بعد شهرين من تولي الرئيس الجديد منصبه، وجدت الحكومة الانتقالية الوليدة نفسها مثقلة بمجموعة من التحديات الجديدة و الخطيرة التي تهدد استقرار البلاد، تشمل سلسلة من الهجمات الجرئية التي تقوم بها حركة مسلحة استعادت نشاطها في الجنوب و مواجهة سياسية متقيحة في العاصمة.
خلال الاسابيع الماضية، واجه الرئيس عبدربه منصور هادي تحدي علني بعد محاولته اقالة او اعادة تعيين مسؤولين موالين لسلفه علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن 33 عاما. و في الجنوب سقط مئات القتلى في المواجهات التي احتدمت عقب مهاجمة مسلحين لمعسكر و الاستيلاء على اسلحة ثقيلة بينها بعض الدبابات.
وقال ضابط عسكري في لودر، و هي احدى المراكز التي دار فيها القتال، ان الجنود لم يستطيعوا استعادة المعسكر الذين اجبروا الى تركه تحت وطاة الهجوم الذي شنه مسلحين مطلع شهر ابريل. "ان الوضع خارج نطاق السيطرة" يقول الضابط، الذ ي طلب عدم كشف هويته كونه غير مخول للتحدث لوسائل الاعلام.
تترنح اليمن من ازمة الى اخرى منذ بداية العام الماضي، عندما امتدت الاحتاجاجات الشعبية ضد صالح الى مدن في مختلف انحاء البلاد. العديد من اليمنيين كان يحدوهم الامل ان استقالة صالح في فبراير، و التي جاءت في اطار اتفاق نقل السلطة برعاية دولية، انها ستخرج البلاد من الطريق المسدود الذي وصلت اليه. لكن الاسابيع الاولى لهادي في منصبه الجديد كانت بمثابة عملية تذكير بالانقسامات المتواصلة في اليمن و نقاط الضعف، مصحوبة بتعقيدات عام من الثورة السياسية ضد جيل من حكم صالح الاستبدادي.
جمال بن عمر، مبعوث الامم المتحدة المسؤول عن مراقبة عملية الانتقال السياسي، عاد الاسبوع الماضي الى العاصمة اليمنية صنعاء، للمساعدة في بدء مؤتمر الحوار الوطني الذي من المفترض ان يعالج بعضا من المشاكل المستعصية في اليمن، و مطالب المحتجين التي لم تلبى حتى الان. و عوضا عن ذلك، فقد وجد نفسه يجرى محاولات للمصالحة بين القيادات المتناحرة.
يقول بن عمر "اذا لم يحل الخلاف فان الامور ستخرج عن السيطرة. هناك الكثير يجب عمله. نحن نحاول ان نبقي الجميع في حالة تركيز و تعاون."
المشاكل الاخيرة بدات عقب اكبر المواجهات بين هادي و الحرس القديم. في قرار اعلنه في عطلة نهاية الاسبوع، قال هادي انه سيعمل على استبدال او اعادة تعيين نحو 20 من القادة العسكريين و اربعة محافظين، تشمل اقالة عدد من الموالين لصالح. و قد اتهم محمد صالح الاحمر، الاخ غير الشقيق للرئيس السابق و قائد القوات الجوية، الذي رفض ان يغادر منصبه، اتهم باغلاق المطار احتجاجا على قرار اقالته. و نفى محمد صالح و بعض المسؤولين الاخرين مسئوليتهم عن اغلاق المطار.
تقول ابريل لونجلي التي تعيش في اليمن و تعمل محللة في مجموعة الازمات الدولية "هادي يلعب لعبة التوازن . لقد ذهب بعد (استهدف) فريق صالح، لانهم يتمتعون عسكريا بقوة اكبر."
كانت هناك معارضة من قبل انصار صالح و صالح نفسه، و مع ذلك فان هادي كان حذرا من ان يخل كثيرا بتوازن القوى. و بالرغم من انه اعاد تعيين ابن شقيق صالح، الا انه ترك نجل الرئيس السابق في قيادة الحرس الجمهوري، الذي يشكل اكبر قوة في البلاد. يقول مسؤولون و محللون ان هادي في الوقت نفسه، بدا باستخدام صفحة من قواعد اللعبة التي كان يمارسها صالح، في محاولته بناء قاعدة قوة خاصة به من خلال تعيين حلفاء له من محافظة ابين التي ينتمي اليها في مناصب هامة.
عبدالغني الارياني و هو محلل سياسي، يراس مجموعة تعمل على الترويج للديمقراطية، قال انه يعتقد ان المشاكل الاخيرة و منها انقطاع الكهرباء في صنعاء، انها مرتبطة ببعضها.
يقول الارياني "كلما يكون هناك مازق سياسي وطني، تكون هناك علاقة ارتباط . هناك ارتباط بين اكبر المجموعات السياسية في صنعاء و المليشيات المتطرفة العنيفة في مناطق اخرى من البلاد."
*صحيفة نيويورك تايمز
كريم فهيم - ترجمة مهدي الحسني
خلال الاسابيع الماضية، واجه الرئيس عبدربه منصور هادي تحدي علني بعد محاولته اقالة او اعادة تعيين مسؤولين موالين لسلفه علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن 33 عاما. و في الجنوب سقط مئات القتلى في المواجهات التي احتدمت عقب مهاجمة مسلحين لمعسكر و الاستيلاء على اسلحة ثقيلة بينها بعض الدبابات.
وقال ضابط عسكري في لودر، و هي احدى المراكز التي دار فيها القتال، ان الجنود لم يستطيعوا استعادة المعسكر الذين اجبروا الى تركه تحت وطاة الهجوم الذي شنه مسلحين مطلع شهر ابريل. "ان الوضع خارج نطاق السيطرة" يقول الضابط، الذ ي طلب عدم كشف هويته كونه غير مخول للتحدث لوسائل الاعلام.
تترنح اليمن من ازمة الى اخرى منذ بداية العام الماضي، عندما امتدت الاحتاجاجات الشعبية ضد صالح الى مدن في مختلف انحاء البلاد. العديد من اليمنيين كان يحدوهم الامل ان استقالة صالح في فبراير، و التي جاءت في اطار اتفاق نقل السلطة برعاية دولية، انها ستخرج البلاد من الطريق المسدود الذي وصلت اليه. لكن الاسابيع الاولى لهادي في منصبه الجديد كانت بمثابة عملية تذكير بالانقسامات المتواصلة في اليمن و نقاط الضعف، مصحوبة بتعقيدات عام من الثورة السياسية ضد جيل من حكم صالح الاستبدادي.
جمال بن عمر، مبعوث الامم المتحدة المسؤول عن مراقبة عملية الانتقال السياسي، عاد الاسبوع الماضي الى العاصمة اليمنية صنعاء، للمساعدة في بدء مؤتمر الحوار الوطني الذي من المفترض ان يعالج بعضا من المشاكل المستعصية في اليمن، و مطالب المحتجين التي لم تلبى حتى الان. و عوضا عن ذلك، فقد وجد نفسه يجرى محاولات للمصالحة بين القيادات المتناحرة.
يقول بن عمر "اذا لم يحل الخلاف فان الامور ستخرج عن السيطرة. هناك الكثير يجب عمله. نحن نحاول ان نبقي الجميع في حالة تركيز و تعاون."
المشاكل الاخيرة بدات عقب اكبر المواجهات بين هادي و الحرس القديم. في قرار اعلنه في عطلة نهاية الاسبوع، قال هادي انه سيعمل على استبدال او اعادة تعيين نحو 20 من القادة العسكريين و اربعة محافظين، تشمل اقالة عدد من الموالين لصالح. و قد اتهم محمد صالح الاحمر، الاخ غير الشقيق للرئيس السابق و قائد القوات الجوية، الذي رفض ان يغادر منصبه، اتهم باغلاق المطار احتجاجا على قرار اقالته. و نفى محمد صالح و بعض المسؤولين الاخرين مسئوليتهم عن اغلاق المطار.
تقول ابريل لونجلي التي تعيش في اليمن و تعمل محللة في مجموعة الازمات الدولية "هادي يلعب لعبة التوازن . لقد ذهب بعد (استهدف) فريق صالح، لانهم يتمتعون عسكريا بقوة اكبر."
كانت هناك معارضة من قبل انصار صالح و صالح نفسه، و مع ذلك فان هادي كان حذرا من ان يخل كثيرا بتوازن القوى. و بالرغم من انه اعاد تعيين ابن شقيق صالح، الا انه ترك نجل الرئيس السابق في قيادة الحرس الجمهوري، الذي يشكل اكبر قوة في البلاد. يقول مسؤولون و محللون ان هادي في الوقت نفسه، بدا باستخدام صفحة من قواعد اللعبة التي كان يمارسها صالح، في محاولته بناء قاعدة قوة خاصة به من خلال تعيين حلفاء له من محافظة ابين التي ينتمي اليها في مناصب هامة.
عبدالغني الارياني و هو محلل سياسي، يراس مجموعة تعمل على الترويج للديمقراطية، قال انه يعتقد ان المشاكل الاخيرة و منها انقطاع الكهرباء في صنعاء، انها مرتبطة ببعضها.
يقول الارياني "كلما يكون هناك مازق سياسي وطني، تكون هناك علاقة ارتباط . هناك ارتباط بين اكبر المجموعات السياسية في صنعاء و المليشيات المتطرفة العنيفة في مناطق اخرى من البلاد."
*صحيفة نيويورك تايمز
كريم فهيم - ترجمة مهدي الحسني