في جوف جبل الخساف خلف وزارة الخدمة المدنية يقع احد المعابد الهندوس تشير المصادر الى انه واحد من بين ستة معابد هندوسية بنيت في مدينة عدن ابان حقبة الاستعمار البريطاني.
داخل حوش كبير تم بناؤه لحماية المعبد من البسط العشوائي للأراضي في محيط المعبد ثمة مدخل رئيسي مبني بأحجار من جبل شمسان وباحة واسعة منها عبر طريق مرصوف بالأحجار الى مبنى تحول الى اطلال.
يقول "ف. م "احد اهالي المنطقة الذي رافقنا في جولة الى المعبد : قدمت مجموعة مسلحة في شهر رمضان الماضي وبعض افرادها يحملون عدة الهدم .
يضيف :عقب تحرير عدن من سيطرة الحوثيين شهدت المدينة فراغا امنيا ساعد جماعات مسلحة و"متشددون" لاستهداف كثير من المعابد والكنائس .
اسفل الجبل تم نحت غرف المعبد التي توزعت على 3 ادوار .
"الى ما قبل الحرب بقي المعبد في امان وجرى تسويره بسور خارجي قام السفير الهندي بزيارته وربما الحكومة الهندية هي من تكلفت ببناء سور خارجي للمعبد" ..
يقول انيس الحداد 30 عاما:" ترعرعت هنا في منزل والدي ولم اك اعرف عن المعبد شيء الا انه معبد هندوسي وكنا نحصل على الحلويات عند الوصول الى بوابته الرئيسية" .
الحداد:" خلال ايام الاحد كنا نسمع قرعا للطبول وقدوم لاتباع الديانة الهندوسية لاداء طقوس العبادة في المعبد ..انحسر نشاط المعبد مع الاحداث التي شهدها البلد في العام 2011م ".
يشير الحداد الى البوابة الرئيسية :هنا كان جرس كبير كان اخر ما تبقى في المعبد قبل ان يقوم اللصوص بسرقته .
يلتقي الهندوس على تقديس البقرة وأنواع من الزواحف كالأفاعي وأنواع من الحيوان
كالقردة ، ولكن تتمتع البقرة من بينها جميعاً بقداسة تعلو على أي قداسة .
في احدى الغرف الداخلية في جوف الجبل ثمة غرفة مبنية بالرخام عليها بقايا تمثال "بقرة"وثمة غرف اخرى داخلية تربطها ممرات وسلالم احداها تمتد الى سقف المعبد .
يقول احد الاهالي:" كنا نرى تجمعا كبيرا لهندوس على سطح المعبد تحت تجويف الجبل ويمارسون طقوسهم بأمان وعندما تهطل الامطار تتحول الى شلالات بديعة تتساقط الى امام المعبد.
ثمة بقايا خزنات تم اقتلاعها ونهب محتوياتها في عدد من غرف المعبد وبقايا اثار منحوتات محطمة في غرف المعبد .
وبين بقايا اطلال المعبد كومة اوراق مكتوبة بلغة هندية واخرى ترجمات لتعاليم الهندوسية الى الانجليزية ،حطت يدي على كتيب على غلافه الخارجي احد الالهة فيما يبدوا يحمل ملامح قرد.
يؤمن الهندوس بان روح الإنسان السعيد تنتقل إلى جسم سعيد بعد موت الجسم الأول، وليس بالضرورة انتقال الروح إلى إنسان آخر، فقد تنتقل الروح إلى حيوان أو حشرة وفقا لمعتقدهم الذي يحرم أكل اللحوم .
يقول "ف.م" في حديثه للمشاهد : تركت السلطات المعبد عرضة للنهب ولم تقم بحمايته او تأمينه وهو الامر الذي شجع كثير من اللصوص لنهب كل شي فيه وتركه فارغا من كل شيء وقد يصل الامر الى هدمه وتحويله الى سكن .
يضيف : مؤسف جدا ما نراه اليوم من اعمال تستهدف تاريخ المدينة ولكن ليس بوسعنا فعل أي شيء بسبب انتشار السلاح وغياب الامن .
في 2014 سعى ناشطون الى إيقاف هدم احد المعابد في المدينة " معبد جين 1860" كانت السلطات منحته لأحد التجار سعى الى هدمه وتحويله الى مركز تجاري.
وفي وضع استثنائي تشهده المدينة تراجع دور المجتمع المدني والمنظمات التي تدافع عن تراث والمعالم الثقافية للمدينة.
ليس معبد الهندوس فقط من تعرض للتخريب في المدينة ،ثمة كنائس ومعابد واضرحة اخرى في كريتر والمعلا والتواهي تعرضت للتخريب ودمار وسط غياب لدور السلطات الامنية وانتشار الجماعات المسلحة في مدينة جسد تاريخها تعايشا انسانيا وثقافيا فريدا تحول الى مجرد قصص في كتب التاريخ .