قد يعجبك أيضا :
انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية
الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟
مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!
شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها
عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية
أن وتيرة الانفلا ت الأمني في عدن في حالة تصاعد مستمر، ففي الوقت الذي يتذمر فيه المواطنون من انتشار المظاهر المسلحة وقطع الطرقات وهجمات تنظيم القاعدة، أخذت مظاهر الانفلات الأمني تأخذ بعدا آخر بعدما أصبحت النساء والفتيات عرضة له مع انتشار شائعات عن تعرض فتيات كاشفات الوجه للرش بماء النار، ناهيك عن تعرض أخريات للتهديد المباشر من قبل بعض المتطرفين أو المنتمين لتنظيم القاعدة، بأنهن في حال لم تغطّ وجوههن فإن ماء النار سيكون بانتظارهن ." الأولى" حاولت تقصي تفاصيل هذه الظاهرة، عن تلك الفتيات اللاتي يقال إنهن تعرضن لإصابات نتيجة رشهن بماء النار، إلا أننا لم نتمكن من الوصول إلى أية حالة، أما الفتيات اللاتي تعرضن لتهديدات بضرورة تغطية وجوههن، فقد رفضن بشدة الحديث لوسائل الإعلام حتى بأسماء مستعارة، بعد أن تملكهن الخوف .
أمام هذه التهديدات التي تتعرض لها فتيات ونساء عدن، والتي تعد تعديا سافرا على خصوصيتهن، وحقهن في اختيار ما يرتدين، اضطرت فتيات كثيرات للرضوخ لتلك التهديدات وارتداء النقاب، فيما أخريات ما زلن صامدات رافضات من الأساس فكرة إجبارهن من قبل الغرباء على ارتداء النقاب، باعتباره مسألة شخصية تقدم عليها الفتاة بقناعتها الذاتية، وفي أسوأ الأحوال خصوصية البيئة التي تعيش فيها، ولكن أن يتم إجبارهن من قبل غرباء يريدون فرض سطوتهم ومعتقداتهم عليهن، فذلك أمر مرفوض جملة وتفصيلا، بحسب تعبيرهن .
تصرف غير مقبول
رندا موظفة تحدثت إلينا بانفعال شديد قائلة: أرفض بشدة فكرة التعرض للفتيات أو رشهن بماء النار، فعلى الرغم من كوني منقبة، إلا أني أرى أن ارتداء النقاب مسألة شخصية لا يحق لأحد التدخل فيها أو فرضها على الآخرين، فاستخدام القوة أو إلحاق الضرر بالفتيات عن طريق الإيذاء الجسدي، أكان بالتهجم والاعتداء عليهن، أو بتشويههن بواسطة المادة الكاوية (الأسيد)، تصرف غير مقبول على الإطلاق، فالله هو من وهبنا الحياة، ولا يحق لأحد أن ينتزعها منا، وإذا كان من يدعون أنفسهم "أنصار الشريعة"، هم وراء ذلك، فعليهم أن يدركوا أن الإسلام قام على الدعوة باللين وليس بالقوة، وبالتالي إن كان هناك أي سلوك أو تصرف بدر من أولئك الفتيات، فينبغي نصحهن وتوجيههن، لا تشويه وجوهنا .
لست مقتنعة
أما نسمة فترى أنه لا يحق لأحد مطلقا إجبارها على عمل شيء ليست مقتنعة به، وتصر على أنها لن ترضخ لدعوات ارتداء النقاب طالما وأنها لا تفعل شيئا مخالفا أو منافيا للعادات الاجتماعية أو الإسلامية، ومع ذلك فإنها لا تنكر أن سماعها عن فتيات تعرضن للرش بماء النار، يشعرها بالقلق للحال الذي وصلت إليه الأمور بعدن، وغياب الأمن. مضيفة: "أصبحت في أحيان كثيرة أمشي بالشارع وأنا في حالة ترقب، وأدقق النظر في كل من يقترب مني خشية أن يهاجمني أحد ما على حين غفلة ".
تعرضت لضغوط
من جانبها، قالت هناء: حتى وقت قريب كنت كاشفة الوجه، وأتصرف بشكل طبيعي بين الناس، لأني أدرك أني أمارس حريتي الشخصية دون التعدي على حرية الآخرين، ولكن عندما انتشرت الأقاويل بين الناس عن تعرض الفتيات الكاشفات الوجوه للرش بماء النار (الأسيد)، ظللت حبيسة البيت عدة أيام، وامتنعت عن الذهاب للعمل، كما أني تعرضت لضغوط شديدة من قبل أفراد أسرتي لإجباري على لبس النقاب خوفا من أن يتم التعرض لي بالشارع، وبالفعل رضخت للأمر الواقع، وإن كنت في قراره نفسي غير مقتنعة بارتدائه، ولا أظن أني سأحبه .
لا يهمني ما يقال
وبحماسة الشباب تحدثت معنا رنا، وهي طالبة جامعية، أنها لا تحب ارتداء النقاب مطلقا، كما أنها لا تستطيع تخيل نفسها وهي ترتديه، وتصر على أنها ستقاوم الكل لتبقى كاشفة الوجه، ولا يهمها تلك الحكايات عن تعرض الفتيات للمضايقات، كما أنها لا تشعر بالخوف مطلقا لأنها تؤمن بأنه لن يحدث لها إلا ما يقدره الله لها .
وأيدتها بالقول نوال التي تعمل موظفة، والتي ترى أن جميع تلك الأحاديث والأقاويل لن تثير الرعب بقلبها أو تجعلها تفعل مثل غيرها وتهرول بارتداء النقاب، فهي ستظل كاشفة ولن تسمح لأي شخص أو جماعة أن يجبرها على التغيير، لأنها تظن أن هذا الشيء هو خطوة أولى ضمن مخطط يستهدف النساء والتضييق عليهن وإعادتهن للوراء وإبقاءهن معزولات عن المشاركة في الحياة وفهم ما يدور حولهن أو إبداء آرائهن في ما يتعلق بهن .
الوقوف بجدية
من جانبها، قالت دينا، موظفة، إن الشعب اليمني فطري وطيب، لذا فهو يصدق أي شيء بسرعة، وعندما انتشرت تلك الأحاديث بين الناس عن تعرض الفتيات للتهديد حول لباسهن، وأخريات للرش بماء النار (الأسيد)، دب الرعب والخوف في نفوس الكثيرات، لدرجة أن كثيرا منهن سارعن الى ارتداء النقاب والجلباب تجنبا لما قد يتعرضن له .
وتابعت أن ما يحدث الآن مجرد أحاديث لم يتم التأكد من صحتها، ولكن في حال ثبتت صحتها، فيجب الوقوف بجدية أمام هذه الظاهرة التي يعززها غياب الأمن، لأنه لا يحق لأحد إجبار غيره على فعل شيء لا يريده، ومن أراد إصلاح الأخطاء التي يراها، بإمكانه عمل ذلك بالنصح وليس بالقوة .
يتملكني خوف
أما سعاد، وهي طالبة، فتقول: بالرغم من كوني منقبة، إلا أن ذلك لا يمنع شعور الخوف الذي يتملكني كلما سمعت عن تلك الحكايات، وعن تهديد الفتيات، وأصبحت أنا وصديقاتي نخشى الخروج من بيوتنا، فلم يعد هناك أمان على الإطلاق، ومثل تلك الشائعات تصيبنا بالرعب .
حملة موجهة
كما التقينا كذلك إحسان عبيد، رئيسة المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث، التي عبرت عن وجهة نظرها بما يدور في عدن والتهديدات التي تتعرض لها الفتيات والنساء، حيث قالت: في ظل الأحداث التي تعصف بالوطن، وتحديدا بالمحافظات الجنوبية، من جراء أعمال القتل والفتك التي يتعرض لها المواطنون الأبرياء، والذين تحولوا إلى أهداف لتنظيم القاعدة، وتحديدا ما يحدث في محافظات عدن وأبين وحضرموت، يمكن القول عنها بأنها أشياء مرعبة ومخيفة، وتثير في ذات الوقت الكثير من التساؤلات؛ منها كيف لتنظيم يعتمد على الهجمات المتفرقة في كل البقاع التي يتواجد فيها، أن يخوض معارك نظامية مع جيش نظامي، ويقتحم مدناً ويسقطها؟ كيف يحدث هذا؟ ولماذا؟ ولمصلحة من؟
وتابعت قائلة: في ظل هذا الوضع الدموي والغريب على عدن، أصبحت مشاهدة الشباب المسلح تثير الرعب والقلق في نفوس كثير من النساء، خاصة في ظل انتشار عمليات السطو المسلح على المحلات والاغتيالات التي تتم بالشارع على مرأى ومسمع الكثيرين، على أن أكثر ما يقلق المرأة في الآونة الأخيرة هو تلك الشائعات التي يروج لها الطابور الخامس عن تعرض النساء والفتيات للرش بماء النار (الأسيد)، وكأن هناك حملة تخويف موجهة ضد المرأة. فمن هي كاشفة الوجه سوف يشوه وجهها بماء النار، فيما شائعات أخرى تروج أن المرأة أصبحت هدفا للقتل والضرب في شوارع عدن .
وقالت إحسان عبيد: أتحدى أن يأتينا أحد بحالة أو دليل لأية امرأة تعرضت للتشويه بماء النار (الأسيد)، موجهة نداء إلى جميع نساء عدن بعدم الاكثرات لتلك الأقاويل والشائعات التي تهدف إلى إثارة الرعب في نفوسهن، وجعلهن يبقين حبيسات المنازل دون أن يكون لهن إسهام فاعل في عملية التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
واختتمت رئيسة المؤسسة العربية حديثها معنا بالقول: لا لخفافيش الظلام، فالمرأة في عدن أقوى من فزاعاتكم. مناشدة شباب عدن أخذ الحيطة لمواجهة القادم في الدفاع عن مدينتهم ونسائهم وأعراضهم .
من المسؤول؟
مع كل ما يحدث في محافظة عدن من تدهور ملحوظ للأوضاع الأمنية، والذي تبقى معرفة من يقف وراءه أشبه بلغز يصعب حله، تشير جميع التكهنات إلى أن هناك أكثر من طرف يسعى للعبث بأمن واستقرار عدن، وترويع ساكنيها، ولكل واحد منهم أسبابه ومبرراته. ومع ذلك، وبالرغم من تعدد الجهات والمسببات، إلا أن جميعهم متفقون على شيء واحد، وهو أن تكون عدن ضحية لجرائم ودسائس ترتكب بحقها وبحق أهلها .
"صحيفة الأولى -من أثمار هاشم"
الخبر التالي : اليمن: " الأخدام " غاضبون من تجاهل الحكومة لهم
الأكثر قراءة الآن :
هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)
رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !
منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه
بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة