الرئيسية / من هنا وهناك / صور نادرة لحرائق آبار النفط التي أشعلها صدام بالكويت إبان حرب الخليج
صور نادرة لحرائق آبار النفط التي أشعلها صدام بالكويت إبان حرب الخليج

صور نادرة لحرائق آبار النفط التي أشعلها صدام بالكويت إبان حرب الخليج

15 نوفمبر 2016 01:06 مساء (يمن برس)


روى الكاتب والمصور الفوتوغرافي البرازيلي سيباستياو سالغودو في كتابه ” الكويت: صحراء مشتعلة” الذي سينشر في الـ 23 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ما ألهمه لالتقاط صور حرائق النفط التي أشعلها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وجنود جيشه في العام 1991.

وقال سالغودو في كتابه الذي نشر فيه سبب اتخاذه قرار نشر هذه الصور بعد 25 عاما على التقاطها إنه “كان في فنزويلا يصور الصناعة النفطية الضخمة، عندما علم بأن الحقول النفطية في الكويت مشتعلة، وقد وصلت أخبار تلك الكارثة إلى فنزويلا التي أغلقت حقولها النفطية في وجه جميع الأجانب لأسباب أمنية وطردتهم من المنطقة المنتجة للنفط قرب ماراكايبو”.

وأضاف المصور البرازيلي “في ذلك الحين كان العالم بأكمله يعلم أن تحالفا دوليا ضخما بقيادة الولايات المتحدة يتم تجهيزه لإخراج الجنود العراقيين من الكويت، ونجاحهم سيكون بداية لحقبة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط لا يزال مستمراً إلى اليوم”.

وأشار سالغودو إلى أن “إدراكه حالما دخلت قوات التحالف إلى الكويت في أواسط شهر شباط/ فبراير من العام 1991 لوضع حد لأحلام صدام حسين بالتوسع في الكويت خلال أسبوعين، أن القصة الحقيقية ستنتقل الآن إلى الحقول النفطية في الكويت حيث يشتعل قرابة 600 حقل نفطي بينما تضرر الكثير غيرها”.

وكتب سالغودو في كتابه قائلا “أنا أنشر هذا الكتاب بعد مرور 25 عاماً على حدوث الدراما في الخليج، لأنني عندما نظرت إلى حافظة الصور للمرة الأولى أدركت أن الكثير من الصور فيها لم تنشر على الإطلاق، لكن السبب الاهم هو أنني شعرت أن الصور تملك قيمة غير محدودة بزمن، حيث التقطت في العام 1991 لكن قد تلتقط الصور نفسها اليوم أو في الغد إن وقعت كارثة مشابهة”.

وأوضح المصور البرازيلي بأنه “بالنسبة لي شخصياً كانت مثل رحلة إلى الماضي، فعشت اللحظات نفسها التي عشتها عندما التقطتها وشعرت بالمشاعر نفسها التي شعرتها قبل ربع قرن، فلم أشهد قبلها ولا من وقتها كارثة غير طبيعية على هذا النطاق”.

وقبل أن يتوجه المصور البرازيلي إلى الكويت قرر الانتظار بضعة أسابيع حتى تجمع الشركات المدعوة لإخماد الحرائق الفرق والبدء بالعمل.

بعد ذلك اتصل سالغودو بمحررة الصور كاثي رايان من مجلة “نيويورك تايمز” واقترح أن يقوم بنفسه بتغطية الحدث، فاستجابت بحماسة ثم بدأ التخطيط لمهمته.

وصل المصور سالغودو في أوائل شهر نيسان/إبريل إلى الحدود السعودية مع الكويت، وبعد الانتظار بفارغ الصبر للحصول على إذن للمضي قدماً، قام باستئجار سيارة رباعية الدفع وببساطة قادها إلى الكويت نحو أكثر الغيوم السوداء كثافةً.

كان النفط يشكل بداية ونهاية قصة الغزو العراقي، حيث أصرت بغداد على أن لها حقا تاريخيا بالمطالبة بأراضي الكويت، لكن أكثر ما أغضب صدام حسين هو أن الافراط في الإنتاج بالصناعة النفطية الكويتية هو ما يسهم في خفض سعر النفط العالمي.

إضافة إلى ذلك اعتقد صدام أن الكويت تستخدم تقنية “الحفر المائل” لسحب نفط العراق من حقل الرميلة النفطي الكبير الواقع على جانبي الحدود بين الكويت والعراق.

ومن خلال ضم الرئيس العراقي صدام حسين للكويت عندها ستتمكن العراق ليس فقط من الاكتفاء الداخلي من النفط، بل سيزيد تأثيرها على سوق النفط العالمي.

إلا أن خطط صدام تغيرت في وقت قريب عندما أصبح من الواضح أن جيشه يواجه نوعاً من الهزيمة أمام تحالف دولي أقوى بكثير وعمليته” عاصفة الصحراء” الوشيكة.

وفي كانون الثاني/يناير من العام 1991 بدأ الجنود العراقيون يضرمون النيران في الحقول النفطية الكويتية في خطوة ستحقق على الأقل أحد أهداف صدام حسين، وهو رفع سعر النفط في العالم.

ورأى الرئيس العراقي الراحل أن لتخريب الحقول النفطية قيمة عسكرية، حيث كان يعتقد أن الأدخنة المتصاعدة من الحقول المحترقة ستحجب الرؤية أمام الطائرات العسكرية لقوات التحالف، ونجح بالفعل في ذلك؛ ما أمّن بعض الحماية للقوات البرية العراقية.

علاوة على ذلك، أعطيت أوامر بحفر خنادق طويلة وملئها بنفط محترق لإبطاء زحف دبابات التحالف وغيرها من الأسلحة الثقيلة.

بعد فترة وجيزة بدأ مهندسو النفط والفنيون من أمريكا الشمالية يخاطرون بحياتهم لإخماد الحرائق المستعرة في الآبار ووقف التدفق المستمر.

فقد تم التعاقد مع عشرات الشركات لإغلاق الآبار، وقامت شركة “سايفتي بوس” الكندية، إضافة إلى شركات “ريد أدير” و “بوتس أند كوتس أنترناشونال ويل كونترول” و”وايلد ويل كونترول” من الولايات المتحدة بأغلب العمل.

وقام بمساعدة تلك الشركات أجانب آخرون من سائقين ومساعدين متنوعين من شرق أفريقيا وشبه القارة الهندية، في حين لا يمكن التقليل من شأن هذا العمل.

كان من المتوقع أن يعمل 300 خبير أجنبي أيضا على وقف المزيد من التلوث البري والجوي؛ والسماح باستئناف إنتاج النفط في الكويت وإنقاذ اقتصادها المتداعي، والمساعدة في تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمي.

ومع تحركهم مثل الأشباح في العتمة والنفط لساعات طويلة، كان هؤلاء الرجال قريبين للغاية من الخطر لدرجة تحول دون تفكيرهم بأي شيء سوى اتمام العمل الذي بين أيديهم، كان عملهم يتطلب الخبرة والارتجال والانضباط والتضامن وصلابة كبيرة في الجسم والعقل، ومن دونهم كانت التكلفة البيئية والبشرية لهذه الكارثة ستكون أكبر بكثير على نحو يصعب قياسه.






شارك الخبر