بعد مرور خمس سنوات على انتخاب الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي، في 21 فبراير/شباط 2012، لا زال الجدل قائما في الأوساط اليمنية بشأن حدود دور هادي في وصول البلد إلى الوضع الراهن الذي يشهد حربا منذ عامين مع مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
هادي الذي تسلّم حكم اليمن عقب الإطاحة بسلفه المخلوع صالح، "الراقص على رؤوس الثعابين"، كما كان يطلق على نفسه، الذي حكم اليمن 33 عاما، لم يكن يملك غير كرسي الحكم في دار الرئاسة في صنعاء، وكان يخشى المبيت في قصره الجمهوري، بسبب المخاوف على حياته.
ولم يهنأ هادي في الجلوس على كرسي الرئاسة، منذ اليوم الأول لتوليه السلطة، حيث بدأت المشاكل تعصف بحكمه، ثم ما لبث أن بدأ الحوثيون والمخلوع صالح تنفيذ مخططهم بالسيطرة على المدن وإسقاط العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، والانقلاب على شرعيته ونزع الحكم منه بالقوة، ومحاولة اغتياله بقصف جوي على قصره الرئاسي في جبل المعاشيق في عدن.
إخفاقات
كان التحرك العسكري للحوثيين بدأ من صعدة مرورا بعمران وحتى صنعاء، تحت شعار الحرب على المراكز القبلية والعسكرية لحزب التجمع اليمني للإصلاح -المحسوب فكريا على الإخوان المسلمين- في سياق الانقلابات المضادة لثورات الربيع العربي.
وكان يتردد أن مليشيا الحوثي لديها هدف وحيد هو الانتقام من حزب الإصلاح وتصفية الحساب معه وإنهاء نفوذه في المشهدين السياسي والعسكري، وإخراج حليفهم الفريق علي محسن الأحمر، نائب رئيس الجمهورية الحالي، وقواته، الفرقة الأولى مدرع من صنعاء، التي ساندت الثورة وواجهت قوات صالح بالعاصمة.
ويقول الصحفي عبد الله دوبلة -من جانبه- بعدم فشل هادي، ويرجع إعاقة استكمال عملية الانتقال إلى انقلاب الحوثيين وصالح الذين أدخلا البلد في حرب أهلية شاملة.
ويضيف دوبلة في حديث للجزيرة نت أن "مرحلة هادي ستقيم على المدى التاريخي الطويل بوصفها المؤسسة لليمن الاتحادي الجديد، وهو ما تنتجه الحرب الآن؛ الحرب عادة هي التي تصنع التاريخ".
الخيار الآمن
في المقابل، يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان أن هادي حينما تولى السلطة لم يكن يمتلك القدرة عمليا على ممارسة مهامه، وكانت القيادات العسكرية والأمنية ترتبط بالولاء للمخلوع صالح، الذي عمل على تعميم الفوضى في البلد، وتحالف مع الحوثيين في الانقلاب على هادي.
ويؤكد شمسان في حديث للجزيرة نت أن المخلوع كان يحلم بالعودة إلى السلطة، أو توريث نجله أحمد الحكم، سواء عبر الانقلاب والسيطرة بالقوة على الدولة، أو اغتيال هادي، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
ويرى شمسان أن هادي هو الرئيس الشرعي وفقا للمبادرة الخليجية، كما يمثل العبور الآمن لانتقال السلطة بسلام بعد إكمال استعادة الشرعية والدولة، والاستفتاء على الدستور الجديد.
أما الباحث السياسي فيصل علي فيعتقد بأن هادي وصل إلى السلطة نتيجة لثورة 11 فبراير/شباط 2011، لذلك ظل المخلوع صالح ناقما عليه، ويسعى للانتقام منه وممن ثاروا عليه، حتى وإن تحالف مع أعدائه الحوثيين، المرتبطين بإيران.
ويقول إن "اختيار هادي رئيسا لليمن جاء حلا للمشكلة، ويجب أن يكمل حلها، وليكن الجميع معه، حتى إرساء السفينة في بر الأمان"، مطالبا بالتمسك بفكرة ثورة 11 فبراير/شباط 2011، التي حاول صالح والحوثي القضاء عليها بالانقلاب على الشرعية.
هادي الذي تسلّم حكم اليمن عقب الإطاحة بسلفه المخلوع صالح، "الراقص على رؤوس الثعابين"، كما كان يطلق على نفسه، الذي حكم اليمن 33 عاما، لم يكن يملك غير كرسي الحكم في دار الرئاسة في صنعاء، وكان يخشى المبيت في قصره الجمهوري، بسبب المخاوف على حياته.
ولم يهنأ هادي في الجلوس على كرسي الرئاسة، منذ اليوم الأول لتوليه السلطة، حيث بدأت المشاكل تعصف بحكمه، ثم ما لبث أن بدأ الحوثيون والمخلوع صالح تنفيذ مخططهم بالسيطرة على المدن وإسقاط العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، والانقلاب على شرعيته ونزع الحكم منه بالقوة، ومحاولة اغتياله بقصف جوي على قصره الرئاسي في جبل المعاشيق في عدن.
إخفاقات
كان التحرك العسكري للحوثيين بدأ من صعدة مرورا بعمران وحتى صنعاء، تحت شعار الحرب على المراكز القبلية والعسكرية لحزب التجمع اليمني للإصلاح -المحسوب فكريا على الإخوان المسلمين- في سياق الانقلابات المضادة لثورات الربيع العربي.
وكان يتردد أن مليشيا الحوثي لديها هدف وحيد هو الانتقام من حزب الإصلاح وتصفية الحساب معه وإنهاء نفوذه في المشهدين السياسي والعسكري، وإخراج حليفهم الفريق علي محسن الأحمر، نائب رئيس الجمهورية الحالي، وقواته، الفرقة الأولى مدرع من صنعاء، التي ساندت الثورة وواجهت قوات صالح بالعاصمة.
ويقول الصحفي عبد الله دوبلة -من جانبه- بعدم فشل هادي، ويرجع إعاقة استكمال عملية الانتقال إلى انقلاب الحوثيين وصالح الذين أدخلا البلد في حرب أهلية شاملة.
ويضيف دوبلة في حديث للجزيرة نت أن "مرحلة هادي ستقيم على المدى التاريخي الطويل بوصفها المؤسسة لليمن الاتحادي الجديد، وهو ما تنتجه الحرب الآن؛ الحرب عادة هي التي تصنع التاريخ".
الخيار الآمن
في المقابل، يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان أن هادي حينما تولى السلطة لم يكن يمتلك القدرة عمليا على ممارسة مهامه، وكانت القيادات العسكرية والأمنية ترتبط بالولاء للمخلوع صالح، الذي عمل على تعميم الفوضى في البلد، وتحالف مع الحوثيين في الانقلاب على هادي.
ويؤكد شمسان في حديث للجزيرة نت أن المخلوع كان يحلم بالعودة إلى السلطة، أو توريث نجله أحمد الحكم، سواء عبر الانقلاب والسيطرة بالقوة على الدولة، أو اغتيال هادي، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
ويرى شمسان أن هادي هو الرئيس الشرعي وفقا للمبادرة الخليجية، كما يمثل العبور الآمن لانتقال السلطة بسلام بعد إكمال استعادة الشرعية والدولة، والاستفتاء على الدستور الجديد.
أما الباحث السياسي فيصل علي فيعتقد بأن هادي وصل إلى السلطة نتيجة لثورة 11 فبراير/شباط 2011، لذلك ظل المخلوع صالح ناقما عليه، ويسعى للانتقام منه وممن ثاروا عليه، حتى وإن تحالف مع أعدائه الحوثيين، المرتبطين بإيران.
ويقول إن "اختيار هادي رئيسا لليمن جاء حلا للمشكلة، ويجب أن يكمل حلها، وليكن الجميع معه، حتى إرساء السفينة في بر الأمان"، مطالبا بالتمسك بفكرة ثورة 11 فبراير/شباط 2011، التي حاول صالح والحوثي القضاء عليها بالانقلاب على الشرعية.