أكد الناشط والكاتب اليمني الصحفي “عباس الضالعي ” أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ، سوف يحسم المعركة ، فور استشعاره ان التيارات والقوى الاسلامية ، اصبحت ضعيفة.
وقال الضالعي في حوار مع موقع (الحياة برس)، حٌذف بعد يوم من نشره ، لأسباب غير معروفة ، إن نقده للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ظاهرة صحية طالما هدفها تصحيح الاخطاء وتقويم المسار لما فيه خدمة الصالح العام ، وفرّق “الضالعي” بين النقد والانتقاد ، مشيرا الى انه يمارس النقد دون الانتقاد.
ووصف “عاصفة الحزم” بأنها اشجع قرار عربي في العصر الحديث على المستوى القومي بشكل عام، داعيا الشرعية اليمنية الى التخلص من الشخصيات الفاسدة في صفوفها وخصوصا في المؤسسة العسكرية، والتي قال ان فسادها ازكم الانوف ، وبات مؤذيا ومحبطا حتى للتحالف ، لافتا الى ان المرحلة تستدعي تشكيل حكومة حرب ، لمواجهة الانقلابيين ، وليس حكومة ترفيه، وسفريات.
وتطرق الضالعي وهو مدون يمني مشهور في حواره الى الاوضاع السياسية والعسكرية في اليمن، وقضايا اخرى ، تجدون تفاصيلها في السطور التالية:
«الخبر» يعيد نشر الحوار :
– نرحب بك استاذ عباس .. ، ونشكرك على تلبية الدعوة وسؤالنا الأول حول قراءتك للمشهد السياسي والعسكري اليمني في ظل التطورات الراهنة ؟
مرحبا بكم ومبروك عودة منبر الحياة من جديد وشكرا لكرمكم بإستضافتي بالحياة بنسختها الجديدة .
المشهد اليمني حاليا لايزال امام غياب حقيقي للحل لعدة أسباب وعوامل محلية وإقليمية ودولية ويأتي تعنت الانقلابيين على رأس القائمة ، القوات الشرعية والتحالف العربي يخوضون معركة استعادة الشرعية على الأرض وهناك معركة مماثلة في الجانب الديبلوماسي تسعى لتوفير حل لاحلال السلام وانهاء الانقلاب الذي هو أساس المشكلة للازمة الحالية.
تعنت قوى الانقلاب صدمت الجميع برفضها الحلول السياسية وهذا يعني انها بحاجة الى قرصة عسكرية تقضي على مفاصل القوة التي ترتكز عليها وتراهن من خلالها على الاستمرار بالسيطرة على البلد.
الشرعية أيضا بحاجة للاستفادة من الدعم الإقليمي وخاصة دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وتوظيف هذا الدعم لصالح القضية اليمنية وان تكون الأولوية هو استعادة الدولة ، في هذا الجانب هناك كلام كثير لو تحدثنا بشفافية كاملة سنكتشف قصور في الرؤية ، الشرعية بحاجة الى رؤية موحدة وتوحيد صفوف قوى الشرعية السياسية والقيادية والميدانية وبحاجة لنكران الذات والمصالح الضيقة سواء على مستوى القيادات او المكونات لان العدو يستفيد من الثغرات وانحراف الأهداف وتعزز مكانة الانقلابيين على الأرض.
التحالف العربي بقيادة المملكة وملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وولي العهد وكذلك القيادة الإماراتية بقيادة سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي وباقي دول التحالف العربي لم يقصروا مع طلبات الشرعية وبادروا بتوفير متطلباتها كاملة ، ولهم الشكر الكبير على هذه المواقف ، الكرة اذا في ملعب الشرعية ” رئاسة وحكومة ” ان تستفيد من هذا الدعم الاخوي من الاشقاء وتوظفه إيجابيا لصالح استعادة الدولة ومؤسساتها.
البيئة الحالية في العاصمة المؤقتة عدن بيئة مزعجة ومخيفة وارسلت رسالة سلبية وكان المفروض تواجد كل مؤسسات الدولة في العاصمة عدن لكن سوء التقدير والاختيار حول العاصمة المؤقتة الى عامل متضارب مع السلطة الشرعية وأصبحت المدينة طاردة للشرعية مثلها مثل أي مدينة تحت سيطرة الانقلابيين.
رغم ضبابية المشهد الا ان التفاؤل موجود في نفوسنا ونتمنى من قيادة السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ان يزيل الضبابية من خلال قرارات اكثر أهمية تصب في صالح استعادة الدولة لان الترهل في هذا الظرف خطير ويعزز من سيطرة الانقلابيين واطالة فترة الحرب ، إطالة الحرب سيكون كارثي على المستوى الإنساني في كل المحافظات والتقارير الدولية مخيفة جدا ، والمطلوب من الرئيس هادي مغادرة مربع العمل برؤى ضيقة وحسابات غير عملية.
– تدخل “عاصفة الحزم” عامها الثاني ما الذي حققته من وجهة نظرك حتى الان؟ ومالذي لم يتحقق؟
عاصفة الحزم كما قلت في تصاريح وكتابات سابقة هي اشجع قرار عربي في العصر الحديث على المستوى القومي بشكل عام ، لان التهديدات تستهدف المنطقة كلها من نظام الملالي في ايران وبعد السيطرة على صنعاء أعلنت طهران سيطرتها على العاصمة الرابعة بعد سيطرتها على ثلاث عواصم شمال الجزيرة العربية ، والسيطرة على اليمن “جنوب الجزيرة” أصبحت الجزيرة عمليا بين فكي الكماشة الإيرانية ببحارها وممراتها ، فكانت عاصفة الحزم ضرورية ومطلب ملح لحماية الامن القومي العربي عموما والخليجي بشكل خاص.
ماحققته عاصفة الحزم على المستوى اليمني كبير جدا ، كان الانقلابيين يسيطرون على محافظات الجمهورية بإستثناء مدينة مأرب وعند بداية العاصفة كانت عدن ومحافظات الجنوب والشمال تحت سيطرتهم واليوم أصبحت قوات الشرعية تطرق أبواب صنعاء وأصبحت قوات الانقلابيين في موقف الدفاع وتخسر كل يوم مواقع على الأرض ، قوات الشرعية موجودة في صنعاء وصعدة والحديدة وتقترب من وكر قيادة التمرد سواء في صنعاء او صعدة ، وهذا منجز كبير للعاصفة .
اما مالذي لم يتحقق من وجهة نظري هو عدم وجود هيكلية خاصة بعمل العاصفة سياسيا وعسكريا ، المطلوب انشاء مرجعية عليا لان المعركة اكبر من اليمن وهي معركة تخص دول المنطقة وهذا يتطلب وجود مجلس اعلى لادارة المعركة بقيادة الملك سلمان والرئيس هادي وعضوية ولي العهد وولي العهد ونائب رئيس الجمهورية اليمنية بإعتبار ان المملكة هي الفاعل الأكبر في التحالف والمعركة على ارض اليمن ، ينبثق من هذا المجلس قيادة عسكرية مشتركة موحدة لادارة المعركة وينبثق عن المجلس الأعلى لجنة تقييم ومراجعة تشرف على الأداء اليومي بالميدان وتقوم بمراجعة القصور ومتابعة الخطط الميدانية ووضع الملاحظات ودراسة جوانب القصور ورفعها للمجلس الاعلي ، وبحاجة أيضا الى غرفة تحكم وسيطرة مشتركة بين القيادات العسكرية من اليمن وقوات التحالف هي من تتولى توزيع الأدوار والخطط العسكرية وانهاء الازدواج القيادي الحاصل حاليا ( الوضع الحالي عبارة عن قطاعات منفصلة ) وسد الثقوب ” السوداء ” الذي تشوه دور التحالف والشرعية من داخل صفوف الشرعية ممثلة في ممارسة بعض القيادات عمليات فساد وهذا مخجل ومعيب بحق القضية اليمنية وبحق التحالف العربي ، والعمل على إحلال عناصر المقاومة في الجيش والامن لتجنب مشكلة في المستقبل تقودنا الى نموذج ليبيا ، المطلوب أيضا من العاصفة هو تجنب السباق في الجانب السياسي والميداني في المناطق المحررة والسباق على النفوذ لان أي سباق خارج اهداف التحالف المعلنة سيصطدم بواقع غير متوقع من اليمنيين.
أتمنى من قيادة التحالف العربي ممثلا بجلالة الملك سلمان ان يشجع على وجود حكومة حرب لادارة الفترة تتكون من ثمان الى عشر حقائب وزارية ، اليمن والسلطة الشرعية الحالية بهذه الظروف تحتاج الى حكومة مصغرة ولا تحتاج الى 32 حقيبة وزارية ومئات النواب والوكلاء ، المرحلة لاتحتاج الى وزارة سياحة وثقافة وبيئة وطرقات واشغال وحقائب وزارء دولة وغيرها من الحقائب التي تشكل عبئ على الشرعية والتحالف ، هذا الترهل يمثل ثغرة ويرهق الميزانية التي تفتقد للايرادات.
– وماذا عن العمل السياسي هل التوصل الى حل سلمي في اليمن لا زال ممكناَ في ظل المتغيرات على الارض اضافة الى التغيرات الاقليمية والدولية؟.
الحل في اليمن في الأخير سيكون سياسيا ، ولن يتم الحل السياسي الا بتغيير موازين القوى على الأرض لان المعركة هي بين شرعية وانقلاب والحل المطروح هو وفق المرجعيات الثلاث ” المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وتنفيذ القرارات الأممية المتعلقة بالسلام في اليمن” هذه المرجعيات هي لم تقصي أي طرف من الأطراف بما في ذلك مليشيا الحوثي لكن بعد تغيير جوهري وهو نزع السلاح وتحولها من مليشيا الى حزب سياسي اسوة بباقي الأطراف الأخرى.
الكل يعلن موافقته على الحل السياسي والكل يعرقل هذا الحل وان بنسب متفاوتة ، لكن القاسم المشترك بين الطرفين هو التمسك بالسلطة وخاصة من الطرف الانقلابي.
حاليا أفق الحل السياسي مسدود عمليا لاسباب ومواقف معينة ، لكن المهم هو توفير حل سياسي يضمن لليمن الاستقرار افضل من حل يشبه ” سلق البيض” ، أي حل سياسي يسبق نزع سلاح المليشيا وانهاء سيطرتها سيكون فخ لليمن والخليج لان ايران والحرس الثوري حاضرة بقوة مع الانقلابيين وهذا يمثل خطر على أي سلام هش.
– عباس الضالعي صوت مرتفع، وبصورة ملفتة، وبشجاعة مشهودة.. ودائماً ما تثير تصريحاته وكتاباته ردود افعال متباينة.. من أين يستمد كل هذه القوة؟
شكرا هذا السؤال الصريح والملغم بنفس الوقت ، الحقيقة التي يجب ان يعرفها الجميع ان عباس الضالعي يمارس وظيفته الإعلامية وفقا للقانون ولم اخرج عن هذا الحد اطلاقا ، ونظرا لكثرة وتراكم المشاكل والقضايا وسوء الإدارة واصطدامنا بتغيير متراخي تماهى مع مليشيا الانقلاب بشقيها الحوثي والمخلوع ، جميعنا يعرف التفاصيل واليوميات لعمل المليشيا بدءا من دماج ومرورا بعمران ووصولا الى صنعاء وباقي المحافظات ، تفاصيل مملة ومحزنة وكارثية ، وكان كلامي مبني على تلك الاحداق والقصور والفجوات التي كانت سندا للمليشيا ، بعد انطلاق العاصفة لايمكن لاحد انكار الأخطاء واستغلال التحالف ومتاجرة البعض بالقضية لتحقيق مصالح شخصية ، مهمة الإعلامي – أي اعلامي- هو كشف الأخطاء والتحذير منها واطلاع الرأي العام عليها وهذا هو صميم عمل السلطة الرابعة ، اما اذا تحول الإعلامي والاعلام الى أداة تحسين للاخطاء فهذا ليس اعلام بل منفذ لتمرير كل الأخطاء وعمليات الفساد وهو الجانب الذي يعاني منه اليمن في العهد السابق والحالي.
استمد قوتي من وضوح مواقفي ومن استمرارية الأخطاء وممارسات الفاسدين ، مواجهة الفساد والفاسدين والسياسات والاخطاء هو يمثل الأصل لعمل الصحفي – أي صحفي – لكن الفترة الأخيرة خضع كثير من الإعلاميين لعمليات الاستقطاب بهدف اسكات أصواتهم أولا ومن ثم تحولهم الى أدوات تلميع للاخطاء وتبييض عمليات الفساد ، اذا لم يوجد فلا تجدنا نتكلم عن أي شخص ، وانا بطبعي تعودت ان اتناول عملية الفساد بأشخاصها وبإسمائهم وهذا مايزعج الكثير من الفاسدين لانهم تعودوا على التعميم وتجاهل الأسماء وهذا لايؤثر عند طبقة الفاسدين في اليمن الذي اصبح ممارسة الفساد جزء من السلوك اليومي لكثير من القيادات.
هذا الخط الذي اسير عليه كلفني ثمنا كبير على المستوى الشخصي والوظيفي، وانا اعرف ان لكل موقف شجاع ضريبة وثمن ، لكن الضريبة الذي “فرضت” عليّ من الشرعية كبيرة وظالمة ، الى درجة اني أصبحت مطلوب للانقلابيين والشرعية معا وهذه شهادة لي اني اسير في الطريق الصحيح ، اتحمل بشكل يومي الاتهامات والتهديدات والتشويه والتحريض والتصنيفات التي تطلق بدون أي رقابة ضمير او ضوابط، وبعضها الحقت بي ضررا كبيرا على المستوى الشخصي والمهني ، لكن قناعتي في الأخير لن تتأثر ومواقفي لن تتبدل او تتغير ، ان أكون متهما من الشرعية والانقلاب هذا شهادة لي لان الطرفين هم عبارة عن بيئة ديكتاتورية تسلطية لا تعي معنى حرية الرأي او العمل الإعلامي ، سننتصر على كل هذا بعودة الدولة، لان هذا الهدف الأساسي وانهاء هذا الكابوس المدعوم من نظام الملالي، امام عودة الدولة كل شيء يهون ولو ان مؤشرات حرية الرأي لدى الشرعية تشير الى ان حرية الصحافة ستكون في خطر .
– تتُهم من قبل البعض بمحاولة شق صف (الشرعية) من خلال ما تنشره وتدونه ما تعليقك ؟
الاتهامات أصبحت سلوك عام للإعلاميين خاصة من شبكات الفساد والفشل وشبكات المصالح غير المشروعة ، اما قضية ” شق الصف” هذا مصطلح اخترعه الفاسدين لحماية فسادهم ، الشرعية بالنسبة لنا هي مشروع دولة مدنية يكون القانون فيها هو صاحب السيادة ، وحين يمارس قيادات في صفوف الشرعية للفساد والمحسوبية فواجب كل اعلامي حر هو مواجهة هذا السلوك لانه سلوك ضار وسرطان للمستقبل ، هات لي مسؤل انتقدته وهو نظيف انا مستعد اقطع ذراعي إرضاء له او لجماعة ” شق الصف” الفساد والمحسوبية والرشوة اكبر خازوق لصفوف الشرعية والمستقبل ، هم من يشق الصف ، وكن على يقين كامل اني لم انشر كل مابحوزتي من عمليات فساد حفاظا على الصف المشروخ بسبب الفاسدين ، وتأجيل النشر لايعني اغلاق ملفاتهم ، سنفتحها وسنقدمها للقضاء ونلاحق كل فاسد.
– يلاحظ انتقادك الدائم للرئيس ” هادي” ، لماذا ؟
اما انتقادي للرئيس هادي ، انا انتقده بصفته رئيسا لليمنيين ، وانتقده للمسؤولية التي تولاها ، ولا انتقد شخصه ، “فعبدر به منصور هادي ” مواطن يمني ، وليس بيني وبينه اي خلاف ، لكن بصفته رئيسا لليمن ، فهنا اعتقد ان النقد جائز بل وواجب احيانا ، كما ان نقدي يأتي وفقا للمساحة التي حددها القانون وانا انتقده لانه المسوؤل الأول وراعي حقوق ومصالح الشعب وانتقده لاني منحته صوتي وثقتي فعليه واجبات تجاه شعبه وانا واحد من “المضيعين ” من هذا الشعب ، هناك فرق بين انتقاد سياسة وأداء واخطاء الرئيس وبين الاعتراف به كرئيس شرعي ، هادي هو الرئيس الشرعي ندعم شرعيته وننتقد أدائه ، أكون معك صريح ومع الاخوة القراء ، هادي هو من يدفع الناس لانتقاده نتيجة بطئه الشديد في معالجة القضايا البسيطة والمتوسطة والكبيرة ، مثلا مشكلة تحتاج لقرار او توجيه بسيط لحلها ، يتركها هادي تتفاعل وتتعاظم وتتكاثر وتتشعب حتى يستعصي حلها وبعدها يصدر القرار ، هذا الأسلوب له علاقة بما وصلت اليه اليمن من تدهور ، ممارسة الفساد والمحسوبية والتعيينات بمرجعية مناطقية ملموسة والكل يعترف بهذا ، اعطيني مسؤولا بحجم القامة الوطنية الأستاذ محمد سالم باسندوه طيب الله ذكره اعطيك نتائج إيجابية ، اما الخلط والشوائب فسيكون النقد ضروري ، وفي الأخير انا شخصيا وصلت الى قناعة ان هادي صاحب قدرات محدودة والضرب في الميت حرام وشرعيته أصبحت بالنسبة لليمن والتحالف والعالم مثل الشوكة بالحلقوم ، لاتقدر تخرجها ولاتقدر تبلعها ، هو شرعيتنا وهو من شرع للانقلاب ، اعتقد الخوض في الاحداث قبل 21 سبتمبر 2014 مؤلم ومحزن لكن لن ننسى دوره ومساهمته بدعم تلك المليشيا ، سأتناول تلك الاحداث في كتاب كامل اوثق فيه شهادات ومعلومات واحداث الفترة و“الثغرة” التي دخل منها الحوثي والمخلوع للسيطرة على الدولة ، هادي سمح للمخلوع بممارسة سلطة موازية نتج عنها الانقلاب ، هذا بسبب فارق السرعة عند هادي ، الرئاسة وبالعامية اول ما يشم ريحتها أي شخص يقوم بتحصينها وتقوية مفاصلها ، هذا لم يحدث عند هادي ، ظل لمدة سنتين واكثر وهو يتعامل مع المنصب كنائب لعلي صالح بدرجة نائب هامشي ولم يستفيد من حجم الدعم السياسي والشعبي والإقليمي والدولي وكان بإستطاعته ” كتم ” المخلوع ووضعه في حظيرة او ايداعه السجن لكنه تركه حرا طليقا وهذا اغرى المخلوع بحرق البلد ، انتقادي وغيري للرئيس هادي يمثل جزءا بسيطا ، قياسا بالاخطاء والهفوات التي ترتكب ، وللعلم انا انتقد سياسة هادي بتجرد من المناطقية والعنصرية واي قرار إيجابي له لا اتردد عن الاشادة به ، كل ماعليكم هو تنويرنا بالايجابيات ونحن لن نقصر في دعمها ، اين الإيجابيات ؟.
– برأيك لماذا تحاول القاعدة السيطرة على المحافظات الجنوبية دون غيرها؟
القاعدة والإرهاب هي متلازمة الحكام الفاسدين والديكتاتوريين ، هي الوسيلة لمواجهة المشاريع الوطنية ، وهذا لايعني نفي وجود القاعدة ، هي موجودة بشكل محدود لكن هناك من ينفخ فيها الروح ويضخ لها الدعم لتوفير مبررات البقاء والهدم والتدمير ، المعلومات في هذا الجانب مخيفة جدا واذا لم يتدارك التحالف والشرعية هذا الخطر فإن مستقبل اليمن يتعرض للتفخيخ بلغم اسمه القاعدة وداعش ، المناطق المحررة غير محصنة من هذا الوباء الفتاك ، وللأسف هذا الوباء وصل الى بعض الكيانات المحسوبة على الشرعية وبعضها مدعوم من قوى محلية وإقليمية ، السكوت عن هذا الوباء سيلحق اليمن بسوريا والعراق ، هذا الوباء هو مبرر مشروعية تواجد ايران ومليشياتها ، البلدان العربية تحرق بسبب هذا الوباء الذي يدار من طهران ويمول من بعض الخزائن المحلية والإقليمية ، وعلى الرئيس هادي الانتباه لهذا الخطر لكن مهما صرخنا فالاستجابة متأخرة لان القاعدة وداعش أصبحت جزء من استثمار القضايا !!
المؤشرات الحالية تنبىء بخطر كبير قادم في المناطق المحررة وهذا يعني ان الانقلابيين وايران يدعمون هذا التواجد، إضافة الى مايسمى بالحراك الموالي للبيض وباعوم ، اللذين يوفران البيئة الحاضنة لهذا الوباء للانتقام من التحالف والشرعية.
– هناك أطروحات عديدة حول النظام الجديد، و الدولة المرتقبة منها ( النظام البرلماني- النظام الرئاسي- الفيدرالية- الكونفدرالية – الأقاليم).. ما النظام المناسب للجمهورية اليمنية من وجهة نظرك ؟
للأسف .. الموجود حاليا وسابقا كلها شعارات براقة نظريا وعلى المستوى العملي معتمة جدا ، من يضعون الاطروحات هم اول من يخترقها ، الحل المناسب هو اللامركزية الإدارية سواء عن طريق الأقاليم والحكم الاتحادي او صيغة مماثلة ، لكن التطبيق هو المحك ، مخرجات الحوار إيجابية الى حد كبير لكن اذا نظرنا في جانب التطبيق من جانب السلطة الشرعية نكتشف انه تم “خزوقة” المخرجات من الأعلى للاسفل وبالطول والعرض ، نحن نجيد فن النظريات وإصدار القوانين وبنفس الوقت نجيد -كسلطة طبعا – فن عرقلة تلك القوانين ، لدينا اسهال في الجانب القانوني واسهال مماثل في الفشل وسوء الإدارة ..
– متى تحسم المعركة مع الانقلابيين؟
عندما يدرك التحالف ان التيار الإسلامي او جزء منه انه اصبح ضعيف ومنهك.