الأشجار كائنات حية مثيرة للدهشة، تعطينا الهواء النقي والظل والجمال، إلا أن لها عالمها الخاص الذي يبهرنا، وكل يوم نكتشف منه جزءًا صغيرًا.
وقد أوردت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تقريرًا حول أطول شجرة في العالم تم اكتشافها في جزيرة بورنيو، طولها حوالي 309 أقدام، وهو ما يعادل طول ثلاثة حيتان زرقاء تمشي في خط مستقيم (وهو أكبر كائن حي على وجه الأرض).
يأتي الاكتشاف الذي أعلن منذ 5 أشهر، لينقل اللقب من شجرة مريني صفراء طولها 294 قدمًا في ماليزيا.
من جانبه، تحدث جورج اسنر من معهد كارنجي للعلوم في جامعة ستانفورد عن الشجرة، محطمة الرقم القياسي في الطول، خلال مؤتمر عقد في بورنيو في الـ 10 من نوفمبر.
الشجرة التي تنتمي إلى فصيلة شورى- تقف شامخة في ولاية سابا، وهي ليست فقط مبهرة في طولها، لكن امتداد أوراقها يصل إلى 132 قدمًا قطريًا.
تم رصد الشجرة محطمة الرقم القياسي، عندما كان أسنر يقوم برسم خريطة لغابة سابا مستخدمًا تكنولوجيا اللير على متن طائرة.
بمقدور المرقب الطائر التابع لمعهد كارنجي، أن يرسم خرائط للغابات، ويحدد أماكن مأوى الحيوانات، وقطاعات الكربون والتباين البيولوجي للأشجار، باستخدام مستشعرات لتحديد الطول والبناء والمكونات الكيميائية لكل شجرة.
ولشدة دهشة اسنر، لم تكن فقط هذه الشجرة صاحبة الطول المهيب، لكن كان حولها أيضا أشجار أصغر منها بنسبة ضئيلة، حوالي 50 شجرة تخطت الـ 294 قدمًا، والتي سجلتها شجرة المرنتين الصفراء في يونيو الماضي.
وقال أسنر لموقع إخباري للبيئة “إن هذه الشجرة والـ 49 حولها ظاهرة تمثل قوة الطبيعة الحقيقية”. وأضاف أن الحفاظ على البيئة يحتاج إلى إلهام، وتلك الأحياء في غابة بورنيو تمنحنا ذلك، وهذا الاكتشاف هدية لشعب سابا وبورنيو وللعالم”.
الدكتور جلين، رئيس جنوب شرق آسيا لأبحاث الغابات المطيرة، أخبر الموقع أن الأشجار بهذا الحجم والسن لا تتواجد خارج الغابة الأولية، لذلك من المهم حماية الغابات التي تحتوي على مثل هذه الأشجارالعملاقة النادرة.
طول الشجرة 309 أقدام، وهو أكبر بست مرات من حوت العنبر الذي يتوسط طوله 52 قدمًا، وهو أكبر حوت ذي أسنان.
ويخطط أسنر الآن لزيارة الشجرة، ليقيم عليها دراساته ويعرف أكثر عن هذه النوعية من الشجر.
ولكن على الرغم من الطول الخلاب لهذه الشجرة، تبقى أصغر من أطول شجرة غير استوائية على الأرض وشجرة الخشب الأحمر الساحلية التي توجد في محمية الخشب الأحمر بكاليفورنيا والتي يصل طولها الي 377 قدمًا.