الرئيسية / تقارير وحوارات / مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة بعد إصدار الرئيس الروسي مرسوما يدعو جميع الروس للعودة إلى بلادهم
مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة بعد إصدار الرئيس الروسي مرسوما يدعو جميع الروس للعودة إلى بلادهم

مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة بعد إصدار الرئيس الروسي مرسوما يدعو جميع الروس للعودة إلى بلادهم

14 أكتوبر 2016 12:00 مساء (يمن برس)
في قرار مُثير للجدل، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما طوارئا يدعو فيه جميع المواطنين الروس المغتربين بالعودة على وجه السرعة إلى بلادهم وسط مخاوف من أن العالم بات على وشك صراع جديد ينذر بحرب عالمية ضارية، ووفقا للتقارير، طالب الرئيس الروسي، الدبلوماسيين من جميع الدرجات بـ”جلب أقاربهم إلى وطنهم الأم”.

كما أمرت إدارة شؤون الموظفين والسياسيين والقطاع العام العاملين الروس بالخارج إلى إخراج أطفالهم من المدارس الأجنبية فورا، كما دعا الروس العاملين بالخارج لسحب أطفالهم من المدرسة على الفور، حتى لو كانوا في منتصف المدة الدراسية، محذرا من لا ينصاع لتلك التحذيرات فإنه يضع نفسه عرضة للخطر، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الروسية.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي، إن الولايات المتحدة عليها تقديم تنازلات في الحرب في سوريا، وشدد بوتين بقوله: “هناك حاجة لنتصرف مثل الشركاء ونأخذ مصالح كلتا الدولتين في الاعتبار ونحن مستعدون لذلك”، بوتين شن هجوما لاذعا على فرنسا، متهما الرئيس فرانسوا أولاند باستدراج موسكو عمدا للاعتراض على قرار الأمم المتحدة بشأن سوريا.

وفي تطور مثير للقلق – يتبع إلغاء الرئيس الروسي فجأة زيارة مرتقبة له إلى فرنسا – وكذا جميع موظفي الدولة، وقال المحلل السياسي الروسي ستانيسلاف بيلكوفوسكي، وفق ما نقلته عنه صحيفة “ديلي ستار” إن هذا كله جزء من حزمة من الإجراءات الاحترازية خوفا من شن “حرب كبرى”.

تحذيرات عربية

في 16 فبراير 2016، حذّر عبدالعزيز السماري في صحيفة “الجزيرة” السعودية من مغبة التصريحات التي يتم تداولها في المنطقة حاليًا، قائلا إن “الحرب العالمية الثالثة في طريقها للاندلاع”، وأضاف: “الحرب إن بدأت ستكون حربًا نوويةً مدمرةً للجميع، وسيموت بسببها الملايين في إيران وسوريا والبلاد العربية”.

وبالمثل، يؤكد مفتاح شعيب في الخليج الإماراتية أن الحديث عن احتمال انجراف العالم إلى حرب عالمية ثالثة أو حرب باردة جديدة (أصبح) من المفردات المألوفة على ألسنة قادة الدول الكبرى، ويحذر شعيب من الصدام: “بين روسيا والغرب لأن النتيجة ستكون حربا لا نصر فيها لأحد، ولن يظل شبر واحد على الكرة الأرضية لن تصله الشظايا”.

وعلى المنوال ذاته، يؤكد عبدالمحسن هلال في عكاظ السعودية اقتراب “ساعة القيامة”، مشيرًا إلى أن ما تقوم به السعودية لبدء “تحرك بري ضد عصابات داعش أثار غضب الدب الروسي فأطلق تحذيره باحتمال نشوب حرب عالمية جديدة”، ويضيف هلال: “رغم جعجعة موسكو وتهديدها بنشوب حرب عالمية وإعلانها الاستعداد لبعث مقاتلاتها إلى اليمن، جميعنا يعرف محدودية القدرات الروسية أمام حلف الناتو.. هي حرب شرعية ضد إرهاب تضرر منه العالم أجمع ويجب أن يشترك العالم، أقله الدول المتضررة والمهددة مصالحها في هذه الحرب”.

وفي المقابل، يعبر علاء الرضائي في الوفاق الإيرانية عن تحذيره من دخول قوات سعودية وقطرية الحرب في سوريا، قائلا: “لا تستغربوا، هل تتصورون أن هناك فرقا بين أن نقاتل داعشيا أو قاعديا أو جنديا سعوديا أو قطريا؟!، أبدًا فكلهم من حاضنة واحدة وعلى عقيدة واحدة، بالعكس الجندي أسهل”.

ويستمر الرضائي بالتوعد للسعودية حال إقدامها على مثل هذه الخطوة، قائلا: “قضى المسلمون اليمانيون (أهل نجران) على دويلتهم الأولى والمصريون بقيادة محمد علي باشا على دويلتهم الثانية، وسيقضي السوريون والعراقيون والإيرانيون واليمانيون والمصريون على دويلتهم الثالثة بعون الله”.

وبالمثل، تصف عزة شتيوي في الثورة السورية ما يقال عن بدء تحركات أرضية ضد “تنظيم “الدولة” في سوريا بأنه “ضجيج دولي غير مسبوق”، مشددةً على أنها بمثابة “الرقص على حافة الهاوية”، وتضيف شتيوي: “واشنطن رمت بحلفائها السعوديين والأتراك في محرقة انتظارها ومراهناتها على كسب ورقة تنقذها من الإفلاس في استئناف جنيف الثالث”.

كما يصف خالد الأشهب في الجريدة ذاتها الحديث عن تدخل بري في سوريا بأنه “بدأ زئيرا وانتهى مواءً مخنوقاً، وما بدا غولًا أو وحشًا أول الأمر تضائل وانكمش”، ويحذر الأشهب السعودية وقطر من الإقدام على مثل هذه الخطوة بالقول: “إذا صعد الأمريكي شجرة، فثمة ألف سلم وسلم كي ينزل بسلام. أما أنتم فمن أين لكم السلالم، بل من أين لكم الأشجار أصلاً؟‏”.

لعبة محفوفة بالمخاطر

في 8 أكتوبر الجاري، حذرت صحيفة روسية من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلعب “لعبة محفوفة بالمخاطر” في سوريا، يمكن أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، ونشرت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” الأكثر شعبية في روسيا، مقالا قالت فيه إن القتال في سوريا، قد يؤدي إلى “مواجهة عسكرية مباشرة” بين الدول، على نطاق مماثل لأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

وفي التقرير نقلا عن صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، قالت الصحيفة الروسية، إن هذا التحذير يأتي بعد أن أوقفت الولايات المتحدة المحادثات مع روسيا فيما يخص الشأن السوري، وفي الوقت الذي علقت فيه روسيا الاتفاقية الموقعة مع أمريكا للتخلص من مادة البلوتونيوم، التي تدخل في صناعة السلاح النووي، وتعرضت الصحيفة بسبب مقالها الذي عنونته بـ”المخاطر أكبر من سوريا” للانتقاد؛ بسبب محتواه المثير وتحذيره من اندلاع الحرب.

وقالت الصحيفة: “لكم أن تتخيلوا لو أن الولايات المتحدة فعلت ما أرادته، وهو ضرب مواقع للجيش السوري، ليس عن طريق الخطأ، ولكن عن قصد وبشكل علني، عندها ينبغي على روسيا الدفاع عن حليفتها سوريا، والتفكير في ضرب الأمريكان، وهو الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى حرب عالمية ثالثة”، وأضافت: “يمكن لروسيا تحقيق فوز كبير في سوريا لكنها في الوقت ذاته ستخسر أيضا. يجب علينا ألا ننسى أننا في سوريا نلعب لعبة محفوفة بالمخاطر”.

وأوضحت الصحيفة، أنه وفقا للطيارين الروس، فإن أفضل ما يمكن القيام به هو إسقاط عدد قليل من قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ولكن هذا يعني حربا شاملة”.

وقال رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي، أندريه كورتونوف متحدثا عن تفكك العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا: “كان لدينا علاقات سيئة خلال فترة الحرب الباردة، ولكن كانت العلاقة أكثر استقرارا، لأننا كنا نعرف ما يمكن توقعه بعضنا من بعض، كنا نعرف قواعد اللعبة”، وأضاف: “اليوم ليس لدينا شيء من هذا القبيل؛ لذا العلاقات ليست مستقرة، وهذا ما يجعل هذه العلاقة خطيرة”.

5 سيناريوهات للحرب

كيف تبدأ الحرب العالمية الثالثة؟، وكيف يتصاعد الصراع إلى صراع عالمي؟، خمسة أماكن يمكنها أن تشعل العالم، وخمسة سيناريوهات محتملة، هذا ما كتبه روبرت فارلي ونشرته مجلة “ذي ناشيونال إنترست: الأمريكية قبل حادث إسقاط المقاتلة الروسية من قبل تركيا.

استهل الكاتب – الذي يعمل محاضرا للعلاقات الدبلوماسية والتجارة الدولية في جامعة كينتكي – مقاله بالحديث عن 4 حروب عالمية شهدها نظام الدول الحديثة منذ 1756، وهي: حرب الأيام السبعة في الولايات المتحدة، والثورة الفرنسية، والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن أطول فترة سلام شهدها العالم كانت من 1815 إلى 1914، وأن آخر حرب عالمية جرت قبل 70 عاما.

وقال إن أي حرب عالمية تحتاج لشرارة وصراع ما في مكان ما يمس مصالح أكثر من قوة كبرى واحدة. والحرب العالمية الأولى أشعلها اغتيال فرانز فرديناند، وحرب السنوات السبع كانت حربا متقطعة بين الفرنسيين والبريطانيين على طول نهر المسيسبي، والهدف من الحرب العالمية عموما هو إنشاء نظام عالمي جديد.

وأضاف أن الحرب العالمية الثالثة ستكون الحرب الخامسة على نطاق عالمي في تاريخ نظام الدول الحديثة، ووضع الكاتب خمسة سيناريوهات محتملة.

السيناريو الأول من المحتمل أن يحدث في سوريا، حيث يجتذب تنظيم الدولة اهتمام غالبية دول العالم الأقوى بما فيها فرنسا والولايات المتحدة وروسيا. وربما يؤدي تصاعد وتيرة الاهتمام العالمي بما يحدث في سوريا إلى تعقيدات أكثر وخطوات أكثر، وربما تؤدي مواجهة عارضة بين حلف الأطلسي (الناتو) وروسيا إلى قرارات تكتيكية سيئة.

وأضاف أنه حتى إذا استمر التحالف المضاد لتنظيم الدولة، فإن الصراع بين القوى العظمى من الممكن أن يتجاوز هذا التحالف ويصبح صراعًا شرسًا، نظرًا إلى أن فرنسا وروسيا والولايات المتحدة لديها وجهات نظر مختلفة جدا حول مستقبل سوريا، وإذا قررت إحدى الدول الثلاث التدخل لصالح القوى الداخلية التي تفضلها، فمن الممكن أن يتدهور الوضع بسرعة ويتحوّل إلى قتال بين دول كبرى يجر معه تركيا وإيران والسعودية، وينتشر فيما بعد إلى أجزاء أخرى من العالم.

السيناريو الثاني هو نشوب حرب بين الهند وباكستان، حيث إن أسباب اندلاع شرارتها كثيرة، وإذا تكبدت باكستان هزيمة كبيرة بالأسلحة التقليدية فمن الممكن أن تقدم على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، مشيرًا إلى تقارب أمريكا مع الهند في السنوات الأخيرة وتقارب الصين مع باكستان.

والسيناريو الثالث للحرب ميدانه بحر جنوب الصين، حيث بدأت الصين واليابان تلعبان خلال السنتين الأخيرتين لعبة خطيرة حول جزر سينكاكو/داياويو، ومن الممكن أن تتسبب أي حادثة بحرية أو جوية في إلهاب مشاعر الكراهية القومية لدى أيّ من الشعبين ضد الشعب الآخر إلى حد يكون فيه من الصعب تراجع إحدى القوتين.

ومن المعلوم أن أمريكا ملزمة بمعاهدة للدفاع عن اليابان وستجد أن من الصعب ألا تتدخل لصالحها، الأمر الذي سيضطر الصين إلى مهاجمة المرافق العسكرية الأميركية في المنطقة، وسيثير ذلك رد فعل أمريكي يشمل مساحات أوسع ويدخل منطقة المحيط الهادي بأكملها في فوضى، وربما تنشب حرب نووية مخططة أو عن طريق الصدفة.

والسيناريو الرابع أن تنشب حرب بين الولايات المتحدة والصين نتيجة للمواجهات العديدة بين القوات البحرية والجوية الصينية من جانب والقوات الأمريكية في بحر جنوب الصين، أو إذا زادت واشنطن تدخلها لصالح فيتنام والفلبين ضد الصين.

والوضع في أوكرانيا – وهو السيناريو الخامس – قابل لكل الاحتمالات ومليء بإمكانيات الحسابات الخاطئة، وأي خطأ من الناتو أو روسيا ستنشأ عنه مواجهة مسلحة، وإذا رأت موسكو أنها لا تستطيع مواجهة الناتو بالأسلحة التقليدية، فستقدم على استخدام السلاح النووية التكتيكي.
شارك الخبر