الرئيسية / تقارير وحوارات / تجار وفنانين وأبطال.. هل يصح تسمية اليمنيين في السعودية «جالية»؟
تجار وفنانين وأبطال.. هل يصح تسمية اليمنيين في السعودية «جالية»؟

تجار وفنانين وأبطال.. هل يصح تسمية اليمنيين في السعودية «جالية»؟

20 ديسمبر 2016 01:01 مساء (يمن برس)
هل يصح تسمية اليمنيين في السعودية «جالية»؟ قد تكون الإجابة الأولية «نعم»، ولكنها قد لا تكون دقيقة في حق 1.5 مليون يمني يعيشون في جارتهم الشمالية، التي انتقل إليها أجدادهم وآباءهم منذ عقود، وربما قرون، وإن شئت منذ فجر التاريخ، وربما أبعد من ذلك. فإن السعوديين بطريقة أو أخرى هم يمنيون، ألا يعود أصل العرب إلى أرض اليمن؟
 
ويشكل اليمنيون والسعوديون نسيجاً اجتماعياً مترابطاً، فلم تقتصر العلاقة على الاندماج والتعايش فقط، بل وصلت إلى حد التأثر فيهم والتأثير عليهم في كل شيء، من الأكل إلى الموسيقى إلى اللباس، إلى كل نواحي الحياة.
 
وتعود أصول عدد كبير من السعوديين إلى اليمن، وهو ما يؤكده عدد كبير من المؤرخين. وبدأت علاقة حضرموت في أرض الحجاز منذ فترة ما قبل الإسلام، وتوثقت بعده، دينياً وثقافياً وتجارياً. وشارك اليمنيون في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لأرض الحجاز ثم السعودية قبل ظهور النفط فيها بمراحل.
 
ومن أبرز الاقتصاديين السعوديين من أصل يمني، نذكر الشيخ سالم بن محفوظ مؤسس المؤسسة المصرفية الأولى في السعودية «البنك الأهلي التجاري»، ومحمد بن لادن مؤسس شركة «بن لادن»، التي حظيت بثقة الحكومة السعودية في ترميم وتوسيع الحرمين الشريفين، والشيخ محمد باخشب مؤسس جامعة الملك عبد العزيز في جدة.
 
ومن الأسر التجارية التي ساهمت في السعودية، وفي النهوض الاقتصادي أسرة آل بقشان، التي عملت في تجارة القماش حتى أصبحت إحدى أشهر الأسر في تجارة الأقمشة، ثم توسعت في تنوع مجالات استثماراتها إلى العقارات والصناعة والصحة والفندقية والاتصالات والمطابع والمقاولات. وهناك كثيرون من المسؤولين الكبار بمن فيهم وزراء، تعود أصولهم إلى "اليمن السعيد".
 
وتأثر السعوديون في الموسيقى وفي الفن اليمني، إذ تعود أصول بعض المغنيين والممثلين السعوديين إلى اليمن، ومنهم الفنان أبو بكر سالم ونجله أصيل، وفنان العرب محمد عبده، والفنان الكبير طلال مداح، والمطربة السعودية رحاب، لكن بعضهم لم يكن يحب الحديث عن أصوله.
 
ويصعب حصر أسماء الرياضيين من أصول يمنية الذين لعبوا في الأندية السعودية، ومنهم لاعب الوسط السابق في نادي الاتحاد وفي المنتخب السعودي مروان بصاص (46 عاماً)، واللاعب خالد قهوجي (41 عاماً) الذي خاض تجربتين مع النادي الأهلي والاتحاد. وفي الوقت الحالي، يلعب جمال باجندوح (حضرمي الأصل) في نادي الاتحاد ومع المنتخب السعودي أيضاً.
 
وحتى ما قبل عقدين، كان يندر أن تجد خياط ملابس (رجالية تحديداً) غير يمني، إذ كانوا يحتكرون هذا النشاط تقريباً، فيما كانوا يبسطون نفوذهم على نشاط المطاعم. وتعود أبرز الأكلات المعروفة في السعودية إلى أصول يمنية أو على الأقل ذات أصول مشتركة بين اليمن والمناطق الجنوبية من السعودية، مثل: المندي والمظبي والحنيذ والمدفون. أضف إلى ذلك، وجودهم اللافت في محال التصوير وورش إصلاح السيارات وعددٍ كبير من المجالات الأخرى.
 
وكان اليمنيون يصنفون قبل الغزو العراقي للكويت في العام 1990، من ضمن أكبر الجاليات في البلاد، ويتمتعون بمزايا عدة، ربما لم يحصل عليها غيرهم (باستثناء الخليجيين)، منها إعفاؤهم من شرط الكفيل.
 
لكن هذا الشرط فُرض عليهم في ما بعد، ما أدى إلى تقلص عددهم بشكلٍ كبير، ليزيد زيادةً مضطردة إثر الأحداث التي تشهدها اليمن منذ العام 2011 مع بدء الحراك لعزل الرئيس السابق علي صالح.
 
ويعد اليمنيون الأكثر تسللاً إلى البلاد، على رغم جهود الأجهزة الأمنية السعودية لمنعهم. ولا تزال حركة التسلل من الجانب اليمني باتجاه الأراضي السعودية، وخصوصاً من مناطق جازان ونجران وعسير مستمرة في ظل تدهور الوضع الأمني في اليمن، لكنهم ليسوا جميعاً يمنيين، فهناك عدد من المتسللين الأفارقة والآسيويين.
 
ويمثّل اليمنيون 93 في المئة من المتسللين إلى السعودية، يليهم الإثيوبيون بنسبة 3.7 في المئة والصوماليون بـ2.6 في المئة، جميعهم تقريباً من الحدود اليمنية. واعترض حرس الحدود السعودي وأعاد خلال العام 2014، أكثر من 229 ألف شخص أثناء محاولتهم الدخول إلى البلادة بطرق غير نظامية.
 
وعلى رغم تزايد أعداد اليمنيين في السعودية بطرق غير مشروعة، تبذل المملكة جهوداً كبيرة لتعديل أوضاعهم. وأعلنت المديرية العامة للجوازات الخميس الماضي البدء في تنفيذ الأمر الملكي القاضي بالتمديد ستة أشهر أخرى لحاملي «هوية زائر» من الجالية اليمنية المقيمة في السعودية بعد دفع الرسوم واستكمال بقية الإجراءات.
 
وكان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، كشف في كلمة ألقاها في قمة اللاجئين في «الأمم المتحدة» ان قيمة المساعدات التي قدمتها السعودية للاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال، بلغت أكثر من 42 مليون دولار، فيما يُقدر عدد اللاجئين اليمنيين في البلاد بحوالى 1.5 مليون شخص.
 
شارك الخبر