رفض الجندي الأمريكي برادلي مانينغ المتهم بتسريب معلومات سرية، أمام القضاء الأمريكي يوم الخميس 23 فبراير الإقرار بذنبه، لكنه أيضا لم يدفع ببراءته. وكان من ضمن المعلومات التي سربها مانينغ، وفق لائحة الاتهام، شريط يظهر مقتل مدنيين على يد قوات أمريكية في العراق بينهم صحفيان عملا في وكالة "رويترز".
هذا واتهم مانينغ الذي يشتبه في انه "المخبر السري" لموقع "ويكيليكس"، رسميا امام محكمة عرفية في الولايات المتحدة بـ"التواطؤ مع العدو"، وذلك قبل محاكمته حيث يواجه عقوبة السجن المؤبد.
واثناء جلسة في "فورت ميد" بولاية ميريلاند، تلا مدع عسكري قرار الاتهام الذي يتضمن 22 تهمة، بينها الاكثر خطورة وهي "التواطؤ مع العدو".
ومانينغ متهم بانه نقل الى موقع "ويكيليكس" بين نوفمبر 2009 ومايو 2010 وثائق عسكرية امريكية حول الحرب في العراق وافغانستان، اضافة الى 260 الف وثيقة دبلوماسية من وزارة الخارجية ما اثار عاصفة في عواصم العالم اجمع.
وبعد أن قرأ القاضي قائمة التهم الموجهة اليه، أكد مانينغ وهو المحلل السابق للاستخبارات في العراق الذي يبلغ الرابعة والعشرين من عمره، انه يفهم مضمون التهم، لكنه امتنع عن التعليق عليها.
وتثير قضية مانينغ قلق الكثيرين في الولايات المتحدة من مستقبل وسائل الإعلام الأمريكية. ففي الوقت الذي تطالب فيه واشنطن الدول الأخرى باحترام حرية التعبير، يقول مراقبون ان حرية الصحافة والتعبير تواجه العديد من التحديات في أمريكا.
ويقارن كثيرون بين قصة مانينغ وقصة الجندي دانيال السبيرغ الذي سرب وثائق عن حرب فيتنام. لكن الأمر لا يتعلق بجندي يقرر تسريب معلومات يرى انها من حق الشعوب، ولكنها حرية الرأي المعلقة بأكثر من خيط.