اعلن الكاتب اليمني الدكتور مروان الغفوري في مقال مطول له على صفحته بالفيسبوك بأنه سيعتزل الكتابة عن المشهد السياسي اليمني وسرد الغفوري في مقاله عدد من الاحداث التي تعرض فيها لمضايقات وتهديدات بسبب كتاباته وختم الغفوري مقالته باعتذار لعبد الملم الحوثي وعلي عبدلله صالح.
يمن برس يعيد نشر المقال كما ورد:
بعد تروي طويل، وحوار داخلي مستفيض.. وعلى وقع ما يجري معي من وقت لآخر، طيلة فصول السنة، من قبل جماعات عدوانية وهيئات عدوانية وأناس عدوانيين فقد تجاوزت الجرعة الحد الممكن تحمله - مع إدراج مواضيع دينية وأسرية وأخلاقية وقانونية في المواجهة، في إطار محاولة تصفية الحساب السياسي مع "كاتب" عبر طرق لا علاقة لها بحقيقة المشكلة معه.. لم أرو شيئاً عن ما أواجهه، احتفظت بأسراري فأنا لا أحب لعب دور الشهيد ولا البطل. لم أقل لكم من قبل أن الحوثيين اعتقلوا أناساً من قريتي وطلبوا منهم تحديد مكان بيتنا على الخرائط التي معهم، لاستهدافها لم أخبركم عن الرسائل التي تصل إلى البوليس الألماني تتهمني بمساندة الإرهاب لم أخبركم عن التلفيقات الأخلاقية لم أقل لكم أن مسؤولين في سفارتنا في برلين صادروا جواز سفري اليمني في أبريل الماضي، عندما أرسلته للتجديد، وربما هناك من فكر ببيعه لجماعات إرهابية أو فعل ذلك إمعاناً في تصفية الحسابات معي. ولولا موقف وزير الخارجية والقائم بالأعمال لتحولت إلى لاجئ وفقدت عملي، فلم يكن ممكناً في حينها استخراج جوازات سفر جديدة. بشكل عاجل أصدر لي جواز جديد من السفارة في الرياض، وراح الأول في سكة مجهولة! رغم إفادة البريد الألماني باستلام موظفي السفارة للوثيقة. لم أخبركم عن التهديدات بالقتل والذبح والاختطاف، ولا عن حالات الرعب التي يخلقها المشائخ مع حملة لعن وتكفير لا حد لها. لم أخبركم عن أمي وهي تستحلفني بالتلفون: قدهم حتى في القرية يشتموك،خليك في حالك لم أقل لكم شيئاً عن سلسلة لا نهائية من الرسائل التي تصلني باستمرار، بكل أشكال الكلام. ولا عن انتحال الشخصية، ولا... إلخ لم أشتك من فتاوى التكفير والتهديد بالقتل، وأنا أرى الكتاب والمثقفين يصرخون أمام أقل من 1% مما أتعرض له. كنت أقنعكم دائماً أني قوي ولا أبالي. أنا قوي، وأبالي. هناك حد معين للاحتمال. كانت الكتابة السياسية تمنحني السعادة لأني كنت أنتصر من خلالها لما أعتقد أنها واجباتي الإنسانية والأخلاقية: نجدة الناس وحمايتهم،كما أفعل في الطب.. لم تعد تلك الكتابة تجلب لي أي لون من السعادة. عكس ذلك تماماً. سأجد أشكالاً أخرى للسعادة. أعلن أمامكم أني سأعتزل الكتابة في الشأن السياسي اليمني، فقد بدأت الكتابة في العام 2002، وآن لي أن أخرج من كل هذه الجلبة. فليس أمراً هيناً أن تكتب كل تلك الآلاف من الصفحات على مدى 14 عاماً، وتتنقل بين عشرات الصحف وأن تضع لآلاف القراء كل النقاط اللازمة على الحروف العارية والمضطربة، في أصعب الأوقات وأن تمتثل لنصيحة كارل بوبر: إذا غبت فترة من الزمن وتعلمت شيئاً عد للناس وخبرهم عن الأشياء التي تعلمتها وأن تحصي في مقالاتك آلاف الإحالات إلى آلاف الكتب ثم تتعرض لكل هذا العدوان الذي لم يوفر وسيلة واحدة دون أن يستخدمها.. مرة أخرى أعلمكم بالانصراف، واعتزال هذا المشهد. لأتفرع لما سيشغلني مستقبلاً.. سأختار رجلين لأعتذر لهما: عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح فقد اعتقدت لزمن أنهما أسوأ رجلين في اليمن!
د. مروان عبد الغفور م. غ.
يمن برس يعيد نشر المقال كما ورد:
بعد تروي طويل، وحوار داخلي مستفيض.. وعلى وقع ما يجري معي من وقت لآخر، طيلة فصول السنة، من قبل جماعات عدوانية وهيئات عدوانية وأناس عدوانيين فقد تجاوزت الجرعة الحد الممكن تحمله - مع إدراج مواضيع دينية وأسرية وأخلاقية وقانونية في المواجهة، في إطار محاولة تصفية الحساب السياسي مع "كاتب" عبر طرق لا علاقة لها بحقيقة المشكلة معه.. لم أرو شيئاً عن ما أواجهه، احتفظت بأسراري فأنا لا أحب لعب دور الشهيد ولا البطل. لم أقل لكم من قبل أن الحوثيين اعتقلوا أناساً من قريتي وطلبوا منهم تحديد مكان بيتنا على الخرائط التي معهم، لاستهدافها لم أخبركم عن الرسائل التي تصل إلى البوليس الألماني تتهمني بمساندة الإرهاب لم أخبركم عن التلفيقات الأخلاقية لم أقل لكم أن مسؤولين في سفارتنا في برلين صادروا جواز سفري اليمني في أبريل الماضي، عندما أرسلته للتجديد، وربما هناك من فكر ببيعه لجماعات إرهابية أو فعل ذلك إمعاناً في تصفية الحسابات معي. ولولا موقف وزير الخارجية والقائم بالأعمال لتحولت إلى لاجئ وفقدت عملي، فلم يكن ممكناً في حينها استخراج جوازات سفر جديدة. بشكل عاجل أصدر لي جواز جديد من السفارة في الرياض، وراح الأول في سكة مجهولة! رغم إفادة البريد الألماني باستلام موظفي السفارة للوثيقة. لم أخبركم عن التهديدات بالقتل والذبح والاختطاف، ولا عن حالات الرعب التي يخلقها المشائخ مع حملة لعن وتكفير لا حد لها. لم أخبركم عن أمي وهي تستحلفني بالتلفون: قدهم حتى في القرية يشتموك،خليك في حالك لم أقل لكم شيئاً عن سلسلة لا نهائية من الرسائل التي تصلني باستمرار، بكل أشكال الكلام. ولا عن انتحال الشخصية، ولا... إلخ لم أشتك من فتاوى التكفير والتهديد بالقتل، وأنا أرى الكتاب والمثقفين يصرخون أمام أقل من 1% مما أتعرض له. كنت أقنعكم دائماً أني قوي ولا أبالي. أنا قوي، وأبالي. هناك حد معين للاحتمال. كانت الكتابة السياسية تمنحني السعادة لأني كنت أنتصر من خلالها لما أعتقد أنها واجباتي الإنسانية والأخلاقية: نجدة الناس وحمايتهم،كما أفعل في الطب.. لم تعد تلك الكتابة تجلب لي أي لون من السعادة. عكس ذلك تماماً. سأجد أشكالاً أخرى للسعادة. أعلن أمامكم أني سأعتزل الكتابة في الشأن السياسي اليمني، فقد بدأت الكتابة في العام 2002، وآن لي أن أخرج من كل هذه الجلبة. فليس أمراً هيناً أن تكتب كل تلك الآلاف من الصفحات على مدى 14 عاماً، وتتنقل بين عشرات الصحف وأن تضع لآلاف القراء كل النقاط اللازمة على الحروف العارية والمضطربة، في أصعب الأوقات وأن تمتثل لنصيحة كارل بوبر: إذا غبت فترة من الزمن وتعلمت شيئاً عد للناس وخبرهم عن الأشياء التي تعلمتها وأن تحصي في مقالاتك آلاف الإحالات إلى آلاف الكتب ثم تتعرض لكل هذا العدوان الذي لم يوفر وسيلة واحدة دون أن يستخدمها.. مرة أخرى أعلمكم بالانصراف، واعتزال هذا المشهد. لأتفرع لما سيشغلني مستقبلاً.. سأختار رجلين لأعتذر لهما: عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح فقد اعتقدت لزمن أنهما أسوأ رجلين في اليمن!
د. مروان عبد الغفور م. غ.