الرئيسية / شؤون دولية / واشنطن تنشر مقاتلات "اف 22" في قاعدة الظفرة الإماراتية
واشنطن تنشر مقاتلات \"اف 22\" في قاعدة الظفرة الإماراتية

واشنطن تنشر مقاتلات "اف 22" في قاعدة الظفرة الإماراتية

02 مايو 2012 09:00 صباحا (يمن برس)
نشرت الولايات المتحدة مقاتلات من طراز "اف 22" مزودة بتكنولوجيا عالية في الامارات العربية المتحدة, في خطوة انتقدتها إيران معتبرة أنها تعرض الأمن الاقليمي للخطر.

ولم يوضح المسؤولون الأميركيون, الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم, عدد المقاتلات التي تم إرسالها الى قاعدة الظفرة الجوية.

وأكدت المتحدثة باسم سلاح الجو الاميركي الميجور ماري دونر جونز ان عدداً من هذه الطائرات تم نشره في المنطقة, من دون ذكر القاعدة الجوية أو إيران.

وقالت ان "سلاح الجو الاميركي نشر مقاتلات اف 22 (في المنطقة). ومثل عمليات الانتشار هذه تعزز العلاقات بين الجيشين وتساهم في تعزيز الامن الاقليمي وتحسن العمليات الجوية المشتركة".

من جهته, أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الكابتن جون كيربي أن هذا الانتشار "طبيعي تماما" لكونه يندرج في اطار اعادة تموضع القوات الاميركية في المنطقة بعد انسحاب الجنود الاميركيين من العراق.

ويأتي نشر هذه الطائرات, الأكثر تطوراً في سلاح الجو الأميركي, على وقع تصاعد التوتر بين الامارات وايران بعد زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد في 11 ابريل الماضي جزيرة أبو موسى, وهي احدى الجزر الاماراتية الثلاث في الخليج التي تحتلها إيران منذ العام 1971.

في المقابل, حذرت إيران من أن نشر المقاتلات الأميركية في الإمارات سيعرض الأمن في المنطقة للخطر.

وقال المتحدث باسم خارجيتها رامين مهمنباراست, في مؤتمره الصحافي الأسبوعي, أمس, "لا نؤيد أبداً وجود قوات اجنبية في المنطقة. لاننصح بلدان المنطقة بأن تقدم دعماً لوجودها", معتبراً ان "على الدول الاقليمية الاستعانة بالتعاون الجماعي لتوفير أمنها".

واضاف ان "السعي للحصول على دعم بلدان اجنبية او تجهيزاتها من شأنه ليس فقط عدم توفير امنها, لكنه يعرض للخطر أيضاً أمن المنطقة".

ولوح المتحدث بقطع العلاقات مع الإمارات, قائلاً: انه "إذا طرحت في بعض التصريحات (من المسؤولين الاماراتيين) مزاعم ومواضيع غير مدروسة, فإننا ننصحهم جدياً بالامتناع عنها", وان نواب البرلمان الإيراني "قد يتخذون قرارات بشأن التعاون مع بعض الدول في حال استمرار المواقف الصلفة".

واضاف "ننصح بعدم القيام بما قد يمس بعلاقات هذه الدول مع الجمهورية الاسلامية الايرانية, وهذا الامر موجه الى مسؤولي بعض دول المنطقة".

وتردد هذه التصريحات صدى انتقادات عبر عنها, اول من امس, وزير الدفاع احمد وحيدي, الذي اعتبر ان "عمليات انتشار من هذا النوع هي مؤذية وغير مجدية في آن. وهدفها نفسي بالدرجة الاولى وترمي الى بث شعور بعدم الامان في المنطقة".

وفي ديسمبر من العام الماضي, اعلنت الولايات المتحدة عن بيع أسلحة تضم رادارات وبطاريات صواريخ دفاعية الى الامارات العربية المتحدة بقيمة 3,48 مليارات دولار. كما تنتشر حاملتا طائرات اميركيتان في الوقت الراهن في الخليج مع السفن التي تواكبها.

وفي الاطار نفسه, طرحت واشنطن إمكانية إقامة درع صاروخية مشتركة في الخليج, لمواجهة التهديدات الايرانية, إلا لأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بين دول مجلس التعاون في شأن المشروع.

وذكر محللون انه على الرغم من انتماء دول الخليج العربية الى التحالف السياسي والعسكري الموحد وهو مجلس التعاون الخليجي فإنها ما زالت غير متقبلة لفكرة تبادل المعلومات, كما أنها لم تستطع الاتفاق على مقر القيادة المركزية وتجد صعوبة بالغة في التوصل الى سبل للعمل المشترك في حالات الطوارئ.

وقال مصطفى العاني, وهو محلل دفاع متخصص في الشرق الاوسط, ان "المسألة لا تتعلق بالثقة بين دول الخليج فحسب بل أيضاً الثقة في الاميركيين ... ستتحكم دولة قوية وأميركا في القيادة المركزية والدول الصغيرة ستجد نفسها محاصرة بينهما".

واعتبر خبراء أن أفضل حل على المدى القصير هو أن تحصل دول مجلس التعاون على أنظمة يمكن أن تتماشى مع بعضها البعض, ويمكن دمجها معاً في حالة الطوارئ.

لكن مسؤولين أميركيين حذروا من ان هذه الطريقة تنطوي على مخاطر كبيرة, وأنها ليست بديلاً عن وجود قيادة مركزية تتيح عملية أخذ القرار بدرجة أسرع كثيراً.

وفي هذه الحالة سيجلس القادة في غرفة واحدة تكون مسيطرة على الشبكة بأكملها بدلاً من الاضطرار الى التنسيق بين ست قيادات مختلفة.
شارك الخبر