الرئيسية / تقارير وحوارات / الحوثي يحول المساجد مخازن أسلحة وأوكار تعذيب (انفوجرافيك)
الحوثي يحول المساجد مخازن أسلحة وأوكار تعذيب (انفوجرافيك)

الحوثي يحول المساجد مخازن أسلحة وأوكار تعذيب (انفوجرافيك)

04 يناير 2017 08:55 صباحا (يمن برس)
فيما كشفت مصادر مقربة من المخلوع علي صالح، أن حركة الحوثيين بدأت إرغام الجنود والضباط في مختلف القطاعات الأمنية، على أخذ دروس دينية مذهبية بشكل أسبوعي، أكد عدد من علماء وشيوخ البلاد أن الدور المشبوه الذي تقوم به الجماعة الانقلابية تخطى المراحل العسكرية والوصول إلى كراسي الحكم، ووصل إلى مرحلة أدلجة وتغيير الفكر اليمني الوسطي، ومحاولة إرغام المدنيين على اتباع أفكارهم ومعتقداتهم الطائفية، في وقت خيمت فيه الحرب وأصوات المدافع على المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد، وخفتت فيه أصوات العلماء لمواجهة الحرب الفكرية إلى جانب الحروب العسكرية.

وأوضح وزير الأوقاف والإرشاد اليمني القاضي أحمد بن عطية، في تصريح إلى "الوطن" أن الوزارة تعتبر هي المظلة الجامعة لكل العلماء، من خلال وضعها للخطط التي تعنى بتنظيمهم، وذلك بالتعاون مع نظيرتها في المملكة، إضافة إلى تطبيق ميثاق الشرف اليمني بين علماء ودعاة اليمن، لتمكينهم من القيام بدورهم على الوجه الأكمل.

وشدد ابن عطية على أن دور العلماء يعتبر مهما جدا في هذه الحرب الدموية، بحيث يتحتم عليهم توحيد رؤى الناس، خاصة الشباب، وإرشادهم إلى الطريق الصحيح عن طريق تعليمهم منهج الوسطية والاعتدال، ونبذ كل ألوان التطرف والغلو والإرهاب، فضلا عن ترشيد الخطاب الديني إلى الأفضل، بما يؤدي إلى تهذيب الأخلاق والقيم، وينبذ التعصب المذهبي والمناطقي.

وأشار إلى وجوب تحييد المساجد والنأي بها عن الصراعات الحزبية والمذهبية والقبلية. وألمح ابن عطية إلى أن دور الخطاب الديني يجب أن يتوازن مع الخطاب السياسي، بحيث يتم دعم توجهات الدولة في بناء المؤسسات وحماية الثروات، وإعادة نفوذ السلطات، لإرجاع الأمن وهيبة الدولة.

تدنيس الرموز الدينية

بدوره أكد عضو جمعية علماء اليمن، ‏رئيس مجلس علماء أهل السنة والجماعة بحضرموت، الشيخ أحمد حسن المعلم، أن معظم النشاطات التي تتركز حولها مهام الجماعة الحوثية تستند في أساسها على وسائل الإعلام، من خلال بث البرامج التلفزيونية، إلى جانب الخطاب الميداني الذي يتواصل مباشرة مع الجنود في جبهات القتال.

وأشار المعلم إلى أن هيمنة الميليشيات على مفاصل الدولة الحيوية، خصوصا على الصحف ووسائل الإعلام، من شأنها أن تؤثر على المواطن البسيط، مشيدا بوعي المواطن اليمني ومعرفته بأن ما تطرحه تلك الميليشيات مجرد أكاذيب وتلفيق.

وأكد أن ميليشيات الحوثي طالت المساجد والمكتبات الإسلامية ودور تحفيظ القرآن بإرهابها، من خلال حرق الكتب العلمية، والعبث بالمراكز الدينية التوعوية.

ولفت المعلم إلى لجوء الميليشيات المتمردة لتحويل المساجد ودور العبادة إلى معسكرات لتخزين الأسلحة والمفخخات، إلى جانب الجلسات الخاصة والعبث بقدسية المكان، بسبب اطمئنانهم بأن طيران التحالف يتجنب قصف مثل هذه الأماكن.

تهديد العلماء

وأوضح المعلم أن أولى الفئات المستهدفة من قبل الميليشيات هي العلماء، لعلمهم بقوة تأثيرهم على الناس، حيث إن يد الإرهاب والبطش طالت معظم رموزهم، وأبرزها الشيخ محمد العمراني، الذي اقتحمت الميليشيات منزله وهددته بالقتل.

وأكد أن مثل هذه الأفعال الهمجية لن تثني الشعب اليمني عن الوقوف في وجه المشاريع التخريبية، وسيستمر العلماء الوسطيون في تعرية رموز التطرف والإرهاب، وفضح مخططاتهم التي تستهدف الأبرياء والمدنيين، وترغمهم على اتباع منهجهم غير المشروع.

بدوره، قال عضو رابطة أهل الحديث، الشيخ جمال غندل، إن الحرب المندلعة في اليمن هي حرب طائفية بامتياز، وأن الأفعال الإجرامية التي يرتكبها المتمردون خير شاهد على ذلك، بدءا من تهجير السكان المحليين وترهيبهم، ومرورا بهدم المساجد وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وانتهاء بفرض المعتقدات الطائفية وتدريسها في المناهج والمقررات الرسمية.

وأكد أن انتهاك الميليشيات الحوثية لحرمة المساجد، يستند على توهمهم بجواز انتهاك دور العبادة التابعة للطائفة السنية، وتحويلها إلى أماكن لهو وعبث ووسائل ترفيه.

تقرير الانتهاكات

كشف تقرير صادر عن برنامج التواصل مع علماء اليمن، عن إحصاءات فظيعة، لم تتوان الميليشيات الانقلابية عن اقترافها تجاه المساجد ودور العبادة، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، حيث إن همجية تلك الميليشيات تؤكد جهلهم وعدم وعيهم بوجوب تحييد بيوت الله عن الصراعات المذهبية والقبلية والعسكرية.

وأكد التقرير أن المساجد في معظم المحافظات أصبحت أوكارا تُخزن فيها أطنان المتفجرات والقذائف والأسلحة، إضافة إلى إرغام الأئمة والخطباء على انتهاج منهجهم وفرض الإملاءات عليهم، وفي حال شعر هؤلاء المتطرفون بأن الجوامع والمراكز الدينية لا ترضخ لأوامرهم، يتم قصفها بالصواريخ والمتفجرات بحجة أنها تنتمي للعدو.

بربرية الميليشيات

أشار التقرير إلى تدنيس المساجد وسرقة تجهيزاتها وممتلكاتها التي وضعت خدمة للمصلين، حيث تعرض 84 مسجدا للاقتحام، وتهديد المصلين بداخلها، و34 دارا لتحفيظ القرآن الكريم تتبع لمساجد عدة في صعدة، و13 مسجدا في ذمار، و16 مسجدا في أمانة العاصمة، وسبعة مساجد في الحديدة، ومسجد واحد في الجوف، ومثله في البيضاء، بينما اقتحمت الميليشيا 12 مسجدا مختلفا ونهبت مخازنها، التي كان المحسنون يحرصون على ملئها بالمساعدات الغذائية، ليتمكن المحتاجون والفقراء من الاستفادة منها.

وشملت عمليات التدنيس أربعة مساجد بأمانة العاصمة، و49 مسجدا في الحديدة، وثلاثة مساجد في عدن، ومسجد واحد في محافظة إب، فيما فتحت عصابات الحوثي والمخلوع النار على المصلين في خمسة مساجد تتبع لمحافظتي الضالع وعدن. كما سلط التقرير الضوء على عمليات خطف الحوثيين لأئمة وخطباء المساجد، البالغ عددهم 150 فردا بين إمامٍ وخطيب، وبعض من المصلين، بعد أن قاموا بحبسهم وتعذيبهم، 58 منهم في أمانة العاصمة، و29 في الحديدة، و25 في إب، و11 في صنعاء، وخمسة في ذمار، وأربعة في الجوف، وواحد في عدن.

فرض العبادة بالسلاح

أبان التقرير الإحصائي أن المساجد التي لم تحول إلى ثكنات عسكرية للمليشيات الحوثية، تم اقتحامها، وترويع القائمين عليها والمصلين فيها، وإطلاق النار خارجها بهدف إبعاد المصلين عنها، وسرقتها و السطو عليها بالقوة، واستعمال القوة والعنف في فرض خطباء حوثيين على المصلين، بل تعدى ذلك إلى إجبار المصلين تحت تهديد السلاح ليكونوا مأمومين لخطيب الميليشيا المعين في هذه المساجد، حيث رصد التقرير 100 مسجد جرى اقتحامها وفرض خطباء فيها بالقوة، 90 مسجدا منها في أمانة العاصمة، وتسعة مساجد في محافظة الحديدة، ومسجد واحد في عمران.

وأكد معدو التقرير أن المسيرة التدميرية الحوثية متواصلة، لتحتل القرى ومراكز المدن، بحثا عن خطباء المساجد والقائمين عليها حتى من الخيرين الذين اعتادوا خدمة بيوت الله، ومن ثم اختطافهم وتعذيبهم في سجون سرية، وممارسة أبشع الجرائم الإنسانية بحقهم.

تاريخ إجرامي

يلحظ المراقب لتاريخ الحوثيين أن العدوان والبطش اللذين تنتهجهما في تحركاتها، ليسا وليدي اللحظة، بل يمتدان إلى سنين مضت، وقد حذرت منهما عدة جهات إعلامية ودينية. وكان أبرز تنديد ضد تلك التجاوزات هو بيان جمعية علماء اليمن، الذي صدر عام 2007، وضم عددا من أعضائها من مختلف المحافظات، بعد وقت وجيز من العدوان وسفك الدم الذي حدث في محافظة صعدة بسبب مسلحي الحوثيين.

وشدد البيان على أن سفك الدماء وترهيب المدنيين من أكثر الأمور خطورة في الدين الإسلامي.ووصفت جمعية علماء اليمن الحركة الحوثية بأنها "فئة متمردة وضالة"، بسبب إثارتها للعمليات الإرهابية، وتبنيها أفكارا هدامة، مشيرة إلى أنه لا يجب للسلطات المعنية السكوت عنها، حتى لا تتمادى في طغيانها وإجرامها.

وأشار البيان إلى أن التحزب والتعصب لفئة معينة داخل المجتمع اليمني، سيؤديان للإضرار بمصالح البلاد، وهو الأمر الذي ما فتئت الحركة تحارب من أجله، وتقمع كل من يعارضها أو يختلف معها في منهجها.

فضح منهجية الانقلابيين

أكد مفتي عدن، الشيخ علي باوريس، في تصريحات إعلامية أن جهودا كبيرة يبذلها العلماء لمواجهة المشروع الحوثي، سواء في المناطق التي تم تحريرها أو التي ما زالت تحت سيطرة المتمردين، مشيدا بالدعم الذي يتلقاه كافة علماء اليمن الوسطيين من وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.

وشدد على أن العلماء يجب أن يختاروا وسائل الإعلام المناسبة لإيصال رسالتهم ومنهجهم القويم، ويتعين عليهم الاطلاع على هموم الأمة وتطلعاتها، لتجريم الحركات المسلحة، وعلى رأسها جماعة الحوثيين، وكشف همجيتها في الاعتداء على الأهالي والسكان المدنيين، من خلال تنظيم الحملات الشعبية المناهضة لهم، عبر الطرق السلمية والعسكرية، إن دعت الحاجة، في وقت تريد فيه هذه الحركة إقناع عامة الشعب اليمني بأنها تحافظ على المؤسسات العامة، وتقاوم الإرهاب بطرقها الخاصة، في حين تستعين بوسائل الإعلام المختلفة والمتعاطفة معها لتشويه الدور الذي تقوم به قوات الشرعية والتحالف العربي.

وقع الكلمة

لفت الشيخ الداعية جمال علي غندل إلى أن عددا من العلماء خافوا على أنفسهم من التعذيب والقتل، وخفتت أصواتهم خلال الفترة الماضية، وبعضهم نزح من البلاد خوفا على أمنه وأمن عائلته.

وأشار إلى أن عاصفة الحزم بعثرت مخططات الانقلابيين، بعد أن باغتتهم في عقر دارهم، وأفشلت عملياتهم العسكرية، بعد أن كانوا يرمون لإقامة دويلة خاصة بهم، تتبع لإيران وتمولها بميليشياتها وخبرائها، فضلا عن الدعم العسكري واللوجيستي وغيره.

وأوضح أن التنسيق بين وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية والحكومة اليمنية لا يزال مستمرا، لافتا إلى أن كلمة الحق التي تصدر عن العلماء أقوى على الميليشيات من وقع الرصاص والمدافع.

كما شدد على أهمية دور الدروس الدينية والخطب الوسطية، في تثقيف الناس وشحذ همم الجنود المرابطين على جبهات القتال، من أجل التقدم والمسارعة نحو تطهير العاصمة وكل المحافظات الأخرى من مخططات تلك العصابات، التي استولوا عليها وحولوها إلى مراكز تعذيب، وبؤر لتخزين الأسلحة المهربة والمنهوبة.
تزايد الرفض

كشفت تقارير إخبارية وميدانية دور الحركة المشبوه في تضليل الناس والمجتمع، لتغيير آرائهم والتعاطف معها، عبر تغيير الأفكار وتكميم أفواه العلماء العارفين بسوء منهجهم. وأن الحركة كانت منعزلة تماما عن المجتمع، وتسكن في كهوف محافظة صعدة، ولم تستطع حشد أتباع لها بهذا الحجم، إلا بعد أن تواطأ معها المخلوع، علي عبدالله صالح، وسلمها مخازن الأسلحة ومؤسسات الدولة، بما فيها من أموال وممتلكات، بهدف استخدامها ورقة ضغط لمحاربة خصومه، وأصبحت مخططاتها مكشوفة، حتى طال إرهابها المساجد والأئمة وحلقات الذكر.

وفي الوقت الذي يعاني فيه المجتمع اليمني من عدة مشاكل اقتصادية وأمنية وغيرها، تتعالى الأصوات التي تنادي بعودة الخطباء والعلماء، للتركيز على تعزيز مبادئ وقيم التكاتف والتراحم والأخوة والجوار، وتعزيز ثقافة المجتمع الرافضة لكافة أشكال الغلو والتطرف، ودعوة رجال الأعمال والمستثمرين لمساعدة المحتاجين.
شارك الخبر