أبدى الدكتور محمد عبدالملك المتوكل الأستاذ الجامعي ورئيس اتحاد القوى الشعبية وعضو اللقاء المشترك والسياسي المخضرم، أبدى انزعاجه الكبير من التراشق الإعلامي المتبادل بين مختلف القوى السياسية بالرغم من توقيع المبادرة الخليجية والدخول في مرحلة الوفاق وقال بأن ما يحدث اليوم ليس وفاقاً، وإنما نفاق ولفاق وهذا لن يخدم اليمن.. منتقداً خلال الأسطر القادمة سير عمل الحكومة التي لم تعمل على خلق هذا الوفاق. مضيفاً بأن عناصر الحكومة مجرد موظفين لا يستشعرون المسئولية وولاؤهم لأحزابهم وليس للبلد حسب القسم الذي أقسموه.
الدكتور المتوكل الذي يرجع العديد من المتابعين سبب مهاجمة الأحزاب له بأنه عادة ما يضع يده على الجرح والألم الذي تعاني منه اليمن، دعا جميع الأحزاب إلى الوضوح والمصداقية من خلال التعاون مع الأستاذ باسندوة رئيس مجلس الوزراء لتجاوز الإشكاليات الموجودة والدخول في الحوار الجاد؛ لأن معظم مشاكل اليمن عبارة عن ظواهر نتيجة لغياب الدولة.
حوار: عبدالرحمن مطهر
الموتور السياسي
ما رأيكم أن نبدأ الحوار من حادثة الموتور، التي حصلت لكم؟
حادثة الموتور أنا أسميها الموتور السياسي والحكاية من بدايتها هو أن الأخ عبدالغني الإرياني اتصل بي وقال لي بأن لديهم تيار الوعي وأن هذا التيار يجمع عددا من الشباب من المؤتمر الشعبي العام ومن بقية الأحزاب والمستقلين والهدف هو عمل تكتل من أجل توازن القوى حتى لايهيمن أي طرف، رحبت بذلك وأصروا أن أحضر اجتماعا خاصا بالتيار في الليل لمناقشة بعض القضايا وقلت لهم بأني لا أخرج ليلاً التزاماً بقوله تعالى: {وجعلنا الليل سباتاً والنهار معاشاً}، لكنهم أصروا على حضوري فقلت لهم أنا لا أعرف المكان فقالوا بأنهم سيرسلون من يأخذني، وفعلاً أرسلوا لي الأخت سامية الحداد زوجة علي الديلمي والصحفية سمية القواس وذهبت معهم إلى منطقة فيها جسر لم أتعرف على الشارع؛ لأن الليل كان مظلما والجسر كان مسدودا بالسيارات فنزلنا من فوق السيارة تحت الجسر وشاهدت شارعا طويلا، ليس فيه سيارات ولا أي شخص، فسألت عن المكتب مكان الاجتماع فقالوا إنه قريب فقلت لهم إذاً نمشي بعد ذلك لا أعلم ما الذي حدث لم أعلم بالحادث إلا بعد ثلاثة أيام من وصولي إلى الأردن بعد أن خرجت من العناية المركزة فسألت ابني وابنتي ما الذي حدث ما الذي أتى بنا إلى هذا المكان؟! فحكوا لي الحكاية بأنه موتور اصطدم بي وحصل نزيف من فمي وأذني فقلت لهم إذا كان الموتور من الخلف كان سيتضرر ظهري وأرجلي وليس رأسي فقالوا أنه جاء من يساري فوقفت إحدى البنتين بجانبي والأخرى ذهبت ودعت زيد الذاري وبعض الإخوة وأسعفوني ولم أعلم بأي شيء إلا في الأردن بالرغم أنهم قالوا إني كنت أتحدث مع الزوار، وما إلى ذلك، لكن لم أذكر أي شيء وقال لي أولادي إن الأمير نايف أرسل طائرة والرئيس علي عبدالله صالح أصر أن أُسعف إلى الأردن بطائرته الخاصة، المهم شيء فظيع لم أكن أتصوره، لكن الحمدلله مرت الأيام وتحسنت الصحة وهذه إرادة الله {..إذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
لا أتهم أحدا
من هي الجهات التي تتهمونها في هذا الحادث؟
سأقول لك كما قلت لمحمد قحطان بأني لا أتهم شخصا محددا ولا أبرئ أحدا؛ لأن الاحتمالات قائمة، وأحياناً في الصراعات السياسية قد يتفق الأطراف على أشخاص معينين، ومحمد قحطان قال بأني اتهمته؛ لأن الحادث جاء بعد نقاش بيننا حول الجامعة، وما إلى ذلك، لكني لم أتهم أحدا ولم أبرئ أحدا.
توازن القوى
لماذا قال محمد قحطان ذلك بالرغم أنكم في تكتل سياسي واحد هو اللقاء المشترك؟
نعم، لكننا اختلفنا في بعض القضايا مثل التدريس في الجامعة وعسكرة الثورة وعملية إيجاد توازن قوي وتقريباً هم لا يؤيدون ذلك توازن قوي من خلال الاتفاق مع الحراك والحوثيين، أيضاً كنت قد طلبت صراحة من جمال بن عمر بأننا نريد تشكيل لجنة لهيكلة الجيش والأمن وتقريباً مثل هذه القضايا تزعج الطرفين، وقد يكون الحادث ليس توجه لأي حزب سياسي، وإنما تصرف فردي وليس قرار حزب وكل شيء وارد.
طالب في الثانوية
هل عفوتم عن منفذ الحادث صاحب الموتور؟
نعم عفوت عنه وهو طالب في الصف الثاني الثانوي، وقد جاء إليّ أبوه وأمه وعمه جاءوا إليّ أكثر من مرة حتى أعفو عنه ليخرج من السجن وقلت لهم أنا لم أسجنه وعندما جاء إلى عندي الأخ المحامي حسن الدولة أكدت له أن يكون التركيز على من وراء هذا الحادث وليس على هذا الولد الذي يكون ربما أغروه بالمال وقد يكون متدينا ويتصور أنه سيدخل الجنة بهذا العمل.
لم أتنازل عن القضية
إذاً عفوتم عن الجاني، لكن لكم تتنازلوا عن القضية؟
نعم لم أتنازل عن القضية، وقد جاء إليّ كاتب المحكمة وسألني حول هذا الموضوع وذكرت له بأني لم أتنازل وإنما عفوت عن هذا الولد.
حارسي أحلى
إذاً هذه ضريبة الدفاع عن الشباب وعن الوطن؟
دائماً أقول إن الذي يعمل في مجال حقوق الإنسان وفي المجال السياسي لابد أن يدفع ضريبة ذلك، وهذه إرادة الله والموت والحياة بيده سبحانه وتعالى.
وكان بعض الشباب يسألونني هل أمشي بمفردي؟ قلت: نعم وأمير المؤمنين علي كرم الله وجه عندما أشار عليه بعض الصحابة أن يكون له حرس فرد عليهم أجلي حارسي والله سبحانه يقول “..إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون” لماذا لا تصدق الله، وأنا أؤمن أن البعض عندما لا يستطيع مواجهتك بالرأي والفكر قد يستخدم العنف وهذا أسلوب ضعيف متخلف، وعلى العموم الزمن هو الكفيل بكشف كل هذه الحقائق، لكن المشكلة الرئيسية التي نركز عليها هي كيفية وقف الصراع المتخلف وكيف نبني اليمن الجديد الذي يحلم به الجميع!؟.
بناء اليمن الجديد
كيف نبني اليمن الجديد؟
أنا أقول بأنه اليوم فتح أمامنا طريق وهو طريق الوفاق عبر المبادرة الخليجية التي أيدها العالم عربياً ودولياً وكنت أتصور أن هناك وفاقا حقيقيا، لكن عندما رجعت من الأردن وجدت جميع الأطراف تتبادل الشتائم والمناكفات فقلت لهم أي وفاق هذا وكتبت موضوعا أتساءل فيه هل نحن أمام مرحلة وفاق أم نفاق وطلبت من جميع من التقيت بهم بأنه لا يجوز أن نقف ضد أحد وأن علينا التفكير بجدية حول كيفية بناء الدولة الجديدة، وأن ندخل الحوار ولدينا مشروع للدولة الجديدة، كيف يجب أن يكون الجيش، وكيف يجب أن يكون الدستور، يجب أن يكون هنا ك دستور يليق بنا كيمنيين؛ لأن الدستور للأسف “منعوث نعث” أي “مشتت”.
دستور منعوت
كيف منعوث نعث؟
أقول لك أولاً جاء بعض الإسلاميين وتفاهموا مع علي عبدالله صالح وقالوا له أنت الرئيس وحدك لايوجد داع لمجلس رئاسة وفقط اسمح لنا ندخل بعض المواد في الدستور من هذه المواد:.. وأن الإسلام هو المرجع الوحيد مع أنه أحياناً في المرور أو في أي قضية قد تحل القضية قبل أن ندخل الإسلام فيها، وفعلاً نحن مسلمون ولله الحمد، لكن ألزمنا الجميع حتى لو لم يكن بمسلم، لدينا يهود يمنيون، ولدينا سياح أجانب غير مسلمين، وعلى أي حال هناك ما هو أخطر وهو أنهم سحبوا حق المواطنة من المرأة وذلك من خلال تغيير المادة التي نصها: المواطنون جميعاً يتمتعون بالحقوق والواجبات دون تمييز في الجنس أو الفكر أو الدين أو ما إلى ذلك، فقاموا بسحب دونما تمييز وعملوا مادة خاصة بالمرأة “النساء شقائق الرجال لهن من الحقوق وعليهن من الواجبات ما تفرضه الشريعة الإسلامية” والشريعة هي اجتهادات، لكنهم قصدوا بها شريعتهم هم لهم حق تفسيرها كيفما يريدون، وللأسف الشديد هذا يوضح أن حق المواطنة سحبوها من المرأة، بالرغم أن نسبة النساء حوالي 55 % من السكان هذه الشريحة الواسعة تم إلغاء حقها في المواطنة بأي حق، والله سبحانه يقول: “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر” وأيضاً “ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” سواءً كان امرأة أو رجلا.
أيضاً أضافوا اجتهادات لرئيس الدولة وهي أن يكون مؤدياً للشعائر الإسلامية، وهذا معناه أن المواطن اليمني غير المسلم ليس له حق في الرئاسة بالرغم أنه مواطن، ليس هذا فقط؛ وإنما تم إضافة شرط في حق الترشح لعضوية مجلس النواب وهو أن يكون مؤدياً للفرائض الدينية والقصد من ذلك الفرائض الإسلامية؛ لهذا تم إخراج غير المسلمين من المواطنة ومن حقه في البرلمان وأيضاً رئيس الوزراء والوزراء ينطبق عليهم ما ينطبق على عضو البرلمان، معنى ذلك أن اليمني غير المسلم ليس له حق في كل ذلك، والله سبحانه يقول “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين” مثلما تبر والدك وعندما نرجع إلى دولة المدينة المنورة التي بناها رسولنا الأعظم عليه الصلاة والسلام نجد كيف وزعهم وعمل لهم فيدرالية، اليهود والمسلمين وجمعهم في العمل العام هذه أول دولة في تاريخ الأمة الإسلامية دولة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وهؤلاء لا أفهم كيف فهموا الدين الإسلامي!
لهذا كل هذا الأمور يجب أن تصحح؛ لأنها تتعارض مع المواطنة وتتعارض حتى مع الدين الإسلامي، الشيء الآخر صلاحيات رئيس الدولة، أعطوا رئيس الدولة صلاحيات لا حدود لها وسحبوا صلاحيات مجلس النواب، وهذه ليس من سمات الدولة الديمقراطية؛ لهذا لابد لنا من وضع دستور لدولة مدنية ديمقراطية وتصحيح كل هذه العشوائية الموجودة في الدستور أيضاً تعديل بعض القوانين، مثلاً هناك تصور عند بعض الأحزاب أن الوظائف يجب أن تكون لهم إذا نجحوا في الانتخابات، وهذا غير صحيح لا يحق لك كحزب إذا نجحت في الانتخابات لا يحق لك.. إلا رئيس الوزراء والوزراء ونوابهم فقط أما الباقي فهي حق لجميع المواطنين لكن عندنا يتصورون أنها مثل المشيخة هذا حق الشيخ وخبرته وأن الدولة حقه وهذا تخلف، يجب تصحيحه حتى لا تتكرر الأخطاء السابقة، كذلك القوات المسلحة يجب أن يكون هناك أسس ومعايير لقادة القوات المسلحة، اليوم نسمع أن هناك من يريد، إزاحة أقارب الرئيس السابق وأولاده وما إلى ذلك، وهناك من يدعو أيضاً إلى إزاحة علي محسن وجماعته وما إلى ذلك، لكن ما هو المعيار وما هي الأسس لكل هذه التغييرات قد يكون داخل القوات المسلحة ناس مثلهم، لذلك لابد من الاتفاق أولاً على المعايير والأسس بعد ذلك يكونون هم أو غيرهم. البعض يقول كيف توليهم وقد قتلوا وعملوا كذا وكذا قلنا لهم سنعمل القضاء المستقل والعادل ومن لديه دعوى ضد أي شخص يقدمها والقضاء هو الحكم الفصل، لكن أنك تكون الخصم والحكم في آن واحد هذا غير صحيح؛ لأنه ما هو الفرق بينك وبين النظام الذي تقول إنك ثائر عليه.
نحن ندعو إلى دولة مدنية ديمقراطية تكون لكل المواطنين لا يوجد فيها أي مهمش أو أي شخص تسحب منه حقوقه.
لا هيكلة قبل الحوار
إذاً نفهم أنكم تؤيدون أن يكون الحوار أولاً ثم الهيكلة عكس البعض؟
لا يجوز أن تكون الهيكلة قبل الحوار؛ لأن أحد أهم الأسس للدولة المدنية الحديثة هو الجيش؛ لهذا لابد أن نتفق أولاً على اللجنة التي ستشرف على إعداده ونتفق على الأسس والمعايير الواجب توافرها في قادة الجيش بحيث يكون الجيش للدولة لليمن لا لأفراد أو عائلة أو منطقة، وبحيث يكون الجيش من مختلف المناطق والمحافظات اليمنية وأن تكون مواقع الجيش، وما نوع الجيش الذي نحتاج إليه في هذه المرحلة، اليوم ليس لنا عداء مع جيراننا، لكن في المقابل لدينا بحر طويل جداً يحتاج إلى حماية من التهريب وما إلى ذلك، كل ذلك يجب الاتفاق عليه وتشكل لجنة مدنية وعسكرية محايدة ليس لها أي علاقة بطرفي الصراع، أما الذين يدعون إلى الهيكلة اليوم قبل الحوار هم يريدون أن تكون الهيكلة لصالحهم وأن يكونون هم البديل وهذا لا يجوز.
خطاب الرئيس
كيف تنظرون إلى الخطاب الأخير للرئيس هادي؟
حقيقة لم أستمع إليه، لكن أنا كنت منتقدا لبعض الإجراءات التي اتخذها في التغييرات العسكرية؛ لأنه اليوم لا يوجد أي شخص يمانع أن يدخل الحوار ويتفق على أشياء معينة، علي عبدالله صالح قد سلم الرئاسة والقوى المتصارعة أصبحت اليوم مستسلمة؛ لهذا علينا جميعاً أن ندخل الحوار خاصة أنه لا يستطيع أي شخص رفض الحوار؛ لأن من سيرفض الحوار سيكون عدواً للجميع واليمن ليست بلدا خاصة بعلي عبدالله صالح أو اللقاء المشترك اليمن هي بلد جميع أبنائها.
ظواهر لغياب الدولة
لكن هناك من يرفض الحوار مثلاً الحراك يطالبون بحوار بين شمال وجنوب في بلد محايد وبإشراف دولي؟
هذه كلها ظواهر، الحوثيون ظاهرة والحراك كذلك وكل ما يجري اليوم من سلبيات هي عبارة عن ظواهر نتيجة لغياب الدولة، وإذا وجدت الدولة فإن كل هذه الظواهر ستختفي؛ لأنها ستعالج ويتم تصحيحها؛ لهذا المهمة الأساسية أمامنا جميعاً أن نوجد الدولة أولاً، الدولة المدنية الحديثة دولة ذات نهج ديمقراطي حقيقي، ذات قضاء عادل بمعنى الكلمة، حينها سنجد أن مشكلة الجنوب ستعالج بكل هدوء وتحت شعار المصلحة العامة، أنا عندما ذهبت إلى بعض المحافظات الجنوبية وإلى حضرموت قلت لهم تعالوا يا إخوان نتناقش، فقالوا أنتم تريدون منا أن نتناقش ولا نتحدث عن الانفصال، قلت لهم لا! أنا لا أقول لكم تحدثوا عن الانفصال أو لا تتحدثوا عن الانفصال أنا أقول وأدعو للنقاش تحت شعار المصلحة العامة، فإذا كان في الانفصال مصلحة عامة للجميع فليكن وإذا كانت الوحدة هي المصلحة العامة للجميع فلتكن، فقبلوا بهذا الموضوع وهذا الطرح، والحقيقة لا يجب أن نفرض عليهم أشياء قبل الدخول معهم في الحوار.
الشيء الآخر الجنوبيون بصراحة هضموا وظلموا وهمشوا طوال هذه الفترة بالرغم أنهم الذين كانوا أكثر وحدوية منا نحن ـ الشماليين ـ قبلوا أن يكون عبدالفتاح إسماعيل رئيساً لهم ولم يقولوا لا نقبل به لأنه من الشمال واحنا مارضينا ننزل إلى ذمار “يقولها ساخراً” الشيء الآخر حتى عندما تموضع الجيش بعد الوحدة لم يكن لديهم نوايا سيئة، قالوا لهم هاتوا الجيش حقكم في عمران وفي خولان واحنا عملنا الجيش الذي من الشمال في أبين مرتبطا بالبيضاء أي إنه كان هناك تآمر مسبق، ولهذا رحم الله الشيخ مجاهد أبو شوارب عندما قال لي ذات مرة والله أني كنت أعتقد أن المخلص للوحدة هو علي عبدالله صالح، لكن اتضح لي فيما بعد أنه علي سالم البيض حتى إني قلت لعلي عبدالله صالح “أي الشيخ مجاهد” إذا خدعت هذا الرجل فإنك سوف تلقى ما يصيبك من الله إذا غدرت به.
قيادات الحراك
مع من تواصلتم في الحراك الجنوبي؟
تواصلنا مع الكثير من قيادات الحراك؛ لأنه كنا في اللجنة الوطنية وكنت عضواً فيها وكان الدكتور عبدالله عوبل وزير الثقافة هو رئيس اللجنة وكان هناك الكثير من النقاشات سواء في عدن أو أبين أو حضرموت وهم مستعدون، لكن المشكلة أنهم لم يجدوا الصدق عندنا وإنما “موغادة” وبالتالي أنا على يقين أن الحراك الجنوبي لن يفضلوا الانفصال؛ لأنهم يخشون من الصراع فيما بينهم، حضرموت لن تقبل وبعض المناطق لن تقبل ترجع إلى ما كان سابقاً وسيدخلون في صراع جديد، لهذا هم يعلمون أن الوحدة بالنسبة لكل اليمنيين هي المخرج لكل الإشكاليات لكن السؤال هو على كيف!
على كيف؟
ـ نعم على أسس عادلة وليس على أسس نهب الأراضي وتطردني إلى الشارع، أنا ذهبت إلى حضرموت وإذا بهم يروني أسوارا عديدة هذا حق فلان وهذه حق الشيخ فلان وهذه حق الضابط فلان قلنا لهم من فين لهؤلاء هذه الأراضي؟! فقالوا هذه الكسوبة، ويضحك قائلاً أيش من كسوبة، لهذا هم مع الوحدة على أسس العدل وليس نهب الممتلكات العامة والخاصة.
هل تواصلتم مع الرئيس السابق علي ناصر محمد ومع البيض؟
عندما كنا في هذه اللجنة تواصلنا معهم ووصلنا إلى اتفاق لكن قالوا حالياً تتفقون معنا ولا يوجد في أيديكم أي شيء.
لكن الآن ماذا؟
الآن عندما توجد الدولة المدنية الديمقراطية التي نتفق عليها من خلال الحوار ستنتهي كل هذه الإشكاليات والقضايا الموجودة سيتم معالجة قضية الجنوب وأيضاً قضية صعدة وسنبدأ في بناء الدولة اليمنية.
مع النظام الفيدرالي
إذاً أنتم تؤيدون النظام الفيدرالي؟
نعم أنا مع النظام الفيدرالي وحالياً نحن نطالب بالنظام البرلماني والنظام البرلماني هذا لا يمكن أن يتم ما لم يكن هناك نظام فيدرالي.
لماذا؟
لأن الحزب الذي سينجح ويأخذ الأغلبية هو الذي سيختار رئيس الدولة وأيضاً رئيس الوزراء عندها سيهيمن على الجميع ومعنى هذا نظام شمولي في مثل هذا الحال، وبالتالي لابد من وجود عدالة في توزيع الثروات والسلطات بشكل عادل وديمقراطي فقد يفوز الحزب في البرلمان، لكن لن يكون مهيمنا على جميع السلطات، لهذا النظام البرلماني لابد له أن يكون هناك نظام فيدرالي وأنا حقيقة لا أعلم لماذا ينزعجون من الفيدرالية، الرسول عليه الصلاة والسلام عمل نظاما فيدراليا في دولة المدينة ..المعارضون لهذا النظام متخلفون.
معارضة الفيدرالية
من هم المعارضون اليوم للنظام الفيدرالي؟
هناك معارضون لهذا النظام وقد يكونون لا يعلمون ماهي الفيدرالية، الولايات المتحدة الأمريكية فيدرالية وهي أقوى دولة في العالم وغيرها من الدول العظمى ألمانيا وغيرها، البعض يتصور أن الفيدرالية انفصال في عام 1993م تناقشت أنا والرئيس علي عبدالله صالح قلت له إذا كنت لا تريد أن يعملوا محافظين من أبناء المحافظات اختر أنت المحافظ لكي تكون صلاحياته إشرافية فقط ولا يتولى الأمور كلها تكون للشخص الذي ينتخبونه الناس مثل فرنسا الحكم المحلي ينتخبه المواطنون والمحافظ تعينه السلطة ليكون مشرفاً لها فقال الرئيس صالح لماذا يختارون هم المحافظين ويتولى هو السلطة لا يحنبوا ولا شيء هكذا قال، لكن هذا لم يتم وأحنبهم هو الله يسامحه، وفي رؤية الإنقاذ طرحنا عدداً من القضايا، لأن البعض كان متشككا، ففي إحدى المرات كنت أتناقش أنا وعبدالوهاب الآنسي الله يرعاه، فقال أولاً نبني الدولة من فوق.. فرددت عليه أن البيت لا يتم بناؤه من فوق وإنما من الأساس، والدولة تبنى أيضاً من الأساس الذي يجب أن يكون متينا وسبب المعارضة لهذا النظام هو الجهل، اليمن أيام مملكة سبأ كانت فيدرالية ديمقراطية متحضرة ولم تتمزق إلا عندما جاء الحميريون عسكروا الدولة، جاء الإمام المتوكل على الله إسماعيل وسمح بنوع من الاستقلالية الذي بعده جاء متشددا تمزقت الدولة وللأسف نحن ـ اليمنيين ـ ما زالت ثقافة “الفيد” هي التي تحكمنا أيام الإمام تفيدوا صنعاء واليوم يتفيدون البلاد كلها والنظام الفيدرالي سيقضي على ثقافة الفيد لهذا هم متخوفون وهذا تخلف، الآن يجب علينا أن نتحدث بصراحة هل تريد وطنا لائقا لنا ولأولادنا.
علي محسن والشيخ الزنداني
كيف هي علاقتكم باللواء علي محسن والشيخ الزنداني؟
الشيخ عبدالمجيد الزنداني في الحقيقة هو صديقي من زمان وكان هو من الأشخاص الراغبين في أن أدخل حزب الإصلاح وحتى قبل الإصلاح كان يرغب معهم ضمن الإخوان وأيضاً جمعية العلماء، كذلك في إحدى المرات استضافني في بيته في حارة الأبهر وأطلعني على بعض الكتب، وتعززت صداقتنا وكنا حقيقة دائماً ما نختلف في الأفكار، وفي إحدى المرات كنا نتناقش وكنت موظفاً في وزارة الإعلام فقام الزنداني يتحدث قائلاً أنتم عليكم أن تصححوا الإعلام وبدأ يذكر أغنية مصرية وذكر كلماتها كاملة فرددت عليه بأن أثبت أنه مستمع جيد..المهم أن بيننا صداقة، لكن أنا من الناس المؤمنين بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فإذا اختلفت أنا وأنت في قضية ما خلاص تنتهي صداقتنا وأخوتنا والعيش والملح الذي بيننا بسبب اختلافنا في الرأي حقيقة هذا تخلف، الإمام الشافعي رحمه الله يقول رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، أين نحن من ذلك!؟ اليوم بمجرد اختلافك مع أي شخص في أي قضية خلاص أنت كافر، الشيخ عبدالمجيد قال مؤخراً الذي يطالب بدولة مدنية عليه أن يجدد دينه، وهذه كارثة؛ لأن معنى كلامه أن من يدعو للدولة المدنية كفر، لهذا أنا أختلف كثيراً في الأفكار والرؤى مع الشيخ عبدالمجيد، لكن علاقتنا وصداقتنا جيدة وأؤمن أنه يجب أن نحتفظ بالصداقة ونختلف في الرأي.
علاقتي بعلي محسن
أما علاقتي باللواء علي محسن فهي محدودة جداً..التقينا مرة في الحديدة قبل سنوات عندما دعاني الرئيس علي عبدالله صالح للنزول معه إلى الحديدة والتقيت باللواء علي محسن، أيضاً عندما تعسكرت في الكلية الحربية كانت لنا زيارة إلى الفرقة فكان اللواء علي محسن عندما وصلنا إلى الفرقة يسأل أين محمد عبدالملك المتوكل وتعرف عليَّ، وحالياً في الثورة الشبابية كان هناك لقاء خاص باللقاء المشترك وكان موجودا في الاجتماع فعندما نظر إليّ قال لي لم نرك منذ التقينا في الحديدة، لهذا علاقتي به محدودة، عندما التقينا في الحديدة.
كنت أرغب أن أناقشه في موضوع فلاحظت أنه كان متحرجا وقال لي المرحوم مجاهد أبو شوارب عندما سألته ما رأيك لو يساعدنا علي محسن على الرئيس علي عبدالله صالح أنه يصحح الوضع في البلاد تقريباً في عام 97م فقال مافيش فائدة يادكتور محمد قلت له ليش فقال أنا كلمت علي محسن كلم الرئيس كذا وكذا فقال يامجاهد أنا فيني قرار وبعدوني هكذا كلمني مجاهد.
تهرب علي محسن
لكن في الواقع اللواء علي محسن كان كالرئيس له كلمته لم يكن ضابطا عاديا كما يدعي؟
أكيد كانت له كلمته وكان له دور كبير في البلد، ما كان أحد يتعين إلا بعد موافقته، لكنه رد على مجاهد أن ما فيه إلا قرار من الرئيس صالح ويبتعد وكلنا كنا نعلم بأن هذا غير صحيح، ورده هذا هو وسيلة للخروج من الحرج فقط، وتقريباً كانوا متفقين لكنهم اختلفوا بعد أن جاء الأولاد.
سبب معارضتي لصالح
دكتور محمد كنتم من أشد المعارضين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، لماذا تحديداً؟
هذا صحيح لأني كنت صادقاً في حديثي وفي كتاباتي ولأني صراحة كنت أبحث عن ما يصلح البلد، كنت أتمنى من علي عبدالله صالح أن يكون هو الرئيس الذي يحقق ما كنا نتمناه وندعو له، حقيقة أنا لا أنسى أنه عالجني في فترة من الفترات، وكنت أعتبر أن من واجبي رد الجميل له أن أكون صادقاً معه في كلامي ونصيحتي له، حالياً سمعت أنه قال لو أنا صدقت محمد عبدالملك ما حصل كل الذي حصل، هكذا كلمني أحد الإخوان أيضاً الرئيس عبدربه منصور هادي عندما ذهبنا مع اللقاء المشترك لمقابلته قال الدكتور المتوكل قد قلنا ماالذي سيحصل من زمان لكن ما صدقناه، حينها زعل البركاني لأني سميت عبدربه “رئيس” طبعاً هذا قبل الانتخابات والرئيس في السعودية فقال له عبدربه أنا من يقوم بدور وعمل الرئيس حينها زعل البركاني وقال أنت النائب مش الرئيس، أنا قلت أنه الرئيس على اعتبار أنه من يقوم بعمل الرئاسة، لكن البركاني يعجبه يطابز والفتنة.
الدولة المدنية
هل ما كنتم تنادون به وثرتم من أجله دولة مدنية وديمقراطية ومواطنة متساوية وما إلى ذلك تحقق أم ماذا؟
إلى الآن ليس هناك شيء جديد، لكن ما كنت أتصوره أنه سيتحقق تحقق، كنت أقول إننا سوف نصل إلى هذه المرحلة من الصراع، وكتبت لعلي عبدالله صالح قائلاً أنت تحتكر السلطة والثروة واليمنيون لن يقبلوا بذلك، وبالتالي ستصل إلى كذا وكذا وفي إحدى المرات نشرت لي صحيفة الصحوة مقالاً وهو أول مقال تنشره لي الصحوة وكنت أكتب ما أنا مقتنع به ذكرت كل هذه السلبيات الموجودة وأن البلد سيصل إلى ما وصل إليه اليوم وهذا للأسف ما تحقق.
إعداد مشروع الدولة
أين نحن من الدولة المدنية التي يحلم بها جميع اليمنيين؟
أنا أقول إنها أصبحت أمرا لابد منه حالياً الإخوان الأكاديميون برئاسة الدكتور جلال إبراهيم فقيرة يعملون على إعداد مشروع للدولة المدنية وسيكون فيه جمع كبير جداً بينهم الشيخ حسين الأحمر ومحمد علي أبو لحوم وسيضم الحوثيين والحراك وسيتفق الجميع على الدولة التي يريدها اليمنيون، وبالتالي إذا استطعنا ـ والتوفيق من الله ـ في لم الجميع حول هذا المشروع فسيكون ذلك إنجازا كبيرا لكل اليمنيين، بس أرجو من هؤلاء الذين يحاولون إثارة الصراع أن يتوقفوا عند حدهم.
طرفا الصراع
من هم هؤلاء؟
الذين يريدون هزيمة علي عبدالله صالح أو الذين بهزيمة الفريق الآخر، الذين يتبادلون الشتائم والمهاترات الإعلامية عليهم أن يدركوا بأن مثل هذه المهاترات ليس وقتها؛ البلد اليوم بحاجة ماسة إلى وفاق وإلى سلام، وأنا أضيق من هؤلاء الذين يطالبون بكذا وكذا يعني مثلاً علي عبدالله صالح تخلسه ملابسه وهو يتفرج عليك معنى هذا أنك تدفع به يقاتلك أو الطرف الآخر كذلك؛ لهذا على الجميع أن يدرك أن البلد في مرحلة وفاق وليس مرحلة نفاق أو لفاق واليمن بحاجة ماسة لهذا الوفاق، لم تعد تحتمل هذه الصراعات، لكن تقريباً أنهم لايفهمون ذلك، وقد تحدثت حول ذلك بصراحة عندما جاء جمال بن عمر التقينا في اللقاء المشترك، وإذا ببعض الإخوة يطرحون عليه هذه المطالب المتمثلة في الهيكلة وتغيير فلان ومحاكمة فلان وما إلى ذلك من هذه المطالب فقلت لهم يا جماعة حالياً نحن في مرحلة وفاق، لكن ما نشاهده ونسمعه ليس وفاقا، وكان هذا في زيارة جمال بن عمر الأخيرة.
أما في زيارة سابقة له طرحت عليه أن يتم تشكيل لجنة محايدة مدنية وعسكرية لبناء جيش للوطن أما في اللقاء الأخير مع بن عمر كما ذكرت لكم كان بعض الإخوة يطرح بعض الأفكار المتطرفة مثل غيروا فلانا ويتعين بدله فلان فطرحت عليهم بوجود بن عمر أنا وعبدالوهاب الآنسي وجهة نظر أخرى وهي أننا في مرحلة وفاق وقلت لجمال بن عمر بأن المشكلة الأساسية هي غياب الدولة وكل ما يحدث حالياً هو ظواهر لغياب الدولة، وإذا وجدت الدولة فستنتهي كل هذه الإشكاليات فقال بن عمر أنا معك في ذلك، وكما نعلم جميعاً بأن بن عمر التقى بعلي عبدالله صالح وبالآخرين وبدأت تتوقف بعض المطالب التي كان يطالب بها البعض وبدأوا في التركيز على موضوع الحوار الوطني، والذي سيبدأ بعد شهر تقريباً وكان يفترض لو كنا مخلصين، وصادقين أن حكومة الوفاق والتي تعتبر وزارة مصالحة بأنها هي التي تقدمت وسعت لهذا الوفاق على اعتبار أنهم عينوا أفضل ماعندهم، لتكون هذه العناصر هي التي تبني الدولة من خلال الاتفاق مع رئيس الجمهورية، لكن للأسف رجع كل فريق يشتم الفريق الآخر وهذا تخلف رهيب.
حكومة الوفاق
إذاً لهذا صرح بن عمر بأن الشعب سيعيد النظر في الحكومة الحالية حكومة الوفاق؟
نعم صرح بذلك لأنه أصيب بخيبة أمل من هذه الحكومة.
إذاً هل هذه الحكومة ليست حكومة وفاق؟
ليس فيها العناصر التي عندها إحساس بالمسئولية وعندها تصور كيف يجب أن تبنى الدولة أغلبهم مجرد موظفين عاديين وللأسف أنه مازال ولاؤهم لأحزابهم وسياستهم هي سياسة أحزابهم.
بالرغم أنهم أقسموا اليمين؟
نعم رغم ذلك وكان يفترض أن تكون الأحزاب كلها صادقة ومخلصة وبالتالي تعين أشخاصا لديهم القدرة على بناء الدولة وأن يكون هؤلاء الأشخاص عند مستوى المسئولية ويكونوا وزراء لليمن وليس لأحزابهم، والمشكلة للأسف الشديد أن الناس يفكرون في أنفسهم أكثر من بلدهم.
باسندوة
ما المطلوب من الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء للتغلب على هذه الإشكالية؟
الأستاذ محمد من أطيب الناس وعنده قدرة وإمكانيات كبيرة، لكنه للأسف جاء في مرحلة صعبة جداً، هو من أصدق الناس ويريد أن يعمل شيئا للبلد.
لكن؟
لكنه جاء في الوقت الصعب وهو حقيقة ينطلق من قناعاته في الكثير من الأشياء، لكنه يدرك أن المرحلة صعبة خاصة أن الأستاذ محمد هو رجل مسالم، رجل مدني وليس عنده استعداد ليصارع أحدا وكان يفترض أن يأتي في مرحلة تكون البلد أكثر أمناً واستقراراً.
لكن الأقدار وضعته في هذا الموقف وحقيقة أنا أشفق عليه لأني أحب هذا الرجل كثيراً.
إذاً هل تتمنى يأتي رجل آخر يستطيع أن يتحمل كل هذه الإشكاليات؟
المشكلة من سيأتي وهو يخشى ولو يترك الأمر فسيأتي من هو أسوأ.
ياسين
الدكتور ياسين أو أنتم؟
الدكتور ياسين سعيد نعمان للأسف كان يهرب دائماً، وذلك لشعوره أن المرحلة ليست المرحلة المثالية، خاصة أنه من الناس الذين يريدون أن تكون الأمور منضبطة تماماً حتى لا تنعكس على سمعته تقريباً وهذا في الواقع خطأ.
أنتم؟
أنا كنت مع الموتور.. ويضحك ويضيف قائلاً: أنا كنت في الأردن في فترة العلاج حينها والأستاذ محمد سالم باسندوة كما ذكرت رجل يمتلك من الخبرة الكبيرة وكل ما نتمناه أن تكون العناصر التي معه ملتزمة وأن لا تتبع سياسة أحزابها وأن تتعاون الأحزاب معه لعبور هذه المرحلة، خاصة وأن الجميع في مرحلة وفاق كما يقولون.
هل ستنجح حكومة الوفاق خلال فترة السنتين؟
في رأيي الشخصي أن عليه أن يقف موقفا قويا لمواجهة مختلف التحديات الموجودة، خاصة أنه كل ما يتحدث بحكاية هددوه، لهذا على الأحزاب أن تتعاون معه من أجل البلد، ولو انزاح لا نضمن أن يأتي خير، خاصة أنه ربما مازال يمسك شيئا من عملية الانفلات الكامل.. جميع الأطراف ليست خائفة منه لهذا على الأحزاب التعاون معه والدخول في الحوار وتحت مظلة المصلحة العامة وتحت الإشراف الدولي؛ الحوار تحت شعار المصلحة العامة للجميع كفيل بمعالجة مختلف الإشكاليات الموجودة.
الدكتور المتوكل الذي يرجع العديد من المتابعين سبب مهاجمة الأحزاب له بأنه عادة ما يضع يده على الجرح والألم الذي تعاني منه اليمن، دعا جميع الأحزاب إلى الوضوح والمصداقية من خلال التعاون مع الأستاذ باسندوة رئيس مجلس الوزراء لتجاوز الإشكاليات الموجودة والدخول في الحوار الجاد؛ لأن معظم مشاكل اليمن عبارة عن ظواهر نتيجة لغياب الدولة.
حوار: عبدالرحمن مطهر
الموتور السياسي
ما رأيكم أن نبدأ الحوار من حادثة الموتور، التي حصلت لكم؟
حادثة الموتور أنا أسميها الموتور السياسي والحكاية من بدايتها هو أن الأخ عبدالغني الإرياني اتصل بي وقال لي بأن لديهم تيار الوعي وأن هذا التيار يجمع عددا من الشباب من المؤتمر الشعبي العام ومن بقية الأحزاب والمستقلين والهدف هو عمل تكتل من أجل توازن القوى حتى لايهيمن أي طرف، رحبت بذلك وأصروا أن أحضر اجتماعا خاصا بالتيار في الليل لمناقشة بعض القضايا وقلت لهم بأني لا أخرج ليلاً التزاماً بقوله تعالى: {وجعلنا الليل سباتاً والنهار معاشاً}، لكنهم أصروا على حضوري فقلت لهم أنا لا أعرف المكان فقالوا بأنهم سيرسلون من يأخذني، وفعلاً أرسلوا لي الأخت سامية الحداد زوجة علي الديلمي والصحفية سمية القواس وذهبت معهم إلى منطقة فيها جسر لم أتعرف على الشارع؛ لأن الليل كان مظلما والجسر كان مسدودا بالسيارات فنزلنا من فوق السيارة تحت الجسر وشاهدت شارعا طويلا، ليس فيه سيارات ولا أي شخص، فسألت عن المكتب مكان الاجتماع فقالوا إنه قريب فقلت لهم إذاً نمشي بعد ذلك لا أعلم ما الذي حدث لم أعلم بالحادث إلا بعد ثلاثة أيام من وصولي إلى الأردن بعد أن خرجت من العناية المركزة فسألت ابني وابنتي ما الذي حدث ما الذي أتى بنا إلى هذا المكان؟! فحكوا لي الحكاية بأنه موتور اصطدم بي وحصل نزيف من فمي وأذني فقلت لهم إذا كان الموتور من الخلف كان سيتضرر ظهري وأرجلي وليس رأسي فقالوا أنه جاء من يساري فوقفت إحدى البنتين بجانبي والأخرى ذهبت ودعت زيد الذاري وبعض الإخوة وأسعفوني ولم أعلم بأي شيء إلا في الأردن بالرغم أنهم قالوا إني كنت أتحدث مع الزوار، وما إلى ذلك، لكن لم أذكر أي شيء وقال لي أولادي إن الأمير نايف أرسل طائرة والرئيس علي عبدالله صالح أصر أن أُسعف إلى الأردن بطائرته الخاصة، المهم شيء فظيع لم أكن أتصوره، لكن الحمدلله مرت الأيام وتحسنت الصحة وهذه إرادة الله {..إذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
لا أتهم أحدا
من هي الجهات التي تتهمونها في هذا الحادث؟
سأقول لك كما قلت لمحمد قحطان بأني لا أتهم شخصا محددا ولا أبرئ أحدا؛ لأن الاحتمالات قائمة، وأحياناً في الصراعات السياسية قد يتفق الأطراف على أشخاص معينين، ومحمد قحطان قال بأني اتهمته؛ لأن الحادث جاء بعد نقاش بيننا حول الجامعة، وما إلى ذلك، لكني لم أتهم أحدا ولم أبرئ أحدا.
توازن القوى
لماذا قال محمد قحطان ذلك بالرغم أنكم في تكتل سياسي واحد هو اللقاء المشترك؟
نعم، لكننا اختلفنا في بعض القضايا مثل التدريس في الجامعة وعسكرة الثورة وعملية إيجاد توازن قوي وتقريباً هم لا يؤيدون ذلك توازن قوي من خلال الاتفاق مع الحراك والحوثيين، أيضاً كنت قد طلبت صراحة من جمال بن عمر بأننا نريد تشكيل لجنة لهيكلة الجيش والأمن وتقريباً مثل هذه القضايا تزعج الطرفين، وقد يكون الحادث ليس توجه لأي حزب سياسي، وإنما تصرف فردي وليس قرار حزب وكل شيء وارد.
طالب في الثانوية
هل عفوتم عن منفذ الحادث صاحب الموتور؟
نعم عفوت عنه وهو طالب في الصف الثاني الثانوي، وقد جاء إليّ أبوه وأمه وعمه جاءوا إليّ أكثر من مرة حتى أعفو عنه ليخرج من السجن وقلت لهم أنا لم أسجنه وعندما جاء إلى عندي الأخ المحامي حسن الدولة أكدت له أن يكون التركيز على من وراء هذا الحادث وليس على هذا الولد الذي يكون ربما أغروه بالمال وقد يكون متدينا ويتصور أنه سيدخل الجنة بهذا العمل.
لم أتنازل عن القضية
إذاً عفوتم عن الجاني، لكن لكم تتنازلوا عن القضية؟
نعم لم أتنازل عن القضية، وقد جاء إليّ كاتب المحكمة وسألني حول هذا الموضوع وذكرت له بأني لم أتنازل وإنما عفوت عن هذا الولد.
حارسي أحلى
إذاً هذه ضريبة الدفاع عن الشباب وعن الوطن؟
دائماً أقول إن الذي يعمل في مجال حقوق الإنسان وفي المجال السياسي لابد أن يدفع ضريبة ذلك، وهذه إرادة الله والموت والحياة بيده سبحانه وتعالى.
وكان بعض الشباب يسألونني هل أمشي بمفردي؟ قلت: نعم وأمير المؤمنين علي كرم الله وجه عندما أشار عليه بعض الصحابة أن يكون له حرس فرد عليهم أجلي حارسي والله سبحانه يقول “..إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون” لماذا لا تصدق الله، وأنا أؤمن أن البعض عندما لا يستطيع مواجهتك بالرأي والفكر قد يستخدم العنف وهذا أسلوب ضعيف متخلف، وعلى العموم الزمن هو الكفيل بكشف كل هذه الحقائق، لكن المشكلة الرئيسية التي نركز عليها هي كيفية وقف الصراع المتخلف وكيف نبني اليمن الجديد الذي يحلم به الجميع!؟.
بناء اليمن الجديد
كيف نبني اليمن الجديد؟
أنا أقول بأنه اليوم فتح أمامنا طريق وهو طريق الوفاق عبر المبادرة الخليجية التي أيدها العالم عربياً ودولياً وكنت أتصور أن هناك وفاقا حقيقيا، لكن عندما رجعت من الأردن وجدت جميع الأطراف تتبادل الشتائم والمناكفات فقلت لهم أي وفاق هذا وكتبت موضوعا أتساءل فيه هل نحن أمام مرحلة وفاق أم نفاق وطلبت من جميع من التقيت بهم بأنه لا يجوز أن نقف ضد أحد وأن علينا التفكير بجدية حول كيفية بناء الدولة الجديدة، وأن ندخل الحوار ولدينا مشروع للدولة الجديدة، كيف يجب أن يكون الجيش، وكيف يجب أن يكون الدستور، يجب أن يكون هنا ك دستور يليق بنا كيمنيين؛ لأن الدستور للأسف “منعوث نعث” أي “مشتت”.
دستور منعوت
كيف منعوث نعث؟
أقول لك أولاً جاء بعض الإسلاميين وتفاهموا مع علي عبدالله صالح وقالوا له أنت الرئيس وحدك لايوجد داع لمجلس رئاسة وفقط اسمح لنا ندخل بعض المواد في الدستور من هذه المواد:.. وأن الإسلام هو المرجع الوحيد مع أنه أحياناً في المرور أو في أي قضية قد تحل القضية قبل أن ندخل الإسلام فيها، وفعلاً نحن مسلمون ولله الحمد، لكن ألزمنا الجميع حتى لو لم يكن بمسلم، لدينا يهود يمنيون، ولدينا سياح أجانب غير مسلمين، وعلى أي حال هناك ما هو أخطر وهو أنهم سحبوا حق المواطنة من المرأة وذلك من خلال تغيير المادة التي نصها: المواطنون جميعاً يتمتعون بالحقوق والواجبات دون تمييز في الجنس أو الفكر أو الدين أو ما إلى ذلك، فقاموا بسحب دونما تمييز وعملوا مادة خاصة بالمرأة “النساء شقائق الرجال لهن من الحقوق وعليهن من الواجبات ما تفرضه الشريعة الإسلامية” والشريعة هي اجتهادات، لكنهم قصدوا بها شريعتهم هم لهم حق تفسيرها كيفما يريدون، وللأسف الشديد هذا يوضح أن حق المواطنة سحبوها من المرأة، بالرغم أن نسبة النساء حوالي 55 % من السكان هذه الشريحة الواسعة تم إلغاء حقها في المواطنة بأي حق، والله سبحانه يقول: “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر” وأيضاً “ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” سواءً كان امرأة أو رجلا.
أيضاً أضافوا اجتهادات لرئيس الدولة وهي أن يكون مؤدياً للشعائر الإسلامية، وهذا معناه أن المواطن اليمني غير المسلم ليس له حق في الرئاسة بالرغم أنه مواطن، ليس هذا فقط؛ وإنما تم إضافة شرط في حق الترشح لعضوية مجلس النواب وهو أن يكون مؤدياً للفرائض الدينية والقصد من ذلك الفرائض الإسلامية؛ لهذا تم إخراج غير المسلمين من المواطنة ومن حقه في البرلمان وأيضاً رئيس الوزراء والوزراء ينطبق عليهم ما ينطبق على عضو البرلمان، معنى ذلك أن اليمني غير المسلم ليس له حق في كل ذلك، والله سبحانه يقول “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين” مثلما تبر والدك وعندما نرجع إلى دولة المدينة المنورة التي بناها رسولنا الأعظم عليه الصلاة والسلام نجد كيف وزعهم وعمل لهم فيدرالية، اليهود والمسلمين وجمعهم في العمل العام هذه أول دولة في تاريخ الأمة الإسلامية دولة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وهؤلاء لا أفهم كيف فهموا الدين الإسلامي!
لهذا كل هذا الأمور يجب أن تصحح؛ لأنها تتعارض مع المواطنة وتتعارض حتى مع الدين الإسلامي، الشيء الآخر صلاحيات رئيس الدولة، أعطوا رئيس الدولة صلاحيات لا حدود لها وسحبوا صلاحيات مجلس النواب، وهذه ليس من سمات الدولة الديمقراطية؛ لهذا لابد لنا من وضع دستور لدولة مدنية ديمقراطية وتصحيح كل هذه العشوائية الموجودة في الدستور أيضاً تعديل بعض القوانين، مثلاً هناك تصور عند بعض الأحزاب أن الوظائف يجب أن تكون لهم إذا نجحوا في الانتخابات، وهذا غير صحيح لا يحق لك كحزب إذا نجحت في الانتخابات لا يحق لك.. إلا رئيس الوزراء والوزراء ونوابهم فقط أما الباقي فهي حق لجميع المواطنين لكن عندنا يتصورون أنها مثل المشيخة هذا حق الشيخ وخبرته وأن الدولة حقه وهذا تخلف، يجب تصحيحه حتى لا تتكرر الأخطاء السابقة، كذلك القوات المسلحة يجب أن يكون هناك أسس ومعايير لقادة القوات المسلحة، اليوم نسمع أن هناك من يريد، إزاحة أقارب الرئيس السابق وأولاده وما إلى ذلك، وهناك من يدعو أيضاً إلى إزاحة علي محسن وجماعته وما إلى ذلك، لكن ما هو المعيار وما هي الأسس لكل هذه التغييرات قد يكون داخل القوات المسلحة ناس مثلهم، لذلك لابد من الاتفاق أولاً على المعايير والأسس بعد ذلك يكونون هم أو غيرهم. البعض يقول كيف توليهم وقد قتلوا وعملوا كذا وكذا قلنا لهم سنعمل القضاء المستقل والعادل ومن لديه دعوى ضد أي شخص يقدمها والقضاء هو الحكم الفصل، لكن أنك تكون الخصم والحكم في آن واحد هذا غير صحيح؛ لأنه ما هو الفرق بينك وبين النظام الذي تقول إنك ثائر عليه.
نحن ندعو إلى دولة مدنية ديمقراطية تكون لكل المواطنين لا يوجد فيها أي مهمش أو أي شخص تسحب منه حقوقه.
لا هيكلة قبل الحوار
إذاً نفهم أنكم تؤيدون أن يكون الحوار أولاً ثم الهيكلة عكس البعض؟
لا يجوز أن تكون الهيكلة قبل الحوار؛ لأن أحد أهم الأسس للدولة المدنية الحديثة هو الجيش؛ لهذا لابد أن نتفق أولاً على اللجنة التي ستشرف على إعداده ونتفق على الأسس والمعايير الواجب توافرها في قادة الجيش بحيث يكون الجيش للدولة لليمن لا لأفراد أو عائلة أو منطقة، وبحيث يكون الجيش من مختلف المناطق والمحافظات اليمنية وأن تكون مواقع الجيش، وما نوع الجيش الذي نحتاج إليه في هذه المرحلة، اليوم ليس لنا عداء مع جيراننا، لكن في المقابل لدينا بحر طويل جداً يحتاج إلى حماية من التهريب وما إلى ذلك، كل ذلك يجب الاتفاق عليه وتشكل لجنة مدنية وعسكرية محايدة ليس لها أي علاقة بطرفي الصراع، أما الذين يدعون إلى الهيكلة اليوم قبل الحوار هم يريدون أن تكون الهيكلة لصالحهم وأن يكونون هم البديل وهذا لا يجوز.
خطاب الرئيس
كيف تنظرون إلى الخطاب الأخير للرئيس هادي؟
حقيقة لم أستمع إليه، لكن أنا كنت منتقدا لبعض الإجراءات التي اتخذها في التغييرات العسكرية؛ لأنه اليوم لا يوجد أي شخص يمانع أن يدخل الحوار ويتفق على أشياء معينة، علي عبدالله صالح قد سلم الرئاسة والقوى المتصارعة أصبحت اليوم مستسلمة؛ لهذا علينا جميعاً أن ندخل الحوار خاصة أنه لا يستطيع أي شخص رفض الحوار؛ لأن من سيرفض الحوار سيكون عدواً للجميع واليمن ليست بلدا خاصة بعلي عبدالله صالح أو اللقاء المشترك اليمن هي بلد جميع أبنائها.
ظواهر لغياب الدولة
لكن هناك من يرفض الحوار مثلاً الحراك يطالبون بحوار بين شمال وجنوب في بلد محايد وبإشراف دولي؟
هذه كلها ظواهر، الحوثيون ظاهرة والحراك كذلك وكل ما يجري اليوم من سلبيات هي عبارة عن ظواهر نتيجة لغياب الدولة، وإذا وجدت الدولة فإن كل هذه الظواهر ستختفي؛ لأنها ستعالج ويتم تصحيحها؛ لهذا المهمة الأساسية أمامنا جميعاً أن نوجد الدولة أولاً، الدولة المدنية الحديثة دولة ذات نهج ديمقراطي حقيقي، ذات قضاء عادل بمعنى الكلمة، حينها سنجد أن مشكلة الجنوب ستعالج بكل هدوء وتحت شعار المصلحة العامة، أنا عندما ذهبت إلى بعض المحافظات الجنوبية وإلى حضرموت قلت لهم تعالوا يا إخوان نتناقش، فقالوا أنتم تريدون منا أن نتناقش ولا نتحدث عن الانفصال، قلت لهم لا! أنا لا أقول لكم تحدثوا عن الانفصال أو لا تتحدثوا عن الانفصال أنا أقول وأدعو للنقاش تحت شعار المصلحة العامة، فإذا كان في الانفصال مصلحة عامة للجميع فليكن وإذا كانت الوحدة هي المصلحة العامة للجميع فلتكن، فقبلوا بهذا الموضوع وهذا الطرح، والحقيقة لا يجب أن نفرض عليهم أشياء قبل الدخول معهم في الحوار.
الشيء الآخر الجنوبيون بصراحة هضموا وظلموا وهمشوا طوال هذه الفترة بالرغم أنهم الذين كانوا أكثر وحدوية منا نحن ـ الشماليين ـ قبلوا أن يكون عبدالفتاح إسماعيل رئيساً لهم ولم يقولوا لا نقبل به لأنه من الشمال واحنا مارضينا ننزل إلى ذمار “يقولها ساخراً” الشيء الآخر حتى عندما تموضع الجيش بعد الوحدة لم يكن لديهم نوايا سيئة، قالوا لهم هاتوا الجيش حقكم في عمران وفي خولان واحنا عملنا الجيش الذي من الشمال في أبين مرتبطا بالبيضاء أي إنه كان هناك تآمر مسبق، ولهذا رحم الله الشيخ مجاهد أبو شوارب عندما قال لي ذات مرة والله أني كنت أعتقد أن المخلص للوحدة هو علي عبدالله صالح، لكن اتضح لي فيما بعد أنه علي سالم البيض حتى إني قلت لعلي عبدالله صالح “أي الشيخ مجاهد” إذا خدعت هذا الرجل فإنك سوف تلقى ما يصيبك من الله إذا غدرت به.
قيادات الحراك
مع من تواصلتم في الحراك الجنوبي؟
تواصلنا مع الكثير من قيادات الحراك؛ لأنه كنا في اللجنة الوطنية وكنت عضواً فيها وكان الدكتور عبدالله عوبل وزير الثقافة هو رئيس اللجنة وكان هناك الكثير من النقاشات سواء في عدن أو أبين أو حضرموت وهم مستعدون، لكن المشكلة أنهم لم يجدوا الصدق عندنا وإنما “موغادة” وبالتالي أنا على يقين أن الحراك الجنوبي لن يفضلوا الانفصال؛ لأنهم يخشون من الصراع فيما بينهم، حضرموت لن تقبل وبعض المناطق لن تقبل ترجع إلى ما كان سابقاً وسيدخلون في صراع جديد، لهذا هم يعلمون أن الوحدة بالنسبة لكل اليمنيين هي المخرج لكل الإشكاليات لكن السؤال هو على كيف!
على كيف؟
ـ نعم على أسس عادلة وليس على أسس نهب الأراضي وتطردني إلى الشارع، أنا ذهبت إلى حضرموت وإذا بهم يروني أسوارا عديدة هذا حق فلان وهذه حق الشيخ فلان وهذه حق الضابط فلان قلنا لهم من فين لهؤلاء هذه الأراضي؟! فقالوا هذه الكسوبة، ويضحك قائلاً أيش من كسوبة، لهذا هم مع الوحدة على أسس العدل وليس نهب الممتلكات العامة والخاصة.
هل تواصلتم مع الرئيس السابق علي ناصر محمد ومع البيض؟
عندما كنا في هذه اللجنة تواصلنا معهم ووصلنا إلى اتفاق لكن قالوا حالياً تتفقون معنا ولا يوجد في أيديكم أي شيء.
لكن الآن ماذا؟
الآن عندما توجد الدولة المدنية الديمقراطية التي نتفق عليها من خلال الحوار ستنتهي كل هذه الإشكاليات والقضايا الموجودة سيتم معالجة قضية الجنوب وأيضاً قضية صعدة وسنبدأ في بناء الدولة اليمنية.
مع النظام الفيدرالي
إذاً أنتم تؤيدون النظام الفيدرالي؟
نعم أنا مع النظام الفيدرالي وحالياً نحن نطالب بالنظام البرلماني والنظام البرلماني هذا لا يمكن أن يتم ما لم يكن هناك نظام فيدرالي.
لماذا؟
لأن الحزب الذي سينجح ويأخذ الأغلبية هو الذي سيختار رئيس الدولة وأيضاً رئيس الوزراء عندها سيهيمن على الجميع ومعنى هذا نظام شمولي في مثل هذا الحال، وبالتالي لابد من وجود عدالة في توزيع الثروات والسلطات بشكل عادل وديمقراطي فقد يفوز الحزب في البرلمان، لكن لن يكون مهيمنا على جميع السلطات، لهذا النظام البرلماني لابد له أن يكون هناك نظام فيدرالي وأنا حقيقة لا أعلم لماذا ينزعجون من الفيدرالية، الرسول عليه الصلاة والسلام عمل نظاما فيدراليا في دولة المدينة ..المعارضون لهذا النظام متخلفون.
معارضة الفيدرالية
من هم المعارضون اليوم للنظام الفيدرالي؟
هناك معارضون لهذا النظام وقد يكونون لا يعلمون ماهي الفيدرالية، الولايات المتحدة الأمريكية فيدرالية وهي أقوى دولة في العالم وغيرها من الدول العظمى ألمانيا وغيرها، البعض يتصور أن الفيدرالية انفصال في عام 1993م تناقشت أنا والرئيس علي عبدالله صالح قلت له إذا كنت لا تريد أن يعملوا محافظين من أبناء المحافظات اختر أنت المحافظ لكي تكون صلاحياته إشرافية فقط ولا يتولى الأمور كلها تكون للشخص الذي ينتخبونه الناس مثل فرنسا الحكم المحلي ينتخبه المواطنون والمحافظ تعينه السلطة ليكون مشرفاً لها فقال الرئيس صالح لماذا يختارون هم المحافظين ويتولى هو السلطة لا يحنبوا ولا شيء هكذا قال، لكن هذا لم يتم وأحنبهم هو الله يسامحه، وفي رؤية الإنقاذ طرحنا عدداً من القضايا، لأن البعض كان متشككا، ففي إحدى المرات كنت أتناقش أنا وعبدالوهاب الآنسي الله يرعاه، فقال أولاً نبني الدولة من فوق.. فرددت عليه أن البيت لا يتم بناؤه من فوق وإنما من الأساس، والدولة تبنى أيضاً من الأساس الذي يجب أن يكون متينا وسبب المعارضة لهذا النظام هو الجهل، اليمن أيام مملكة سبأ كانت فيدرالية ديمقراطية متحضرة ولم تتمزق إلا عندما جاء الحميريون عسكروا الدولة، جاء الإمام المتوكل على الله إسماعيل وسمح بنوع من الاستقلالية الذي بعده جاء متشددا تمزقت الدولة وللأسف نحن ـ اليمنيين ـ ما زالت ثقافة “الفيد” هي التي تحكمنا أيام الإمام تفيدوا صنعاء واليوم يتفيدون البلاد كلها والنظام الفيدرالي سيقضي على ثقافة الفيد لهذا هم متخوفون وهذا تخلف، الآن يجب علينا أن نتحدث بصراحة هل تريد وطنا لائقا لنا ولأولادنا.
علي محسن والشيخ الزنداني
كيف هي علاقتكم باللواء علي محسن والشيخ الزنداني؟
الشيخ عبدالمجيد الزنداني في الحقيقة هو صديقي من زمان وكان هو من الأشخاص الراغبين في أن أدخل حزب الإصلاح وحتى قبل الإصلاح كان يرغب معهم ضمن الإخوان وأيضاً جمعية العلماء، كذلك في إحدى المرات استضافني في بيته في حارة الأبهر وأطلعني على بعض الكتب، وتعززت صداقتنا وكنا حقيقة دائماً ما نختلف في الأفكار، وفي إحدى المرات كنا نتناقش وكنت موظفاً في وزارة الإعلام فقام الزنداني يتحدث قائلاً أنتم عليكم أن تصححوا الإعلام وبدأ يذكر أغنية مصرية وذكر كلماتها كاملة فرددت عليه بأن أثبت أنه مستمع جيد..المهم أن بيننا صداقة، لكن أنا من الناس المؤمنين بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فإذا اختلفت أنا وأنت في قضية ما خلاص تنتهي صداقتنا وأخوتنا والعيش والملح الذي بيننا بسبب اختلافنا في الرأي حقيقة هذا تخلف، الإمام الشافعي رحمه الله يقول رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، أين نحن من ذلك!؟ اليوم بمجرد اختلافك مع أي شخص في أي قضية خلاص أنت كافر، الشيخ عبدالمجيد قال مؤخراً الذي يطالب بدولة مدنية عليه أن يجدد دينه، وهذه كارثة؛ لأن معنى كلامه أن من يدعو للدولة المدنية كفر، لهذا أنا أختلف كثيراً في الأفكار والرؤى مع الشيخ عبدالمجيد، لكن علاقتنا وصداقتنا جيدة وأؤمن أنه يجب أن نحتفظ بالصداقة ونختلف في الرأي.
علاقتي بعلي محسن
أما علاقتي باللواء علي محسن فهي محدودة جداً..التقينا مرة في الحديدة قبل سنوات عندما دعاني الرئيس علي عبدالله صالح للنزول معه إلى الحديدة والتقيت باللواء علي محسن، أيضاً عندما تعسكرت في الكلية الحربية كانت لنا زيارة إلى الفرقة فكان اللواء علي محسن عندما وصلنا إلى الفرقة يسأل أين محمد عبدالملك المتوكل وتعرف عليَّ، وحالياً في الثورة الشبابية كان هناك لقاء خاص باللقاء المشترك وكان موجودا في الاجتماع فعندما نظر إليّ قال لي لم نرك منذ التقينا في الحديدة، لهذا علاقتي به محدودة، عندما التقينا في الحديدة.
كنت أرغب أن أناقشه في موضوع فلاحظت أنه كان متحرجا وقال لي المرحوم مجاهد أبو شوارب عندما سألته ما رأيك لو يساعدنا علي محسن على الرئيس علي عبدالله صالح أنه يصحح الوضع في البلاد تقريباً في عام 97م فقال مافيش فائدة يادكتور محمد قلت له ليش فقال أنا كلمت علي محسن كلم الرئيس كذا وكذا فقال يامجاهد أنا فيني قرار وبعدوني هكذا كلمني مجاهد.
تهرب علي محسن
لكن في الواقع اللواء علي محسن كان كالرئيس له كلمته لم يكن ضابطا عاديا كما يدعي؟
أكيد كانت له كلمته وكان له دور كبير في البلد، ما كان أحد يتعين إلا بعد موافقته، لكنه رد على مجاهد أن ما فيه إلا قرار من الرئيس صالح ويبتعد وكلنا كنا نعلم بأن هذا غير صحيح، ورده هذا هو وسيلة للخروج من الحرج فقط، وتقريباً كانوا متفقين لكنهم اختلفوا بعد أن جاء الأولاد.
سبب معارضتي لصالح
دكتور محمد كنتم من أشد المعارضين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، لماذا تحديداً؟
هذا صحيح لأني كنت صادقاً في حديثي وفي كتاباتي ولأني صراحة كنت أبحث عن ما يصلح البلد، كنت أتمنى من علي عبدالله صالح أن يكون هو الرئيس الذي يحقق ما كنا نتمناه وندعو له، حقيقة أنا لا أنسى أنه عالجني في فترة من الفترات، وكنت أعتبر أن من واجبي رد الجميل له أن أكون صادقاً معه في كلامي ونصيحتي له، حالياً سمعت أنه قال لو أنا صدقت محمد عبدالملك ما حصل كل الذي حصل، هكذا كلمني أحد الإخوان أيضاً الرئيس عبدربه منصور هادي عندما ذهبنا مع اللقاء المشترك لمقابلته قال الدكتور المتوكل قد قلنا ماالذي سيحصل من زمان لكن ما صدقناه، حينها زعل البركاني لأني سميت عبدربه “رئيس” طبعاً هذا قبل الانتخابات والرئيس في السعودية فقال له عبدربه أنا من يقوم بدور وعمل الرئيس حينها زعل البركاني وقال أنت النائب مش الرئيس، أنا قلت أنه الرئيس على اعتبار أنه من يقوم بعمل الرئاسة، لكن البركاني يعجبه يطابز والفتنة.
الدولة المدنية
هل ما كنتم تنادون به وثرتم من أجله دولة مدنية وديمقراطية ومواطنة متساوية وما إلى ذلك تحقق أم ماذا؟
إلى الآن ليس هناك شيء جديد، لكن ما كنت أتصوره أنه سيتحقق تحقق، كنت أقول إننا سوف نصل إلى هذه المرحلة من الصراع، وكتبت لعلي عبدالله صالح قائلاً أنت تحتكر السلطة والثروة واليمنيون لن يقبلوا بذلك، وبالتالي ستصل إلى كذا وكذا وفي إحدى المرات نشرت لي صحيفة الصحوة مقالاً وهو أول مقال تنشره لي الصحوة وكنت أكتب ما أنا مقتنع به ذكرت كل هذه السلبيات الموجودة وأن البلد سيصل إلى ما وصل إليه اليوم وهذا للأسف ما تحقق.
إعداد مشروع الدولة
أين نحن من الدولة المدنية التي يحلم بها جميع اليمنيين؟
أنا أقول إنها أصبحت أمرا لابد منه حالياً الإخوان الأكاديميون برئاسة الدكتور جلال إبراهيم فقيرة يعملون على إعداد مشروع للدولة المدنية وسيكون فيه جمع كبير جداً بينهم الشيخ حسين الأحمر ومحمد علي أبو لحوم وسيضم الحوثيين والحراك وسيتفق الجميع على الدولة التي يريدها اليمنيون، وبالتالي إذا استطعنا ـ والتوفيق من الله ـ في لم الجميع حول هذا المشروع فسيكون ذلك إنجازا كبيرا لكل اليمنيين، بس أرجو من هؤلاء الذين يحاولون إثارة الصراع أن يتوقفوا عند حدهم.
طرفا الصراع
من هم هؤلاء؟
الذين يريدون هزيمة علي عبدالله صالح أو الذين بهزيمة الفريق الآخر، الذين يتبادلون الشتائم والمهاترات الإعلامية عليهم أن يدركوا بأن مثل هذه المهاترات ليس وقتها؛ البلد اليوم بحاجة ماسة إلى وفاق وإلى سلام، وأنا أضيق من هؤلاء الذين يطالبون بكذا وكذا يعني مثلاً علي عبدالله صالح تخلسه ملابسه وهو يتفرج عليك معنى هذا أنك تدفع به يقاتلك أو الطرف الآخر كذلك؛ لهذا على الجميع أن يدرك أن البلد في مرحلة وفاق وليس مرحلة نفاق أو لفاق واليمن بحاجة ماسة لهذا الوفاق، لم تعد تحتمل هذه الصراعات، لكن تقريباً أنهم لايفهمون ذلك، وقد تحدثت حول ذلك بصراحة عندما جاء جمال بن عمر التقينا في اللقاء المشترك، وإذا ببعض الإخوة يطرحون عليه هذه المطالب المتمثلة في الهيكلة وتغيير فلان ومحاكمة فلان وما إلى ذلك من هذه المطالب فقلت لهم يا جماعة حالياً نحن في مرحلة وفاق، لكن ما نشاهده ونسمعه ليس وفاقا، وكان هذا في زيارة جمال بن عمر الأخيرة.
أما في زيارة سابقة له طرحت عليه أن يتم تشكيل لجنة محايدة مدنية وعسكرية لبناء جيش للوطن أما في اللقاء الأخير مع بن عمر كما ذكرت لكم كان بعض الإخوة يطرح بعض الأفكار المتطرفة مثل غيروا فلانا ويتعين بدله فلان فطرحت عليهم بوجود بن عمر أنا وعبدالوهاب الآنسي وجهة نظر أخرى وهي أننا في مرحلة وفاق وقلت لجمال بن عمر بأن المشكلة الأساسية هي غياب الدولة وكل ما يحدث حالياً هو ظواهر لغياب الدولة، وإذا وجدت الدولة فستنتهي كل هذه الإشكاليات فقال بن عمر أنا معك في ذلك، وكما نعلم جميعاً بأن بن عمر التقى بعلي عبدالله صالح وبالآخرين وبدأت تتوقف بعض المطالب التي كان يطالب بها البعض وبدأوا في التركيز على موضوع الحوار الوطني، والذي سيبدأ بعد شهر تقريباً وكان يفترض لو كنا مخلصين، وصادقين أن حكومة الوفاق والتي تعتبر وزارة مصالحة بأنها هي التي تقدمت وسعت لهذا الوفاق على اعتبار أنهم عينوا أفضل ماعندهم، لتكون هذه العناصر هي التي تبني الدولة من خلال الاتفاق مع رئيس الجمهورية، لكن للأسف رجع كل فريق يشتم الفريق الآخر وهذا تخلف رهيب.
حكومة الوفاق
إذاً لهذا صرح بن عمر بأن الشعب سيعيد النظر في الحكومة الحالية حكومة الوفاق؟
نعم صرح بذلك لأنه أصيب بخيبة أمل من هذه الحكومة.
إذاً هل هذه الحكومة ليست حكومة وفاق؟
ليس فيها العناصر التي عندها إحساس بالمسئولية وعندها تصور كيف يجب أن تبنى الدولة أغلبهم مجرد موظفين عاديين وللأسف أنه مازال ولاؤهم لأحزابهم وسياستهم هي سياسة أحزابهم.
بالرغم أنهم أقسموا اليمين؟
نعم رغم ذلك وكان يفترض أن تكون الأحزاب كلها صادقة ومخلصة وبالتالي تعين أشخاصا لديهم القدرة على بناء الدولة وأن يكون هؤلاء الأشخاص عند مستوى المسئولية ويكونوا وزراء لليمن وليس لأحزابهم، والمشكلة للأسف الشديد أن الناس يفكرون في أنفسهم أكثر من بلدهم.
باسندوة
ما المطلوب من الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء للتغلب على هذه الإشكالية؟
الأستاذ محمد من أطيب الناس وعنده قدرة وإمكانيات كبيرة، لكنه للأسف جاء في مرحلة صعبة جداً، هو من أصدق الناس ويريد أن يعمل شيئا للبلد.
لكن؟
لكنه جاء في الوقت الصعب وهو حقيقة ينطلق من قناعاته في الكثير من الأشياء، لكنه يدرك أن المرحلة صعبة خاصة أن الأستاذ محمد هو رجل مسالم، رجل مدني وليس عنده استعداد ليصارع أحدا وكان يفترض أن يأتي في مرحلة تكون البلد أكثر أمناً واستقراراً.
لكن الأقدار وضعته في هذا الموقف وحقيقة أنا أشفق عليه لأني أحب هذا الرجل كثيراً.
إذاً هل تتمنى يأتي رجل آخر يستطيع أن يتحمل كل هذه الإشكاليات؟
المشكلة من سيأتي وهو يخشى ولو يترك الأمر فسيأتي من هو أسوأ.
ياسين
الدكتور ياسين أو أنتم؟
الدكتور ياسين سعيد نعمان للأسف كان يهرب دائماً، وذلك لشعوره أن المرحلة ليست المرحلة المثالية، خاصة أنه من الناس الذين يريدون أن تكون الأمور منضبطة تماماً حتى لا تنعكس على سمعته تقريباً وهذا في الواقع خطأ.
أنتم؟
أنا كنت مع الموتور.. ويضحك ويضيف قائلاً: أنا كنت في الأردن في فترة العلاج حينها والأستاذ محمد سالم باسندوة كما ذكرت رجل يمتلك من الخبرة الكبيرة وكل ما نتمناه أن تكون العناصر التي معه ملتزمة وأن لا تتبع سياسة أحزابها وأن تتعاون الأحزاب معه لعبور هذه المرحلة، خاصة وأن الجميع في مرحلة وفاق كما يقولون.
هل ستنجح حكومة الوفاق خلال فترة السنتين؟
في رأيي الشخصي أن عليه أن يقف موقفا قويا لمواجهة مختلف التحديات الموجودة، خاصة أنه كل ما يتحدث بحكاية هددوه، لهذا على الأحزاب أن تتعاون معه من أجل البلد، ولو انزاح لا نضمن أن يأتي خير، خاصة أنه ربما مازال يمسك شيئا من عملية الانفلات الكامل.. جميع الأطراف ليست خائفة منه لهذا على الأحزاب التعاون معه والدخول في الحوار وتحت مظلة المصلحة العامة وتحت الإشراف الدولي؛ الحوار تحت شعار المصلحة العامة للجميع كفيل بمعالجة مختلف الإشكاليات الموجودة.