بعد أشهر معدودة من استهداف مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي صالح سفناً كانت موجودة بالقرب من مضيق باب المندب، دشن الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية عملية عسكرية لتحرير المخا والسواحل الغربية المحيطة، وتمكن من تحقيق تقدم متسارع.
ويرى مراقبون أن هذه العملية قد توقف تدخلات طهران وإمداداتها بالسلاح والنفط إلى الانقلابيين، خصوصاً بعد تقارير أكدت أن مليشيا الحوثيين قد استخدمت نظام الصواريخ المضاد للسفن الذي تمتلكه طهران.
وحوّل التقدم الذي حققه الجيش الوطني في المخا الأنظار نحو سواحل الحديدة، آخر متنفس بحري للمليشيا يمتد حتى ميدي شمالاً، حيث استخدمته طهران لإمداد مليشياتها بالسلاح في حروبها السابقة ضد الجيش اليمني، وحاولت التغلغل في البلاد عبر سواحلها الممتدة لأكثر من 2000كم؛ بهدف زعزعة أمن المنطقة والممر البحري في باب المندب.
حبال طهران التي رمت بها في البحر بدأت تتقطع بتحرير سواحل المخا؛ إذ لن تكون قادرة على اختراق جدار المراقبة الذي تحرسه قوات التحالف العربي الداعمة للشرعية في اليمن، بعد أن قطعت خط الإمداد الجوي عبر ماهان التي وقعت اتفاقية مشبوهة لاستقبال 14 رحلة أسبوعية بين طهران والانقلابيين قبيل انطلاق عاصفة الحزم.
المحلل السياسي ياسين التميمي رأى أن تحرير المخا شكل منعطفاً مهماً في مسار المواجهات العسكرية التي تخوضها قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي ضد الانقلابيين.
وأضاف التميمي، في تصريح خاص لـ"الخليج أونلاين"، أن العمليات العسكرية التي قادها الجيش الوطني في الساحل الغربي تستكمل عملياً تحرير منطقة باب المندب الاستراتيجية وتأمينها، وتنهي النفوذ العسكري والأمني والملاحي للانقلابيين في هذه المنطقة، ومعها فقد الانقلابيون أهم منفذ لإمدادات السلاح والتموين بمختلف أشكاله، ومورداً من الموارد التي كانت تدعم وتطيل معركتهم ضد الدولة والشعب اليمني.
واستخدمت مليشيا الحوثيين المخا والسواحل الغربية لإيصال إمدادات السلاح إلى عدة جبهات، إلى جانب تلقي الدعم العسكري والنفطي من إيران، وبتحريره يتمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من قطع إمدادات الانقلابيين؛ سواء عبر البحر أو تلك القادمة من محافظة الحديدة التي لاتزال تحت سيطرتهم وتمثل الشريان الحيوي للإمدادات، وبذلك تسقط ورقة مهمة من يد مليشيا الانقلاب كانت تشكل لها دافعاً قوياً لها للاستمرار في عملياتها العسكرية ضد قوات الشرعية، خصوصاً بعد أن فقدت الموانئ الأخرى في الشرق والجنوب.
التميمي أشار إلى أن الاستمرار في معركة تحرير الساحل الغربي سيقضي على ادعاءات الانقلابيين بشأن حضورهم وسيطرتهم الجغرافية، وسيتحولون معها إلى عصابة مسلحة معزولة في سلسلة المرتفعات الجبلية الشمالية الغربية للبلاد.
وتوقع التميمي أن تكون النتائج المباشرة لتحرير المخا قبول المليشيا غير المشروط بالذهاب إلى العاصمة الأردنية عمان للمشاركة في اجتماعات لجنة التهدئة، وهو أمر كان مستبعداً من قبل، وهذا يعني أن الأوراق التفاوضية تتساقط الواحدة تلو الأخرى من يد الانقلابيين.
ورغم أنها تنحصر عسكرياً في أكثر الجبهات الاستراتيجية، وتفقد يوماً بعد آخر مصادر تمويل حربها على الشعب اليمني، إلا أن مليشيا الانقلاب لاتزال تكابر وترفض الانصياع للحلول السلمية؛ الأمر الذي دفع الحكومة اليمنية أكثر نحو خيار الحسم العسكري الذي يقول اليمنيون إنه الحل الأفضل مع الانقلاب.
التميمي اختتم حديثه بالإشارة إلى أن الورقة الاستراتيجية التي كانت تساوم عليها إيران من وراء وقوفها إلى جانب الحوثيين قد فُقدت بتحرير المخا، وسوف يصبح الحوثيون عبئاً اقتصادياً على طهران، بعد أن يتحولوا شيئاً فشيئاً إلى مجرد جماعة مسلحة معزولة وعلى مشارف الهزيمة.
ثنائية السواحل الغربية لتعز والحديدة والتقائها على خريطة جغرافية واحدة تجعل فرص الانتقال من تعز إلى الحديدة أمراً واقعياً، بحسب الخبراء والمتابعين، خصوصاً بعد توغل الجيش الوطني من الشمال في ميدي.
وتؤكد التقارير أن قوات الشرعية تعد قوتها لتحرير ما تبقى من السواحل اليمنية في قبضة الانقلابيين، والتي تتلقى عبرها الدعم والتمويل لبقية المناطق التي تسيطر عليها شرقاً.
رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية، باسم الشعبي، اتفق في تصريح خاص لـ"الخليج أونلاين" مع التقارير التي تربط بين عمليات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المخا وذوباب وبين الحاجة إلى تحرير سواحل تهامة.
وأضاف الشعبي: "المعركتان في تعز والحديدة بذات الأهمية بالنسبة لقوات الشرعية المدعومة بالتحالف العربي، وإن كانت بدأتها من تعز لاعتبارات عسكرية".
واستدرك الشعبي في حديثه: "لكن كما يبدو من سير المعارك في سواحل المخا أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ستستمر في تقدمها على الساحل الغربي صوب سواحل تهامة، ابتداء من الخوخة التي تحد المخا وانتهاء بحدود سواحل الحديدة في ميدي شمالاً".
واعتبر الشعبي المعركة التي تخوضها قوات الشرعية "معركة موانئ"، تسعى إلى خنق الانقلابيين وقطع الإمدادات عنهم؛ الأمر الذي سيطبق الحصار عليهم ويضيق أمامهم الخيارات.
وبينما أشار رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، في رسالة للرئيس هادي عقب دخول الجيش الوطني المخا إلى أن الشعب يرفض المشروع الانقلابي المموّل من إيران، أكد قائد محور تعز، العميد خالد فاضل، وجود بصمات إيرانية في الحرب حيث عثر على كميات من الأسلحة في الجبهات؛ بينها قذائف إيرانية، إلى جانب وجود مدربين وخبراء إيرانيين في المعركة.
كما توقع الخبير العسكري السعودي اللواء محمد القبيان، أن تسعى إيران لتعزيز قدرات المليشيا الانقلابية لمنع سقوط محافظة الحديدة في قبضة الشرعية، واستعادة الميناء الثاني في البلاد المطل على مضيق باب المندب الحيوي.
واعتبر اللواء القبيان، في تصريحات تلفزيونية، أن معركة تحرير الحديدة ستكون الأعنف لكون تحريرها يمثل قطع ذراع المليشيا الانقلابية؛ وهو ما سيجعل منها المعركة المفصلية والمواجهة المباشرة ضد إيران.
وينظر المتابعون إلى أن الانقلابيين بفقدانهم السيطرة على السواحل الغربية سيضطرون إلى الانعزال في جبال صنعاء والمحافظات المجاورة لها، في ظل غياب مقومات السلطة، ولن يكون بمقدورهم الصمود أكثر أمام الشرعية؛ ما قد يشكل بصيص أمل لتحريك مياه السياسة.
ويرى مراقبون أن هذه العملية قد توقف تدخلات طهران وإمداداتها بالسلاح والنفط إلى الانقلابيين، خصوصاً بعد تقارير أكدت أن مليشيا الحوثيين قد استخدمت نظام الصواريخ المضاد للسفن الذي تمتلكه طهران.
وحوّل التقدم الذي حققه الجيش الوطني في المخا الأنظار نحو سواحل الحديدة، آخر متنفس بحري للمليشيا يمتد حتى ميدي شمالاً، حيث استخدمته طهران لإمداد مليشياتها بالسلاح في حروبها السابقة ضد الجيش اليمني، وحاولت التغلغل في البلاد عبر سواحلها الممتدة لأكثر من 2000كم؛ بهدف زعزعة أمن المنطقة والممر البحري في باب المندب.
حبال طهران التي رمت بها في البحر بدأت تتقطع بتحرير سواحل المخا؛ إذ لن تكون قادرة على اختراق جدار المراقبة الذي تحرسه قوات التحالف العربي الداعمة للشرعية في اليمن، بعد أن قطعت خط الإمداد الجوي عبر ماهان التي وقعت اتفاقية مشبوهة لاستقبال 14 رحلة أسبوعية بين طهران والانقلابيين قبيل انطلاق عاصفة الحزم.
المحلل السياسي ياسين التميمي رأى أن تحرير المخا شكل منعطفاً مهماً في مسار المواجهات العسكرية التي تخوضها قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي ضد الانقلابيين.
وأضاف التميمي، في تصريح خاص لـ"الخليج أونلاين"، أن العمليات العسكرية التي قادها الجيش الوطني في الساحل الغربي تستكمل عملياً تحرير منطقة باب المندب الاستراتيجية وتأمينها، وتنهي النفوذ العسكري والأمني والملاحي للانقلابيين في هذه المنطقة، ومعها فقد الانقلابيون أهم منفذ لإمدادات السلاح والتموين بمختلف أشكاله، ومورداً من الموارد التي كانت تدعم وتطيل معركتهم ضد الدولة والشعب اليمني.
واستخدمت مليشيا الحوثيين المخا والسواحل الغربية لإيصال إمدادات السلاح إلى عدة جبهات، إلى جانب تلقي الدعم العسكري والنفطي من إيران، وبتحريره يتمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من قطع إمدادات الانقلابيين؛ سواء عبر البحر أو تلك القادمة من محافظة الحديدة التي لاتزال تحت سيطرتهم وتمثل الشريان الحيوي للإمدادات، وبذلك تسقط ورقة مهمة من يد مليشيا الانقلاب كانت تشكل لها دافعاً قوياً لها للاستمرار في عملياتها العسكرية ضد قوات الشرعية، خصوصاً بعد أن فقدت الموانئ الأخرى في الشرق والجنوب.
التميمي أشار إلى أن الاستمرار في معركة تحرير الساحل الغربي سيقضي على ادعاءات الانقلابيين بشأن حضورهم وسيطرتهم الجغرافية، وسيتحولون معها إلى عصابة مسلحة معزولة في سلسلة المرتفعات الجبلية الشمالية الغربية للبلاد.
وتوقع التميمي أن تكون النتائج المباشرة لتحرير المخا قبول المليشيا غير المشروط بالذهاب إلى العاصمة الأردنية عمان للمشاركة في اجتماعات لجنة التهدئة، وهو أمر كان مستبعداً من قبل، وهذا يعني أن الأوراق التفاوضية تتساقط الواحدة تلو الأخرى من يد الانقلابيين.
ورغم أنها تنحصر عسكرياً في أكثر الجبهات الاستراتيجية، وتفقد يوماً بعد آخر مصادر تمويل حربها على الشعب اليمني، إلا أن مليشيا الانقلاب لاتزال تكابر وترفض الانصياع للحلول السلمية؛ الأمر الذي دفع الحكومة اليمنية أكثر نحو خيار الحسم العسكري الذي يقول اليمنيون إنه الحل الأفضل مع الانقلاب.
التميمي اختتم حديثه بالإشارة إلى أن الورقة الاستراتيجية التي كانت تساوم عليها إيران من وراء وقوفها إلى جانب الحوثيين قد فُقدت بتحرير المخا، وسوف يصبح الحوثيون عبئاً اقتصادياً على طهران، بعد أن يتحولوا شيئاً فشيئاً إلى مجرد جماعة مسلحة معزولة وعلى مشارف الهزيمة.
ثنائية السواحل الغربية لتعز والحديدة والتقائها على خريطة جغرافية واحدة تجعل فرص الانتقال من تعز إلى الحديدة أمراً واقعياً، بحسب الخبراء والمتابعين، خصوصاً بعد توغل الجيش الوطني من الشمال في ميدي.
وتؤكد التقارير أن قوات الشرعية تعد قوتها لتحرير ما تبقى من السواحل اليمنية في قبضة الانقلابيين، والتي تتلقى عبرها الدعم والتمويل لبقية المناطق التي تسيطر عليها شرقاً.
رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية، باسم الشعبي، اتفق في تصريح خاص لـ"الخليج أونلاين" مع التقارير التي تربط بين عمليات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المخا وذوباب وبين الحاجة إلى تحرير سواحل تهامة.
وأضاف الشعبي: "المعركتان في تعز والحديدة بذات الأهمية بالنسبة لقوات الشرعية المدعومة بالتحالف العربي، وإن كانت بدأتها من تعز لاعتبارات عسكرية".
واستدرك الشعبي في حديثه: "لكن كما يبدو من سير المعارك في سواحل المخا أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ستستمر في تقدمها على الساحل الغربي صوب سواحل تهامة، ابتداء من الخوخة التي تحد المخا وانتهاء بحدود سواحل الحديدة في ميدي شمالاً".
واعتبر الشعبي المعركة التي تخوضها قوات الشرعية "معركة موانئ"، تسعى إلى خنق الانقلابيين وقطع الإمدادات عنهم؛ الأمر الذي سيطبق الحصار عليهم ويضيق أمامهم الخيارات.
وبينما أشار رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، في رسالة للرئيس هادي عقب دخول الجيش الوطني المخا إلى أن الشعب يرفض المشروع الانقلابي المموّل من إيران، أكد قائد محور تعز، العميد خالد فاضل، وجود بصمات إيرانية في الحرب حيث عثر على كميات من الأسلحة في الجبهات؛ بينها قذائف إيرانية، إلى جانب وجود مدربين وخبراء إيرانيين في المعركة.
كما توقع الخبير العسكري السعودي اللواء محمد القبيان، أن تسعى إيران لتعزيز قدرات المليشيا الانقلابية لمنع سقوط محافظة الحديدة في قبضة الشرعية، واستعادة الميناء الثاني في البلاد المطل على مضيق باب المندب الحيوي.
واعتبر اللواء القبيان، في تصريحات تلفزيونية، أن معركة تحرير الحديدة ستكون الأعنف لكون تحريرها يمثل قطع ذراع المليشيا الانقلابية؛ وهو ما سيجعل منها المعركة المفصلية والمواجهة المباشرة ضد إيران.
وينظر المتابعون إلى أن الانقلابيين بفقدانهم السيطرة على السواحل الغربية سيضطرون إلى الانعزال في جبال صنعاء والمحافظات المجاورة لها، في ظل غياب مقومات السلطة، ولن يكون بمقدورهم الصمود أكثر أمام الشرعية؛ ما قد يشكل بصيص أمل لتحريك مياه السياسة.