يوما السبت والاحد كانا اسوأ أيام الاخوان المسلمين والسلفيين من انصار صديقنا المرشح للرئاسة الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل.. فبعد ان عاش الاخوان عدة أيام في فرحة غامرة بترشيح رجلهم القوي خيرت الشاطر لمنصب رئاسة الجمهورية وعقده مؤتمرات انتخابية واجرائه مقابلات صحافية تلقوا ضربة موجعة بأعلان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة عدم حقه في الترشح. وشمل القرار تسعة آخرين، كان ابرزهم الشيخ حازم لثبوت الجنسية الامريكية لوالدته - عليها رحمة الله - وكان انصاره قد احتفلوا اثناء حصارهم لمجلس الدولة باصدار محكمة القضاء الاداري حكما بالزام وزارة الداخلية تسليمه ما يفيد ان والدته لا تتمتع بالجنسية الامريكية..
واعتقدوا ان هذا حكم نهائي على خلاف الحقيقة.. ثم فوجئوا بقرار اللجنة بعد ثبوت
تمتع والدته بالجنسية مما شكل صدمة لهم، وكانت اللجنة قد هربت من مكانها خوفا من محاصرة ابو اسماعيل لها.. واصدرت اللجنة قرارا آخر باستبعاد عمرسليمان بسبب وجود اسماء متكررة في الذين وثقوا له واتضح انهم كانوا قد وثقوا لغيره بالاضافة الى عدم اكتمال العدد المطلوب من بعض المحافظات رغم ان العدد الاجمالي المطلوب وهو ثلاثون الف توقيع من خمس عشرة محافظة تم تجاوزه
وبهذا يكون الحكم قد نزع فتيل ازمة لم يكن متوقعا ان تمر بسلام اذا.. كما ازاحت عن المجلس العسكري وجهاز المخابرات العامة تهمة تأييده وكان المشير طنطاوي قد سبق وأعلن اثناء المناورة العسكرية في الصحراء الغربية ان المجلس لا يوجد له مرشح. كما انقذه من مشكلة التصديق على قرار مجلس الشعب بالعزل السياسي على بعض من تولوا مناصب محدده في عهد الرئيس السابق مبارك - آسف - قصدي المخلوع.. واصبح ممكنا- اذا اراد ان يحيل مشروع القانون للمحكمة الدستورية. بعد ان اطمأن الجميع لابعاد سليمان والقرار ابعد جهاز المخابرات العامة عن التعرض لمشاكل صعبة تتمثل في تعرضه لحملات عنيفة ومطالبات بفتح بعض ملفاته واستدعاء مديره الى لجنة الامن والدفاع بمجلس الشعب وهو ما توعدهم به الاخوان وغيرهم من قبل ثم جددوا الحملات هم وغيرهم يتهمون الجهاز بارتكاب جرائم لحساب امريكا، وكان سليمان هو البوابة لهذه الهجمات، رغم ان الجهاز شأنه شأن الجيش يتمتع بتعاطف شعبي واسع واصبح مهددا بفقدانه ولذلك سارع باصدار بيان يؤكد فيه على طابعه الوطني والشعبي وانه لاعلاقة له بالاوضاع السياسية أو المرشحين. ومن الذين احسوا بالشماتة فيما حدث للاخوان وللشيخ حازم كان حزب التيار السلفي الذي تعرض لانقسامات عنيفة بسبب رفضه دعم حازم او الاخوان ووجود قاعدة داخله وفي الجمعية التي انطلق منها وهي الدعوة السلفية تدعو الى تأييد حازم أو الشاطر.
ومن الاثار التي نتجت عن استبعاد حازم اثر آخر لم يلاحظه أحد بينما شاهده زميلنا الرسام احمد عبد النعيم لنا امس - الاحد- في 'المصريون'.. رسما وكلاما.
وكان عن اثنين بائسين جدا واحدهما يقول للثاني. اترشح عا لرئاسة ازاي بس انت ناسي اني راضع على واحدة سويسرية؟ والى شيء من اشياء كثيرة لدينا.
تظاهرة مليونية يوم الجمعة القادمة
دعت قوى الثورة واحزاب اخرى الى مليونية يوم الجمعة القادمة. واعلن الاخوان والسلفيون انهم سيشاركون فيها مثلما نظموا الجمعة الماضية دون ان يدعوهم اصحاب المليونية وهم يذكرونني بأشخاص كانوا يعزمون انفسهم على الافراح في حوارينا رغم عدم دعوتهم بحجة انهم مش محتاجين عزومة. واصدر رئيس محكمة جنايات الجيزة أمرا باحضار عمر سليمان لسماع شهادته في قتل المتظاهرين. كما قامت قوات الشرطة بمحاصرة منزل مرشح آخر للرئاسة تم استبعاده وهو المحامي مرتضى منصور لتنفيذ أمر محكمة جنايات القاهرة التي تنظر قضية موقعة الجمل بضبطه واحضاره لانه المتهم العاشر في القضية ومعه ابنه وابن شقيقته. وقد اختبأ في شقة زوج ابنته وهو مستشار يتمتع بالحصانة ويتطلب الامر الحصول على تصريح من القضاء اذا لم يسلم نفسه. كما اثار عضو مجلس الشعب عن الاخوان صبحي صالح مشكلة اخرى عندما وصف اعضاء المجلس العسكري بأنهم مثل
كفار قريش. والملفت ان المجلس كان قد اختاره عضوا في اللجنة التي وضعت الاعلان الدستوري.
الاستعانة بسورة النحل
للتحذير من سليمان وجنوده
والى ردود الافعال الصاخبة على تقديم عمر سليمان اوراق ترشيحه حيث صرخ زميلنا بـ'المساء' ومدير عام تحريرها مؤمن البهاء يوم الاربعاء في مقال له بجريدة 'المصريون'، محذرا المصريين من سليمان وجنوده مستعينا بسورة 'النحل'.. قائلا: 'لم تكن مبالغة تلك النكتة التي اطلقها الشباب خلال اليومين الماضيين، وقالوا فيها: ان الفلول اصدروا بيانا موجها للاخوان المسلمين يقول: يا أيها الاخوان ادخلوا مساجدكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده'.
وأنا أرى أنه تحذير حقيقي يجب أن يؤخذ على محمل الجد، ليس بالنسبة للاخوان فقط وانما بالنسبة ايضا للسلفيين والليبراليين والناصريين واليساريين والوفديين ولكل من انتسب الى الثورة المباركة.
الجنرال الخطير سينتقل بنا جميعا الى ما قبل 25 يناير2011 ولا تتوقعوا ان تستمر محاكمة مبارك ونجليه وحاشيته على جرائم الفساد والنهب وبيع الغاز لاسرائيل والتورط في المشروع الامريكي الصهيوني، فهذه كانت خطيئة سوف يكفر عنها سليمان بالعفو والخروج الآمن والاعتذار واعادة الاعتبار الى الاسرة المالكة ورجال الحزب الوطني ونسائه الذين اهينوا. ومن الجائز جدا أن تعاد تسمية ثورة 25 يناير التي عرفها التاريخ كواحدة من أرقى الثورات وانبلها في العالم فتصبح هوجة 25 يناير أوانتفاضة الحرامية 2.
ولا تستبعدوا أن يذهب شعب الثورة الى ليمان طرة ويأتي عمر سليمان بشعب آخر يحبهم ويحبونه ليقوموا بثورة مضادة. لا تستبعدوا ذلك أبدا ولا تستهينوا به فشعب عمر سليمان جاهز، وما رأيتموه منه ليس الا فصيلا واحدا بقيادة يوفيق عكاشة، ومع ذلك استطاع هذا الفصيل أن يقنع الرجل بالتراجع وخوض الانتخابات، فما بالك لو نزل الى الساحة باقي الجنود؟ ومن علامات فجر الجوقة اياها - اومن غبائها وجهلها- أنها في سبيل تجميل وجه سليمان وتسويقه راحت تضرب وبكل خسة ونذالة في 'مبارك' ولي نعمتهم جميعا وتنسب الى السيد الجديد مواقف شجاعة لم يسمع بها احد من قبل فتدعي - مثلا- أنه لم يكن يعجبه تخبط مبارك في القرارات وخضوعه لزوجته وابنه.
'الجمهورية': عمر سليمان
ليس امتدادا لثورة يناير
ولكن زميله وصديقنا في 'الجمهورية' ورئيس مجلس ادارة دار التحرير التي تصدر عنها 'المساء' و'الجمهورية' محمد أبوالحديد أراد أن يطمئنه في اليوم التالي - الخميس- بان سليمان لن يكون مبارك بقوله في 'الجمهورية': 'عمر سليمان ليس امتدادا لثورة يناير.. هو لم يدع ذلك عن نفسه ولا غيره أسبغ عليه هذا الوصف.. عمرسليمان قد يكون امتدادا للنظام السابق وقد لايكون وقد كان السادات حريصا في بداية ولايته على أن يؤكد أنه سيستمر على نهج عبد الناصر.
وكانت تلك محاولة منه للاستفادة من شعبية عبد الناصر الجارفة، فلما استقر له الحكم وضع كل رجال عبد الناصر في السجن وحاكمهم بتهمة محاولة قلب نظام الحكم في قضية'مراكز القوى' الشهيرة عام1971 وقال للناس بعدها متندرا، لقد كان السادات يقصد أنه سيسير على نهج عبد الناصر بأستيكة.. عبد الناصر مثلا كان نصيرا للفقراء.. السادات سلم مصر- بالانفتاح الاستهلاكي- الى الاغنياء.
مبارك لم يكن الاثنين معا رغم أنه عمل معهما وكان جزءا من النظامين ونائبا وحيدا للسادات حتى لحظة اغتياله.
- ما الذي يمثله- اذن- نزول عمرسليمان ملعب الانتخابات الرئاسية ان لم يكن استمرارا للثورة ولا امتدادا للنظام السابق؟
- في رأيي أنه يمثل بالتحديد 'استمرار الدولة' وهو كيان اكبر واهم من النظام السابق ومن الثورة التي اسقطته ايضا.. كيان الدولة،هو ما تعرض ويتعرض الآن للتهديد والخطر سواء من جانب الثورة او الثورة المضادة.
الضرب مستمر في الاعمدة التي يقوم عليها هذا الكيان.. الجيش والشرطة.. القضاء ومحاولات هدم وتقويض هذه الاعمدة لاتتوقف حتى ينهار بنيان الدولة. واستمرار الثورة نفسه يحتاج الى ان تكون هناك دولة.. دولة متماسكة البنيان راسخة العمدان، تملك مفاتيح القوة وتتمتع بالامن ويسودها العدل'.
صمت سليمان على تهريب
حسين سالم مئات الملايين
وأبو الحديد كان ناصريا وعضوا في التنظيم الطليعي وهذا سبب حنينه الى خالد الذكرعبد الناصر. لكن ناصريا آخر هو زميلنا وأحد مديري تحرير 'اليوم السابع' سعيد الشحات استعان في نفس اليوم بما كتبه استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه 'مبارك وزمانه' وروايته عن موقف سليمان عندما كان نائبا للرئيس السابق مبارك.. آسف قصدي المخلوع- من تهريب حسين سالم مئات الملايين من اليوروهات.
قال: 'قال هيكل: كان آخر مشهد ظهر فيه حسين سالم على الساحل المصري هو ركوبه لطائرة خاصة من مطار شرم الشيخ بعد أيام من قيام ثورة 25 يناير ومعه مجموعة من صناديق تحتوي على اربعمائة وخمسين مليون يورو نقدا وجديدة ولا تزال بنفس التغليف الذي صرفت به من البنك المركزي الاوروبي وحطت طائرة حسين سالم في مطار ابوظبي، ولاحظ مأمور المطار هذه الصناديق وادرك على الفور أنها أوراق نقد، وأخطروا السلطات المسؤولة في أبوظبي بالامر وصدر قرار بالاتصال بالقاهرة لسؤالها في الموضوع وكان مبارك شبه معتزل في شرم الشيخ، لكنه لم يكن قد تخلى عن السلطة بعد. جرى الاتصال بعمر سليمان وكان نائبا لمبارك فأشار سليمان اليهم بالافراج عن الرجل وعدم اثارة ضجة في الوقت الحاضر حول الموضوع لأن الظرف حرج وسأل بعض المسؤولين في الامارات شخصية مصرية عما يمكن التصرف به حيال الموضوع وكان بينهم رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة وقتئذ، وكانت نصيحة رشيد ايداع المبلغ مؤقتا في البنك المركزي للامارات والاتصال مع السلطات المصرية للبحث عن الاصل في هذا الموضوع، وكيفية التصرف حياله'.
كشف هيكل عن هذه القصة ودور سليمان فيها لنكتشف ان نائب المخلوع تصرف بأسلوب عدم اثارة الضجة.. وليس بأسلوب البحث عن وسيلة لرد هذه الاموال التي اقتنصها لص من قوت الشعب المصري وخرج بها دون رقيب، تخيلوا كيف لرجل مثل هذا ان يحكم مصر'.
عاد الاعلاميون المتحولون
الى خنادقهم القديمة
والى الاخوان في صحيفتهم 'الحرية والعدالة' يوم الخميس- وزميلنا قطب العربي وهجومه ضد مؤيدي سليمان بقوله عنهم: 'عاد الاعلاميون المتحولون الى خنادقهم القديمة ليعلنوا دعمهم لعمر سليمان بعد ان ركبوا موجة الثورة ولبسوا اردية الثوار وراحوا يشهرون سيوفهم في وجه الجميع بدعوى حماية الثورة. لقد تسامح الشعب مع هؤلاء الاعلاميين المتحولين من قبل باعتبارهم كانوا مكرهين على تلك المواقف المخزية في دعم النظام المخلوع، لكن الشعب لن يتسامح معهم مرة اخرى بعد ان منحهم فرصة التوبة فإذا بالطبع يغلب التطبع كما يقول المثل.
اليوم وبعد ان خرجت قوى الثورة المضادة من جحورها بعد تشتت القوى الثورية، واختلافها على تقاسم مغانم الثورة لا بديل من عودة هذه القوى الثورية للتوحد والتماسك مرة اخرى، واظن ان حكم محكمة القضاء الاداري بحل الجمعية التأسيسية للدستور هو فرصة لاعادة هذا التماسك حيث ينبغي على جميع هذه القوى التوصل الى معايير مرضية لاختيار اللجنة الجديدة حتى يتفرغ الجميع لمواجهة غزو الفلول'.
..وكأنك يا ثائر'لا رحت التحريرولا جيت'
اما خفيف الظل زميلنا سليمان قناوي فقد وجه اللوم الى اليمنيين وحملهم المسؤولية عن احتمال تولي سليمان الرئاسة بقوله: 'واذا كان اليمنيون يعترفون بأن مصر هي التي اخرجتهم من نظام الأمام البدر الذي ينتمي الى العصور الوسطى فإن المصريين اليوم يبصمون بالعشرة ان اليمن تريد أن تعيدنا الى العصور الدكتاتورية الوسطى بانتخاب نائب الرئيس رئيسا وكأنك يا ثائر'لا رحت التحرير ولا جيت'.. تكلم يا رجل حتى نراك'.
تحليل شخصيات المرشحين للرئاسة من خلال
ملامح وجوههم واجسادهم وحركاتهم
طبعا سليمان المرشح لن يستجيب لسليمان الاخواني ويتكلم وترك مهمة التعريف به للدكتورة مشيرة حنفي خبيرة الباراسيكولوجي التي قامت بتحليل شخصية المرشحين للرئاسة من خلال ملامح وجوههم واجسادهم وحركاتهم في حديث نشرته مجلة 'الاهرام العربي' يوم السبت واجرته معها زميلتنا حسناء الجريسي، وقالت فيه عن عمرسليمان: 'طول قامته يدل على انه شخص مزاجي عصبي، ذات الجبهة المتسعة ضيق الذقن يعطي للوجه الشكل المثلث الدال حسب تحليل الأمور وفلسفتها مع الظروف والتماسك وعدم التهاون أو التراجع، والذي يؤكد ذلك حاجباه وانفه التي تدل على الشهامة وقوة الارادة والذوق العالي وشرف النفس وحب التطور، فهو شخص كتوم يكره الاسراف ويحب الاقتصاد، صارم في القاء الاوامر، يكره الخسارة ولا يقبل المجازفة، محافظ ومتزمت في بعض المواقف لكنه في الوقت نفسه يعرف متى يلين ومتى يتشدد في القيادة وأمور حياته وانجاز عمله.. يكره الفوضى وعدم النظام رغم احترامه لعقله وآرائه الصائبة التي تمكنه من الصلح بين المتخاصمين، لا يقف في طريقه شيء ولا يقبل العراقيل.. خدود سليمان تدل على حبه للحق والسعي للكمال، كما أن بها نوعا من العظمة الدالة على حبه للوطن والسياسة فهو بارع في علوم الحرب والفروسية،هيبته تجعله يهتم بالبناء المتين والاستعداد للطوارئ وعمل اللازم للتصدي لها، شفاهه متناسقة والشفاه العليا دليل على مقدرته في التحكم والسيطرة على العواطف مما يجعله غير متهور في اموره بلا دراسة، لا يأخذ الامور بهوادة مع الشدة التي تفرضها الرجولة الزائدة التي تفرض نفسها عليه لما لديه من تربيع أكتاف وطول القامة، شكله العام يدل على الجمع بين الايجابيات والسلبيات وتوظيف كل منهما توظيفا سليما يخرج في وقته ليوازن الشخصية ويحد من حدة الطباع ويساويها مع رزانة الطباع وعزة النفس'.
'الوفد' تعري الشاطر
وحازم ابو اسماعيل
ونترك سليمان في حاله مؤقتا ونتجه الى مرشح الاخوان خيرت الشاطر وردود الافعال عليه ونبدأ مع زميلنا بـ'الوفد' محمود غلاب يوم السبت قبل الماضي الذي لم يكتف بمهاجمة الشاطر وانما ضم اليه صديقنا المرشح السلفي حازم ابو اسماعيل بقوله عنهما: 'هل كذبت يا شيخ صلاح واخفيت على الملايين الذين شوهت جدران منازلهم بصورك باللحية الطويلة وصدعت رؤوسهم بخطبك عن الحلال والحرام وطموحات المستقبل واخفيت جنسية السيدة الوالدة،هل تعتلي اليوم المنبر بعد ذلك وتخطب في المصلين.. وتحضهم على الصدق وتحذرهم من الكذب.. هل بعت الدين بالدنيا يا شيخ صلاح.. هل كرسي الرئاسة اهم من الجنة.
ثم اتجه الى خيرت الشاطر وقال له: 'وأنت يا شاطر ايه حكاية موضوعات التعبير والكلام الانشاء الذي نسمعه من جماعتك عن هندستك لنهضة مصر الحديثة، هذا الكلام سمعناه قبل ذلك من احمد عز عندما قال ان جمال مبارك مهندس الفكر الجديد.. وفضلنا نستني الفكر الجديد واكتشفنا انه طريقة جديدة في الاستحواذ والاقصاء والسلب والنهب وتجويع الشعب ومصادرة حريته.. قل لنا ايه فكرك انت ونحن نرى حزبا وطنيا جديدا يظهر على الساحة يسيطر عليه مرشدك'.
لو سبقت انتخابات الرئاسة البرلمان لفاز الاخوان
أما زميلنا في 'المساء' أحمد معوض فقد قبل يديه وش وظهر يوم الاثنين الماضي وقال حامدا ربه وشاكرا له:' أغلب الظن أنه اذا كانت انتخابات الرئاسة سبقت انتخابات البرلمان فكان مرشح الاخوان هو رئيسنا الآن لا محالة، ولكن ارادة الله كشفت المستور بعد محاولات الاخوان سحب الثقة من الحكومة وتشكيل حكومة اخوانية ثم لجنة الدستور الكتاتنية، ثم ترشيح الشاطر للانتخابات الرئاسية. ومن هنا..بدأ فصيل كبير من الشعب يستشعر الخطر ويعيد حساباته ويدقق النظر في هؤلاء الذين يقولون ما لا يفعلون ويقيني أن الجماعة لن تحصل على اكثر مما حصلت عليه حتى الان بل ستبدأ تزيف النقاط واولى هذه النقاط واهمها في ثقة الشعب الذي مازلت أراهن على ذكائه ولنرى من أشطر الشعب أم الجماعة؟'.
جماعة الاخوان تتغزل الآن بأردوغان تركيا
ويوم الثلاثاء قال زميلنا في 'المسائية' جمال حسن: 'جماعة الاخوان تتغزل الآن بأردوغان تركيا وهم الذين قاطعوه أثناء عودته من مصر الى تركيا في زيارته الأخيرة لمصر.. وهم أنفسهم ايضا الذين استقبلوه استقبال الفاتحين في بداية الزيارة آنذاك..اذن لماذا الغزل الآن؟ ولماذا الغضب أثناء زيارته الأخيرة لمصر..هم يقولون ان الغضب انتاب الجماعة وحزبها عندما تحدث أردوغان عن العلمانية، وهذا بالطبع لم يعجب الجماعة.الغزل الآن يرجع الى ان جماعة الاخوان المسلمين عندما دفعت
بمرشحها المهندس خيرت الشاطر اطلقت عليه لقب أردوغان العرب أو كما قالوا حكيم العرب..هل هذه المقارنة عادلة أم ظالمة؟ أعتقد أن في هذا ظلما كبيرا وتدليسا لا يمكن تصديقه هدفه الاساسي هو الايحاء للرأي العام المصري أن خيرت الشاطر يستطيع أن ينهض بمصر ويعبر بها الى آفاق التقدم المنشود ويعود بريادتها للمنطقة التي افتقدتها بسبب ممارسات النظام السابق'.
الشاطر رجل شديد الاحترام ويتمتع بالاتزان
وقبل مغادرة مكاتب 'المسائية' طلب مني زميلنا وصديقنا حسن علام نائب رئيس تحرير مجلة 'آخر ساعة' التي تصدر عن مؤسسة 'اخبار اليوم' التي تصدر عنها 'المسائية' الا أستمع الى ما قاله حسن جمال وانما استمع الى كلامه هو عن خيرت، قال بدون أن يحلف على صدق كلامه:' لا يستطيع أحد أن يشكك من وجهة نظري بشخصية الشاطر، فهو رجل شديد الاحترام ويتمتع بالاتزان والتعقل ودخل مضمار السياسة مبكرا وكان واضحا وشجاعا حتى أنه دفع الضريبة غاليا في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، عندما اتهم في قضيتين: الاولى سنة1995 قضية احياء تنظيم جماعة الاخوان المسلمين وصدر حكم بسجنه 5 سنوات، والثانية سنة 2007 المعروفة اعلاميا باسم 'ميليشيات الازهر' وكان رئيس الجامعة وقتها الدكتور احمد الطيب 'شيخ الازهر الحالي' وحكم عليه فيها بالسجن 7 سنوات قضى منها نحو أربع سنوات ونصف ثم خرج بعدها بعفو صحي في مارس 2011 عقب ثورة 25 يناير بأيام، وبعد ذلك حصل على حكم من المحكمة العسكرية العليا قريبا برد اعتباره. وما أقصده هنا أن المهندس خيرت الشاطر دفع ثمن مواقفه السياسية السابقة من حياته وحريته، وعلى حساب بيته واسرته، علاوة على أنه يتمتع بحسن الخلق وبعوامل اخرى متعددة، فهو رجل سياسة من الطراز الاول ويحترف دهاليز وقواعد اللعبة جيدا، ورغم تدينه الشديد فهو غير متشدد ثم أنه يمتلك قدرات ادارية فائقة، خاصة بالنسبة لأدارة الأموال فهو 'الشاطر' جدا في التجارة والتسويق والمعاملات وهو بالمناسبة 'عصامي' وأنشأ مؤسسة تجارية بعرق جبينه وشغل منصب وزير الخزانة للجماعة قبل الثورة، وقدرت بعض الاوساط ثروته بما يوازي اربعة واربعين مليون دولار ولا يعيبه أن يكون ثريا. وعلى فكرة معظم قيادات الاخوان يمتلكون مهارات عالية في التجارة التي تدر عليهم ارباحا طائلة. أخيرا: ما أود ان أقوله ان المهندس خيرت الشاطر كفاءة اقتصادية، ولديه خبرة وحنكة سياسية وسمعة طيبة شخصية، فلماذا يتخوف البعض منه؟'.
السجن علم الشاطر أن
يصبر على اهانة الآخرين
طبعا.. طبعا.. فهم يطبقون القول تسعة أعشار الرزق في التجارة والعشر الباقي للصناعة والزراعة، وقبل ان أغادر المؤسسة اعترض طريقي زميلنا بـ'الاخبار' جودت عيد وأسمعني ما يلي وكان اليوم- اربعاء - وهو: 'كل لفظ أو أشارة تخرج من لسانه لها حساب.. علمته أيام السجن أن يصبر على اهانة الآخرين.. وأن يعلن بأعلى صوته شكواه لله.. لم يطلب الامارة كما نصحه الرسول صلى الله عليه وسلم بل جاءه الطريق الى الامارة.. وعندما اراد أن يسلك الطريق وجد أبناء جلدته يضعون العراقيل أمامه في جرم لم يرتكبه سوى أنه أراد أن يمارس حقه القانوني بالترشح للرئاسة.. فالرجل لم يرد على اية انتقادات حتى الآن وأعتقد أننا سندرك في فترة ليست ببعيدة أننا كنا مخطئين.. عندما لم نقرأ تاريخ الشاطر جيدا.. ولم نع ايضا أن هناك تيارات تحاول أن تفشل اي نجاح اسلامي في الدول العربية..
والمطلوب منا أن نسمع منه ونقرأ برنامجه ونترك لعقولنا أن تختار الاصلح لمصر
دون أن نهين أو ننتقد اشحاصا أرادوا أن يمارسوا حقهم بحرية.. والا لم تحدث ثورة وما زلنا نعيش في عصر المخلوع'.
وفي التقرير القادم أن شاء الله حكاية الشاطر وكيف بدأ اشتراكيا في تنظيمات خالد الذكر ثم انقلب الى داعية لوضع اقتصاد مصر تحت سيطرة رؤوس الاموال الاجنبية بمشاركة من تجار الاخوان والسلفيين.
معارك الاسلاميين حول الشيخ حازم أبو اسماعيل
واخيرا الى معارك الاسلاميين من اخوان مسلمين وسلفيين والاتهامات الموجهة اليهم بالكذب والادعاءات الباطلة.. وكان عدد من الاخوان قد شارك في الهجوم على صديقنا الشيخ حازم أبو اسماعيل المرشح لرئاسة الجمهورية. وبدأ الهجوم يوم الاحد قبل الماضي في 'المصري اليوم' من استاذ الاعلام بجامعة القاهرة الدكتور محمود خليل مع صورة له تنطلق من عينيه شرارات الغيظ منهم، اي من الاخوان والسلفيين، وانعكست على سطور مقاله وقال مستعينا بالتاريخ:' كان الكذب بالنسبة للعربي خصلة شديدة القبح، لذلك لم يكن يلصقها الا بأشد الناس قبحا. فعندما أدعى 'مسيلمة بن حبيب الحنفي' النبوة بادر المسلمون الى وصفه بـ'مسيلمة الكذاب' وهو الذي كان يطلق عليه العرب فيما سبق 'رحمان اليمامة'. وقد ساق 'الكذاب' قومه الى الهلاك عندما تحدى الخلافة في عهد الصديق أبي بكر رضي الله عنه، واصبح وصف 'مسيلمة الكذاب' يطلق على اي قائد يكذب اهله ليسير بهم في طريق الخراب وعلى من يفرح بقدرته على خداع الناس بالكذب والتدليس ان يعلم أن كذبه في الاساس هو كذب على الله وليس على البشر. فالله تعالى في علياء سمائه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.
لقد ظل المخلوع ورجاله يمارسون الكذب والخداع على هذا الشعب طيلة ثلاثين عاما، وظنوا في النهاية أنه أصبح جثة هامدة لا يقوى على شيء ازاءهم، فإذا به ينفض عنه غبار الاكاذيب ويتدفق بالملايين الى الشوارع في مشهد لا يستطيع ان ينساه سوى من يعيش بذاكرة مثقوبة، جهلا منه بأصول صناعة الكذب التي تقول اذا كنت كذوبا فكن ذكورا. فعلى من يستسهل الكذب الان أن يعتبر بمصارع الكاذبين، وما هي منهم ببعيد. واذا كان الشعب المصري قد احتاج ثلاثين سنة لكي يخرج لتأديب الطغمة الكاذبة التي قادها المخلوع فإن الامر لن يحتاج هذه المرة اكثر من ثلاثين يوما كي يهب لتأديب كل كاذب على الله، وعلى هذا الشعب الذي لم يعد في جعبته مكان لاستيعاب 'مسيلمة' جديد. وصدق الله اذ يقول: 'قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين'.
أن يأتي الكذب على ألسنة
من يدعون الحديث باسم الدين
وفي اليوم التالي ـ الاثنين - تبعه زميلنا بـ'الجمهورية' عبد الجواد حربي قائلا: ' ان يأتي الكذب على ألسنة من يدعون الحديث باسم الدين فتلك جريمة أعظم.. انهم يتاجرون باسم الله لا مع الله كما يدعون.. ويقولون دائما ما لا يفعلون، الغريب أنهم رغم سقوطهم وانكشاف أمرهم الا أنهم يتجرأون على الله وعلى الوطن والشعب ويتمادون في غيهم.. رأينا النائب اياه الذي حاول تغطية 'عمله' كان يمكن ألا يمثل جريمة فارتكب ما هو أبشع وأجرم.. والجماعة التي صدعت رؤوسنا على مدى العام بأنها ليست طالبة سلطة وأنها لا يمكن أن تقصي فصيلا أو حزبا عن المشاركة في ادارة البلاد وما ان حانت لها الفرصة حتى راحت تحصد كل ما يقابلها من مناصب وتقصي كل من يعارضها من أحزاب أو فصائل وها هو المرشح لأرفع منصب في البلد يصر على الكذب ومن ورائه انصاره يزينون له موقفه ويصرون على خوضه لمعركة الانتخابات الرئاسية رغم مخالفته لقواعد اللعبة.. وكأن الأمر أصبح 'عافية'.
مرشح الاخوان لم يصبح رئيسا بعد!
ولكن في اليوم التالي - الثلاثاء - كان في انتظارهما صاحبنا الاخواني الدكتور عبد الله هلال ليؤدبهما وغيرهما في 'الحرية والعدالة' قائلا: 'لم يخجل الافاكون من انفسهم ولا من الشعب الذي يضللونه فيزعمون ان مجرد اختيار الاخوان لمرشحهم 'خيرت الشاطر' هو عملية تعيين للرئيس أو فرضه على الشعب.. وكأن الشعب لن يختار بحرية من يرى فيه الكفاءة. كما لم تخجل صحيفة كبرى من الدجل والافك المفضوح بتخصيص عنوانها الرئيسي لخبر كاذب عن جنسية والدة المرشح 'حازم أبو اسماعيل'،وعندما كذبتها وزارة الخارجية المنسوب اليها الخبر- لم تنشر التكذيب أو تعتذر' وذلك قبل الاعلان النهائي من لجنة الانتخابات عن تأكيد حمل والدة ابو اسماعيل للجنسية الامريكية' بل تواصل بث الشائعات والايقاع بين المرشحين والشعب. على التيار الاسلامي ان يستعد لابتلاء جديد، وكبير'.
مشكلة جنسية والدة اسماعيل تتفاعل
لكن اثنين من الاخوان اشارا الى ان هلال لا يعبر عن الجماعة فيما يختص بوالدة الشيخ حازم.. وكان أولهما الدكتور حمزه زوبع الذي تعمد احراج هلال بأن قال في نفس العدد: 'من الممكن للمرء أن يتفهم الظروف النفسية المحيطة والمحبطة في الواقع لمحبي الشيخ حازم ابو اسماعيل، ولكن الذي لا يمكن فهمه هو تأخر أبو اسماعيل نفسه في الرد على كل ما اثير حول جنسية والدته - عليها رحمة الله- وكأن الامر لا يعنيه. بداية لم يعط ابو اسماعيل أي اجابة قاطعة عن الموضوع وكان يحوم حول الاجابات، مما زاد من قلق الشارع، فلو كانت لديه اجابة واضحة لقالها ولحسم الامر، ولكنه لم يفعل فلماذا لم يفعل؟ هنا تكمن الخطورة في التعامل مع الازمة التي عصفت به، فالشيخ حازم رجل متدين نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد، وهو اكثر من يعرف ان كانت أمه قد حملت الجنسية أو حتى جواز السفر الامريكي أم لا.. فليس من المعقول وهو يودعها ويستقبلها لم ينظر في جواز السفر، وهل كان مصريا ملحقا به بطاقة 'الغرين كارد' أم امريكيا ازرق اللون مطبوعا عليه الشعار الامريكي.. اذا ان يعرف وينكر فهذه سقطة لا ينبغي ان يقع فيها مثل الشيخ حازم أبو اسماعيل، وان غرر به بعض القانونيين والمستشارين فقد وقع في فخ نحمد الله ان جاء مبكرا قبل أن يغرر به وهو رئيس لمصر.. وان لم يكن يدري فعلى حد تعبير أحد المعلقين ' كيف نأتمنه على البلاد وهو لا يدري شيئا عن اقرب المقربين اليه وهي امه عليها رحمة الله'. الموضوع كله بيد ابو اسماعيل وفي قلبه، وعليه ان يتخلص من حمل هذا العبء الثقيل، ويبادر بشهادته في موضوع أمه وبطريقة لا لبس فيها حتى يريح ويستريح'.
والاخواني الثاني كان زميلنا خفيف الظل سليمان قناوي الذي خصص يوم الخميس سطرا واحدا غز فيه ابو اسماعيل هو: 'جنسية والدة الشيخ حازم ابو اسماعيل أثبتت أن كرسي الرئاسة تحت أقدام الامهات'. ألم أقل لكم أنه خفيف الظل؟
واعتقدوا ان هذا حكم نهائي على خلاف الحقيقة.. ثم فوجئوا بقرار اللجنة بعد ثبوت
تمتع والدته بالجنسية مما شكل صدمة لهم، وكانت اللجنة قد هربت من مكانها خوفا من محاصرة ابو اسماعيل لها.. واصدرت اللجنة قرارا آخر باستبعاد عمرسليمان بسبب وجود اسماء متكررة في الذين وثقوا له واتضح انهم كانوا قد وثقوا لغيره بالاضافة الى عدم اكتمال العدد المطلوب من بعض المحافظات رغم ان العدد الاجمالي المطلوب وهو ثلاثون الف توقيع من خمس عشرة محافظة تم تجاوزه
وبهذا يكون الحكم قد نزع فتيل ازمة لم يكن متوقعا ان تمر بسلام اذا.. كما ازاحت عن المجلس العسكري وجهاز المخابرات العامة تهمة تأييده وكان المشير طنطاوي قد سبق وأعلن اثناء المناورة العسكرية في الصحراء الغربية ان المجلس لا يوجد له مرشح. كما انقذه من مشكلة التصديق على قرار مجلس الشعب بالعزل السياسي على بعض من تولوا مناصب محدده في عهد الرئيس السابق مبارك - آسف - قصدي المخلوع.. واصبح ممكنا- اذا اراد ان يحيل مشروع القانون للمحكمة الدستورية. بعد ان اطمأن الجميع لابعاد سليمان والقرار ابعد جهاز المخابرات العامة عن التعرض لمشاكل صعبة تتمثل في تعرضه لحملات عنيفة ومطالبات بفتح بعض ملفاته واستدعاء مديره الى لجنة الامن والدفاع بمجلس الشعب وهو ما توعدهم به الاخوان وغيرهم من قبل ثم جددوا الحملات هم وغيرهم يتهمون الجهاز بارتكاب جرائم لحساب امريكا، وكان سليمان هو البوابة لهذه الهجمات، رغم ان الجهاز شأنه شأن الجيش يتمتع بتعاطف شعبي واسع واصبح مهددا بفقدانه ولذلك سارع باصدار بيان يؤكد فيه على طابعه الوطني والشعبي وانه لاعلاقة له بالاوضاع السياسية أو المرشحين. ومن الذين احسوا بالشماتة فيما حدث للاخوان وللشيخ حازم كان حزب التيار السلفي الذي تعرض لانقسامات عنيفة بسبب رفضه دعم حازم او الاخوان ووجود قاعدة داخله وفي الجمعية التي انطلق منها وهي الدعوة السلفية تدعو الى تأييد حازم أو الشاطر.
ومن الاثار التي نتجت عن استبعاد حازم اثر آخر لم يلاحظه أحد بينما شاهده زميلنا الرسام احمد عبد النعيم لنا امس - الاحد- في 'المصريون'.. رسما وكلاما.
وكان عن اثنين بائسين جدا واحدهما يقول للثاني. اترشح عا لرئاسة ازاي بس انت ناسي اني راضع على واحدة سويسرية؟ والى شيء من اشياء كثيرة لدينا.
تظاهرة مليونية يوم الجمعة القادمة
دعت قوى الثورة واحزاب اخرى الى مليونية يوم الجمعة القادمة. واعلن الاخوان والسلفيون انهم سيشاركون فيها مثلما نظموا الجمعة الماضية دون ان يدعوهم اصحاب المليونية وهم يذكرونني بأشخاص كانوا يعزمون انفسهم على الافراح في حوارينا رغم عدم دعوتهم بحجة انهم مش محتاجين عزومة. واصدر رئيس محكمة جنايات الجيزة أمرا باحضار عمر سليمان لسماع شهادته في قتل المتظاهرين. كما قامت قوات الشرطة بمحاصرة منزل مرشح آخر للرئاسة تم استبعاده وهو المحامي مرتضى منصور لتنفيذ أمر محكمة جنايات القاهرة التي تنظر قضية موقعة الجمل بضبطه واحضاره لانه المتهم العاشر في القضية ومعه ابنه وابن شقيقته. وقد اختبأ في شقة زوج ابنته وهو مستشار يتمتع بالحصانة ويتطلب الامر الحصول على تصريح من القضاء اذا لم يسلم نفسه. كما اثار عضو مجلس الشعب عن الاخوان صبحي صالح مشكلة اخرى عندما وصف اعضاء المجلس العسكري بأنهم مثل
كفار قريش. والملفت ان المجلس كان قد اختاره عضوا في اللجنة التي وضعت الاعلان الدستوري.
الاستعانة بسورة النحل
للتحذير من سليمان وجنوده
والى ردود الافعال الصاخبة على تقديم عمر سليمان اوراق ترشيحه حيث صرخ زميلنا بـ'المساء' ومدير عام تحريرها مؤمن البهاء يوم الاربعاء في مقال له بجريدة 'المصريون'، محذرا المصريين من سليمان وجنوده مستعينا بسورة 'النحل'.. قائلا: 'لم تكن مبالغة تلك النكتة التي اطلقها الشباب خلال اليومين الماضيين، وقالوا فيها: ان الفلول اصدروا بيانا موجها للاخوان المسلمين يقول: يا أيها الاخوان ادخلوا مساجدكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده'.
وأنا أرى أنه تحذير حقيقي يجب أن يؤخذ على محمل الجد، ليس بالنسبة للاخوان فقط وانما بالنسبة ايضا للسلفيين والليبراليين والناصريين واليساريين والوفديين ولكل من انتسب الى الثورة المباركة.
الجنرال الخطير سينتقل بنا جميعا الى ما قبل 25 يناير2011 ولا تتوقعوا ان تستمر محاكمة مبارك ونجليه وحاشيته على جرائم الفساد والنهب وبيع الغاز لاسرائيل والتورط في المشروع الامريكي الصهيوني، فهذه كانت خطيئة سوف يكفر عنها سليمان بالعفو والخروج الآمن والاعتذار واعادة الاعتبار الى الاسرة المالكة ورجال الحزب الوطني ونسائه الذين اهينوا. ومن الجائز جدا أن تعاد تسمية ثورة 25 يناير التي عرفها التاريخ كواحدة من أرقى الثورات وانبلها في العالم فتصبح هوجة 25 يناير أوانتفاضة الحرامية 2.
ولا تستبعدوا أن يذهب شعب الثورة الى ليمان طرة ويأتي عمر سليمان بشعب آخر يحبهم ويحبونه ليقوموا بثورة مضادة. لا تستبعدوا ذلك أبدا ولا تستهينوا به فشعب عمر سليمان جاهز، وما رأيتموه منه ليس الا فصيلا واحدا بقيادة يوفيق عكاشة، ومع ذلك استطاع هذا الفصيل أن يقنع الرجل بالتراجع وخوض الانتخابات، فما بالك لو نزل الى الساحة باقي الجنود؟ ومن علامات فجر الجوقة اياها - اومن غبائها وجهلها- أنها في سبيل تجميل وجه سليمان وتسويقه راحت تضرب وبكل خسة ونذالة في 'مبارك' ولي نعمتهم جميعا وتنسب الى السيد الجديد مواقف شجاعة لم يسمع بها احد من قبل فتدعي - مثلا- أنه لم يكن يعجبه تخبط مبارك في القرارات وخضوعه لزوجته وابنه.
'الجمهورية': عمر سليمان
ليس امتدادا لثورة يناير
ولكن زميله وصديقنا في 'الجمهورية' ورئيس مجلس ادارة دار التحرير التي تصدر عنها 'المساء' و'الجمهورية' محمد أبوالحديد أراد أن يطمئنه في اليوم التالي - الخميس- بان سليمان لن يكون مبارك بقوله في 'الجمهورية': 'عمر سليمان ليس امتدادا لثورة يناير.. هو لم يدع ذلك عن نفسه ولا غيره أسبغ عليه هذا الوصف.. عمرسليمان قد يكون امتدادا للنظام السابق وقد لايكون وقد كان السادات حريصا في بداية ولايته على أن يؤكد أنه سيستمر على نهج عبد الناصر.
وكانت تلك محاولة منه للاستفادة من شعبية عبد الناصر الجارفة، فلما استقر له الحكم وضع كل رجال عبد الناصر في السجن وحاكمهم بتهمة محاولة قلب نظام الحكم في قضية'مراكز القوى' الشهيرة عام1971 وقال للناس بعدها متندرا، لقد كان السادات يقصد أنه سيسير على نهج عبد الناصر بأستيكة.. عبد الناصر مثلا كان نصيرا للفقراء.. السادات سلم مصر- بالانفتاح الاستهلاكي- الى الاغنياء.
مبارك لم يكن الاثنين معا رغم أنه عمل معهما وكان جزءا من النظامين ونائبا وحيدا للسادات حتى لحظة اغتياله.
- ما الذي يمثله- اذن- نزول عمرسليمان ملعب الانتخابات الرئاسية ان لم يكن استمرارا للثورة ولا امتدادا للنظام السابق؟
- في رأيي أنه يمثل بالتحديد 'استمرار الدولة' وهو كيان اكبر واهم من النظام السابق ومن الثورة التي اسقطته ايضا.. كيان الدولة،هو ما تعرض ويتعرض الآن للتهديد والخطر سواء من جانب الثورة او الثورة المضادة.
الضرب مستمر في الاعمدة التي يقوم عليها هذا الكيان.. الجيش والشرطة.. القضاء ومحاولات هدم وتقويض هذه الاعمدة لاتتوقف حتى ينهار بنيان الدولة. واستمرار الثورة نفسه يحتاج الى ان تكون هناك دولة.. دولة متماسكة البنيان راسخة العمدان، تملك مفاتيح القوة وتتمتع بالامن ويسودها العدل'.
صمت سليمان على تهريب
حسين سالم مئات الملايين
وأبو الحديد كان ناصريا وعضوا في التنظيم الطليعي وهذا سبب حنينه الى خالد الذكرعبد الناصر. لكن ناصريا آخر هو زميلنا وأحد مديري تحرير 'اليوم السابع' سعيد الشحات استعان في نفس اليوم بما كتبه استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه 'مبارك وزمانه' وروايته عن موقف سليمان عندما كان نائبا للرئيس السابق مبارك.. آسف قصدي المخلوع- من تهريب حسين سالم مئات الملايين من اليوروهات.
قال: 'قال هيكل: كان آخر مشهد ظهر فيه حسين سالم على الساحل المصري هو ركوبه لطائرة خاصة من مطار شرم الشيخ بعد أيام من قيام ثورة 25 يناير ومعه مجموعة من صناديق تحتوي على اربعمائة وخمسين مليون يورو نقدا وجديدة ولا تزال بنفس التغليف الذي صرفت به من البنك المركزي الاوروبي وحطت طائرة حسين سالم في مطار ابوظبي، ولاحظ مأمور المطار هذه الصناديق وادرك على الفور أنها أوراق نقد، وأخطروا السلطات المسؤولة في أبوظبي بالامر وصدر قرار بالاتصال بالقاهرة لسؤالها في الموضوع وكان مبارك شبه معتزل في شرم الشيخ، لكنه لم يكن قد تخلى عن السلطة بعد. جرى الاتصال بعمر سليمان وكان نائبا لمبارك فأشار سليمان اليهم بالافراج عن الرجل وعدم اثارة ضجة في الوقت الحاضر حول الموضوع لأن الظرف حرج وسأل بعض المسؤولين في الامارات شخصية مصرية عما يمكن التصرف به حيال الموضوع وكان بينهم رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة وقتئذ، وكانت نصيحة رشيد ايداع المبلغ مؤقتا في البنك المركزي للامارات والاتصال مع السلطات المصرية للبحث عن الاصل في هذا الموضوع، وكيفية التصرف حياله'.
كشف هيكل عن هذه القصة ودور سليمان فيها لنكتشف ان نائب المخلوع تصرف بأسلوب عدم اثارة الضجة.. وليس بأسلوب البحث عن وسيلة لرد هذه الاموال التي اقتنصها لص من قوت الشعب المصري وخرج بها دون رقيب، تخيلوا كيف لرجل مثل هذا ان يحكم مصر'.
عاد الاعلاميون المتحولون
الى خنادقهم القديمة
والى الاخوان في صحيفتهم 'الحرية والعدالة' يوم الخميس- وزميلنا قطب العربي وهجومه ضد مؤيدي سليمان بقوله عنهم: 'عاد الاعلاميون المتحولون الى خنادقهم القديمة ليعلنوا دعمهم لعمر سليمان بعد ان ركبوا موجة الثورة ولبسوا اردية الثوار وراحوا يشهرون سيوفهم في وجه الجميع بدعوى حماية الثورة. لقد تسامح الشعب مع هؤلاء الاعلاميين المتحولين من قبل باعتبارهم كانوا مكرهين على تلك المواقف المخزية في دعم النظام المخلوع، لكن الشعب لن يتسامح معهم مرة اخرى بعد ان منحهم فرصة التوبة فإذا بالطبع يغلب التطبع كما يقول المثل.
اليوم وبعد ان خرجت قوى الثورة المضادة من جحورها بعد تشتت القوى الثورية، واختلافها على تقاسم مغانم الثورة لا بديل من عودة هذه القوى الثورية للتوحد والتماسك مرة اخرى، واظن ان حكم محكمة القضاء الاداري بحل الجمعية التأسيسية للدستور هو فرصة لاعادة هذا التماسك حيث ينبغي على جميع هذه القوى التوصل الى معايير مرضية لاختيار اللجنة الجديدة حتى يتفرغ الجميع لمواجهة غزو الفلول'.
..وكأنك يا ثائر'لا رحت التحريرولا جيت'
اما خفيف الظل زميلنا سليمان قناوي فقد وجه اللوم الى اليمنيين وحملهم المسؤولية عن احتمال تولي سليمان الرئاسة بقوله: 'واذا كان اليمنيون يعترفون بأن مصر هي التي اخرجتهم من نظام الأمام البدر الذي ينتمي الى العصور الوسطى فإن المصريين اليوم يبصمون بالعشرة ان اليمن تريد أن تعيدنا الى العصور الدكتاتورية الوسطى بانتخاب نائب الرئيس رئيسا وكأنك يا ثائر'لا رحت التحرير ولا جيت'.. تكلم يا رجل حتى نراك'.
تحليل شخصيات المرشحين للرئاسة من خلال
ملامح وجوههم واجسادهم وحركاتهم
طبعا سليمان المرشح لن يستجيب لسليمان الاخواني ويتكلم وترك مهمة التعريف به للدكتورة مشيرة حنفي خبيرة الباراسيكولوجي التي قامت بتحليل شخصية المرشحين للرئاسة من خلال ملامح وجوههم واجسادهم وحركاتهم في حديث نشرته مجلة 'الاهرام العربي' يوم السبت واجرته معها زميلتنا حسناء الجريسي، وقالت فيه عن عمرسليمان: 'طول قامته يدل على انه شخص مزاجي عصبي، ذات الجبهة المتسعة ضيق الذقن يعطي للوجه الشكل المثلث الدال حسب تحليل الأمور وفلسفتها مع الظروف والتماسك وعدم التهاون أو التراجع، والذي يؤكد ذلك حاجباه وانفه التي تدل على الشهامة وقوة الارادة والذوق العالي وشرف النفس وحب التطور، فهو شخص كتوم يكره الاسراف ويحب الاقتصاد، صارم في القاء الاوامر، يكره الخسارة ولا يقبل المجازفة، محافظ ومتزمت في بعض المواقف لكنه في الوقت نفسه يعرف متى يلين ومتى يتشدد في القيادة وأمور حياته وانجاز عمله.. يكره الفوضى وعدم النظام رغم احترامه لعقله وآرائه الصائبة التي تمكنه من الصلح بين المتخاصمين، لا يقف في طريقه شيء ولا يقبل العراقيل.. خدود سليمان تدل على حبه للحق والسعي للكمال، كما أن بها نوعا من العظمة الدالة على حبه للوطن والسياسة فهو بارع في علوم الحرب والفروسية،هيبته تجعله يهتم بالبناء المتين والاستعداد للطوارئ وعمل اللازم للتصدي لها، شفاهه متناسقة والشفاه العليا دليل على مقدرته في التحكم والسيطرة على العواطف مما يجعله غير متهور في اموره بلا دراسة، لا يأخذ الامور بهوادة مع الشدة التي تفرضها الرجولة الزائدة التي تفرض نفسها عليه لما لديه من تربيع أكتاف وطول القامة، شكله العام يدل على الجمع بين الايجابيات والسلبيات وتوظيف كل منهما توظيفا سليما يخرج في وقته ليوازن الشخصية ويحد من حدة الطباع ويساويها مع رزانة الطباع وعزة النفس'.
'الوفد' تعري الشاطر
وحازم ابو اسماعيل
ونترك سليمان في حاله مؤقتا ونتجه الى مرشح الاخوان خيرت الشاطر وردود الافعال عليه ونبدأ مع زميلنا بـ'الوفد' محمود غلاب يوم السبت قبل الماضي الذي لم يكتف بمهاجمة الشاطر وانما ضم اليه صديقنا المرشح السلفي حازم ابو اسماعيل بقوله عنهما: 'هل كذبت يا شيخ صلاح واخفيت على الملايين الذين شوهت جدران منازلهم بصورك باللحية الطويلة وصدعت رؤوسهم بخطبك عن الحلال والحرام وطموحات المستقبل واخفيت جنسية السيدة الوالدة،هل تعتلي اليوم المنبر بعد ذلك وتخطب في المصلين.. وتحضهم على الصدق وتحذرهم من الكذب.. هل بعت الدين بالدنيا يا شيخ صلاح.. هل كرسي الرئاسة اهم من الجنة.
ثم اتجه الى خيرت الشاطر وقال له: 'وأنت يا شاطر ايه حكاية موضوعات التعبير والكلام الانشاء الذي نسمعه من جماعتك عن هندستك لنهضة مصر الحديثة، هذا الكلام سمعناه قبل ذلك من احمد عز عندما قال ان جمال مبارك مهندس الفكر الجديد.. وفضلنا نستني الفكر الجديد واكتشفنا انه طريقة جديدة في الاستحواذ والاقصاء والسلب والنهب وتجويع الشعب ومصادرة حريته.. قل لنا ايه فكرك انت ونحن نرى حزبا وطنيا جديدا يظهر على الساحة يسيطر عليه مرشدك'.
لو سبقت انتخابات الرئاسة البرلمان لفاز الاخوان
أما زميلنا في 'المساء' أحمد معوض فقد قبل يديه وش وظهر يوم الاثنين الماضي وقال حامدا ربه وشاكرا له:' أغلب الظن أنه اذا كانت انتخابات الرئاسة سبقت انتخابات البرلمان فكان مرشح الاخوان هو رئيسنا الآن لا محالة، ولكن ارادة الله كشفت المستور بعد محاولات الاخوان سحب الثقة من الحكومة وتشكيل حكومة اخوانية ثم لجنة الدستور الكتاتنية، ثم ترشيح الشاطر للانتخابات الرئاسية. ومن هنا..بدأ فصيل كبير من الشعب يستشعر الخطر ويعيد حساباته ويدقق النظر في هؤلاء الذين يقولون ما لا يفعلون ويقيني أن الجماعة لن تحصل على اكثر مما حصلت عليه حتى الان بل ستبدأ تزيف النقاط واولى هذه النقاط واهمها في ثقة الشعب الذي مازلت أراهن على ذكائه ولنرى من أشطر الشعب أم الجماعة؟'.
جماعة الاخوان تتغزل الآن بأردوغان تركيا
ويوم الثلاثاء قال زميلنا في 'المسائية' جمال حسن: 'جماعة الاخوان تتغزل الآن بأردوغان تركيا وهم الذين قاطعوه أثناء عودته من مصر الى تركيا في زيارته الأخيرة لمصر.. وهم أنفسهم ايضا الذين استقبلوه استقبال الفاتحين في بداية الزيارة آنذاك..اذن لماذا الغزل الآن؟ ولماذا الغضب أثناء زيارته الأخيرة لمصر..هم يقولون ان الغضب انتاب الجماعة وحزبها عندما تحدث أردوغان عن العلمانية، وهذا بالطبع لم يعجب الجماعة.الغزل الآن يرجع الى ان جماعة الاخوان المسلمين عندما دفعت
بمرشحها المهندس خيرت الشاطر اطلقت عليه لقب أردوغان العرب أو كما قالوا حكيم العرب..هل هذه المقارنة عادلة أم ظالمة؟ أعتقد أن في هذا ظلما كبيرا وتدليسا لا يمكن تصديقه هدفه الاساسي هو الايحاء للرأي العام المصري أن خيرت الشاطر يستطيع أن ينهض بمصر ويعبر بها الى آفاق التقدم المنشود ويعود بريادتها للمنطقة التي افتقدتها بسبب ممارسات النظام السابق'.
الشاطر رجل شديد الاحترام ويتمتع بالاتزان
وقبل مغادرة مكاتب 'المسائية' طلب مني زميلنا وصديقنا حسن علام نائب رئيس تحرير مجلة 'آخر ساعة' التي تصدر عن مؤسسة 'اخبار اليوم' التي تصدر عنها 'المسائية' الا أستمع الى ما قاله حسن جمال وانما استمع الى كلامه هو عن خيرت، قال بدون أن يحلف على صدق كلامه:' لا يستطيع أحد أن يشكك من وجهة نظري بشخصية الشاطر، فهو رجل شديد الاحترام ويتمتع بالاتزان والتعقل ودخل مضمار السياسة مبكرا وكان واضحا وشجاعا حتى أنه دفع الضريبة غاليا في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، عندما اتهم في قضيتين: الاولى سنة1995 قضية احياء تنظيم جماعة الاخوان المسلمين وصدر حكم بسجنه 5 سنوات، والثانية سنة 2007 المعروفة اعلاميا باسم 'ميليشيات الازهر' وكان رئيس الجامعة وقتها الدكتور احمد الطيب 'شيخ الازهر الحالي' وحكم عليه فيها بالسجن 7 سنوات قضى منها نحو أربع سنوات ونصف ثم خرج بعدها بعفو صحي في مارس 2011 عقب ثورة 25 يناير بأيام، وبعد ذلك حصل على حكم من المحكمة العسكرية العليا قريبا برد اعتباره. وما أقصده هنا أن المهندس خيرت الشاطر دفع ثمن مواقفه السياسية السابقة من حياته وحريته، وعلى حساب بيته واسرته، علاوة على أنه يتمتع بحسن الخلق وبعوامل اخرى متعددة، فهو رجل سياسة من الطراز الاول ويحترف دهاليز وقواعد اللعبة جيدا، ورغم تدينه الشديد فهو غير متشدد ثم أنه يمتلك قدرات ادارية فائقة، خاصة بالنسبة لأدارة الأموال فهو 'الشاطر' جدا في التجارة والتسويق والمعاملات وهو بالمناسبة 'عصامي' وأنشأ مؤسسة تجارية بعرق جبينه وشغل منصب وزير الخزانة للجماعة قبل الثورة، وقدرت بعض الاوساط ثروته بما يوازي اربعة واربعين مليون دولار ولا يعيبه أن يكون ثريا. وعلى فكرة معظم قيادات الاخوان يمتلكون مهارات عالية في التجارة التي تدر عليهم ارباحا طائلة. أخيرا: ما أود ان أقوله ان المهندس خيرت الشاطر كفاءة اقتصادية، ولديه خبرة وحنكة سياسية وسمعة طيبة شخصية، فلماذا يتخوف البعض منه؟'.
السجن علم الشاطر أن
يصبر على اهانة الآخرين
طبعا.. طبعا.. فهم يطبقون القول تسعة أعشار الرزق في التجارة والعشر الباقي للصناعة والزراعة، وقبل ان أغادر المؤسسة اعترض طريقي زميلنا بـ'الاخبار' جودت عيد وأسمعني ما يلي وكان اليوم- اربعاء - وهو: 'كل لفظ أو أشارة تخرج من لسانه لها حساب.. علمته أيام السجن أن يصبر على اهانة الآخرين.. وأن يعلن بأعلى صوته شكواه لله.. لم يطلب الامارة كما نصحه الرسول صلى الله عليه وسلم بل جاءه الطريق الى الامارة.. وعندما اراد أن يسلك الطريق وجد أبناء جلدته يضعون العراقيل أمامه في جرم لم يرتكبه سوى أنه أراد أن يمارس حقه القانوني بالترشح للرئاسة.. فالرجل لم يرد على اية انتقادات حتى الآن وأعتقد أننا سندرك في فترة ليست ببعيدة أننا كنا مخطئين.. عندما لم نقرأ تاريخ الشاطر جيدا.. ولم نع ايضا أن هناك تيارات تحاول أن تفشل اي نجاح اسلامي في الدول العربية..
والمطلوب منا أن نسمع منه ونقرأ برنامجه ونترك لعقولنا أن تختار الاصلح لمصر
دون أن نهين أو ننتقد اشحاصا أرادوا أن يمارسوا حقهم بحرية.. والا لم تحدث ثورة وما زلنا نعيش في عصر المخلوع'.
وفي التقرير القادم أن شاء الله حكاية الشاطر وكيف بدأ اشتراكيا في تنظيمات خالد الذكر ثم انقلب الى داعية لوضع اقتصاد مصر تحت سيطرة رؤوس الاموال الاجنبية بمشاركة من تجار الاخوان والسلفيين.
معارك الاسلاميين حول الشيخ حازم أبو اسماعيل
واخيرا الى معارك الاسلاميين من اخوان مسلمين وسلفيين والاتهامات الموجهة اليهم بالكذب والادعاءات الباطلة.. وكان عدد من الاخوان قد شارك في الهجوم على صديقنا الشيخ حازم أبو اسماعيل المرشح لرئاسة الجمهورية. وبدأ الهجوم يوم الاحد قبل الماضي في 'المصري اليوم' من استاذ الاعلام بجامعة القاهرة الدكتور محمود خليل مع صورة له تنطلق من عينيه شرارات الغيظ منهم، اي من الاخوان والسلفيين، وانعكست على سطور مقاله وقال مستعينا بالتاريخ:' كان الكذب بالنسبة للعربي خصلة شديدة القبح، لذلك لم يكن يلصقها الا بأشد الناس قبحا. فعندما أدعى 'مسيلمة بن حبيب الحنفي' النبوة بادر المسلمون الى وصفه بـ'مسيلمة الكذاب' وهو الذي كان يطلق عليه العرب فيما سبق 'رحمان اليمامة'. وقد ساق 'الكذاب' قومه الى الهلاك عندما تحدى الخلافة في عهد الصديق أبي بكر رضي الله عنه، واصبح وصف 'مسيلمة الكذاب' يطلق على اي قائد يكذب اهله ليسير بهم في طريق الخراب وعلى من يفرح بقدرته على خداع الناس بالكذب والتدليس ان يعلم أن كذبه في الاساس هو كذب على الله وليس على البشر. فالله تعالى في علياء سمائه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.
لقد ظل المخلوع ورجاله يمارسون الكذب والخداع على هذا الشعب طيلة ثلاثين عاما، وظنوا في النهاية أنه أصبح جثة هامدة لا يقوى على شيء ازاءهم، فإذا به ينفض عنه غبار الاكاذيب ويتدفق بالملايين الى الشوارع في مشهد لا يستطيع ان ينساه سوى من يعيش بذاكرة مثقوبة، جهلا منه بأصول صناعة الكذب التي تقول اذا كنت كذوبا فكن ذكورا. فعلى من يستسهل الكذب الان أن يعتبر بمصارع الكاذبين، وما هي منهم ببعيد. واذا كان الشعب المصري قد احتاج ثلاثين سنة لكي يخرج لتأديب الطغمة الكاذبة التي قادها المخلوع فإن الامر لن يحتاج هذه المرة اكثر من ثلاثين يوما كي يهب لتأديب كل كاذب على الله، وعلى هذا الشعب الذي لم يعد في جعبته مكان لاستيعاب 'مسيلمة' جديد. وصدق الله اذ يقول: 'قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين'.
أن يأتي الكذب على ألسنة
من يدعون الحديث باسم الدين
وفي اليوم التالي ـ الاثنين - تبعه زميلنا بـ'الجمهورية' عبد الجواد حربي قائلا: ' ان يأتي الكذب على ألسنة من يدعون الحديث باسم الدين فتلك جريمة أعظم.. انهم يتاجرون باسم الله لا مع الله كما يدعون.. ويقولون دائما ما لا يفعلون، الغريب أنهم رغم سقوطهم وانكشاف أمرهم الا أنهم يتجرأون على الله وعلى الوطن والشعب ويتمادون في غيهم.. رأينا النائب اياه الذي حاول تغطية 'عمله' كان يمكن ألا يمثل جريمة فارتكب ما هو أبشع وأجرم.. والجماعة التي صدعت رؤوسنا على مدى العام بأنها ليست طالبة سلطة وأنها لا يمكن أن تقصي فصيلا أو حزبا عن المشاركة في ادارة البلاد وما ان حانت لها الفرصة حتى راحت تحصد كل ما يقابلها من مناصب وتقصي كل من يعارضها من أحزاب أو فصائل وها هو المرشح لأرفع منصب في البلد يصر على الكذب ومن ورائه انصاره يزينون له موقفه ويصرون على خوضه لمعركة الانتخابات الرئاسية رغم مخالفته لقواعد اللعبة.. وكأن الأمر أصبح 'عافية'.
مرشح الاخوان لم يصبح رئيسا بعد!
ولكن في اليوم التالي - الثلاثاء - كان في انتظارهما صاحبنا الاخواني الدكتور عبد الله هلال ليؤدبهما وغيرهما في 'الحرية والعدالة' قائلا: 'لم يخجل الافاكون من انفسهم ولا من الشعب الذي يضللونه فيزعمون ان مجرد اختيار الاخوان لمرشحهم 'خيرت الشاطر' هو عملية تعيين للرئيس أو فرضه على الشعب.. وكأن الشعب لن يختار بحرية من يرى فيه الكفاءة. كما لم تخجل صحيفة كبرى من الدجل والافك المفضوح بتخصيص عنوانها الرئيسي لخبر كاذب عن جنسية والدة المرشح 'حازم أبو اسماعيل'،وعندما كذبتها وزارة الخارجية المنسوب اليها الخبر- لم تنشر التكذيب أو تعتذر' وذلك قبل الاعلان النهائي من لجنة الانتخابات عن تأكيد حمل والدة ابو اسماعيل للجنسية الامريكية' بل تواصل بث الشائعات والايقاع بين المرشحين والشعب. على التيار الاسلامي ان يستعد لابتلاء جديد، وكبير'.
مشكلة جنسية والدة اسماعيل تتفاعل
لكن اثنين من الاخوان اشارا الى ان هلال لا يعبر عن الجماعة فيما يختص بوالدة الشيخ حازم.. وكان أولهما الدكتور حمزه زوبع الذي تعمد احراج هلال بأن قال في نفس العدد: 'من الممكن للمرء أن يتفهم الظروف النفسية المحيطة والمحبطة في الواقع لمحبي الشيخ حازم ابو اسماعيل، ولكن الذي لا يمكن فهمه هو تأخر أبو اسماعيل نفسه في الرد على كل ما اثير حول جنسية والدته - عليها رحمة الله- وكأن الامر لا يعنيه. بداية لم يعط ابو اسماعيل أي اجابة قاطعة عن الموضوع وكان يحوم حول الاجابات، مما زاد من قلق الشارع، فلو كانت لديه اجابة واضحة لقالها ولحسم الامر، ولكنه لم يفعل فلماذا لم يفعل؟ هنا تكمن الخطورة في التعامل مع الازمة التي عصفت به، فالشيخ حازم رجل متدين نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد، وهو اكثر من يعرف ان كانت أمه قد حملت الجنسية أو حتى جواز السفر الامريكي أم لا.. فليس من المعقول وهو يودعها ويستقبلها لم ينظر في جواز السفر، وهل كان مصريا ملحقا به بطاقة 'الغرين كارد' أم امريكيا ازرق اللون مطبوعا عليه الشعار الامريكي.. اذا ان يعرف وينكر فهذه سقطة لا ينبغي ان يقع فيها مثل الشيخ حازم أبو اسماعيل، وان غرر به بعض القانونيين والمستشارين فقد وقع في فخ نحمد الله ان جاء مبكرا قبل أن يغرر به وهو رئيس لمصر.. وان لم يكن يدري فعلى حد تعبير أحد المعلقين ' كيف نأتمنه على البلاد وهو لا يدري شيئا عن اقرب المقربين اليه وهي امه عليها رحمة الله'. الموضوع كله بيد ابو اسماعيل وفي قلبه، وعليه ان يتخلص من حمل هذا العبء الثقيل، ويبادر بشهادته في موضوع أمه وبطريقة لا لبس فيها حتى يريح ويستريح'.
والاخواني الثاني كان زميلنا خفيف الظل سليمان قناوي الذي خصص يوم الخميس سطرا واحدا غز فيه ابو اسماعيل هو: 'جنسية والدة الشيخ حازم ابو اسماعيل أثبتت أن كرسي الرئاسة تحت أقدام الامهات'. ألم أقل لكم أنه خفيف الظل؟