الرئيسية / شؤون دولية / رأس القاعدة مصاب بالصرع .. ورؤوس أخرى تنتظر فريق التحقيق الأسباني
رأس القاعدة مصاب بالصرع .. ورؤوس أخرى تنتظر فريق التحقيق الأسباني

رأس القاعدة مصاب بالصرع .. ورؤوس أخرى تنتظر فريق التحقيق الأسباني

06 يوليو 2007 02:20 صباحا (يمن برس)

يمن برس -موسى النمراني:من هم أقطاب تنظيم القاعدة في اليمن وهل من مصلحة التنظيم القيام بعملية كهذه في هذا التوقيت ؟ يحتاج أحدنا إلى قدر غير قليل من الصدق ليقول أن ثمة وجوه تلمعها جهات مقربة من النظام –لحسابه طبعا - لتقدمها على أساس أنها قيادة القاعدة ومن هذه الوجوه ناصر الوحيشي الذي أعلن قبل أيام عن توليه منصب أمير التنظيم في اليمن ومن ثم أعلن عن تهديده للحكومة ولمسئولين أمنيين بالتصفية الأمر الذي يمكننا قراءته من أكثر من زاوية أقربها أن ثمة جهاز أمني يعمل على صناعة وجوه جديدة ليسخدمها في تصفية حسابات على الأمدين القريب والبعيد ولعل ناصر الوحيشي هو أفضل الوجوه التي يمكن للنظام أن يستخدمها في مخطط كهذا يمر بعمليات انتحارية وتصفية قيادات أمنية غير مرغوب فيها ويمر بمشاريع دعم مكافحة الإرهاب وتشجيع السياحة (على حساب شركاء الحرب على الارهاب) ينتهي في واحدة من مراحلة بصنع نصر وهمي يتمثل في قتل الوحيشي واعلان نصر مرحلي على الإرهاب . فكل مايقدمه النظام كمواقف يقترب من الدبلجة بشكل مثير للضحك وطريقة تعامل النظام مع المجتمع الدولي والرأي العام تأتي قمة في الاستخفاف والسخرية واتخاذ مواقف واهية لا تلبث أن تسقط كورقة توت فعندما فجرت السفارة البريطانية قال فخامة الرئيس أن الحادث ناتج عن ماس كهربي ثم اعترف بأن هجوما حدث استهدف السفارة وقيل عن استهداف كول بأنه حريق وأنكروا حادثة ناقلة النفط الفرنسية وعندما قتل علي الحارثي قال فخامته أن الطيران اليمني هو من صفاه ثم قال انه الأمريكي بتصريح من السلطات وأيا كان الفاعل فلا يمكننا أيضا أن نجعل من قيادة جهاز مخابراتنا أو مخابرات غيرنا بدلا عن القضاء واليوم جريمة جديدة تقصم ظهر التباهي الأمني وتعيدنا سنوات إلى الوراء اقتصاديا وسياحيا وأمنيا في البدء قالوا أنه انفجار لسيارة محملة بمواد متفجرة مخصصة لإصلاح الطرقات .. وحين انفرط العقد عليهم اعترفوا أن ثمة جريمة حدثت وأن أبرياء راحوا ضحية لعمل لم يكونوا على علاقة به ولم يكن في جدول أعمالهم . ولم تجد السلطة متهما غير القاعدة فالقاعدة هي المتهم المثالي في قضية كهذه لأنها كيان وهمي لا يعرف أحد له شكلا معينا وليس له متحدث رسمي ليقول نحن فعلنا أو نحن لم نفعل غير أن ترتيبا إعلاميا كان قد سبق الحادث ليجعل التهمة أكثر تناسبا مع القاعدة الأمر الذي لا أعتقد أنه سينطلي على فريق التحقيق الأمني الأسباني الذي جاء ليعرف ما نخفيه عن أنفسنا ونخفيه عن بعضنا البعض ولنقف مع أنفسنا وقفة مصارحة قبل أن نقفها مع إخواننا الأسبان .. شركاء المأتم هذه المرة. ربما شعر النظام بالخوف على مستقبل علاقته بالنظام الأمريكي بعد انتهاء الاسباب الموضوعية التي كان يبرر بها حرب صعدة لدى السفارة الأمركية وأصبحت حرب صعدة غير مرغوب بها أمريكيا فبحث عن حرب جديدة أكثر إقلاقا وأقل كلفة يقوم بها العدو القديم الصالح للاستخدام في يد جهاز الأمن في أي وقت يقرره وكان قطاع السياحة (الغير مهم بالنسبة للنظام السياسي) هو كبش الفداء إذ أن مكاسب تعميق الشراكة في الحرب على الإرهاب ستعوض عن خسائر قطاع السياحة .ومن المعروف أن القاعدة (إبان خلافها مع السلطة) كانت قد اخترقت جهاز الأمن السياسي ثم اخترقها الأمن وأصبح الكيانان يشكلان ما يشبه تقاطع الدوائر في مجموعات الأرقام وتكونت علاقات وثيقة بين الأمن والجهاديين بل استقطب كلا منهما أفردا من قيادات الآخر لجأ بعدها الرئيس بالتعاون مع السفارة الأمريكية إلى تشكيل جهاز جديد يحارب الارهاب فكان جهاز الأمن القومي الذي لم يلبث أن تحول إلى حضانة لأطفال قيادات الدولة يمارسون فيه هواياتهم السخيفة ويسخرون أمكاناته لإرهاب الضعفاء في القضايا الشخصية أو من أجل اشباع الغرائز وصار للجهاز ضلع في قضايا اختطاف وترويع وماشابه .. وأصبح الأمن القومي مماثلا للأمن السياسي من حيث عدم فاعليته في القدرة على حرب الارهاب خاصة حين تفرغ لملاحقة الصحفيين والناشطين الحقوقيين تاركا الحبل على غاربة لكل من يمكنه فنيا أن يخطط لضرب المصالح الحيوية دون رقيب أو حسيب أو خوف من قدرات أجهزة المخابرات على اختراقه لأن كل من يدرس الوضع الأمني يعرف أن الحرب تدور بين مقدرات المخابرات وبين حركة الوعي الحقوقي بشكل أساسي ولا يوجد لدى الأمن وقت يصرفه على عدو آخر علاوة على المشكلات التي تكونت بفعل التمغنط والاحتكاك فجهاز الأمن السياسي يعيش زواجا دائما مع القاعدة أو بالأصح مع وهم القاعدة وجهاز الأمن القومي يخوض فيه أبناء الفندم حربا لا هوادة فيها ضد خصوم الوالد السياسيين وجهاز الاستخبارات العسكرية كل عنصر مشغول بصناعة الوشايا بزملائه الأمر الذي أفقد الجهاز مصداقيته لدى القيادة . وصار الخيار العملي الأجدى هو إعادة من تم الاستغناء عنهم من جهاز الأمن ومخابرات الجنوب للعمل في قطاع مكافحة الإرهاب في أجهزة الأمن إذ أنهم الأبعد عن احتمالية تغيير الولاء أو الاستقطاب المعاكس أو العمالة المزدوجة كما هو الحال الآن . لماذا الوحيشي بالذات ؟ الوحيشي هو الإسم الأفضل فحين ندقق النظر في اسم الوحيشي نعرف أن الوحيشي مصاب بمرض الصرع منذ أكثر من خمسة عشر عاما وأنه استقطب أثناء علاجه لمرض الصرع ثم سافر إلى باكستان للعلاج ولم يكمل علاجه فيها بل انطلق منها إلى كشمير ومن ثم إلى افغانستان حيث أصبح قريبا من بن لادن لفترة وجيزة أعيد بعدها إلى معسكرات التدريب في كشمير وكان حينها يتنقل بين كشمير وباكستان واليمن بكل راحة حتى أحداث سبتمبر حيث بدأ فصلا جديدا في حياته انتهي بالقبض عليه في إيران وتسليمه لجهاز الأمن السياسي في اليمن ثم اختفت أخباره تماما حتى أعلن عن هروبه مع آخرين من سجن الأمن في عملية شرحها في رسالة نشرتها صحيفة الشارع شرح فيها عملية هروبه بطريقة مليئة بالاعتماد على الماوراء والغيبيات والرؤى الصالحة وكرامات الأولياء ومليئة بأحداث لا يصدقها عاقل والغريب أن كل من خرج من السجن تواصل بأهله وأصدقائه إلا ناصر الوحيشي فهو الوحيد الذي لم يعثر له أحد على أثر حتى أعلن أنه أصبح القائد للتنظيم الأمر الذي يثير كثيرا من الشكوك حول حقيقة هروبه وما إذا كان هو فعلا من يرسل هذه الرسائل أم أن ثمة من يتحدث باسمه ليتم استخدام جثته في معركة قادمة تدفع من أقساط ديون الحرب وترمم مصداقية النظام في الشراكة في الحرب ضد الإرهاب والحقيقة أن كل الاحتمالات مفتوحة مادمنا نتعامل مع واقع أهم معطياته أن قيادة البلاد السياسية تعتمد على الأزمات لتدير بها البلاد وعلى المواجهات العسكرية لتأخير التزامات التنمية . إن علاقة النظام بقادة الجهاد الحقيقيين حميمية جدا فكل من عاد من صفوف القيادة في بلاد الأفغان يعرف مكانه تماما في قيادة الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري وفصائل أخرى من الجيش تدار بهدوء إلى حيث لا يدري أحد -ولا يمكنني أن أذكر أسماء لأن موضوعا خطيرا كهذا لا يمكنني فيه أن أتحلى بشفافية قد تؤدي إلى أضرار بي أو بغيري- ولعل تعثر عملية السلام في صعدة يعود في أهم أسبابه إلى وجود هؤلاء القادة في غرفة العمليات وفي مكاتب التوجيه المعنوي والتعبئة الفكرية ..هناك قادة الجهاديين أما الذين يقتلون في المواجهات الهزلية هنا وهناك فليسوا سوى أطفال أو شباب تم تجنيدهم مؤخرا وربما أن العمليات الأخيرة في حياتهم هي الهدف الأساس من تجنيدهم على سبيل المثال ياسر الحميقاني الذي اعتبر قتله نصرا للأمن كل من يعرفه يدرك أن تجنيده وسجنه وتهريبه وقتله بعد ذلك كلها عمليات تتم في أطر كبيرة ياسر ليس سوى أداة صغيرة في كل ما يحدث ومن خلال قراءتنا لأحداث الإرهاب التي حدثت مؤخرا واستهدفت منشآت نفطية يمكننا أن نعرف مدى علاقة النظام بالقاعدة حيث أن الأحداث كانت في توقيت مناسب تماما لمصلحة النظام وحبكت تماما لممحاكات سياسية يبدوا أنها ستكون خيطا أساسيا يحتاج إليه فريق التحقيق الأسباني وربما يكشف لنا ما ليس في الحسبان كشفه .لا أستطيع أن أرمي بالتهم جزافا كما تعودت السلطة بعد كل (دوشة) تمر بها ؛ لكن علاقة السلطة بالنظام واشتراك جيش عدن أبين الذي وصفه النظام دوما بالارهابي في حرب صعدة إلى جانب الجيش وإعلانه مبايعة علي عبد الله صالح أميرا للجيش العقائدي وعدم التعامل المناسب مع التهديدات المنسوبة للقاعدة وتجاهل أجهزة الأمن لبلاغات المواطنين عن السيارة التي نفذت العملية كل هذا يولد لنا أسئلة من نوع مُر علينا أن نجيب عليها قبل أن يجيب عليها الأسبان .

شارك الخبر