«سيناريو الحرب» صار على الطاولة، وسيناريو محتمل في ظل التصعيد المتنامي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، فإدارة دونالد ترمب تطبق سريعا تهديداتها تجاه طهران بوتيرة متسارعة، وإيران تهدد بالرد بتقوية سلاحها النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية.
ورغم أن تقليم أظافر طهران من قبل واشنطن يبدو في مصلحة دول الخليج، فإن مراقبين حذروا من أن دول الخليج والدول العربية ستخسر كثيرا في حال نشوب حرب أميركية إيرانية؛ لأن مسرح العمليات سيكون مياه الخليج العربي، ما سيجعل حدودها ودولها وتجارتها مهددة ومستنزفة، وبالتالي من مصلحتها تحجيم النفوذ الإيراني دون الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة، وربما الأفضل تعزيز القدرات الدفاعية وتوازن الردع.
وتظل مواجهة إيران ليست سهلة، فروسيا والصين تدعمان طهران، كذلك هناك مصالح مشتركة عراقية أميركية إيرانية في العراق، ولا تزال طهران تهيمن على القرار العراقي.
سيناريو الحرب
قال المحلل الكندي الإيراني الأصل، شاهر شاهد ساليس، في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي»، إن «المواجهة بين ترمب وإيران تعد نقطة تفجر ساخنة يمكن أن تشعل حربا بين البلدين».
ورصد الكاتب النقاط الضاغطة بين واشنطن وطهران، موضحا أن إيران تحدت وبشكل ناشط النفوذ الأميركي في المنطقة، وقام الأميركيون خلال العقود الأربعة الماضية بجهود حثيثة، واستخدموا الوسائل المتاحة لديهم كلها، غير الحرب؛ لتقويض النظام الإيراني وتغييره، فمن دعم صدام حسين في الحرب الدموية، التي استمرت 8 أعوام (1980 - 1988)، إلى العمليات السرية والهجمات الإلكترونية، ودعم الجماعات المسلحة داخل البلاد، إلى العقوبات التي شلت الاقتصاد، ومع تغير الوضع بشكل درامي بعد سقوط حلب في ديسمبر (كانون الأول)، لم تتم دعوة أميركا أو حلفائها إلى مؤتمر آستانة في كازاخستان؛ لأن إيران عارضت حضورها.
القيادة المتشددة
وتابع: «أيضا هناك إصرار التيار المتشدد، بقيادة المرشد الأعلى للثورة آية الله خامنئي، على الحفاظ على شكل الدولة الثوري، وتصديره إلى دول المنطقة، بشكل يؤثر في استقرار الدول الحليفة للولايات المتحدة فيها، خاصة دول الخليج المحافظة، وبالتحديد السعودية التي تشعر بالتهديد من إيران، ولأن الشيعة يتركزون في المناطق الشرقية الغنية بالنفط، ومن الحوثيين، والحركة الزيدية اليمنية في اليمن التي تضرب جنوب السعودية».
تهديد أمن الكيان الصهيوني
السبب الأهم للتوتر هو معاداة إسرائيل، فبعد نجاح مثالها في لبنان والعراق، فإنها قامت بتنظيم قوات ميليشيات ضخمة في سوريا، أي في الجانب الآخر لإسرائيل، ومن المحتمل أن تبقى هذه القوات في مرحلة ما بعد الأسد، ما يعد تهديدا لأمن إسرائيل، الذي يعد عماد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
أما القيادة الإيرانية التي تتخذ القرار النهائي لا ترغب في الظهور بمظهر الضعيف أمام الأميركيين، وليس لدى القائد أي خيار إلا مواجهتها، فالعودة إلى المشروع النووي سيرفق بتطورات في مجال الصواريخ الباليستية - بحسب الكاتب نفسه - .
ماتيس يهدد
في مؤشر على اتجاه العلاقات الأميركية الإيرانية إلى مزيد من التصعيد، انضم وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، اليوم السبت، لحملة التصعيد ضد إيران، غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض عقوبات ضد طهران إثر تجربتها الصاروخية الباليستية الأخيرة.
وصرح ماتيس خلال مؤتمر صحافي في طوكيو بأنه «فيما يتعلق بإيران، فهذه هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم»، مشيرًا إلى أنه لا يرى ضرورة حاليًا لتعزيز عدد الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط.
عقوبات جديدة
كانت أميركا قد فرضت الجمعة، عقوبات على 13 فردا و12 كيانا بموجب القانون الأميركي لمعاقبة إيران، هؤلاء يشتبه في تقديمهم الدعم اللوجستي أو المادي لبرنامج الصواريخ الباليستي الإيراني.
وجاء العقاب بعد أيام من توجيه البيت الأبيض «تحذيرا رسميا» لإيران، بشأن إجرائها اختبارا على صاروخ باليستي، وغير ذلك من الأنشطة.
إيران ترد
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، مساء الجمعة «الرد بالمثل» على فرض الإدارة الأميركية الجديدة عقوبات على طهران إثر تجربتها الصاروخية الباليستية الأخيرة.
كذلك منعت طهران فريق المصارعة الأميركي من دخول أراضيها للمشاركة في منافسات كأس العالم للمصارعة الحرة، ردا على الأمر التنفيذي الذي أصدره «ترمب» بحظر منح تأشيرات دخول للإيرانيين.
كما أعلن الحرس الثوري الإيراني، صباح اليوم السبت، عن مناورات عسكرية شرق العاصمة طهران تحت اسم "المدافعون عن سماء الولاية"، وذلك غداة العقوبات الأمريكية الجديدة على طهران.
وذكرت وكالة أنباء فارس، أن المناورات انطلقت على مساحة 35 ألف كيلومتر مربع، في منطقة سمنان العامة، تحت عنوان "الهمة الجهادية والإرادة الإيرانية والاقتدار الثوري والتصدي للحظر والتهديد".
الصين وروسيا لن تصمتا
ومن الواضح أن تهديد واشنطن لإيران لن يمر بسهولة في ظل احتشاد الأطراف الدولية والإقليمية وفق تحالفاتها الراهنة، فالصين وروسيا لن تصمتا على استهداف حليفتهما طهران، فقد حدّد خبير روسي، الموقف المحتمل لروسيا والصين، في حال نشبت حرب بين الولايات المتحدة الأميركية، وإيران. ونقل موقع «برافدا رو»، على لسان الخبير قوله إن موسكو وبكين ستدعمان طهران في حربها ضد الولايات المتحدة الأميركية.
ورغم أن تقليم أظافر طهران من قبل واشنطن يبدو في مصلحة دول الخليج، فإن مراقبين حذروا من أن دول الخليج والدول العربية ستخسر كثيرا في حال نشوب حرب أميركية إيرانية؛ لأن مسرح العمليات سيكون مياه الخليج العربي، ما سيجعل حدودها ودولها وتجارتها مهددة ومستنزفة، وبالتالي من مصلحتها تحجيم النفوذ الإيراني دون الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة، وربما الأفضل تعزيز القدرات الدفاعية وتوازن الردع.
وتظل مواجهة إيران ليست سهلة، فروسيا والصين تدعمان طهران، كذلك هناك مصالح مشتركة عراقية أميركية إيرانية في العراق، ولا تزال طهران تهيمن على القرار العراقي.
سيناريو الحرب
قال المحلل الكندي الإيراني الأصل، شاهر شاهد ساليس، في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي»، إن «المواجهة بين ترمب وإيران تعد نقطة تفجر ساخنة يمكن أن تشعل حربا بين البلدين».
ورصد الكاتب النقاط الضاغطة بين واشنطن وطهران، موضحا أن إيران تحدت وبشكل ناشط النفوذ الأميركي في المنطقة، وقام الأميركيون خلال العقود الأربعة الماضية بجهود حثيثة، واستخدموا الوسائل المتاحة لديهم كلها، غير الحرب؛ لتقويض النظام الإيراني وتغييره، فمن دعم صدام حسين في الحرب الدموية، التي استمرت 8 أعوام (1980 - 1988)، إلى العمليات السرية والهجمات الإلكترونية، ودعم الجماعات المسلحة داخل البلاد، إلى العقوبات التي شلت الاقتصاد، ومع تغير الوضع بشكل درامي بعد سقوط حلب في ديسمبر (كانون الأول)، لم تتم دعوة أميركا أو حلفائها إلى مؤتمر آستانة في كازاخستان؛ لأن إيران عارضت حضورها.
القيادة المتشددة
وتابع: «أيضا هناك إصرار التيار المتشدد، بقيادة المرشد الأعلى للثورة آية الله خامنئي، على الحفاظ على شكل الدولة الثوري، وتصديره إلى دول المنطقة، بشكل يؤثر في استقرار الدول الحليفة للولايات المتحدة فيها، خاصة دول الخليج المحافظة، وبالتحديد السعودية التي تشعر بالتهديد من إيران، ولأن الشيعة يتركزون في المناطق الشرقية الغنية بالنفط، ومن الحوثيين، والحركة الزيدية اليمنية في اليمن التي تضرب جنوب السعودية».
تهديد أمن الكيان الصهيوني
السبب الأهم للتوتر هو معاداة إسرائيل، فبعد نجاح مثالها في لبنان والعراق، فإنها قامت بتنظيم قوات ميليشيات ضخمة في سوريا، أي في الجانب الآخر لإسرائيل، ومن المحتمل أن تبقى هذه القوات في مرحلة ما بعد الأسد، ما يعد تهديدا لأمن إسرائيل، الذي يعد عماد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
أما القيادة الإيرانية التي تتخذ القرار النهائي لا ترغب في الظهور بمظهر الضعيف أمام الأميركيين، وليس لدى القائد أي خيار إلا مواجهتها، فالعودة إلى المشروع النووي سيرفق بتطورات في مجال الصواريخ الباليستية - بحسب الكاتب نفسه - .
ماتيس يهدد
في مؤشر على اتجاه العلاقات الأميركية الإيرانية إلى مزيد من التصعيد، انضم وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، اليوم السبت، لحملة التصعيد ضد إيران، غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض عقوبات ضد طهران إثر تجربتها الصاروخية الباليستية الأخيرة.
وصرح ماتيس خلال مؤتمر صحافي في طوكيو بأنه «فيما يتعلق بإيران، فهذه هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم»، مشيرًا إلى أنه لا يرى ضرورة حاليًا لتعزيز عدد الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط.
عقوبات جديدة
كانت أميركا قد فرضت الجمعة، عقوبات على 13 فردا و12 كيانا بموجب القانون الأميركي لمعاقبة إيران، هؤلاء يشتبه في تقديمهم الدعم اللوجستي أو المادي لبرنامج الصواريخ الباليستي الإيراني.
وجاء العقاب بعد أيام من توجيه البيت الأبيض «تحذيرا رسميا» لإيران، بشأن إجرائها اختبارا على صاروخ باليستي، وغير ذلك من الأنشطة.
إيران ترد
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، مساء الجمعة «الرد بالمثل» على فرض الإدارة الأميركية الجديدة عقوبات على طهران إثر تجربتها الصاروخية الباليستية الأخيرة.
كذلك منعت طهران فريق المصارعة الأميركي من دخول أراضيها للمشاركة في منافسات كأس العالم للمصارعة الحرة، ردا على الأمر التنفيذي الذي أصدره «ترمب» بحظر منح تأشيرات دخول للإيرانيين.
كما أعلن الحرس الثوري الإيراني، صباح اليوم السبت، عن مناورات عسكرية شرق العاصمة طهران تحت اسم "المدافعون عن سماء الولاية"، وذلك غداة العقوبات الأمريكية الجديدة على طهران.
وذكرت وكالة أنباء فارس، أن المناورات انطلقت على مساحة 35 ألف كيلومتر مربع، في منطقة سمنان العامة، تحت عنوان "الهمة الجهادية والإرادة الإيرانية والاقتدار الثوري والتصدي للحظر والتهديد".
الصين وروسيا لن تصمتا
ومن الواضح أن تهديد واشنطن لإيران لن يمر بسهولة في ظل احتشاد الأطراف الدولية والإقليمية وفق تحالفاتها الراهنة، فالصين وروسيا لن تصمتا على استهداف حليفتهما طهران، فقد حدّد خبير روسي، الموقف المحتمل لروسيا والصين، في حال نشبت حرب بين الولايات المتحدة الأميركية، وإيران. ونقل موقع «برافدا رو»، على لسان الخبير قوله إن موسكو وبكين ستدعمان طهران في حربها ضد الولايات المتحدة الأميركية.