الرئيسية / طب وصحة / في منتصف الـ 30 "سن اليأس" كابوس مزعج للرجال
في منتصف الـ 30  \"سن اليأس\" كابوس مزعج للرجال

في منتصف الـ 30 "سن اليأس" كابوس مزعج للرجال

06 أبريل 2012 06:30 مساء (يمن برس)
عندما تنتقل المرأة من مرحلة سن الخصوبة إلى مرحلة عدم القدرة على الإنجاب يقال إنها تمر بأزمة منتصف العمر المعروفة "بسن اليأس"، إذ ان المبيض يعلن "إفلاسه" ويتوقف عن إنتاج البويضات وإفراز هرمون الأنوثة "الإستروجين" وتصاحب هذه المرحلة عوارض تختلف من امرأة إلى أخرى..

ولكن ماذا عن الرجال فهل يمرون هم أيضاً بأزمة منتصف العمر كما هي الحال عند النساء؟، في السطور القادمة نلقي الضوء على هذا الموضوع..

أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن الذكور يدخلون هذه المرحلة تدريجياً، مشيرة إلى أن عوارض سن اليأس ترتبط بالانحسار التدريجي الذي يطرأ على هرمون "التيستوستيرون"، وهذا الهرمون ينخفض تدريجياً في جسم الرجل اعتباراً من سن الثلاثين.

وتنخفض معدلات "التستوستيرون" مع تقدم السن إلى ما دون المعدلات الطبيعية محدثة أعراض نقص هذا الهرمون، والتي قد تشبه حالة نقص هرمون الأنوثة عند النساء الذي يصاحبه أعراض سن اليأس من المحيض.

وقد توصل باحثون بريطانيون بجامعة شيفيلد من خلال دراسة طبية حديثة إلى دليل على وجود ساعة بيولوجية لدى الرجل مثل المرأة تماماً، وإن هذه الساعة تبدأ في الدوران مع وصوله إلى منتصف الثلاثينيات من العمر.

وذكرت الدراسة التي شملت 12 ألفاً و220 زوج وزوجة أن العلاج بالتخصيب الصناعي يشير إلى تقلص نسب الحمل عندما يتجاوز الرجل عامه الخامس والثلاثين.

وأضافت أن فرص الإنجاب بالنسبة للرجل تزداد ضعفاً مع تجاوزه الأربعين، ورجح الباحثون إن ذلك يرجع إلى الدمار الذي يصيب الحمض النووي، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".

وقال الدكتور ألان بيسي خبير الخصوبة بجامعة شيفيلد وسكرتير جمعية الخصوبة البريطانية إن هناك أدلة متزايدة على أن الرجل ليس محصنا ضد تراجع القدرة على الإنجاب، فالرجل الأكبر سناً أقل قدرة من الشاب صغير السن، وحتى لو نجح في تخصيب زوجته فانها تكون أكثر عرضة للإجهاض.

كما أوضح الدكتور عمرو المليجي رئيس وحدة أمراض الذكورة بمستشفى الدكتور سليمان فقيه بالسعودية، أن مشكلة نقص "التستوستيرون" عند الرجال تحدث تدريجياً وليس فجأة كما في النساء ولذلك يكون تطور الأعراض غير ملحوظ، وحتى إذا لوحظ فإنه غالباً ما يرجعها المريض أو حتى طبيبه المعالج في كثير من الأحيان إلى التقدم في السن.

وأضاف المليجي أن "التستوستيرون" والمعروف بهرمون الذكورة، هو هرمون مهم جداً للرجال ينتج من الخصية ويكون مسؤولاً عن تطور ونمو الأعضاء التناسلية مثل (القضيب والبروستاتا والخصيتين عند التكوين الجنيني للذكر فى رحم الأم)، أما في فترة البلوغ وسن النضج فهو مسؤول عن إنتاج الحيوانات المنوية وتطور العلامات والخصائص الذكورية.

وأوضح المليجي أن مستويات "التستوستيرون" المنخفضة عن المعدل الطبيعي تصل في المتوسط إلى نسبة 38.7 في المائة من الرجال فوق سن الـ45.

وأكدت العديد من الدراسات أنه يوجد علاقة قوية بين مستويات "التستوستيرون" المنخفضة وأمراض السكري والبدانة وارتفاع ضغط الدم واضطراب دهون الدم، مشيرة إلى أن انخفاض الهرمونات الذكرية مرتبط بمرض السكري بغض النظر عن السمنة وقد تكون من العوامل المؤدية للإصابة بالسكري.

ما الفرق بين سن اليأس عند الجنسين؟
سن اليأس عند المرأة يعلن عن نفسه في شكل واضح وصريح بانقطاع الدورة الشهرية وتوقف إفراز هرمون "الإستروجين"، أما عند الرجال فالأمر يختلف كلياً فمرحلة سن اليأس عندهم قد تكون غامضة ولا تتم بالطريقة الواضحة التي تعيشها المرأة بيولوجياً.
 
وعند المرأة يتوقف المبيض عن إفراز الهورمونات الأنثوية، أما بالنسبة للرجل لا تتوقف وظائف الخصيتين عند الرجل بشكل تام، لكنها تضعف على نحو تدريجي، فى حين يعانى كل من الرجل والمرأة الأعراض نفسها، الناتجة عن أزمة منتصف العمر والنقص في الهرمونات، إلا أن المرأة يمكن أن تتابع حياتها الجنسية، مع بعض التغيير في الشعور بالنشوة، أما الرجل فلن يستطيع أن يمارس حياته الجنسية بشكل طبيعي.

أعراض وأسباب !!
حينما تعتري الرجل البالغ حالة نقص هرمن "تستوستيرون" الذكري، فإن هناك جملة من الأعراض البدنية الوظيفية والأعراض النفسية تظهر عليه وتؤثر بالتالي على خصائص الذكورة وقدرات الإخصاب لديه.

وتشمل الأعراض البدنية أياً من ضعف الانتصاب، أو العقم، أو نقص شعر اللحية ومناطق أخرى من الجسم، أو زيادة شحم الجسم، أو صغر حجم وامتلاء الخصيتين، أو قلة حجم وكتلة عضلات الجسم، أو زيادة نمو وحجم الثدي، أو خلخلة العظم وهشاشة تماسكه.

ويضاف إلى ذلك أيضاً فقدان الرغبة في ممارسة الجنس، وصعوبات في تحقيق الانتصاب، وتدني حجم عضلات الجسم ومقدار القوة فيها، وهو أكده الدكتور توماس ميلجان وزملائه في مركز مالكوم راندل الطبي بولاية فلوريدا، بقوله "إن أولئك الرجال يشعرون بنوع من نقص في مستوى طاقة ونشاط الجسم لأداء المجهود البدني، وفقد للحيوية والانتعاش، والبعض منهم يعاني حقيقة من الاكتئاب".

أما الأعراض النفسية، فتشمل الشعور بالإرهاق والتعب، وتدني الرغبة في ممارسة الجنس، وصعوبات في التركيز، والتوتر، والاكتئاب.

وحول علاقة السكري بالنشاط الجنسي، يؤكد الدكتور محمد أحمد عيسى أستاذ الغدد الصماء والسكر والسمنة كلية طب القصر العيني، أنه توجد علاقة وثيقة بين مرض السكر والنشاط الجنسي، وذلك بمرور الوقت لأنه كلما زاد الوقت كلما كانت هناك احتمالات اعتلال الأعصاب أي الجهاز العصبي اللاارادي، وهو المسئول عن انتصاب العضو الذكري والممارسة الجنسية.

كريمات التحفيز الجنسي .. هل لها علاقة ؟!
وعلى سياق متصل فقد يلجأ بعض الرجال إلى استخدام مستحضرات غير طبية في محاولة منهم للتغلب على مشكلة الضعف الجنسي وتدني هورمون الذكورة ومن أكثر هذه المستحضرات شيوعاً هي كريمات التحفيز الجنسي، وتكمن الخطورة هنا في استخدام مستحضرات مضرة وتسبب المشكلات لأنها وصفت بعشوائية وليست مبينية على أسس علمية.

ومن جانبه، يقول الدكتور علاء الدين الفقي أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم كلية الطب - جامعة عين شمس يفضل عدم استخدام أية كريمات أو دهانات تحتوي على زيوت أو دهون لأنها تؤذي الجهاز التناسلي عند المرأة، فمن المعروف أنه عند الاحتكاك تتولد حرارة وهو ما يساعد على حدوث نوع من التسلخ أو الالتهابات، بالإضافة إلى أن أغلب الكريمات العادية المنتشرة ليست مضمونة في مستوى نظافتها ونقائها وبالتالي لا ينصح باستخدامها.

عوامل تؤثر على خصوبة الرجال والنساء

أسلوب ونمط الحياة :
- ضغوطات الحياة: مثل القلق والانفعالات والارهاق والسفر المتكرر والرغبة في انجاب ولد بسرعة ......إلى اخره, قد يفسد العلاقات الزوجية وقد تؤثر سلباً في الحياة الجنسية والانجاب.

- الثياب الغير مناسبة: لوحظ ان ارتفاع حرارة الخصيتين تحدث اضطرابا في تكوين الحيوانات المنوية عند الرجل , فحرارة هذه المنطقة كما خلقها الله هي 34 درجة مئوية في حين أن حرارة الجسم هي 37، ولذا فإن البنطلونات الضيقة مثل الجينز والسراويل والثياب الداخلية الضيقة تقرب الخصيتين من الجسم فتزيد من حرارتهما وتقلل عندئذ من كمية الحيوانات المنوية ومن نوعيتها.

ولا شك أن الثياب كلما كانت من القطن وواسعة ومريحة كلما تخلصنا من التأثيرات من هذا الجانب.

التغذية الخاطئة :
- أسلوب التغذية: هناك علاقة وثيقة بين التغذية والخصوبة , وقد لوحظ في دراسات عديدة أن تناول أغذية غير متناسقة مع المجهود الجسدي, خاصةً لدى إجراء الحمية التنحيفية أو بذل مجهود رياضي كبير قد تكون من اسباب اضطرابات في المبيض.

- زيادة الوزن: السمنة  من العوامل التي قد تؤدي إلى اضطرابات في الدورة الدموية عند النساء واضطرابات في التكوين المنوي عند الرجال ..... ولكن يمكن أن تزول هذه الاضطرابات مع تخفيف الوزن.

- تناول القهوة والمشروبات الغازية: أن فنجان واحد من القهوة قد يكون مفيداً ومنشطاً للرجال قبل العملية الجنسية، لكن حذار من الاغراق في المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية فإنها تقلل من خصوبة الجنسين وتؤخر الإنجاب.

- الدخان: قد يكون الدخان مسؤولاً عن انخفاض جودة المني عند الرجل وتأخير الحمل عند المرأة.

- الكحول والمخدرات: لوحظ أن الخمر يؤدي إلى انخفاض الشهوة الجنسية على المدى الطويل, وإلى اضطرابات في القذف عند الكحوليين المدمنين.

- معلبات الأطعمة المحفوظة: وفقاً لدراسات حديثة فقد تبين أن المادة التي يطلى بها المعلبات من الداخل لها تأثيرات مشابهة للهرمونات الأنثوية, فهي لها تأثير سلبي واضح على خصوبة الرجال، فإذا كان لابد من الأغذية المحفوظة فلتكن التي تحفظ في الأوعية الزجاجية لا المعلبات.

- التلوث: يؤثر التلوث الحاصل في الجو المحيط والمياه على الخصوبة لكلا الجنسين, حسبما افادت دراسات متخصصة في هذا المجال.

المهن وتأثيرها على الخصوبة:
- الجو الحار في العمل له تأثيره الواضح على خصوبة الرجال بالذات , فبعض الحرفيين مثل الخبازين والطباخين وعمال ومهندسي مصانع الحديد وما يشابهها والذين يتعرضون لمصادر حرارية شديدة قد تضر بخصوبتهم وعليهم إتخاذ تدابير وقائية خاصة لذلك.

- الجلوس الطويل في المكتب أو في السيارة يسبب مشاكل في الخصوبة ويسببان التاخير في الإنجاب.

- التعرض للمعادن وبعض الأدوية : مثل الرصاص , الكاديوم , الزئبق .

- ساعات الدوام : النساء اللاتي يعملن في المهن ذات الدوام المتغير أو الدوام الليلي تكثر عندهن الاضطرابات في الدورة الشهرية ما يؤثر على خصوبتهن.
شارك الخبر