هذه ممتلكات دولة ندمجها مع بعضها.. فأجاب عليّ البيض بنفسه شخصياً.. قال: نحن ليس معنا إلا الحزب نسلح الحزب لأنهم خائفون على أنفسهم، بدأت الأزمة تشتد في ذلك الحين أفضت إلى ما أفضت إليه.. المؤتمر هنا في الشمال مع الإصلاح تحالفوا من أجل الوحدة واجتمعوا وقاتلوا من أجل الوحدة لأني أسمع الآن أن الإخوان في الإصلاح يريدون أن يعتذروا وهم شركاء أساسيون في الوحدة لكن شركاء أساسيون تحت هدف أن يكونوا شركاء أساسيين ويحلوا محل الحزب الاشتراكي في مفاصل السلطة وهذا ما تم وتحالف الإصلاح مع المؤتمر ودخل في حكومة ائتلافية ودخل في مفاصل السلطة ثم جاءت انتخابات 1997م عرضنا على الاشتراكي رفض فدخل الإصلاح والمؤتمر وبقية الأحزاب في الانتخابات وطلعت النتائج، نحن كنا مع وجود الحزب وكان الحزب يعتقد أننا نتآمر على نهايته.. قلنا لا الحزب يجب أن يظل وحافظنا على بقاء الحزب وبقينا على اتصال بقيادة الحزب، لا نريد أن يغيب الحزب الاشتراكي لأنه شريك أساسي في تحقيق الوحدة ولا ينبغي أن يهمش فبقينا على اتصال بهم وأعناه على إعادة ترتيب وضعه رغم أنه لم يدخل الانتخابات وهذا ما حدث.. ثم بدأت التحالفات بينهم فيما يسمى باللقاء المشترك وكله يهدف إلى إسقاط النظام وظهرت ملامحها في الانتخابات والتحالفات على إسقاط نظام صالح.. الهدف الرئيس علي عبدالله صالح لكن ما بعد صالح، بعده مؤسسات، بعده كوادر الدولة.. بعده الدولة كلها من أكبر مسئول إلى أصغر مسئول إلى الآن .
وهم كانوا شركاء أيضاً في هذه الفترة ؟
- كانوا شركاء الآن حين يتحدث يقول النظام السابق وهؤلاء الذين يحكمون الآن من النظام السابق هو كلام غير مقبول عند المحللين السياسيين.. كيف تقول هذا من النظام السابق ألم تكونوا من النظام السابق وربما كان منكم كثير عبئاً على النظام السابق.. يعني كثير من الذين دخلوا في الحكومة الآن وزراء وأخذوا حقائب كانوا من النظام السابق وكانوا من الناس المغضوب عليهم من قبلنا لأنه لم يكن هناك نظافة في الحقائب التي كانوا يشتغلون فيها فطلعوا وساروا الساحة فوجدوا لهم حقائب ويتحدثون عن النظام السابق وعن الفساد، ألم تكونوا رموزاً من رموزه أنتم خرجتم وأنتم ماسكين حقائب لماذا لأنكم كنتم أيضاً رموزاً من رموز الفساد..
هذه المحطات التي حصلت من 78 إلى اليوم، وحين نتحدث عن حرب الخليج هم الذين طبلوا لها وزمروا وخرجوا بالمسيرات وعلقوا صور الملوك والأمراء في دول الجوار والرئيس الأمريكي وشتموهم وحملوني أنا المسؤولية، حتى دول الجوار نقول لهم لا دخل لنا، هذه التعددية الحزبية.. أبداً أنت المسئول وهم كانوا يتعمدون الإساءة إلى دول الجوار من أجل أن يسيئوا إلى علاقتي وعلاقة النظام بدول الجوار والدول الصديقة.. هذا الذي حصل في حرب الخليج مع ذلك تحملنا كثيراً من الدول الخليجية بعد ما كنا نحاول أن نقنعهم وقلنا لهم ستأتي الأيام وتبرهن لكم أنه ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل، ولسنا بصدد الإساءة إلى جيراننا بعدها تفهموا الأمر هذا.. على كل حال هذه المحطات تحتاج إلى تفاصيل والتفاصيل نحن مدونون لها في مذكرات ومحاضر ولا يستطيع المرء أن يلم بالموقف كاملاً لكن هذه عناوين لهذه المحطات من 78 إلى الآن .
العلاقة مع الاخوان
نحن نطرح موضوع علاقة الدولة مع القوى الإسلامية التي بدأت مع الخلافات التي كانت حينها بين الشمال والجنوب قبل الوحدة ؟
- نعم كانت هناك علاقة جيدة بيننا وبين الإسلاميين هم الذين أتوا لنا في الوقت الذي كانت التعددية الحزبية أو الحزبية محظورة ومرفوضة لكن نحن كنا نعرف أن هناك أحزاباً تعمل تحت الطاولة ولهذا حاولنا أن نفصح عن التعددية الحزبية قبل الوحدة ورفضت كثير من القيادات السياسية مدنية وعسكرية وقبلية أن يكون هناك تعددية سياسية لأن ثقافتنا من أيام المرحوم القاضي عبدالرحمن الإرياني أن الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة.. كانت ثقافتنا هكذا وجاءت التعددية الحزبية وجاء لنا الإخوان أثناء حرب المناطق الوسطى وتحالفوا مع الحكومة وقاتلوا جنباً إلى جنب وقدموا شهداء لا أحد ينكر.. ووقفوا معنا ضد الانفصال ثم تحالفوا معاً ضد الحكومة ضد الشرعية وقلنا فليكن التحالف وأحسنا التعامل مع تحالف واحد بدل من عشرين إلى ثلاثين حزباً فتحالفوا لكن كان هدفهم واحداً هو إسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، اليوم الرئيس علي عبدالله صالح بناء على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية والتي نحن شركاء فيها أساسيون كمؤتمر شعبي عام في صياغتها وتبنيها وأنا تبنيتها وأنا في الرياض سلمناها للإخوان وجاءت المبادرة الخليجية مع الآلية التنفيذية قلنا مخرج بدل من إراقة الدم وكل واحد يخرج بماء وجهه فجاءت المبادرة الخليجية ووقعنا عليها، كان الخلاف أن المشترك لم يأتوا ليوقعوا عليها في دار الرئاسة ولا في القصر الجمهوري ولم أوقع عليها فبقي الإعلام عليها أنهم رافضون المبادرة الخليجية و و و وشغلانه.. ثم قلنا للمصلحة العامة ذهبت إلى الرياض ووقعت عليها.. اليوم ماذا تحقق، تستطيع تقول ما تحقق من المبادرة الخليجية خلال الثلاثة الأشهر الماضية هو الانتخابات الرئاسية المبكرة ودعوت أنا إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة ولجماهير الشعب وأنا في أمريكا فلتتجهوا إلى صناديق الاقتراع وذلك لخروج البلد من هذا المأزق وهب الشعب وانتخبوا، هذا طبقاً للمبادرة الخليجية مشت الحال وتم تشكيل حكومة الوفاق لتبدأ الحوار مع الشباب وتنهي الاعتصامات وفتح الطرقات وعودة الكهرباء وعودة المياه، هذا الكلام لم يتحقق، تحققت الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة وكذلك تشكيل اللجنة العسكرية التي لم تستطع أن تخرج المسلحين من الحصبة يخرجون من الشارع الرئيسي ويلتفون إلى الشارع الخلفي وإلى العمارات شارع الستين لا زال ملغوماً بالانتشار لأفراد من عناصر الفرقة، حتى الآن الحكومة لم تنفذ المهام الموكلة إليها طبقاً للمبادرة الخليجية، لازم تنتهي الاعتصامات لازم تعود الكهرباء كاملة لازم حماية أنبوب النفط.. حاسبوا وحققوا من الذي يفجر أنبوب النفط.. من الذي يضرب أبراج الكهرباء من هم..؟ هذه مسؤولية من مسؤولية الحكومة لتحقيق الأمن والاستقرار، ندعو الدول الشقيقة والصديقة ويدعوهم كل الناس لتقديم الدعم لليمن كثير منهم قدموا دعماً منها المملكة العربية السعودية الشقيقة قدمت مشتقات نفطية إلى اليمن بما قيمته حوالي مليارين وسبعمائة مليون هذا المبلغ لم يقدم منذ قامت الثورة السبتمبرية خمسين سنة لم يقدم هذا الدعم قدمت هذا الدعم لحكومة الوفاق وبقية الدول لم يكن لديها استعداد لتقديم الدعم فتقل أو شيء حقق الأمن والاستقرار ما حد يرمي فلوس إلى الشارع إذا تشتي تشق طريق أو تبني جامعة أو تعمل توليد طاقة كهربائية لازم تحقق الأمن، كيف تحقق أمن ولا طاقة كهربائية في مأرب ولا في الحديدة ولا في عدن والأمن غير مستتب لازم يتعاون الناس حول هذا نحن قلنا لهم المؤتمر الشعبي العام حاضر وهو حزب فعال وأثبت خلال هذه الأزمات منذ 96 إلى الآن أنه حزب فاعل وأنه حزب رائد وأنه حزب كبير، رغم أنه ليس مؤدلجاً هو حزب ضم شخصيات سياسية واجتماعية وقبلية وعسكرية ومدنية من خيرة الناس ويقف على مبادئ ومنهج المؤتمر الشعبي العام والميثاق الوطني، أنت كنت سألتني عن كيف جاء المؤتمر الشعبي .
المؤتمر الشعبي نعم ؟
- كانت كل القوى السياسية تحكي أن الجنوب منظم من خلال الجبهة القومية وبعدها الحزب الاشتراكي وأن الشمال مفكك وليس عنده تنظيم، بدأت الفكرة من أيام الحمدي أن ننشئ تنظيماً وجاءت فكرة إنشاء المؤتمر فلما جاءت فكرة المؤتمر تحاورنا أن ينعقد في الحديدة فيكون مؤتمراً دائماً ويكون له قيادة ويكون تنظيماً سياسياً رفض الإخوان الناصريون وضللوا على المرحوم الحمدي وقالوا له لا نحن حزبك عادك تشتي تتحمل لك حزب فوق ظهرك قد إحنا حزبك خلاص، فتوغلوا في المؤسسات في التربية والتعليم في كل الأماكن واعتبروا أنفسهم حزب الدولة في ذلك الوقت، فجاءت حرب 79 بين الشطرين مستفيدين من حرب 72 أنه لا بد أن يصبح تنظيماً سياسياً فجاءت فكرة إنشاء تنظيم سياسي وهو المؤتمر الشعبي العام فبدأنا نحضر له وشكلنا لجنة من كل القوى السياسية لجنة للحوار من البعثيين والناصريين والإسلاميين وغيرهم انبثقت على صياغة الميثاق وعملنا استبياناً وسار الاستفتاء على الاستبيان وأنشئ المؤتمر الشعبي العام في 1982م وكان هناك معارضة لاستمراريته أصررنا أنه لازم تكون له لجنة دائمة ولجنة عامة وأن يستمر كتنظيم فاستمروا في حماس عند الناس.. معظم القوى السياسية في المؤتمر كانت مستقلة وهم يخافون على أنفسهم خلال الأزمة ليس هذه السنة والشهرين لكن من عام 2006م والمؤتمر متماسك رغم النخر في عرضه ورغم الاختراقات ورغم الحملة الإعلامية والسياسية لتفكيكه قيادات المؤتمر ورغم المندسين الذي يندسون داخل المؤتمر ويشتغلون من داخل المؤتمر مع ذلك المؤتمر صامد وشجاع .
تعتقدون إلى الآن أنه ما زال بعض المندسين في المؤتمر موجودين ؟
- قلة قليلة، الحقيقة آخر شيء سقطوا في الأزمة الأخيرة التي صنعتهم وكشفوا عن وجوههم وطلع من طلع ويبقى نسبة بسيطة جداً مكشوفين أمامنا من تحركاتهم لكنهم لا يشكلون خطراً لأن المؤتمر تصفى منذُ أعلنت التعددية السياسية بعد قيام الوحدة هذا أخذ نصيباً كبيراً لأن كل الأحزاب كانت داخله فجاءت التعددية فجعلت كل واحد يذهب إلى حزبه.. جاءت هذه الأزمة الأخيرة فرزت وسقطت قوى لم يكن يتصور منها أنها تهرب إلى الأمام سواء كانت مدنية أو عسكرية وأفرز المؤتمر قوى سياسية جديدة لم يكن متوقعاً أنها تكون بهذا الحماس وبهذا الصمود وبهذه الشجاع فجاءت لنا قوة سياسية هائلة للمؤتمر طوعاً وليس مالاً رغم عنهم .
ولا يبحثون عن مصالح ؟
- ولا يبحثون عن مصالح رغم أن الحملة الإعلامية التي تزعم أنه من يريد يملأ جيبه ومن يريد يملأ خزينته يذهب إلى المؤتمر وفشل هذا المشروع، المؤتمر خرج من السلطة والخزينة ليست عنده رغم أنهم صرحوا عن أن ميزانية الرئاسة ثلاثة مليارات نعم ثلاثة عشر ملياراً مشتروات سيارات مباني عمارات الاعتمادات الثابتة للشخصيات السياسية والمثقفة وغيرهم مائتي مليون من الثلاثة عشر هو البند الرئاسي.. اسمه بند غير منظور لأن هذا مريض هذا تعبان.. معظمهم الآن من الذين خرجوا ليسوا داخل المؤتمر هم من معهم الاعتمادات الرئيسية فيتحدثون عن ثلاثة عشر ملياراً انشروا الأسماء كاملة بعلاتها وانشروا الأبواب الخاصة بالثلاثة عشر ملياراً أين هي..؟ الذي أصر على ثلاثة عشر ملياراً هو واحد من المستفيدين .
المؤتمر الشعبي العام الآن يخوض معتركاً ومخاضاً سياسياً مختلفاً تماماً، الناس يريدون أن يعرفوا ما هي الخطوات القادمة للمؤتمر أولاً في إطار تصحيح وضعه وهيكلة المؤتمر ؟
- بعد أن طهر المؤتمر خلال هذه الفترة والأزمة من كثير من العناصر التي كانت فاسدة والعناصر التي كانت متسلقة والعناصر التي كانت مستفيدة من المؤتمر الشعبي العام فالآن نحن بصدد معالجة الاختلالات وليس إعادة هيكلة معالجة أي اختلالات قد حدثت خلال الأعوام الماضية ومنها آخر العام المنصرم، الآن الأمانة العامة تشتغل واللجنة العامة تمارس مهامها ونحن الآن بصدد الإعداد والتحضير لعقد المؤتمر الثامن، المؤتمر الثامن سينعقد في أقرب وقت.. ربما قد يسبقه التحضير من قبل اللجنة العامة كلجنة تحضيرية مع رؤساء فروع المؤتمر في المحافظات والتي ستعقد اجتماعها وتشكل منها لجان تحضيرية في المحافظات وكل محافظة تقوم بإصلاح الاختلال الموجود لديها لأننا نشتغل بنظام اللامركزية لأن المركزية هي التي تعمل الإحباطات وكل الناس يقول لك على اللجنة العامة على اللجنة الدائمة.. هناك لجان دائمة في المحافظات هناك قيادات في المحافظات ونحن سنعقد اجتماعاً في أقرب وقت لرؤساء فروع المؤتمر بالمحافظات زائد الأمانة العامة زائد اللجنة العامة وذلك لتشكيل اللجان التحضيرية لعقد المؤتمر الثامن، قبل أن ندخل المؤتمر الثامن كل محافظة ستعقد مؤتمرها وتعالج أي اختلالات أو إعادة هيكلة إذا لزم الأمر، لذلك ومن خلال المحافظة، التي هي المسئولة أما اللجنة العامة فعليها رسم السياسة العامة للمؤتمر وعلى أن كل عضو في المؤتمر هو قائد ولن نتحول إلى تلاميذ ونتحول إلى النظريات الفلسفية أن الحزب القائد الأمين العام هو القائد، انتهى هذا الموضوع.
هل سيتم الدفع بعناصر جديدة إلى واجهة العمل السياسي؟
- هذا سيخص المحافظات.
على مستوى الأمانة العامة ؟
- الجمهور.. المحافظة.. منها تأتي الأمانة العامة أو اللجنة العامة كمخاض أو نتائج لما أفرزته المحافظات من قيادة يعني تتغير قيادات اللجنة العامة من خلال نتائج ما أفرزته الإصلاحات في المحافظة قد تغير قيادات ونحن نفضل أن يجدد المؤتمر وضعه في كل مكان مع الحفاظ على أعضائه وإضافة دماء جديدة والحفاظ على خبرات قديمة هذا هو الذي سيكون والمؤتمر الثامن سيكون مهماً جداً جداً جداً في حياتنا وفي الحياة السياسية للمؤتمر الشعبي العام .
هناك في المؤتمر من المؤسسين لم نسمع لهم صوتاً لا مع الطرف الآخر ولا مع المؤتمر، لا زالوا في الظل هل لكم تعليق أو تواصلتم معهم مثلاً ؟
- أنا حسب علمي أن الأزمة أفرزت الذين كانوا متسلقين ومستفيدين ومنافقين خرجوا وأستطيع أن أقول منافقين خرجوا ولم يبق إلا القيادات الطاهرة والنظيفة والمسئولة والشجاعة.. وكما قلت لك أن المؤتمر أفرز قيادات جديدة وظهرت وجوه شجاعة داخل المؤتمر وذهبت القيادات الضعيفة، ذهب جزء منهم خوف خوف راحوا يصلحوا وضعهم ويدبرون حالهم.. منهم من حصل على وزارة وكانوا أعضاء مؤتمر، لماذا خرجتم هاربين.. هم فاشلين وفاسدين فهربوا إلى الأمام عينوهم وزراء.. كويس هو ممن يطالب بإقالتهم لأنهم فاسدون الآن في أعمالهم .
هل هناك قرار من القرارات التي اتخذتموها وشعرتم بالندم عليها؟
- لا شك أن هناك قرارات صائبة وقرارات تكون خاطئة أكيد أن الإنسان يصيب ويخطئ لكن لا داعي أن نشهرها.. فهناك قرارات غير صائبة وشعرنا بالندم عليها وهناك قرارات صائبة .
بالنسبة للمؤتمر الشعبي الآن بعد أن أفرزت الأزمة طروحات سياسية جديدة وهو شريك بالتأكيد في المبادرة الخليجية في لقائكم مع جمال بن عمر كان هناك كثير من التسريبات أن هناك ضغوطاً على الرئيس كي يغادر اليمن وضغوطاً على المؤتمر؟
- أنا لست وافداً ممكن أن يضغطوا على الوافدين والمتجنسين والذين يدعون أنهم يمنيون أما أنا أصل وفصل وليس هناك أي قوى تستطيع أن تقول لي غادر اليمن.
هل قيل مثلاً؟
- لالا لم يقل، لكن أنا أسمع همسات منها الأمريكان لما جاءت الانتخابات الرئاسية قالوا لي تأخر في أمريكا لما تتم الانتخابات قلت أنا أريد أن أشارك وثم وجهت خطاباً من أمريكا قالوا كان خطابك صائباً قلت كنت أريد أن أكون مشاركاً من هنا اتفقنا مع الأمريكان أن أعود لتنصيب الرئيس الجديد فكان هناك همسات أنه يستحسن أن تبقى هناك وهم مشكلتهم الآن إن سبرت وإن حصلت أي اختلالات فهو علي عبدالله صالح يعني من ضمن العجائب جاءت الأمطار وجاءت السيول واتجهت السيول نحو ساحة الاعتصامات قالوا حولها علي عبدالله صالح فأي شيء يحصل وأي اختلال يقولون هو.
قبل حادث الرئاسة كان هناك تساؤلات لماذا لم يحدث تغيير سريع مثلاً يقلل من الخسائر التي حدثت فيما بعد هل كنتم تنوون فعلاً إجراء بعض التغييرات وكان عندكم إحساس أن الأمور ستتصاعد إلى أن يصل انشقاق بعض القيادات ربما تخرج تنفصل عن الدولة أو كذا؟
- لم يحصل انشقاق إلى حد ما يروجه الإعلام هو واحد من الضابط علي محسن انشق لنفسه وهو غير مقبول، علي محسن يضجون منه في الجنوب، الحراك يضج منه لأنهم يعتبرون أنه هو الذي قاتلهم والحوثيون يعتبرونه هو الذي قاتلهم والإخوان المسلمون يقولون هو الذي خدعهم وهو الآن في مشكلة لا هو منا ولا هو منهم هذا هو الوحيد ثم إنه انشق بوحدة بسيطة لكن هي موزعة في المناطق.
أشكركم على سعة صدركم وأتمنى لكم أولاً دوام الصحة والعافية