الرئيسية / من هنا وهناك / سخرية بتونس من نائب وجامعية ابتدعا آيتين في القرآن (شاهد)
سخرية بتونس من نائب وجامعية ابتدعا آيتين في القرآن (شاهد)

سخرية بتونس من نائب وجامعية ابتدعا آيتين في القرآن (شاهد)

10 يناير 2017 07:51 مساء (يمن برس)
ضجّت صفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة من نائب بالبرلمان التونسي وجامعية مثيرة للجدل، بعد أن استشهد الأوّل بمثل شعبي "ظنّه" آية قرآنية، بينما "ابتدعت" الثانية آية نسبتها إلى سورة النساء.

وكان النائب عن حزب نداء تونس بمجلس نوّاب الشعب، لطفي النابلي، يتحدث في مداخلة له بندوة فكرية، بعنوان "عودة الإرهابيين من بؤر التوتر، وكيفية التعاطي معهم، ومصيرهم، والإشكالات المطروحة"، عن كيفية تعامل الدولة التونسية مع ملف العائدين من هذه المناطق.

وأكّد خلال الندوة، التي نظمها مركز تونس للإسلام والديمقراطية، السبت، على ضرورة دراسة كل ملف بذاته، وتقييمه، ومحاكمة صاحبه وفق القانون وليس بمنطق العقوبات الجماعية، مضيفا بقوله: "ربّي سبحانه وتعالى يقول كلّ شاة مُعلّقة من كراعها".

"كلّ شاة معلّقة.."

ويبدو أنّ النائب النابلي كان يرغب في القول بأنّ الله عزّ وجلّ يُحاسب كل إنسان بما فعل، مصداقا لقوله تعالى "الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" (غافر - 17)، لكنّه استشهد بمثل شعبي، ونسبه إلى الله عز وجلّ.

ولم يُعرف ما إذا كان النابلي، الذي كان يتكلّم بحضور النائب النهضوي سمير ديلو والمحامي سيف الدين مخلوف، وقع في "زلّة لسان" أو هي "عدم معرفة" بأّن ما قاله ليس كلام الله عز وجلّ، بل هو مثل شعبي منتشر، حيث يُنطق في بعض البلدان العربية بـ"كلّ شاة معلّقة من عرقوبها" أو "كلُّ شَاة بِرِجْلِهَا مُعَلَّقَة"، وغير ذلك.

ولم يتوقف سيل التعليقات الساخرة من النائب النابلي، الذي ساندته الأستاذة الجامعية سلوى الشرفي بمنشور على صفحتها في "فيسبوك"، الأحد، جاء فيه "حكمة اليوم: قال تعالى اسمعوا كلام الحاكم.. النساء 59".

"تونسة القرآن"

وقالت الشرفي، التي تولت سابقا إدارة معهد الصحافة وعلوم الأخبار، في منشور ثان "علاش (لماذا) تظلموا في النائب النابلي لأنه نسب إلى الله قول "كل شاة معلقة من كراعها"، ومعناها الحديث باللغة الفرنسية  la peine est personnelle (العقوبة شخصية) هو اجتهد على أساس مبدأ -ما معناه- فترجمة آية (ولا تزر وازرة وزر أخرى) إلى اللهجة التونسية، مثلما ترجم غيره القرآن إلى عشرات اللغات".

من جهته، اعتبر الرئيس السابق محمد منصف المرزوقي "زلّة" النائب النابلي "مؤشرا على الانحطاط الثقافي المتسارع في هذا البلد"، وفق ما نشره، مساء الاثنين، على صفحته في فيسبوك.

وقال المرزوقي: تعليق الجامعية التي قالت للتبرير إنه ترجمة لمعنى من معاني القرآن باللهجة التونسية مؤشّر أخطر كنت نبهت له عندما قلت إنه إذا تواصل التطبيع مع الكتابة بالعامية، خاصة عامية البرجوازية المتفرنسة، فسيأتي يوم نقول فيه -أستغفر الله- ''إن الله على كل شيء capable'' أو ''إنا لله وإليه de retour".

وأضاف بقوله: "لا أعرف حقبة مظلمة من تاريخنا قدر هذه الفترة التي نشاهد فيها الاعتداء بالفاحشة على أجمل وأعظم لغات العالم، لغة القرآن، لغة محمد سيد الخلق، لغة المتنبي سيد الشعراء، لغة ابن خلدون سيد المؤرخين، لغة ابن منظور القفصي سيد أحباء لغة كل هؤلاء".

استغلت الفرصة

وانتقد الكاتب نصر الدين السويلمي الجامعية الشرفي، معتبرا أنّه "لا يمكن بحال أن نقارن زلة النابلي بما اقترفته المثيرة للجدل سلوى الشرفي التي دونت على صفحتها.. عبارات غريبة نسبتها للقرآن الكريم، افتتحتها بقال الله تعالى، وذيلتها بكذبة مشينة، حين ادعت أنها آية رقم 59 من سورة النساء!!!".

وبرّر السويلمي في مقال نشره موقع باب نات، الاثنين، خطأ النابلي بقوله "إنها من جنس أخطاء الزلات وليست من أخطاء الجهل؛ لأن مكانة الرجل العلمية وعمله في الجامعة التونسية.. يجعل من الرجل فوق هذه المعلومات البديهية".

لكنّه انتقد الشرفي التي اعتبر أنّها "برّرت زلة النابلي، واستغلت الفرصة لتمرير جرعات إضافية من العبث والاستهتار، وقد عودتنا على استغلال كل ما يطعن في الهوية ويحيل على العبث بموروث الشعب".

تدريس البوذية

وكانت الشرفي استهزأت، قبل عام، بوزير الشؤون الدينية السابق محمد خليل، الذي دعا الناس في بلاغ رسمي إلى إقامة صلاة الاستسقاء آنذاك، بقولها إن الوزير "قام بسطو أدبي على مجهود خبراء الطقس الذين يتوقعون نزول أمطار بداية من الأحد، وتتواصل مدة ثلاثة أيام"، وفق ما جاء في منشور لها على صفحتها في "فيسبوك".

وتابعت ساخرة: "لو كان في صلاة الاستسقاء خير لما كانت السعودية صحراء".

وسخر الكاتب والفنان الكوميدي صابر الوسلاتي، الاثنين، من النائب النابلي بفقرته اليومية ببرنامج "راف ماغ" على راديو "ابتسامة أف أم" بقوله: "البوذية ماشية مليح يا جماعة.. ظاهر فيه يوسف الصديق بدا يقدم دروسا خصوصية في الدار".

وكان الفيلسوف يوسف الصديق طالب في تصريح لراديو "ديوان أف أم"، الأربعاء الماضي، بضرورة تدريس مختلف الأديان بالمدارس والمعاهد التونسية قبل سن 18، متسائلا عن "سبب عدم تدريس البوذية، خاصة أن أغلب الشعوب الآسيوية تدين بهذه الديانة التي تساعد على التفكير والاستبطان"، وفق تعبيره
شارك الخبر