يتمثل الهدف الرئيسي لإبراهيم البالغ من العمر 21 عاماً، والشقيق الأصغر بين 5 أشقاء والوحيد الذي التحق بالجامعة من بينهم، في استكمال تعليمه وتحقيق مستقبل أفضل، وذلك بالإضافة إلى البقاء على قيد الحياة.
لسداد رسوم الدراسة الجامعية يضطر إبراهيم، الذي طلب عدم ذكر اسمه الحقيقي، إلى أن يجوب شوارع مدينة تعز المليئة بالقناصة، كما أنه يعمل جندياً لبعض الوقت في الحرب الأهلية المريرة باليمن، حسب تقرير لموقع ميدل إيست البريطاني.
وتخضع مدينة تعز للحصار منذ نحو عامين وهي تقع الجزء الجنوبي مما كان يعرف باليمن الشمالي، وتوصف أحياناً بأنها العاصمة الثقافية لليمن الدولة التي مزقتها الحرب منذ أوائل عام 2015.
خطر المجاعة
وأدى القتال بين المتمردين الحوثيين (شمالي البلاد) والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي إلى وفاة أكثر من 10 آلاف مدني، خلال نزاع تعتبره الأمم المتحدة بمثابة أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وفي يناير/كانون الثاني 2017، حذر مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ستيفن أوبريان من المجاعة التي تواجه اليمن هذا العام، حيث تنفذ إمدادات القمح ويتم قطع الطرق أمام تقديم المعونات.
وذكرت منظمة اليونيسيف أن أكثر من مليوني طفل كانوا بين 3.3 مليون شخص يعانون من سوء التغذية المزمن في أنحاء اليمن، وتأتي تعز بين أكثر ثلاثة مناطق منكوبة بالبلاد.
علوم الحاسب الآلي
ويدرس إبراهيم علوم الحاسب الآلي بجامعة تعز. وكان يعتمد على والده في سداد الرسوم الجامعية؛ ومع ذلك، انتهى ذلك الدعم حينما حالت الحرب دون انتقال والده الذي يعمل تاجراً للماشية من منطقة إلى أخرى.
ولم يعد أمام إبراهيم سوى خيار صعب، هو الانضمام إلى المعركة بصفته مقاتلاً مأجوراً أو العمل في مجال البناء كشقيقيه. وقال إبراهيم: "أبي لا يعمل هذه الأيام وتعتمد أسرتي على المعونات الغذائية التي يقدمها البعض؛ ولذا فمن الصعب استكمال دراستي الجامعية".
ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن إبراهيم قوله: "لا أريد التوقف عن الدراسة وامتهان حرفة عمال البناء. ولذلك حاولت التفكير في حل عملي". وأضاف: "انضم بعض أصدقائي بالفعل إلى المعركة كمقاتلين ويحصلون على 60 ألف ريال (200 دولار) شهرياً. وقد شجعوني على الانضمام إلى صفوفهم".
ولم ترُق الفكرة لوالد إبراهيم، لكنه حينما وجد نفسه غير قادر على مساعدة ابنه، سمح له بالانضمام.
وقال إبراهيم: "في يونيو/تموز 2016، اتصل بي أحد الزملاء وطلب مني التوجه إلى معسكر الخيامي للتدريب العسكري (على مقربة 20 كم من تعز) لتلقي التدريب، وقال إن القيادة ستقبلني كمقاتل. غادرت منزلي على الفور.. لا أستطيع القول إنني كنت سعيداً. بل كنت أندب حظي".
تلقي إبراهيم التدريب الأساسي على مدار شهر قبل أن يتسلم بندقية كلاشينكوف ويذهب مع المقاتلين الآخرين الموالين للحكومة إلى جبهة هيفان التي تبعد 70 كم عن تعز. وهناك تعرض بعض زملائه للقتل أثناء منعهم تقدم الحوثيين نحو الطريق الرئيسي المؤدي إلى لحج ومدينة عدن الساحلية. وكان إبراهيم محظوظاً.
وقال: "لم أكن أريد أن أتواجد بالخطوط الأمامية، حيث افتقر إلى الخبرة القتالية. ولذلك أصررت على البقاء بالمؤخرة ووافق القادة. وأخبرتهم أيضاً بأنني طالب وسمحوا لي بالقتال لمدة ثلاثة أيام أسبوعياً".
وغالباً ما يقضي إبراهيم أيام القتال المخصصة له في أماكن مختلفة بضواحي تعز، على مقربة من المدينة بما يسمح له بمواصلة دراسته. وقد تمكّن من أن يصبح من أكثر الطلاب المتفوقين في صفه الدراسي.
"أسدد 80 ألف ريال يمني (200 دولار) سنوياً كرسوم للجامعة وأنفق 30 ألف ريال شهرياً على تكاليف المعيشة. وأحاول أن أدخر نحو 20 ألف ريال شهرياً. واعتزم التوقف عن المشاركة في القتال بمجرد أن أدخر ما يكفي لاستكمال دراستي".
يُعد إبراهيم واحداً من الطلاب العديدين من تعز الذين انضموا إلى القتال سعياً وراء المال.
وأكد محمد عبدالودود، أستاذ علوم الحاسب الآلي بجامعة تعز، أن العديد من طلاب الجامعة يشاركون كمقاتلين في الحرب وأن بعضهم قد لقوا حتفهم.
ونقل عنه موقع "ميدل إيست آي" قوله إن "هناك عشرات من طلاب الجامعة ينضمون للمعركة لأسباب مختلفة. ونحن نعلم بأمرهم، لكننا لا نستطيع تقديم أي حلول، حيث يرجع الأمر إلى الطالب وأسرته".
وذكر عبدالودود أن الوضع الاقتصادي الصعب يلعب دوراً هاماً في تشجيع الطلاب على ترك الجامعة والمشاركة في القتال، مضيفاً أن البعض ترك الجامعة للأبد.
كان للنزاع الطاحن آثار مدمرة على الاقتصاد وفرص العمل في تعز وأنحاء البلاد. فقد اضطرت الشركات والمصانع الخاصة في تعز إلى الإغلاق، بينما لم يتلق موظفو الحكومة في المنطقة، على غرار المناطق الأخرى، رواتبهم منذ أغسطس/آب 2016. وتوقفت عملية تشييد المباني الجديدة.
طلاب عائلون ومقاتلون
أصيب عبدالله البالغ من العمر 23 عاماً والذي طلب عدم ذكر اسمه أيضاً ويدرس اللغة العربية بجامعة تعز، في يده اليمنى على يد أحد قناصة الحوثيين في ديسمبر/كانون الأول 2016، حينما كان يقاتل بجبهة السايلو التي تبعد 15 كم جنوبي تعز.
وأصيب زملاؤه بصدمة شديدة حينما اكتشفوا أنه مقاتل. وقد تمكن من حضور المحاضرات بالجامعة، حيث كان يقاتل على مدار ثلاثة أيام فقط على غرار إبراهيم حتى أصيب.
"لا أشعر بالفخر لكوني مقاتلاً. لكنني يتيم والشقيق الأكبر لأربعة أخوة. ويتعين عليّ أن أدرس وأكسب المال كي أرعى أسرتي".
وأخبر موقع ميدل إيست آي: "قبل الحرب، كنت أبيع الملابس في المساء، لكنني لا أستطيع الآن تحقيق أي ربح من خلال ذلك العمل. فقد اضطرتني الحاجة إلى الطعام والرغبة في الدراسة إلى الانضمام إلى المعركة".
انضم عبدالله إلى الحرب في مارس/آذار 2016 وحارب في العديد من الجبهات. والآن، بعد تعرضه للإصابة، لم يعد يقاتل لكنه لا يزال يتلقى راتبه.
وقال عبدالله: "سأركز على دراستي وبعد التخرج في الجامعة سأقرر ما سأفعله. ومع ذلك، لن يكون القتال أحد خياراتي". ويأمل أيضاً أن يساعده العمل المضني الذي يقوم به على مساعدة أفراد أسرته الآخرين على استكمال الدراسة".
وأوضح هشام ابن عم عبدالله، الذي توفي والده منذ أربع سنوات، أن عبدالله يبذل قصارى جهده لإنقاذ أسرته من الجوع، حيث إنه العائل الوحيد للأسرة. "الله سيحمي عبدالله في كل مكان لأنه يكسب ماله من أجل اليتامى ولا يؤمن بالقتال. فقد اضطرته الحاجة إلى المال إلى المشاركة في الحرب".
وقال إنه لو تستطيع إحدى مؤسسات الدولة أن تساعد الأسرة، لن يضطر عبدالله إلى المشاركة في القتال. ومع ذلك، فإن أعمال مثل تلك المؤسسات قد توقفت جراء الحرب.
وأشار نايف نور الدين، الذي يتخصص في مجال التقاليد الاجتماعية بمكتب التعليم في تعز، إلى أن الأزمة الاقتصادية بالمدينة تضطر مختلف أنماط المواطنين إلى المشاركة في القتال من أجل المال، بمن في ذلك المثقفون وبعض المعلمين.
"أعرف العديد من المعلمين والموظفين الحكوميين الذين انضموا إلى المعركة من أجل المال، نظراً لعدم وجود أي مصدر دخل آخر لديهم".
وطالب نور الدين الحكومة بـ"محاولة حل الأزمة الاقتصادية وسداد رواتب كافة الموظفين حتى يستطيعوا العيش بأمان".
قلم وكلاشينكوف
أكد غلاب الرفيد، زعيم المقاومة بإقليم تعز ومدرب المجندين، أن العديد من المثقفين والمتعلمين قد انضموا إلى المقاومة الشعبية خلال العامين الماضيين. ومع ذلك، قال إنهم فعلوا ذلك لمقاومة "الغزاة" – المتمردين الحوثيين – الذين يحاولون السيطرة على تعز.
ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن الرفيد قوله: "نريد أن نرسل رسالة إلى الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح بأننا متعلمون، لكننا لا نتردد في المشاركة بالقتال إذا ما احتاجت تعز إلينا. وشعارنا دائماً هو "قلم وكلاشينكوف".
"تعد تعز هي العاصمة الثقافية لليمن. وليس غريباً أن يشارك المتعلمون في الحرب من أجل تحريرها. ويعرف المتعلمون أكثر من غيرهم مدى أهمية التحرير ويعلمون الوطنية للآخرين".
وقال الرفيد إن بعض الجماعات بالمقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس هادي تقدم للطلاب تسهيلات حتى يمكنهم مواصلة دراستهم أثناء القتال.
وأضاف: "هناك كتيبة بالمقاومة الشعبية تعرف باسم كتيبة الطلاب. وعادة ما يقومون بالتنسيق مع الطلاب لمنحهم الفرصة لمواصلة دراستهم. ومع ذلك، يصر بعضهم على البقاء والقتال. ونحن لا نمنع أحداً من مواصلة الدراسة".
وأكد إبراهيم، الطالب الذي تحول إلى مقاتل، أنه يعرف مئات من طلاب الجامعة الذي يقاتلون في صفوف المقاومة الشعبية.
ورغم أن إبراهيم مقاتل، فإنه يقول إنه لم يقتل أحداً حتى الآن. "ليس من السهل أن تقتل إنساناً. قد يسامحني الله على أي خطيئة اقترفها باستثناء القتل. وأود أن تضع الحرب أوزارها قريباً ونتمكن من ممارسة حياتنا الطبيعية".
لسداد رسوم الدراسة الجامعية يضطر إبراهيم، الذي طلب عدم ذكر اسمه الحقيقي، إلى أن يجوب شوارع مدينة تعز المليئة بالقناصة، كما أنه يعمل جندياً لبعض الوقت في الحرب الأهلية المريرة باليمن، حسب تقرير لموقع ميدل إيست البريطاني.
وتخضع مدينة تعز للحصار منذ نحو عامين وهي تقع الجزء الجنوبي مما كان يعرف باليمن الشمالي، وتوصف أحياناً بأنها العاصمة الثقافية لليمن الدولة التي مزقتها الحرب منذ أوائل عام 2015.
خطر المجاعة
وأدى القتال بين المتمردين الحوثيين (شمالي البلاد) والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي إلى وفاة أكثر من 10 آلاف مدني، خلال نزاع تعتبره الأمم المتحدة بمثابة أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وفي يناير/كانون الثاني 2017، حذر مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ستيفن أوبريان من المجاعة التي تواجه اليمن هذا العام، حيث تنفذ إمدادات القمح ويتم قطع الطرق أمام تقديم المعونات.
وذكرت منظمة اليونيسيف أن أكثر من مليوني طفل كانوا بين 3.3 مليون شخص يعانون من سوء التغذية المزمن في أنحاء اليمن، وتأتي تعز بين أكثر ثلاثة مناطق منكوبة بالبلاد.
علوم الحاسب الآلي
ويدرس إبراهيم علوم الحاسب الآلي بجامعة تعز. وكان يعتمد على والده في سداد الرسوم الجامعية؛ ومع ذلك، انتهى ذلك الدعم حينما حالت الحرب دون انتقال والده الذي يعمل تاجراً للماشية من منطقة إلى أخرى.
ولم يعد أمام إبراهيم سوى خيار صعب، هو الانضمام إلى المعركة بصفته مقاتلاً مأجوراً أو العمل في مجال البناء كشقيقيه. وقال إبراهيم: "أبي لا يعمل هذه الأيام وتعتمد أسرتي على المعونات الغذائية التي يقدمها البعض؛ ولذا فمن الصعب استكمال دراستي الجامعية".
ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن إبراهيم قوله: "لا أريد التوقف عن الدراسة وامتهان حرفة عمال البناء. ولذلك حاولت التفكير في حل عملي". وأضاف: "انضم بعض أصدقائي بالفعل إلى المعركة كمقاتلين ويحصلون على 60 ألف ريال (200 دولار) شهرياً. وقد شجعوني على الانضمام إلى صفوفهم".
ولم ترُق الفكرة لوالد إبراهيم، لكنه حينما وجد نفسه غير قادر على مساعدة ابنه، سمح له بالانضمام.
وقال إبراهيم: "في يونيو/تموز 2016، اتصل بي أحد الزملاء وطلب مني التوجه إلى معسكر الخيامي للتدريب العسكري (على مقربة 20 كم من تعز) لتلقي التدريب، وقال إن القيادة ستقبلني كمقاتل. غادرت منزلي على الفور.. لا أستطيع القول إنني كنت سعيداً. بل كنت أندب حظي".
تلقي إبراهيم التدريب الأساسي على مدار شهر قبل أن يتسلم بندقية كلاشينكوف ويذهب مع المقاتلين الآخرين الموالين للحكومة إلى جبهة هيفان التي تبعد 70 كم عن تعز. وهناك تعرض بعض زملائه للقتل أثناء منعهم تقدم الحوثيين نحو الطريق الرئيسي المؤدي إلى لحج ومدينة عدن الساحلية. وكان إبراهيم محظوظاً.
وقال: "لم أكن أريد أن أتواجد بالخطوط الأمامية، حيث افتقر إلى الخبرة القتالية. ولذلك أصررت على البقاء بالمؤخرة ووافق القادة. وأخبرتهم أيضاً بأنني طالب وسمحوا لي بالقتال لمدة ثلاثة أيام أسبوعياً".
وغالباً ما يقضي إبراهيم أيام القتال المخصصة له في أماكن مختلفة بضواحي تعز، على مقربة من المدينة بما يسمح له بمواصلة دراسته. وقد تمكّن من أن يصبح من أكثر الطلاب المتفوقين في صفه الدراسي.
"أسدد 80 ألف ريال يمني (200 دولار) سنوياً كرسوم للجامعة وأنفق 30 ألف ريال شهرياً على تكاليف المعيشة. وأحاول أن أدخر نحو 20 ألف ريال شهرياً. واعتزم التوقف عن المشاركة في القتال بمجرد أن أدخر ما يكفي لاستكمال دراستي".
يُعد إبراهيم واحداً من الطلاب العديدين من تعز الذين انضموا إلى القتال سعياً وراء المال.
وأكد محمد عبدالودود، أستاذ علوم الحاسب الآلي بجامعة تعز، أن العديد من طلاب الجامعة يشاركون كمقاتلين في الحرب وأن بعضهم قد لقوا حتفهم.
ونقل عنه موقع "ميدل إيست آي" قوله إن "هناك عشرات من طلاب الجامعة ينضمون للمعركة لأسباب مختلفة. ونحن نعلم بأمرهم، لكننا لا نستطيع تقديم أي حلول، حيث يرجع الأمر إلى الطالب وأسرته".
وذكر عبدالودود أن الوضع الاقتصادي الصعب يلعب دوراً هاماً في تشجيع الطلاب على ترك الجامعة والمشاركة في القتال، مضيفاً أن البعض ترك الجامعة للأبد.
كان للنزاع الطاحن آثار مدمرة على الاقتصاد وفرص العمل في تعز وأنحاء البلاد. فقد اضطرت الشركات والمصانع الخاصة في تعز إلى الإغلاق، بينما لم يتلق موظفو الحكومة في المنطقة، على غرار المناطق الأخرى، رواتبهم منذ أغسطس/آب 2016. وتوقفت عملية تشييد المباني الجديدة.
طلاب عائلون ومقاتلون
أصيب عبدالله البالغ من العمر 23 عاماً والذي طلب عدم ذكر اسمه أيضاً ويدرس اللغة العربية بجامعة تعز، في يده اليمنى على يد أحد قناصة الحوثيين في ديسمبر/كانون الأول 2016، حينما كان يقاتل بجبهة السايلو التي تبعد 15 كم جنوبي تعز.
وأصيب زملاؤه بصدمة شديدة حينما اكتشفوا أنه مقاتل. وقد تمكن من حضور المحاضرات بالجامعة، حيث كان يقاتل على مدار ثلاثة أيام فقط على غرار إبراهيم حتى أصيب.
"لا أشعر بالفخر لكوني مقاتلاً. لكنني يتيم والشقيق الأكبر لأربعة أخوة. ويتعين عليّ أن أدرس وأكسب المال كي أرعى أسرتي".
وأخبر موقع ميدل إيست آي: "قبل الحرب، كنت أبيع الملابس في المساء، لكنني لا أستطيع الآن تحقيق أي ربح من خلال ذلك العمل. فقد اضطرتني الحاجة إلى الطعام والرغبة في الدراسة إلى الانضمام إلى المعركة".
انضم عبدالله إلى الحرب في مارس/آذار 2016 وحارب في العديد من الجبهات. والآن، بعد تعرضه للإصابة، لم يعد يقاتل لكنه لا يزال يتلقى راتبه.
وقال عبدالله: "سأركز على دراستي وبعد التخرج في الجامعة سأقرر ما سأفعله. ومع ذلك، لن يكون القتال أحد خياراتي". ويأمل أيضاً أن يساعده العمل المضني الذي يقوم به على مساعدة أفراد أسرته الآخرين على استكمال الدراسة".
وأوضح هشام ابن عم عبدالله، الذي توفي والده منذ أربع سنوات، أن عبدالله يبذل قصارى جهده لإنقاذ أسرته من الجوع، حيث إنه العائل الوحيد للأسرة. "الله سيحمي عبدالله في كل مكان لأنه يكسب ماله من أجل اليتامى ولا يؤمن بالقتال. فقد اضطرته الحاجة إلى المال إلى المشاركة في الحرب".
وقال إنه لو تستطيع إحدى مؤسسات الدولة أن تساعد الأسرة، لن يضطر عبدالله إلى المشاركة في القتال. ومع ذلك، فإن أعمال مثل تلك المؤسسات قد توقفت جراء الحرب.
وأشار نايف نور الدين، الذي يتخصص في مجال التقاليد الاجتماعية بمكتب التعليم في تعز، إلى أن الأزمة الاقتصادية بالمدينة تضطر مختلف أنماط المواطنين إلى المشاركة في القتال من أجل المال، بمن في ذلك المثقفون وبعض المعلمين.
"أعرف العديد من المعلمين والموظفين الحكوميين الذين انضموا إلى المعركة من أجل المال، نظراً لعدم وجود أي مصدر دخل آخر لديهم".
وطالب نور الدين الحكومة بـ"محاولة حل الأزمة الاقتصادية وسداد رواتب كافة الموظفين حتى يستطيعوا العيش بأمان".
قلم وكلاشينكوف
أكد غلاب الرفيد، زعيم المقاومة بإقليم تعز ومدرب المجندين، أن العديد من المثقفين والمتعلمين قد انضموا إلى المقاومة الشعبية خلال العامين الماضيين. ومع ذلك، قال إنهم فعلوا ذلك لمقاومة "الغزاة" – المتمردين الحوثيين – الذين يحاولون السيطرة على تعز.
ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن الرفيد قوله: "نريد أن نرسل رسالة إلى الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح بأننا متعلمون، لكننا لا نتردد في المشاركة بالقتال إذا ما احتاجت تعز إلينا. وشعارنا دائماً هو "قلم وكلاشينكوف".
"تعد تعز هي العاصمة الثقافية لليمن. وليس غريباً أن يشارك المتعلمون في الحرب من أجل تحريرها. ويعرف المتعلمون أكثر من غيرهم مدى أهمية التحرير ويعلمون الوطنية للآخرين".
وقال الرفيد إن بعض الجماعات بالمقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس هادي تقدم للطلاب تسهيلات حتى يمكنهم مواصلة دراستهم أثناء القتال.
وأضاف: "هناك كتيبة بالمقاومة الشعبية تعرف باسم كتيبة الطلاب. وعادة ما يقومون بالتنسيق مع الطلاب لمنحهم الفرصة لمواصلة دراستهم. ومع ذلك، يصر بعضهم على البقاء والقتال. ونحن لا نمنع أحداً من مواصلة الدراسة".
وأكد إبراهيم، الطالب الذي تحول إلى مقاتل، أنه يعرف مئات من طلاب الجامعة الذي يقاتلون في صفوف المقاومة الشعبية.
ورغم أن إبراهيم مقاتل، فإنه يقول إنه لم يقتل أحداً حتى الآن. "ليس من السهل أن تقتل إنساناً. قد يسامحني الله على أي خطيئة اقترفها باستثناء القتل. وأود أن تضع الحرب أوزارها قريباً ونتمكن من ممارسة حياتنا الطبيعية".