يملك الحوثيون رصيداً أسود في خروقات اَي هدنة معلنة منذ أن بدأت حركتهم وكانوا دائماً ما يقومون بنكث الاتفاقات والغدر بالجيش اليمني الذي خاض معهم سبعة حروب في عهد حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح .
وغالباً ما يوافق الحوثيون على اَي هدنة من أجل ترتيب صفوفهم والهجوم بعد ساعات أو أيام على الطرف الآخر ويملكون تاريخاً أسود في هذا الجانب .
ومنذ انطلاق عاصفة الحزم حتى الآن أعلنت العديد من اتفاقات الهدنة لكنهم لم يلتزموا بأي هدنة بل بالغوا في استمرارهم بخرقها وقصف المدنيين والاعتداء على المدن وإطلاق الصواريخ نحو الداخل اليمني والمدن السعودية .
ويكشف التاريخ الأسود من خرق الانقلابيين الحوثيين وحليفهم صالح لاتفاقات الهدنة مدى عدم احترامهم لكل الاتفاقات والغدر والنكث بكل العهود .
وكانت الهدنة الإنسانية الأولى التي أعلنت عنها قوات التحالف في اليمن لمدة 5 أيام بدأت في يوم الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥م. ووافق عليها الحوثيون والقوات الموالية لعلي صالح،
إلا أن الانقلابيين سرعان ما خرقوا الهدنة قبل مرور ٢٤ ساعة، وذلك بإطلاق نار باتجاه قرية بطياش في منطقة جازان، وتنفيذ عمليات حربية عدة، إلا أن التحالف استمر بالتزامه التام بالهدنة وبلغت مجموع خروفان الحوثيين 13 حالة توزعت بين قصف المدن اليمنية بالأسلحة واستمرار قصف ومحاولات تسلل لمدن سعودية بجازان .
وجاءت الهدنة المعلنة الثانية بناءً على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والتي أعلنت عنها قيادة التحالف لمدة 5 أيام أيضاً تبدأ مساء يوم الأحد ٢٧ يونيو ٢٠١٥.
ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالهدنة في اليمن، ودعا الحوثيين إلى احترامها، وبدأ الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق بخرق الهدنة بعد ٦ ساعات بإطلاق قذائف هاون على جبل الدود في منطقة جازان، وتنوعت الخروقات ما بين إطلاق نار، وقذائف هاون، وقصف صاروخي كاتيوشا، ومحاولات تسلل للحدود السعودية وفِي الداخل اليمني قصفت المدفعية والصواريخ وسط المدينة وقتل عشرات المدنيين بين قتيل وجريح كما استمروا في حصار المدينة ومنعوا مراد الإغاثة الإنسانية من الدخول اليها.
وفي مرة ثالثة، أبلغت الحكومة اليمنية قيادة التحالف بأنها قررت إعلان مبادرة لوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام بدءاً من الخامس عشر من ديسمبر وحتى الحادي والعشرين من ديسمبر 2015 بالتزامن مع انطلاق المشاورات في جنيف، واستجابة لذلك أعلنت قيادة التحالف وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت صنعاء التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش من يوم الثلاثاء 15 ديسمبر 2015 مع احتفاظها بحق الردّ على أي خرق لوقف إطلاق النار.
وفي نهاية المشاورات في جنيف أعلنت الحكومة اليمنية تمديد وقف إطلاق النار، قبل أن تعلن قوات التحالف تمديد فترة الهدنة التي انتهت في الثاني من يناير الماضي، الساعة (14:00) ظهراً بتوقيت صنعاء، وذلك بعد أن بدأ الحوثيون والقوات الموالية لصالح بخرق الهدنة الساعة (12:01) بإطلاق قذائف مدفعية وهاون على مدينة جازان. وبلغ مجموع الخروقات ٨٦٨ خرقاً تنوعت ما بين إطلاق صواريخ باليستية وتسلل داخل الأراضي السعودية وإطلاق مقذوفات داخل الأراضي السعودية ورماية مباشرة بالذخيرة علاوة على استمرارهم بقصف المدن اليمنية واستمرار حملات الاعتقالات والقتل للمدنيين ومهاجمة المواقع العسكرية للجيش والمقاومة الشعبية وسجلت اللجان المحلية أكثر من500 اختراق للهدنة بتعز ومأرب والبيضاء والضالع.
وأعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الثلاثاء، عن خطة لاستئناف وقف شامل للأعمال القتالية في اليمن.
وقال المبعوث الخاص، في بيان صحفي، إنه "تلقى تأكيدات من جميع الأطراف اليمنية بالتزامها بأحكام وشروط وقف الأعمال القتالية لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد".
ووافق الحوثيون، على هدنة الـ72 ساعة قابلة للتمديد، وذلك بعد ساعات من موافقة حكومية وموافقة سعودية وقالت مصادر أن الحوثيون أبلغوا الأمم المتحدة بموافقتهم على الهدنة. وتوقعت المصادر أن تعلن الأمم المتحدة عن بدء الهدنة في اليمن خلال اليومين القادمين. وجاءت هذه التصريحات بعد لحظات من تصريحات لوزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أعلن فيها أن الموافقة الحكومية النهائية على الهدنة وتحديد الموعد الزمني لها، سيتم الخميس القادم، عقب لقاء يجمع الرئيس عبدربه منصور هادي مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد. ولم يصدر أي تأكيد من الحوثيين في وسائل إعلامهم الرسمية حول الموافقة على الهدنة حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء.
لكن مراقبون سياسيون يَرَوْن أن هذه الهدنة يجيب ان تخضع لرقابة إقليمية ودولية وتكون هناك لجان رقابة محلية للتأكد من التزام الانقلابيين بالهدنة .