في 24 من أبريل/نيسان دخلت قوات عسكرية يمنية ترافقها وحدات عسكرية من التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات، مدينة المكلا اليمنية، عاصمة أكبر محافظات البلاد وأغناها ثروة، بعد عام كامل من سيطرت تنظيم القاعدة الإرهابي على المدينة وإعلانها إمارة إسلامية، أو تسلم التنظيم للمدينة من طرفي الانقلاب الحوثي-صالح، بهدف خلط الأوراق وإيهام العالم بأن عمليات التحالف والشرعية سترمي البلاد في أحضان الإرهابيين.
لم تكن نتيجة العملية العسكرية التي استمرت 74 ساعة، مفاجأة للقوات المشاركة فيها، ولا للقيادات العسكرية والسياسية في اليمن ودول التحالف العربي التي شاركت ميدانياً في تحرير المدينة، لكنها كانت مفاجأة غير متوقعة في الوسط الإعلامي الغربي ودوائر صنع القرار، لكن المعركة بدأت قبل أيام، في معسكرات الجيش الوطني وغرف عمليات التحالف العربي، ومقر إقامة الرئيس اليمني المؤقتة في الرياض، عبر سلسلة من القرارات والخطوات العسكرية المدروسة التي وضعت من أولويتها دحر القاعدة وتحرير الجنوب من الانقلابيين والمضي في عمليات عسكرية، تزامن توقيتها مع انطلاق مشاورات سلام بين الحكومة الشرعية، وطرفي الانقلاب، في 18 من أبريل 2016م، برعاية من الأمم المتحدة وفي ضيافة الحكومة الكويتية.
الرئيس: تعيين علي محسن تمهيداً لكل شيئ
أصدر الرئيس اليمني المشير عبدربه منصور هادي قراراً جمهورياً في 22فبراير 2016 بتعيين اللواء الركن/على محسن صالح الأحمر، نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، وترقيته لرتبة فريق ركن.
وبهذا القرار فتح الرئيس اليمني، الطريق أمام القائد الأبرز في الجيش اليمني، ليحمل معه مسؤولية استعادة الدولة وتحرير اليمن من القاعدة والإرهابيين، وحلفاءهم الانقلابيين.
وكشف الرئيس ونائبه على الجيش، توجههما نحو المكلا والتحرير بشكل ضمني، فعقب أداء الفريق محسن اليمين الدستورية أمام الرئيس أكد الأخير «حاجة اليمن في مثل هذه المرحلة الحساسة إلى وحدة الصف، والعمل بروح الفريق الواحد مع أبناء المجتمع لتحقيق الغايات والتطلعات التي يتوق لها كافة أبناء الشعب اليمني» في إشارة إلى إمكانية تحرير اليمن واستعادة الدولة، عبر تعيين الأحمر في هذا الموقع العسكري الرفيع.
وشدد الرئيس اليمني حين ذاك على «ضرورة تعزيز العمل العسكري الميداني وروح الثقة لدى حماة الوطن البواسل، والمقاومة الشعبية التي تجترح المآثر في سبيل الانتصار لإرادة الشعب وشرعيتها الدستورية وإفشال مخطط الانقلابيين وأجندتهم الدخيلة» في إشارة إلى استخدامهم للقاعدة في تحقيق انقلابهم، والتحالف مع إيران.
وأعلنها الرئيس صراحة إن تعيين الفريق الأحمر هي بداية التحرير واستعادة الدولة، وقال في حوار صحفي مع «عكاظ» السعودية رداً على سؤال للصحيفة حول تعيينه نائبا للقائد الاعلى للقوات المسلحة بانه «تمهيد لكل شيء». موضحاً «علي محسن علاقتي معه كبيرة، وهو يفهم أصحابه، وأصحابه يفهمونه».
نائب القائد الأعلى، أكد بعد تسلمه مهامه، أنه «سيظل مدافعاً عن قضايا الوطن والعمل مع الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي لإخراج اليمن من التحديات التي يمر بها، والانتصار على فلول التمرد التي ألحقت الأذى ببلدنا ومجتمعنا وجيراننا».
وخلال فترة زمنية لا تتجاوز شهرين، بذل الفريق علي محسن جهود كبيرة في التحضير والتخطيط العملية تحرير المكلا وقام بزيارات ميدانية، لقوات الجيش في المنطقة العسكرية الأولى، ومعسكرات التدريب في منطقة العبر، ومع بداية شهر ابريل ذكرى مرور عام على سقوط المدينة بيد القاعدة، في 3أبريل/نيسان 2015م، أقر الرئيس خطة تحرير المدينة كما اقر مشاركة وفد الحكومة في مشاورات ترعاها الامم المتحدة، ، وعزز الجهود بتعيين نائبه في الجيش، نائبا لرئيس الجمهورية، خلفاً لنائبه السابق ورئيس الحكومة خالد بحاح، كما أجرى الرئيس تعديلاً حكومي وعين الدكتور أحمد بن دغر رئيس للحكومة وأجرى تغييرات في عدد من الوزارات.
قرار أربك طرفي الانقلاب والمتحالفين معهم
أعاد هذا القرار الرئاسي الفريق الأحمر إلى دائرة صنع القرار العسكري والسياسي من جديد وبشكل رسمي كثاني أقوى رجل في اليمن بعد رئيس الجمهورية كما كان يوصف في عهد الرئيس المخلوع علي صالح والذي كان أيضا حينها اليد اليمنى لصالح حتى انشق عنه خلال ثورة 2011 وسحب معه جزءا كبيرا من قوات الجيش حينها وأعلن تأييده ومناصرته للثورة الشعبية اليمنية.
وأخذ إعلان تعيين الأحمر نائباً لرئيس الجمهورية، بعد أسابيع من تعيينه نائباً للقائد الأعلى، يتضح بشكل كبير مع الأيام، في قلب موازين القوى لصالح قوات الشرعية برئاسة هادي، كما أنعسك القرار سلبياً على ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، اللذان أصيبوا بصدمة ثانية قبل تعافيهم من صدمة تعيينه نائباً للقائد الأعلى، وكان للقرار أثراً كبير على أتباع الانقلابيين، في جبهات القتال.
لكن التأثير الأبرز للقرارين، كان أكثر وضوحاً في صفوف قوات الشرعية بشقيها الجيش النظامي، والمقاومة الشعبية المشكلة من رجال القبائل الموالين للرئيس هادي، وتحدثت عن ذلك التأثير صحيفة «القدس العربي» بقولها أن «قرار تعيين الأحمر رفع المعنويات بشكل كبير وأعطى الأمل لقطاع واسع في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وفي أوساط الناس أيضا لما يملكه الرجل من خبرات عسكرية وقتالية كبيرة ومن علاقات متينة مع قطاع واسع من قيادات الجيش السابق الموالي للمخلوع صالح وكذا من قيادات القبائل التي أعربت عن أملها في أن يكون تعيين الأحمر رافدا قويا لإعادة توازن القوى وتعزيز جبهات القتال بخبراته الحربية الطويلة وفي مقدمتها خبراته في قيادة قوات الجيش ضد المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة، خلال الفترة بين 2004 و2010 التي شهد اليمن فيها 6 حروب بين المتمردين الحوثيين وقوات جيش الدولة.
الأحمر أمل سكان المكلا وقبائل حضرموت
سارع مشائخ ووجهاء واعيان محافظة حضرموت، للقاء الفريق الأحمر، والذي بدوره أكد اهتمام القيادة بالمحافظة وتحرير عاصمتها من القاعدة المتحالفة مع الانقلابيين وناقش مع تلك القيادات يومي 6 أبريل 2016 و14 أبريل 2016، وما سبقها من لقاءات في شهري مارس وفبراير، إعادة تشكيل المنطقة العسكرية الثانية، من أبناء المحافظة وتجنيد شباب القبائل للقيام بمهام التحرير وحماية المنطقة، وهو الطلب الذي أستحسنه نائب القائد الأعلى للجيش.
ووجه الفريق الأحمر في بداية مارس، هيئة الأركان باستيعاب رجال المقاومة وحلف قبائل حضرموت في معسكرات الشرعية، وقد أشار قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء/فرج بن سالمين البحسني، الذي تولى قيادة الجيش خلال معركة تحرير المدينة إلى «ان القوة العسكرية التي نفذت العملية تم تجهيزها خلال 45 يوما وإنهم أخذوا تدريبات مكثفة على أيدي ضباط حضارم أكفاء، وجميعهم من أبناء حضرموت» وهو ما يؤكد المعلومات التي نقلناها عن مصادر بالنخبة الحضرمية عن دور الفريق في معركة التحرير وإعادة تشكيل المنطقة الثانية .
الهدنة الهشة مع الانقلابيين انتصار ساحق
أعلنت الأمم المتحدة عبر مبعوث الأمين العام لليمن إسماعيل ولد الشيخ في 10 من أبريل 2016م، بدء تنفيذ هدنة مؤقتة بين الشرعية والانقلابيين تمهيداً لمشاورات السلام التي عقدت لاحقاً في الكويت، ورغم إن الهدنة لم تطبق واقعياً على الميدان بسبب خروقات الانقلابيين، لكن قوات التحالف والشرعية اليمنية وبتوجيه من الرئيس هادي، تمكنت من تحقيق انتصار كبير على التنظيمات الإرهابية في المناطق الجنوبية.
تحدثت مصادر إعلامية في ذلك الحين عن صدور توجيهات من نائب الرئيس ونائب القائد الأعلى للمنطقة العسكرية الأولى بقيادة اللواء الركن/ عبدالرحمن الحليلي، والمنطقة الرابعة بقيادة اللواء الركن/ أحمد سيف اليافعي، بتحريق الوحدات العسكرية ضد عناصر القاعدة والمناطق التي سيطروا عليها في محافظات أبين ولحج وحضرموت، تزامنت تلك التوجيهات مع اتصالات مكثفة قام بها نائب الرئيس مع قيادات قبلية ودينية معتدلة في مدينة المكلا، ومناطق المواجهات لحشد مزيد من الدعم الشعبي لعملية الجيش الوطني ضد القاعدة.
كان الخلاف قد تصاعد دخل مدينة المكلا ذاتها، فالقاعدة تنصلت من وعود سابقة كانت تعهدت فيها بتسليم إدارة المدينة لمجلس مشكل من الأهالي، وأثمر تعيين الرئيس بن بريك محافظاً في حشد تأييد سكان المدينة لعملية تطهيرها من الإرهابيين، وبدأت بوارج التحالف بفرض حصار على سواحل المدينة، ومنع حركة السفن، ونفذت طائرات التحالف غارات على مواقع وآاليات الجيش التي استولى عليها الإرهابيين في قيادة المنطقة الثانية.
القاعدة أدركت مصيرها
في 24 من أبريل 2016م، بدأت قوات التحالف العربي وقوات الجيش الوطني عمليات اجتياح المدينة، والسيطرة على معسكرات الجيش ومطار الريان، وميناء الشحر النفطي، وخلال 72 ساعة تمكنت قوات الشرعية والتحالف من تطهير المدينة، معلنة أن ما يزيد عن 800 من مسلحي الحوثي والمخلوع قتلوا في مواجهات واشتباكات محدودة مع الإرهابيين الذين فر غالبيتهم من المدينة قبل تقدم الجيش للسيطرة عليها.
وبعد تطهير المكلا بأيام عاود تنظيم القاعدة نشطه الإرهابي، بتنفيذ عمليات انتحارية، أودت بحياة العشرات من ضباط وجنود المنطقة العسكرية الثانية، وأدركت حينها قيادة الشرعية ممثلة بالرئيس ونائبه إن القضاء على القاعدة يستوجب القضاء على الرئيس المخلوع الممول الرئيسي للإرهاب في اليمن.
ولا أحد كاللواء الأحمر يدرك لعبة صالح في ملف القاعدة والإرهاب وتفاصيل هذا الملف الهام ولذا فهو يرى أن القاعدة مرتبطة ارتباطا وثيقا بصالح وبقائها باقي ببقائه يقول اللواء علي محسن الأحمر: ما دام صالح موجود، سيظل تنظيم القاعدة موجودا في اليمن، ومكافحة الإرهاب هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا في الشرعية والتحالف العربي.
لم تكن نتيجة العملية العسكرية التي استمرت 74 ساعة، مفاجأة للقوات المشاركة فيها، ولا للقيادات العسكرية والسياسية في اليمن ودول التحالف العربي التي شاركت ميدانياً في تحرير المدينة، لكنها كانت مفاجأة غير متوقعة في الوسط الإعلامي الغربي ودوائر صنع القرار، لكن المعركة بدأت قبل أيام، في معسكرات الجيش الوطني وغرف عمليات التحالف العربي، ومقر إقامة الرئيس اليمني المؤقتة في الرياض، عبر سلسلة من القرارات والخطوات العسكرية المدروسة التي وضعت من أولويتها دحر القاعدة وتحرير الجنوب من الانقلابيين والمضي في عمليات عسكرية، تزامن توقيتها مع انطلاق مشاورات سلام بين الحكومة الشرعية، وطرفي الانقلاب، في 18 من أبريل 2016م، برعاية من الأمم المتحدة وفي ضيافة الحكومة الكويتية.
الرئيس: تعيين علي محسن تمهيداً لكل شيئ
أصدر الرئيس اليمني المشير عبدربه منصور هادي قراراً جمهورياً في 22فبراير 2016 بتعيين اللواء الركن/على محسن صالح الأحمر، نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، وترقيته لرتبة فريق ركن.
وبهذا القرار فتح الرئيس اليمني، الطريق أمام القائد الأبرز في الجيش اليمني، ليحمل معه مسؤولية استعادة الدولة وتحرير اليمن من القاعدة والإرهابيين، وحلفاءهم الانقلابيين.
وكشف الرئيس ونائبه على الجيش، توجههما نحو المكلا والتحرير بشكل ضمني، فعقب أداء الفريق محسن اليمين الدستورية أمام الرئيس أكد الأخير «حاجة اليمن في مثل هذه المرحلة الحساسة إلى وحدة الصف، والعمل بروح الفريق الواحد مع أبناء المجتمع لتحقيق الغايات والتطلعات التي يتوق لها كافة أبناء الشعب اليمني» في إشارة إلى إمكانية تحرير اليمن واستعادة الدولة، عبر تعيين الأحمر في هذا الموقع العسكري الرفيع.
وشدد الرئيس اليمني حين ذاك على «ضرورة تعزيز العمل العسكري الميداني وروح الثقة لدى حماة الوطن البواسل، والمقاومة الشعبية التي تجترح المآثر في سبيل الانتصار لإرادة الشعب وشرعيتها الدستورية وإفشال مخطط الانقلابيين وأجندتهم الدخيلة» في إشارة إلى استخدامهم للقاعدة في تحقيق انقلابهم، والتحالف مع إيران.
وأعلنها الرئيس صراحة إن تعيين الفريق الأحمر هي بداية التحرير واستعادة الدولة، وقال في حوار صحفي مع «عكاظ» السعودية رداً على سؤال للصحيفة حول تعيينه نائبا للقائد الاعلى للقوات المسلحة بانه «تمهيد لكل شيء». موضحاً «علي محسن علاقتي معه كبيرة، وهو يفهم أصحابه، وأصحابه يفهمونه».
نائب القائد الأعلى، أكد بعد تسلمه مهامه، أنه «سيظل مدافعاً عن قضايا الوطن والعمل مع الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي لإخراج اليمن من التحديات التي يمر بها، والانتصار على فلول التمرد التي ألحقت الأذى ببلدنا ومجتمعنا وجيراننا».
وخلال فترة زمنية لا تتجاوز شهرين، بذل الفريق علي محسن جهود كبيرة في التحضير والتخطيط العملية تحرير المكلا وقام بزيارات ميدانية، لقوات الجيش في المنطقة العسكرية الأولى، ومعسكرات التدريب في منطقة العبر، ومع بداية شهر ابريل ذكرى مرور عام على سقوط المدينة بيد القاعدة، في 3أبريل/نيسان 2015م، أقر الرئيس خطة تحرير المدينة كما اقر مشاركة وفد الحكومة في مشاورات ترعاها الامم المتحدة، ، وعزز الجهود بتعيين نائبه في الجيش، نائبا لرئيس الجمهورية، خلفاً لنائبه السابق ورئيس الحكومة خالد بحاح، كما أجرى الرئيس تعديلاً حكومي وعين الدكتور أحمد بن دغر رئيس للحكومة وأجرى تغييرات في عدد من الوزارات.
قرار أربك طرفي الانقلاب والمتحالفين معهم
أعاد هذا القرار الرئاسي الفريق الأحمر إلى دائرة صنع القرار العسكري والسياسي من جديد وبشكل رسمي كثاني أقوى رجل في اليمن بعد رئيس الجمهورية كما كان يوصف في عهد الرئيس المخلوع علي صالح والذي كان أيضا حينها اليد اليمنى لصالح حتى انشق عنه خلال ثورة 2011 وسحب معه جزءا كبيرا من قوات الجيش حينها وأعلن تأييده ومناصرته للثورة الشعبية اليمنية.
وأخذ إعلان تعيين الأحمر نائباً لرئيس الجمهورية، بعد أسابيع من تعيينه نائباً للقائد الأعلى، يتضح بشكل كبير مع الأيام، في قلب موازين القوى لصالح قوات الشرعية برئاسة هادي، كما أنعسك القرار سلبياً على ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، اللذان أصيبوا بصدمة ثانية قبل تعافيهم من صدمة تعيينه نائباً للقائد الأعلى، وكان للقرار أثراً كبير على أتباع الانقلابيين، في جبهات القتال.
لكن التأثير الأبرز للقرارين، كان أكثر وضوحاً في صفوف قوات الشرعية بشقيها الجيش النظامي، والمقاومة الشعبية المشكلة من رجال القبائل الموالين للرئيس هادي، وتحدثت عن ذلك التأثير صحيفة «القدس العربي» بقولها أن «قرار تعيين الأحمر رفع المعنويات بشكل كبير وأعطى الأمل لقطاع واسع في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وفي أوساط الناس أيضا لما يملكه الرجل من خبرات عسكرية وقتالية كبيرة ومن علاقات متينة مع قطاع واسع من قيادات الجيش السابق الموالي للمخلوع صالح وكذا من قيادات القبائل التي أعربت عن أملها في أن يكون تعيين الأحمر رافدا قويا لإعادة توازن القوى وتعزيز جبهات القتال بخبراته الحربية الطويلة وفي مقدمتها خبراته في قيادة قوات الجيش ضد المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة، خلال الفترة بين 2004 و2010 التي شهد اليمن فيها 6 حروب بين المتمردين الحوثيين وقوات جيش الدولة.
الأحمر أمل سكان المكلا وقبائل حضرموت
سارع مشائخ ووجهاء واعيان محافظة حضرموت، للقاء الفريق الأحمر، والذي بدوره أكد اهتمام القيادة بالمحافظة وتحرير عاصمتها من القاعدة المتحالفة مع الانقلابيين وناقش مع تلك القيادات يومي 6 أبريل 2016 و14 أبريل 2016، وما سبقها من لقاءات في شهري مارس وفبراير، إعادة تشكيل المنطقة العسكرية الثانية، من أبناء المحافظة وتجنيد شباب القبائل للقيام بمهام التحرير وحماية المنطقة، وهو الطلب الذي أستحسنه نائب القائد الأعلى للجيش.
ووجه الفريق الأحمر في بداية مارس، هيئة الأركان باستيعاب رجال المقاومة وحلف قبائل حضرموت في معسكرات الشرعية، وقد أشار قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء/فرج بن سالمين البحسني، الذي تولى قيادة الجيش خلال معركة تحرير المدينة إلى «ان القوة العسكرية التي نفذت العملية تم تجهيزها خلال 45 يوما وإنهم أخذوا تدريبات مكثفة على أيدي ضباط حضارم أكفاء، وجميعهم من أبناء حضرموت» وهو ما يؤكد المعلومات التي نقلناها عن مصادر بالنخبة الحضرمية عن دور الفريق في معركة التحرير وإعادة تشكيل المنطقة الثانية .
الهدنة الهشة مع الانقلابيين انتصار ساحق
أعلنت الأمم المتحدة عبر مبعوث الأمين العام لليمن إسماعيل ولد الشيخ في 10 من أبريل 2016م، بدء تنفيذ هدنة مؤقتة بين الشرعية والانقلابيين تمهيداً لمشاورات السلام التي عقدت لاحقاً في الكويت، ورغم إن الهدنة لم تطبق واقعياً على الميدان بسبب خروقات الانقلابيين، لكن قوات التحالف والشرعية اليمنية وبتوجيه من الرئيس هادي، تمكنت من تحقيق انتصار كبير على التنظيمات الإرهابية في المناطق الجنوبية.
تحدثت مصادر إعلامية في ذلك الحين عن صدور توجيهات من نائب الرئيس ونائب القائد الأعلى للمنطقة العسكرية الأولى بقيادة اللواء الركن/ عبدالرحمن الحليلي، والمنطقة الرابعة بقيادة اللواء الركن/ أحمد سيف اليافعي، بتحريق الوحدات العسكرية ضد عناصر القاعدة والمناطق التي سيطروا عليها في محافظات أبين ولحج وحضرموت، تزامنت تلك التوجيهات مع اتصالات مكثفة قام بها نائب الرئيس مع قيادات قبلية ودينية معتدلة في مدينة المكلا، ومناطق المواجهات لحشد مزيد من الدعم الشعبي لعملية الجيش الوطني ضد القاعدة.
كان الخلاف قد تصاعد دخل مدينة المكلا ذاتها، فالقاعدة تنصلت من وعود سابقة كانت تعهدت فيها بتسليم إدارة المدينة لمجلس مشكل من الأهالي، وأثمر تعيين الرئيس بن بريك محافظاً في حشد تأييد سكان المدينة لعملية تطهيرها من الإرهابيين، وبدأت بوارج التحالف بفرض حصار على سواحل المدينة، ومنع حركة السفن، ونفذت طائرات التحالف غارات على مواقع وآاليات الجيش التي استولى عليها الإرهابيين في قيادة المنطقة الثانية.
القاعدة أدركت مصيرها
في 24 من أبريل 2016م، بدأت قوات التحالف العربي وقوات الجيش الوطني عمليات اجتياح المدينة، والسيطرة على معسكرات الجيش ومطار الريان، وميناء الشحر النفطي، وخلال 72 ساعة تمكنت قوات الشرعية والتحالف من تطهير المدينة، معلنة أن ما يزيد عن 800 من مسلحي الحوثي والمخلوع قتلوا في مواجهات واشتباكات محدودة مع الإرهابيين الذين فر غالبيتهم من المدينة قبل تقدم الجيش للسيطرة عليها.
وبعد تطهير المكلا بأيام عاود تنظيم القاعدة نشطه الإرهابي، بتنفيذ عمليات انتحارية، أودت بحياة العشرات من ضباط وجنود المنطقة العسكرية الثانية، وأدركت حينها قيادة الشرعية ممثلة بالرئيس ونائبه إن القضاء على القاعدة يستوجب القضاء على الرئيس المخلوع الممول الرئيسي للإرهاب في اليمن.
ولا أحد كاللواء الأحمر يدرك لعبة صالح في ملف القاعدة والإرهاب وتفاصيل هذا الملف الهام ولذا فهو يرى أن القاعدة مرتبطة ارتباطا وثيقا بصالح وبقائها باقي ببقائه يقول اللواء علي محسن الأحمر: ما دام صالح موجود، سيظل تنظيم القاعدة موجودا في اليمن، ومكافحة الإرهاب هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا في الشرعية والتحالف العربي.