أورد الموقع الإلكتروني "ساينس أليرت" المتخصص في الأبحاث العلمية والتقنية تقريرا عن خمسة من أخطر الفيروسات الإلكترونية التي انتشرت على نطاق واسع عبر شبكة الإنترنت، وتسببت في أضرار فادحة، وفي ما يلي هذه الفيروسات:
ميليسا
جاء الفيروس "ميليسا"، الذي ظهر عام 1999، في صدارة الفيروسات التي شكلت خطورة كبيرة، وكان يخترق أجهزة الحاسوب بصورة مستند نصي، ويقوم بتحميل مواقع خارجة على حاسوب الضحية، ثم يرسل نفسه إلى ضحايا آخرين عن طريق عناوين البريد الإلكتروني المسجلة على الحاسوب الأول، وتسبب هذا الفيروس في خسائر بقيمة ثمانين مليون دولار، وهي تكلفة تعطيل العمل وإزالة الفيروس من الأجهزة المصابة.
"آي لاف يو" (أحبك)
وبعد عام واحد، ظهر فيروس "أي لاف يو" (أحبك)، وكان يعتمد على استغلال فضول الضحية من أجل فتح رسالة مرفقة عبر البريد الإلكتروني، وهذه الرسالة تحتوي على برنامج صغير الحجم يقوم بنسخ البيانات الشخصية للمستخدم من القرص الصلب للحاسوب.
ومثل فيروس ميليسا، كان فيروس "أحبك" يرسل نفسه تلقائيا إلى ضحايا جدد اعتمادا على عناوين البريد الإلكتروني المسجلة على الحاسوب الأول، ووصل عدد ضحايا هذا الفيروس إلى نحو 45 مليون حاسوب، وبلغت قيمة الخسائر الناجمة عنه نحو عشرة مليارات دولار.
"إس كيو إل سلامر"
في عام 2003 ظهر الفيروس "إس كيو إل سلامر" الذي كان يستهدف أجهزة خوادم الشركات التي تستخدم في تخزين البيانات، وكان يتسلل إلى أنظمة المعلومات لدى الشركات ثم يرسل نفسه إلى أجهزة حاسوب أخرى.
وأصاب هذا الفيروس قطاعات كاملة من شبكة الإنترنت، وتسبب في خسائر بقيمة 1.2 مليار دولار خلال الأيام الخمسة الأولى من ظهوره. "ستورم وورم" في عام 2007، ظهر فيروس "ستورم وورم"، وكان ينتشر عن طريق رابط إلكتروني مرفق برسالة إلكترونية، وبمجرد النقر على الرابط، يُنزل الفيروس شفرة صغيرة على الحاسوب بهدف ربط الجهاز بشبكة روبوت واحدة تعرف باسم "بوتنت" تضم عددا هائلا من الأجهزة المصابة المتصلة بالإنترنت.
وكانت جميع الأجهزة المصابة بالفيروس تُستغل في مهاجمة الخوادم وشن حملات الرسائل الدعاية غير المرغوب فيها؛ ونظرا لانتشاره على عدد هائل من الأجهزة، كانت شركات الأمن الإلكتروني تجد صعوبة كبيرة في تعقب أثره والتصدي له.
ميبروت
شهد عام 2007 أيضا ظهور الفيروس "ميبروت" الذي كان يجمع الأجهزة المصابة أيضا في شبكة روبوت "بوتنت" واحدة. ويقول الخبراء إن هذا الفيروس كان يخترق أنظمة التشغيل في أجهزة الحاسوب مما كان يجعل من الصعب القضاء عليه، وكان يستطيع التجسس على جميع الأنشطة التي يقوم بها المستخدم على جهازه.
ويقول الخبراء إن هذا الفيروس استولى على بيانات أكثر من نصف مليون حساب بنكي خلال أقل من عام.
ماذا بعد؟ والآن وبعد مرور تسع سنوات على ظهور ميبروت، أصبحت الفيروسات أكثر تطورا وضراوة، كما أصبح من الصعب اكتشافها والتصدي لها للحد من انتشارها، لا سيما بعد أن أصبحنا نعتمد بشكل متزايد على تقنيات الحوسبة السحابية في الاحتفاظ بكثير من البيانات الشخصية. ويؤكد الخبراء أنه لا توجد وسيلة تكفل حماية بنسبة 100% من خطر الفيروسات، لكن ينبغي دائما التزام القواعد التي تقلل من احتمالات الخطورة، مثل تجنب الملفات أو الروابط المرفقة برسائل البريد الإلكتروني مجهولة المصدر، مع ضرورة تحديث أنظمة التشغيل وكافة البرمجيات الموجودة على الحاسوب بشكل دائم، خاصة برامج مكافحة الفيروسات.