من المستحيل الحصول على أرقام دقيقة، ولكن يبدو أن زواج الأطفال آخذ في التزايد في اليمن بسبب الفقر المدقع الناجم عن ما يقرب من عامين من الحرب المدمرة في بلد كان بالفعل واحداً من أفقر البلدان وأقلها نمواً في العالم.
فقد أصبح الآباء غير قادرين على إعالة أسرهم على نحو متزايد، إذ تشير المقابلات التي أجرتها شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى أن بعض الآباء يختارون تزويج بناتهم في سن أقل من المخطط له، الأمر الذي يمحو آثار التقدم المحقق في السابق نحو وضع حد لهذه الممارسة.
وتقول صفاء، وهي واحدة من هؤلاء الضحايا، أنها كانت تتطلع لحضور حفلات الزفاف وتطلب المزيد من العصائر المحلاة بالسكر والشوكولاتة التي تُقدم للأطفال. كانت تحب الطبول والألعاب النارية.
ولكن عندما جاء يوم زفافها، كانت صفاء تبلغ من العمر 14 عاماً فقط وكانت قد فرت مؤخراً من منزلها في مدينة تعز اليمنية المحاصرة. لم تكن هناك أي حلوى أو موسيقى أو احتفال.
سارت على قدميها من غرفة إلى أخرى في مدرسة تحولت الآن إلى مخيم لمجموعة صغيرة من حوالي 3.1 مليون نازح داخل اليمن، وأصبحت امرأة متزوجة. ولم يستغرق الأمر سوى بضع خطوات لكي تتبدد تماماً خطط طالبة الصف التاسع في أن تصبح معلمة.
وقالت صفاء، التي تبلغ الآن 16 عاماً: "[من المفترض أن] تحتفل العرائس في يوم زفافهن. لكنني بكيت عندما اضطررت لمغادرة غرفة والدتي، لأنني كنت أعرف أنني لن أتمكن من تحقيق أحلامي، وأن مستقبلي سيكون في يد زوجي، وليس بيدي".
وتعيش الفتاة المراهقة الآن في جزء من فصل دراسي مقسم بالأغطية البلاستيكية لاستيعاب عدة أُسر. وتقضي أيامها في غسيل الأطباق والطبخ ومساعدة والدة زوجها.
ولكن صفاء لا تلوم زوجها البالغ من العمر 21 عاماً وتقول أنها تحبه وهي سعيدة لأنه أصبح زوجها. وأوضحت قائلة "يستطيع زوجي إعالتي بالقدر الكافي".
ولا تلوم صفاء والديها، بل تتمنى لو كانت الأمور مختلفة. وهذا نفس شعور والدها.
كان عبد الله البالغ من العمر 49 عاماً يبيع المياه على متن شاحنة في مدينة تعز قبل اندلاع الحرب في مايو 2015. لكنه باع الشاحنة حتى تتمكن أسرته المكونة من سبعة أفراد من الفرار من العنف. وفور وصوله إلى مخيم المدرسة في منطقة الشمايتين، التي تبعد حوالي 70 كيلومتراً عن مسقط رأسه المحاصرة، اضطر عبد الله للاعتماد على الصدقات، لكنها لم تكن كافية لشراء وجبات منتظمة.
"قررت أن أزوج ابنتي حتى تتمكن من الحصول على حياة أفضل وأخفف عبء مسؤوليتي [المالية]،" كما أوضح. وبعد شهرين من وصولهم إلى الشمايتين، تزوجت صفاء.
عندما كان في تعز، وعد عبد الله بتسجيل صفاء في دروس اللغة الإنجليزية، ولكن هذا أصبح ضرباً من المستحيل الآن. لكنه يقسم أن ابنتيه الأصغر سناً لن تتبعا مسار صفاء: "أنا على استعداد للتسول، بدلاً من تزويج ابنتيّ قبل أن تنهيا دراستيهما".
البيانات غير متاحة
ولا توجد أرقام دقيقة تُذكر في اليمن في الوقت الراهن - حتى المستشفيات تجد صعوبة في إحصاء القتلى بعد تدمير النظام الصحي والاقتصاد في حالة من الانهيار تمنع التوصل إلى أرقام شاملة عن البطالة.
كما أن الإحصاءات عن زواج الأطفال نادرة، وهو موضوع حساس جداً رفض العديد من الضحايا وأولياء الأمور التحدث عنه مع شبكة الأنباء الإنسانية (بل هددوها كذلك).
وتجدر الإشارة إلى أنه بحسب تقديرات دراسة أُجريت عام 2006، تصل نسبة الفتيات اللاتي تزوجن قبل سن الـ18 عاماً إلى 52 بالمائة. وقد وجدت دراسة استقصائية أجراها صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في عام 2012 أن ما يقرب من 32 بالمائة من الفتيات في اليمن يتزوجن قبل بلوغهن 18 عاماً و10 بالمائة تقريباً يتزوجن قبل سن 15 عاماً.
وتشير هذه الأرقام إلى أن الزواج المبكر - الذي يؤثر على الفتيات أكثر من الفتيان ويرتبط بقصر فترة التعليم، والحمل الخطر، والعنف المنزلي - قد تناقص قبل الحرب.
من المؤكد أنه كان يخضع للرصد والمراقبة. فقد لفتت فتاة صغيرة تدعى نجود انتباه المجتمع الدولي إلى هذه القضية لفترة وجيزة عندما رفعت دعوى ناجحة للطلاق من زوجها وهي في العاشرة من عمرها.
فشلت الدولة في تمرير عدة قوانين تحدد الحد الأدنى لسن الزواج بنحو 17 أو 18 عاماً، ولكن تم وضع زواج الأطفال على جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي أعقب الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح عام 2011. ولكن هذه العملية لم تحقق شيئاً بعد تحول الوضع في اليمن إلى نزاع دولي شامل مع بدء الضربات الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية في مارس 2015.
من جانبه، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان في مطلع سبتمبر 2015 من أن زواج الأطفال يبدو آخذاً في الارتفاع مرة أخرى - ووجدت مقابلاته مع الضحايا أن متوسط سن زواج الأطفال بين الفتيات يبلغ الآن 15 عاماً.
في السياق نفسه، أكد جمال الدين الشامي، رئيس المدرسة الديمقراطية في صنعاء، وهي منظمة غير حكومية تركز على قضايا الأطفال، أنه شهد نفس النمط عندئذ ومنذ ذلك الحين.
وأضاف في حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية أن "الأزمة الاقتصادية التي ضربت اليمن في العامين الماضيين أجبرت العديد من الناس على تزويج بناتهم الصغيرات. لا تستطيع [الأسر] كسب العيش وتفتقر إلى الثقافة الكافية عن مخاطر زواج الأطفال".
وقال بيان لصندوق الأمم المتحدة للسكان أن موجات النزوح الضخمة الناجمة عن الحرب والضغط الاقتصادي المتعلق بها يعني أن المزيد من الأسر تلجأ إلى تزويج بناتها الصغيرات كآلية تكيف، وحتى لضمان رعاية الفتيات.
وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية، قال عبد اللطيف الأديمي، إمام المسجد ذي التأثير الكبير في تعز أنه ينظر إلى الزواج باعتباره وسيلة مشروعة لتحمل الفقر المدقع - ما دامت الفتاة قد وصلت إلى سن البلوغ: "إذا لم يكن الأب قادراً على إعالة ابنته ... فإنني أفضل أن تتزوج عن أن تعاني مع والديها".
وتجدر الإشارة إلى أن اليمن بالتأكيد ليس البلد الوحيد الذي أدى فيه مزيج خطير من الصراع والنزوح والفقر إلى زيادة في عدد الزوجات الشابات - فقد وجدت إحدى الدراسات أن نحو 23 بالمائة من اللاجئين السوريين في لبنان يتزوجون قبل بلوغ الـ18 عاماً.
المستقبل
وعلى الرغم من أن القرار بالنسبة لكثير من الآباء والأمهات يرتبط باليأس الاقتصادي، فإن نجيبة، وهي فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، ليست على يقين من أن هذا ما حدث في حالتها.
تزوجت نجيبة في شهر أبريل الماضي عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها وهي تنتظر طفلاً الآن حامل. لقد علمت للتو كيف تلد المرأة ولذلك فهي تشعر بالذعر.
"أحاول الخروج من المنزل واللعب مع أصدقائي لنسيان أنني حامل،" كما تقول وهي تجهش بالبكاء عندما تتذكر يوم زفافها. مرة أخرى، لم يكن هناك أي احتفال، فقط المزيد من الدموع.
وتقول نجيبة، التي تعيش في منطقة ريفية بمحافظة تعز، أن والدها كان يستطيع إعالتها. وعلى الرغم من أنها تفتقد أشقاءها وأصدقاءها، فإنها تقول أنها لا تفتقد والدها الذي "لن تغفر له".
اتصلت شبكة الأنباء الإنسانية بوالد الفتاة، لكنه قال أنه لن يتحدث مع الغرباء حول مسألة شخصية.
" يبدو المستقبل بالنسبة لي ولجنيني مظلماً،" كما تقول نجيبة، لكنها مصممة على شيء واحد: "إذا أنجبت فتاة، فلن أسمح بتزويجها قبل أن تبلغ 20 عاماً".
وبالمثل، فإن صفاء لا ترى أملاً يُذكر على المدى القصير، وهي مضطرة للقيام بالأعمال المنزلية في القسم الخاص بها من مخيم الشيماتين. لكن الفتاة التي تبلغ من العمر 16 عاماً لديها الكثير لتقوله عن خططها لمرحلة ما بعد الحرب.
"آمل أن أصبح ناشطة في مجال المرأة وتثقيف الناس حول مخاطر زواج الأطفال في يوم ما. أريد أن أساعد الأطفال الآخرين على الذهاب إلى المدرسة والتمتع بطفولتهم،" كما أخبرت شبكة الأنباء الإنسانية.
فقد أصبح الآباء غير قادرين على إعالة أسرهم على نحو متزايد، إذ تشير المقابلات التي أجرتها شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى أن بعض الآباء يختارون تزويج بناتهم في سن أقل من المخطط له، الأمر الذي يمحو آثار التقدم المحقق في السابق نحو وضع حد لهذه الممارسة.
وتقول صفاء، وهي واحدة من هؤلاء الضحايا، أنها كانت تتطلع لحضور حفلات الزفاف وتطلب المزيد من العصائر المحلاة بالسكر والشوكولاتة التي تُقدم للأطفال. كانت تحب الطبول والألعاب النارية.
ولكن عندما جاء يوم زفافها، كانت صفاء تبلغ من العمر 14 عاماً فقط وكانت قد فرت مؤخراً من منزلها في مدينة تعز اليمنية المحاصرة. لم تكن هناك أي حلوى أو موسيقى أو احتفال.
سارت على قدميها من غرفة إلى أخرى في مدرسة تحولت الآن إلى مخيم لمجموعة صغيرة من حوالي 3.1 مليون نازح داخل اليمن، وأصبحت امرأة متزوجة. ولم يستغرق الأمر سوى بضع خطوات لكي تتبدد تماماً خطط طالبة الصف التاسع في أن تصبح معلمة.
وقالت صفاء، التي تبلغ الآن 16 عاماً: "[من المفترض أن] تحتفل العرائس في يوم زفافهن. لكنني بكيت عندما اضطررت لمغادرة غرفة والدتي، لأنني كنت أعرف أنني لن أتمكن من تحقيق أحلامي، وأن مستقبلي سيكون في يد زوجي، وليس بيدي".
وتعيش الفتاة المراهقة الآن في جزء من فصل دراسي مقسم بالأغطية البلاستيكية لاستيعاب عدة أُسر. وتقضي أيامها في غسيل الأطباق والطبخ ومساعدة والدة زوجها.
ولكن صفاء لا تلوم زوجها البالغ من العمر 21 عاماً وتقول أنها تحبه وهي سعيدة لأنه أصبح زوجها. وأوضحت قائلة "يستطيع زوجي إعالتي بالقدر الكافي".
ولا تلوم صفاء والديها، بل تتمنى لو كانت الأمور مختلفة. وهذا نفس شعور والدها.
كان عبد الله البالغ من العمر 49 عاماً يبيع المياه على متن شاحنة في مدينة تعز قبل اندلاع الحرب في مايو 2015. لكنه باع الشاحنة حتى تتمكن أسرته المكونة من سبعة أفراد من الفرار من العنف. وفور وصوله إلى مخيم المدرسة في منطقة الشمايتين، التي تبعد حوالي 70 كيلومتراً عن مسقط رأسه المحاصرة، اضطر عبد الله للاعتماد على الصدقات، لكنها لم تكن كافية لشراء وجبات منتظمة.
"قررت أن أزوج ابنتي حتى تتمكن من الحصول على حياة أفضل وأخفف عبء مسؤوليتي [المالية]،" كما أوضح. وبعد شهرين من وصولهم إلى الشمايتين، تزوجت صفاء.
عندما كان في تعز، وعد عبد الله بتسجيل صفاء في دروس اللغة الإنجليزية، ولكن هذا أصبح ضرباً من المستحيل الآن. لكنه يقسم أن ابنتيه الأصغر سناً لن تتبعا مسار صفاء: "أنا على استعداد للتسول، بدلاً من تزويج ابنتيّ قبل أن تنهيا دراستيهما".
البيانات غير متاحة
ولا توجد أرقام دقيقة تُذكر في اليمن في الوقت الراهن - حتى المستشفيات تجد صعوبة في إحصاء القتلى بعد تدمير النظام الصحي والاقتصاد في حالة من الانهيار تمنع التوصل إلى أرقام شاملة عن البطالة.
كما أن الإحصاءات عن زواج الأطفال نادرة، وهو موضوع حساس جداً رفض العديد من الضحايا وأولياء الأمور التحدث عنه مع شبكة الأنباء الإنسانية (بل هددوها كذلك).
وتجدر الإشارة إلى أنه بحسب تقديرات دراسة أُجريت عام 2006، تصل نسبة الفتيات اللاتي تزوجن قبل سن الـ18 عاماً إلى 52 بالمائة. وقد وجدت دراسة استقصائية أجراها صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في عام 2012 أن ما يقرب من 32 بالمائة من الفتيات في اليمن يتزوجن قبل بلوغهن 18 عاماً و10 بالمائة تقريباً يتزوجن قبل سن 15 عاماً.
وتشير هذه الأرقام إلى أن الزواج المبكر - الذي يؤثر على الفتيات أكثر من الفتيان ويرتبط بقصر فترة التعليم، والحمل الخطر، والعنف المنزلي - قد تناقص قبل الحرب.
من المؤكد أنه كان يخضع للرصد والمراقبة. فقد لفتت فتاة صغيرة تدعى نجود انتباه المجتمع الدولي إلى هذه القضية لفترة وجيزة عندما رفعت دعوى ناجحة للطلاق من زوجها وهي في العاشرة من عمرها.
فشلت الدولة في تمرير عدة قوانين تحدد الحد الأدنى لسن الزواج بنحو 17 أو 18 عاماً، ولكن تم وضع زواج الأطفال على جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي أعقب الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح عام 2011. ولكن هذه العملية لم تحقق شيئاً بعد تحول الوضع في اليمن إلى نزاع دولي شامل مع بدء الضربات الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية في مارس 2015.
من جانبه، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان في مطلع سبتمبر 2015 من أن زواج الأطفال يبدو آخذاً في الارتفاع مرة أخرى - ووجدت مقابلاته مع الضحايا أن متوسط سن زواج الأطفال بين الفتيات يبلغ الآن 15 عاماً.
في السياق نفسه، أكد جمال الدين الشامي، رئيس المدرسة الديمقراطية في صنعاء، وهي منظمة غير حكومية تركز على قضايا الأطفال، أنه شهد نفس النمط عندئذ ومنذ ذلك الحين.
وأضاف في حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية أن "الأزمة الاقتصادية التي ضربت اليمن في العامين الماضيين أجبرت العديد من الناس على تزويج بناتهم الصغيرات. لا تستطيع [الأسر] كسب العيش وتفتقر إلى الثقافة الكافية عن مخاطر زواج الأطفال".
وقال بيان لصندوق الأمم المتحدة للسكان أن موجات النزوح الضخمة الناجمة عن الحرب والضغط الاقتصادي المتعلق بها يعني أن المزيد من الأسر تلجأ إلى تزويج بناتها الصغيرات كآلية تكيف، وحتى لضمان رعاية الفتيات.
وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية، قال عبد اللطيف الأديمي، إمام المسجد ذي التأثير الكبير في تعز أنه ينظر إلى الزواج باعتباره وسيلة مشروعة لتحمل الفقر المدقع - ما دامت الفتاة قد وصلت إلى سن البلوغ: "إذا لم يكن الأب قادراً على إعالة ابنته ... فإنني أفضل أن تتزوج عن أن تعاني مع والديها".
وتجدر الإشارة إلى أن اليمن بالتأكيد ليس البلد الوحيد الذي أدى فيه مزيج خطير من الصراع والنزوح والفقر إلى زيادة في عدد الزوجات الشابات - فقد وجدت إحدى الدراسات أن نحو 23 بالمائة من اللاجئين السوريين في لبنان يتزوجون قبل بلوغ الـ18 عاماً.
المستقبل
وعلى الرغم من أن القرار بالنسبة لكثير من الآباء والأمهات يرتبط باليأس الاقتصادي، فإن نجيبة، وهي فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، ليست على يقين من أن هذا ما حدث في حالتها.
تزوجت نجيبة في شهر أبريل الماضي عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها وهي تنتظر طفلاً الآن حامل. لقد علمت للتو كيف تلد المرأة ولذلك فهي تشعر بالذعر.
"أحاول الخروج من المنزل واللعب مع أصدقائي لنسيان أنني حامل،" كما تقول وهي تجهش بالبكاء عندما تتذكر يوم زفافها. مرة أخرى، لم يكن هناك أي احتفال، فقط المزيد من الدموع.
وتقول نجيبة، التي تعيش في منطقة ريفية بمحافظة تعز، أن والدها كان يستطيع إعالتها. وعلى الرغم من أنها تفتقد أشقاءها وأصدقاءها، فإنها تقول أنها لا تفتقد والدها الذي "لن تغفر له".
اتصلت شبكة الأنباء الإنسانية بوالد الفتاة، لكنه قال أنه لن يتحدث مع الغرباء حول مسألة شخصية.
" يبدو المستقبل بالنسبة لي ولجنيني مظلماً،" كما تقول نجيبة، لكنها مصممة على شيء واحد: "إذا أنجبت فتاة، فلن أسمح بتزويجها قبل أن تبلغ 20 عاماً".
وبالمثل، فإن صفاء لا ترى أملاً يُذكر على المدى القصير، وهي مضطرة للقيام بالأعمال المنزلية في القسم الخاص بها من مخيم الشيماتين. لكن الفتاة التي تبلغ من العمر 16 عاماً لديها الكثير لتقوله عن خططها لمرحلة ما بعد الحرب.
"آمل أن أصبح ناشطة في مجال المرأة وتثقيف الناس حول مخاطر زواج الأطفال في يوم ما. أريد أن أساعد الأطفال الآخرين على الذهاب إلى المدرسة والتمتع بطفولتهم،" كما أخبرت شبكة الأنباء الإنسانية.